القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

تغرب 12 عامًا.. صدمة عائلة المصرى ضحية انفجار بيروت (صور)

قبل 12 عاما، حَمل رشدي رشدي حقيبته الصغيرة ومعه عدد من الصغار والرجال متجهين إلى المطار لشدّ الرحال إلى لبنان، وكان عمره حينها 12 عامًا، لم يكن الأمر غريبًا فقد فعل مثله العديد من شباب وصغار القرية التي كان يقطن بها قبل فقدانه حياته إثر حادث الانفجار المدوي في مرفأ بيروت.

تغرب 12 عامًا.. صدمة عائلة المصرى ضحية انفجار بيروت (صور)

كان "رشدي" 24 عاما من قاطني قرية نبا أبوالصير القريبة من مركز سمنود، يريد أن يجني أكبر قدر من المال خلال السنوات التي قضاها في الغربة بعيدًا عن ذويه، الذين طالما انتظروا لحظة عودته إلى المنزل.

"الدستور" زارت قرية الشاب المتوفي في حادث لبنان، والتقت ذويه بعد سماع خبر وفاة ابنهم مباشرة، فقد قضوا الليلة السابقة دون دراية منهم بحقيقة الأمر، وهذا بسبب عدم العثور على جثة الشاب إلّا في اليوم التالي من الحادث.

في البداية أعرب محمد رشدي، شقيق الشاب عن حزنه الشديد على فراق شقيقه الأصغر، خاصة أنه قضى معه سنوات عدة في المكان الذي شهد الحادث، موضحًا أن هناك شقيقا آخر لهم في لبنان، لكنه نجا من الحادث ويشرف حاليًا على إجراءات نقل أخيه إلى مصر.

"آخر مرة كلّمنا في أول يوم العيد"، قال "محمد" إن شقيقه المتوفى كان يعمل في شركة إكسسوارات داخل بيروت، والسبب الرئيسي وراء غيابه طوال هذه الفترة، هو عدم حصوله على أوراق رسمية تثبت إقامته في لبنان.

تقابلنا أيضًا مع والد المتوفى الذي بدا عليه علامات الانكسار، ولم يتحدث سوى عن إخفاء خبر وفاة الشاب على والدته خوفا عليها من فقدان وعيها بعد سماعه، موضحا أن ابنه اختفى من الساعة الخامسة فجرًا بعد الحادث إلى الساعة الثانية ظهرًا في اليوم التالي.

"عرفنا الخبر من على الإنترنت، وأخوه فِضل يدور عليه هناك لحد ما عرف إنه مات"، هكذا أوضح والد الشاب المتوفي أن ابنه الآخر يتابع معه الأحداث باستمرار عبر الهاتف، معبرًا عن الألم الشديد الذي تعرض له بسبب معايشته للحادث وفقدان شقيقه الأصغر.

في الوقت الذي أكد فيه عدد من الأهالي المتواجدين بالقرب من منزله أن الراحل عندما كان يصل إلى القرية كان دائم السؤال على الجميع، الصغير والكبير يحبه، بجانب أنه كان دومًا سباقًا لفعل الخير، وكان يساند المحتاجين ولا يتأخر على أي شخص يطلب المساعدة.

وأكدت سيدة أربعينية وهي متأثرة بحديث المتواجدين، أنه كان دومًا يسأل على بناتها ويساعد بما يستطيع أن يقدر عليه، منوهة إلي أن الخير موجود في القلوب، والراحل كان قلبه عامرًا بالحب والمودة وصلة الأرحام، مطالبة الجميع بأن تكون جنازته مهيبة ويحضرها من يستطيع للدعاء له، ومساندة أهله المكلومين.

الدستور
06 اغسطس 2020 |