يكتنف الكنيسة القبطية الارثوذكسية العريقة بين الوقت والآخر مخاطر تأتى من داخلها ، كثيرا ما تهدد وحدتها وتماسكها.
هجوم ممنهج ، غير مبرر وغير مقبول ، على قداسة البابا تاوضروس الثانى خليفة مار مرقس الرسول بابا المدينة العظمى الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
المشهد الذى جعل مجتمع الكنيسة الروحى النقى ، لا يختلف كثيرا عن مجتمعات العالم بكل مفاهيمها المادية والسلطوية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يسعى فيه قداسة البابا ، السير قدما فى درب الفكر الآبائى السليم ، فى ظل رعاية أبوية حكيمة واعية ، لأقدم كنائس العالم.
لقد أختارت العناية الالهية قداسة البابا تاوضروس الثانى والذى يعنى اسمه ( عطية الله ) فكان بالفعل هبة وعطية ممنوحة لنا من السماء ، ليتسلم المسئولية فى ظروف بالغة الصعوبة ، كان يمر بها الوطن فى ذلك الحين.
ليكون الشخص المناسب فى المكان المناسب فى الوقت المناسب.
ويعبر غبطته مع الآباء الموقرين الاساقفة الاجلاء أعضاء المجمع المقدس ، وبإرشاد الروح القدس ، بالكنيسة من النفق المظلم الى النور والرحب والسعة.
مؤكدا للعالم كله فى نفس الوقت ، ان الانتماء للوطن ، والمواطنة الاصيلة ، ليست مجرد شعارات جوفاء ، لكنها أفعال وحياة يعيشها غبطته على أرض الواقع ، له حس وادراك وطنى أبائى عظيم سيشهد له التاريخ بكل الفخر .
عرفنا قداسة البابا راعيا وخادما أمينا للكنيسة القبطية الارثوذكسية ، التى يزهو بها أمام شعوب الدنيا.
مخلصا ، محبا ، وفيا ، لمصر العظيمة ، الذى يفخر ويتباهى بها أمام كافة المحافل الدولية.
عرفناه متواضعا محبا لكل الناس ، حتى كل من يهاجمونه بدون وجه حق ، يحبهم ويصلى من أجلهم.
إن كل ما يقوم به قداسته ، يؤكد ان الكنيسة مازالت وستظل تحيا بنفس الروح الآبائية الاصيلة الراسخة.
ساعيا لأسترجاع روح الوحدة بين كنائس العالم ، الوحدة التى تؤدى الى قوة وترابط الكنيسة فى العالم ، فى زمن كم نحن فى أشد وأمس الحاجة لتلك القوة والتماسك والترابط ، للتصدى لدنيا الشروالانحراف ، الذى ينال من كنائس العالم يوما بعد الآخر.
واننا نؤكد بكل الثقة واليقين أن عصر الآباء ، سيظل ممتدا عبر الازمان ، وليس هناك اسما من آباء الكنيسة يمكن ان نظن ان عصر الآباء قد توقف عنده.
وان حق المسيح على كنيسته قوى كالصخر ، كل من حاول النيل منها يكون هو الجانى على نفسه ، فإن هو سقط على الصخر سيتهشم ، وإن سقط الصخر عليه سيسحقه.
اننا نعلن بكل الثقة واليقين ، خضوعنا الكامل ، ودعمنا المطلق، وتعضيدنا بلا حدود ، لقداسة أبينا المحبوب قداسة البابا تاوضروس الثانى فى كل خطواته الواعية الحكيمة فى قيادة الكنيسة القبطية الارثوذكسية ، رافعين أيادينا بالصلاة لكى يرشده الروح القدس فى خدمته الشاقة والمسئوليات الصعبة ، وأن يحفظ الله حياته لنا سنينا كثيرة وأزمنة هادئة سالمة.
واثقون كل الثقة واليقين ان الرب عن يمينه دوما يرشده ويقوده فى موكب نصرته