يحتفل الأقباط في صلواتهم بالكنائس، اليوم الخميس، وفقًا لـ "السنكسار الكنسي"، بتذكار وفاة القديس يوحنا المعروف بـ"صاحب الإنجيل الذهب" والشهير بـ"يوحنا الكوخي".
و"السنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الخميس، 16 أبيب لعام 1736 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنَّه في مثل هذا اليوم توفي القديس يوحنا المعروف بأنه "صاحب الإنجيل الذهب".
وبحسب السنسكار، ولد هذا القديس بمدينة القسطنطينية من أب فاضل اسمه "أتروبيوس" من قادة الجيش، وتربى يوحنا في أحضان الترف لكنه كان ميالاً لحب الفضيلة ومداومة التردد على الكنيسة، وبناء على طلبه أحضر أبوه له إنجيلاً موشى بالذهب والجواهر الكريمة.
ويذكر السنكسار، أنه في أحد الأيام حضر راهب من أحد الأديرة المطلة على نهر الفرات واجتاز القسطنطينية قاصداً زيارة الأماكن المقدسة بأورشليم، وكان يوحنا ابن
اثنتي عشرة سنة، فسأل الراهب عن مكان ديره وطريقة حياة الرهبان فيه، فاشتاق لحياتهم، وعند عودة الراهب من أورشليم اصطحب معه يوحنا سراً دون علم والديه ومضى إلى
الدير، فحزن والداه لفراقه وبذلا الجهد في التفتيش عنه طويلاً فلم يجداه، أما "يوحنا" فلبس الشكل الرهباني وأجهد نفسه في أصوام كثيرة ونسك زائد إلى أن نحف جسمه.
ويشير السنكسار، إلى أن "يوحنا" لما أمضى سبع سنوات بالدير، عاد إلى منزل والديه، متنكراً في ثياب رثة، وعند وصوله إلى ناحية البيت رآه خدم أبيه وهو نائم على حجر أمام البيت، فسألوه من أنت؟. فأجابهم
قائلاً:"أنا إنسان فقير وعرفت أن سيدكم يترفق بالفقراء، وأرجو منه أن يسمح لي أن أعمل كوخاً في فناء بيته لأسكن فيه"، فوافق والده على بناء الكوخ، ولم يعرف أحد شخصه لأن الصوم والتقشف وثيابه غيرت هيئته،
وظل مواظباً على الصلاة في الكوخ والكنيسة، ولما دنت وفاته استدعى والديه وطلب منهما بإلحاح أن يعطوه وعداً بأن يدفناه في كوخه ويكفناه بنفس ثوبه، ثم أظهر لهما الإنجيل الذهب، فعرفا أنه ابنهما، وبعد ذلك توفي ونفذا وصيته.
ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "13 شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.