القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

«5G».. بقلم الأنبا إرميا

بقلم الأنبا إرميا

تساؤلات كثيرة ترددت عن مدى التأثير السلبىّ لشبكات الجيل الخامس فى حياة البشر، التى يشهد العالم بَدء استخدامها. وسريعًا أعرض لما ذُكر عن مميزات شبكات الجيل الخامس وعيوبها. بدايةً،

«5G».. بقلم الأنبا إرميا

علينا أن ندرك أن شبكات الجيل الخامس تعمل بنطاق الموجة الراديوية القصيرة، لا الطويلة مثل 4G. وللموجة القصيرة مشكلتان: الأولى أنها تغطى مسافات قصيرة، والثانية أن أىّ حاجز، طبيعى أو

صناعىّ، يمكنه قطعها بسهولة، بل إن الأمطار تستطيع امتصاصها. ولتفادى ذٰلك يجب إنشاء مزيد من هوائيات (موزعات لاسلكية) تكون أصغر حجمًا، وأكثر قربًا بعضها من بعض، وأعلى قدرة على نقل

البيانات. فنجد فى تقنيات الجيل الرابع أن شبكات الهاتف المحمول والـWi-Fi كانت تعتمد على ترددات منخفضة من 400 ميجاهرتز إلى 6 جيجاهرتزات، وكذٰلك أبراج الاتصال كانت على مسافات بعيدة وبكثافة

قليلة؛ ومن ثَم عمِلت ضمن حيز الترددات الآمن، ولم تكُن منتشرة بكثرة. لٰكن مع ظهور تقنيات الجيل الخامس تصل الترددات المستخدمة إلى 60 جيجاهرتز، متطلبةً انتشارًا كثيفًا لأبراج الاتصال ونقاطه، مع طاقة عليا.

وتتميز شبكات الجيل الخامس بأن بنيتها التحتية أقل بكثير، وتدعم اتصال عدد أكبر من الأجهزة ليصل إلى 100 مليار جهاز بالعالم، مع سرعة هائلة فى نقل البيانات، وتحميل أفلام عالية الجودة فى ثوانٍ معدودات. أيضًا إمكانية إجراء العمليات الجراحية عن

بعد، وتعزيز استخدام إنترنت الأشياء الذى يتصل فيه المنزل بالحاسوب، والهاتف بالسيارة، وساعة اليد بنظام الدولة الصحىّ، مع استهلاك أقل للطاقة. كما ذُكر أن فى شبكات 5G لن يكون ثَمة احتياج إلى أىّ نوع من الوصلات سواء للهاتف أو للسيارة أو للحاسوب.

أما ما ذُكر عن أخطار 5G، فهو يرتبط بما تصدره من موجات كهرومغناطيسية بترددات وطاقات عالية تمثل خطرًا على الإنسان؛ لأنه حين يصير تردد الموجات أعلى من تردد معين وبطاقة عالية تصطدم الموجات بالحمض النووىّ للإنسان؛

فتُحدث فيه تغييرات تؤدى إلى الإضرار بالجسم ورفع نسبة إصابته بالسرطان؛ فمثلاً ما تسببه الأشعة فوق البنفسجية من احمرار والتهاب لجلد الإنسان عند تعرضه لها مدة طويلة دون حماية هو نتاج تأثيرها السلبىّ فى الحمض النووى.

وأضع هنا ما أدلى به عميل فيدرالىّ عن تأثير شبكات الجيل الخامس: اسمى والتر بَيبيُوك، وأنا عميل فيدرالىّ متقاعد. أخبركم أن نشر الـ5G ليس نشرًا لخاصية جديدة، بل هو انتشار عسكرى؛ أقول ذٰلك لأن الـ5G

قد وُصفت فى وسائل الإعلام على أنها نظام سلاح، وقد سُمِّى Active Denial System. عندما بدأت أرى ما يحدث بعد تقاعدى أُصبت بذهول: هواتفكم تعمل على مدًى من 24 إلى 64 الجيجاهرتز فى مجال الطيف. أما نظام 5G، فسيعمل

على مدًى أضخم بكثير، وسيبدأ فى الارتفاع حتى يقترب من مجال الموجات المرئية وأشعة جاما وأشعة X. وكما نعرف جميعنا، فإنه يجب عدم الاقتراب من أشعة X خلال 24 ساعة سبعة أيام، وهٰذا ما سوف تؤديه أبراج الاتصال!!

لا أدرى ما رأيكم، لٰكن عن نفسى لا أريد أن يوضع جهاز نقل فوق عمود كهرباء أمام بيتى، وله قابلية عسكرية، ويسبب ضررًا عصبيًّا وحيويًّا!! إنه يُستخدم فى السيطرة على الحشود، ويُطلق على

الجنود بميدان القتال، فهل تريدونه أمام منازلكم؟! لا، لا أظن. لقد منعت إسرائيل نظام 5G والـWi-Fi فى مدارسها، وأيضًا فرنسا منعت نظام 5G والـWi-Fi فى مدارسها، وفى مدينة سان فرانسيسكو، رُفعت

قضية من الأهالى المعارضين الذين ذكروا أنهم لا يريدونه. كذٰلك تتخذ مدينة سانتا روزا إجراءات لمنع 5G، وتحاول ولاية هاواى ـ وَفقا لتقارير الإعلام ـ أن تمنع نظام 5G؛ لذا أعتقد أن علينا

جميعًا واجبًا رسميًّا لحماية عائلاتنا وأطفالنا؛ فكل التقارير التى قرأتها تقول إنه (أى نظام 5G) يضر حقيقةً بصحة الأطفال. بعض التقارير التى قرأتها تقول: إنه بعد ثلاثة أجيال، طفل من كل 8

أطفال لن يعانى تلفًا فى الحمض النووىّ والأجهزة التناسلية: ما يعنى أن 7 أطفال من كل 8 مولودين سوف يعانون تلفًا فى الحمض النووىّ كافيًا لأن يصيرهم غير أصحاء!! لذا فالمشكلة الحقيقية هى: ما

الذى نفعله بمستقبلنا؟ يجب أن تدركوا جيدًا أن (شركتَى التأمين) Lloyds of London وSwiss Re لا تؤمِّنان (من أخطار) 5G!! هٰذا يضع كل من كان فى منصب عام أمام خطورة مسؤوليته الشخصية.. (أ.هـ)، و... وفى مِصر الحلوة الحديث لا ينتهى!

* الأسقف العام

رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى

الأنبا إرميا - المصرى اليوم
15 يوليو 2020 |