القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

في ذكراه.. قصة "إبراهيم الجوهري" الملقب بسلطان الأقباط

يحتفل الأقباط الأرثوذكس، اليوم الثلاثاء، بحسب "السنكسار الكنسي"، بتذكار وفاة المعلم إبراهيم الجوهري، رئيس كتاب القطر المصري، وهي أسمى الوظائف الحكومية في عصر المماليك في القرن الثامن عشر الميلادي، وتعادل رتبة رئاسة الوزارة، وأطلق عليه لقب سلطان الأقباط.

في ذكراه.. قصة "إبراهيم الجوهري" الملقب بسلطان الأقباط

"والسنكسار"، هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.

فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الثلاثاء، 25 من شهر بشنس لعام 1736 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنه في مثل هذا اليوم عام 1795 ميلادي توفي المعلم إبراهيم الجوهري.

وبحسب السنكسار، نشأ هذا الرجل في القرن الثامن عشر للميلاد، من أبوين فقرين متواضعين، وكان اسم والده يوسف جوهري وكانت صناعته الحياكة في بلدة قليوب، وتعلم إبراهيم القراءة والكتابة والحساب في "كتاب البلدة"،

واشتهر منذ حداثته بنسخ الكتب الدينية وتقديمها إلى الكنائس علي نفقته الخاصة وكان يأتي بما ينسخه من الكتب إلى البابا يوحنا الثامن عشر البطريرك السابع بعد المائة الذي تولي الكرسي البابوي خلال الفترة من (1769 1796 ميلادي).

ويضيف السنكسار: "إنه لفتت أنظار هذا البابا كثرة الكتب التي قدمها إبراهيم الجوهري وكثرة ما تكبده من النفقات في نسخها وتجليدها فاستفسر منه عن موارده فكشف له إبراهيم عن حاله فدعى له البابا وتوثقت العلاقات بعد ذلك بينهما".

وتابع السنكسار: "التحق إبراهيم في بدء أمره بوظيفة كاتب لأحد أمراء المماليك ثم توسط البابا لدي المعلم رزق رئيس الكتاب وقتئذ فأتخذه كاتبا خاصا له واستمر في هذه

الوظيفة إلى أخر أيام علي بك الكبير الذي ألحقه بخدمته، ولما تولي محمد بك أبو الذهب مشيخة البلاد اعتزل المعلم رزق رئاسة الديوان وحل محله المعلم إبراهيم فسطع نجمه من هذا

الحين، ولما مات أبو الذهب وخلفه في مشيخة البلاد إبراهيم بك تقلد المعلم إبراهيم رئاسة كتاب القطر المصري وهي اسمي الوظائف الحكومية في ذلك العصر وتعادل رتبة رئاسة الوزارة."

ويشير السنسكار، إلى أن إبراهيم رزق بولد وبنت، وحينما اراد أن يزوج ابنه ويدعى "يوسف" توفي قبل الزواج بفترة وكان نقطة فاصلة في حياة "إبراهيم" الذي اتجه إلى تعمير الكنائس ومساعدة الأرامل

واليتامى والمساكين وتعزية الحزانى والمنكوبين، وتمكن من استصدار الفتاوى الشرعية بالسماح للأقباط بإعادة ما تهدم من الكنائس والأديرة، وأوقف الأملاك الكثيرة والأراضي والأموال لا صلاح ما خرب منها.

وبلغت حجج تلك الأملاك 238 حجة مدونة في كشف قديم محفوظ بالدار البطريركية كما اشتهر بنسخ الكتب الثمينة النادرة وإهدائها لجميع الكنائس والأديرة، وهو أول من سعي في إقامة الكنيسة

الكبرى بالأزبكية ولكن عاجلته المنية قبل الشروع في بناء الكنيسة فأتمها أخوه المعلم جرجس الجوهري، وأنشاء كنيسة صغرى باسم الشهيد مرقوريوس أبي سيفين بجوار كنيسة العذراء الكبرى

بحارة زويلة، وقام بتجهيز أصناف الميرون أحد أسرار الكنيسة السبع- ومواده علي حسابه الخاص وأرسلها بصحبة أخيه المعلم جرجس إلى البابا، وقام أيضا بتجديد مباني كنيسة العذراء المغيثة بحارة الروم.

وأوضح السنكسار، أنه حينما انقلب المماليك على بعضهما وحضر لمصر حسن باشا قبطان موفدا من الباب العالي وقاتل إبراهيم بك شيخ البلد ومراد بك أمير الحج اضطرهما للهرب إلى أعالي الصعيد ومعهما إبراهيم الجوهري وبعض الأمراء وكتابهم ودخل قبطان باشا القاهرة واضطهد المسيحيين ومنعهم من ركوب الدواب المطعمة ومن استخدام المسلمين في بيوتهم ومن شراء الجواري والعبيد.

وألزمهم بشد الأحزمة وتسلط العامة عليهم فاختبئوا في بيوتهم وكفوا عن الخروج أياما وأرسل يطلب من قاضي القضاة إحصاء ما أوقفه المعلم إبراهيم الجوهري علي الكنائس والأديرة

من أطيان وأملاك، وجمع كل مقتنياته واملاكه وقام ببيعها في مزاد علني واستغرق بيعها عدة أيام لكثرتها، قبل أن يتم استدعاء حسن باشا من الاستانة ويعود بعدها كل من إبراهيم

بك ومراد بك إلى منصبيهما ودخلا القاهرة في 7 أغسطس سنة 1791 م، وعاد المعلم إبراهيم الجوهري واستأنف عمله وعادت إليه سلطته ووظيفته ولكنه لم يستمر أكثر من أربع سنوات حتى توفي.

وأطلق عليه الناس لقب سلطان الأقباط، كما دل علي ذلك نقش قديم علي حجاب أحد هياكل كنائس دير الأنبا بولا بالجبل الشرقي، والكتابة المدونة علي القطمارس المحفوظ في هذا الدير أيضا.

ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "ثلاثة عشر شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.

و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.

الوطن
02 يونيو 2020 |