القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

طور سيناء.. قصة محبة وتسامح بين الأديان

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن طور سيناء تعد المجمع الثالث للأديان بسيناء، الأول الوادى المقدس طوى بسانت كاترين والثانى جزيرة فرعون بطابا لوجود الكنيسة البيزنطية والمسجد داخل قلعة صلاح الدين والثالث طور سيناء.

طور سيناء.. قصة محبة وتسامح بين الأديان

وقام نعوم بك شقير بحصر سكان الطور عام 1905 حين زيارته لها مؤكدًا أنهم 300 شخص نصفهم مسيحيون على مذهب الروم الأرثوذكس وهم سكان مدينة الطور نفسها والنصف الآخر مسلمون وهم سكان منطقة الكروم بالطور.

وقال إن المسيحيين هم أحفاد القائمين على أمر الدير وموظفيه،ويعملون فى تجارة الحبوب والمأكولات والأقمشة مع البدو وأهم أسرهم أسرة عنصرة التي جاءت من القدس وأسرة براميلى وغرغورى وبولس. أمّا المسلمون فهم أحفاد العساكر الذين كانوا يخفرون قلعتها والبحارة الذين جاءوا من السويس ولا يزال أكثرهم حتى الآن يعملون فى صناعة السفن بالطور وأهم أسرهم أسرة موسى راضى.

وقال إن جامع الجيلانى أو الكيلانى قام ببنائه عامل بناء مسيحى هو بنيوتى جريجورى الذى ولد عام 1840 ومات عام 1940،وكان مقام الشيخ الجيلانى موجود قبل بناء المسجد،

ويقال إن الشيخ الجيلانى جاء من السعودية وكان ثلثا المسجد تقريبًا داخل البحر. ثم انحسرت المياه وهو جامع صغير بمنارة بنى فى عهد الخديو توفيق وقد ضم مقامًا قديمًا

للشيخ الجيلانى وتولى الخديو محمد توفيق بن إسماعيل (1297- 1310هـ / 1879 إلى 1892م) وأهم ما حدث فى سيناء فى عهده هو تحول طريق الحج من الطريق البرى إلى الطريق البحرى عام (1301هـ / 1884م) .

وأوضح أن منازل الكيلانى طراز فريد من المبانى التى بنيت بالكامل من الأحجار المرجانية لتوافرها بكثرة فى هذا الموقع وقد دخلت هذه الأحجار فى أبنية عديدة بسيناء منها الفرضة البحرية بميناء دهب التى تعود لعصر الأنباط بسيناء في القرن الثانى والأول قبل الميلاد.

وكذلك فى بناء قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا التى تعود لعام 566هـ / 1170م وقلعة نويبع التى تعود لعام 1893م ولكنها استخدمت على نطاق واسع بمنازل الكيلانى ومنها استمدت تفردها فى سيناء ومصر كلها.

وأشار إلى أن منازل الكيلانى تقع على ساحل خليج السويس بمدينة طور سيناء وقد بنيت عام 1826م فوق الموقع القديم للفرضة البحرية الخاصة بميناء الطور من العصر المملوكى واستخدمت هذه المنازل لسكن عمال الميناء فيما بعد والصيادين وأسرهم.

وتم إخلاؤهم منها عام 2000 بعد تسجيل الموقع كـ تل أثرى بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1150 لسنة 1996 وتعويضهم بمساكن بالكيلانى الجديدة التى تكفلت ببنائها البعثة اليابانية واستخدمت هذه المنازل بعضها قناصل للدول الأوروبية ومنازل للأسر المسيحية وأسر المسلمين الذين كانوا يقطنون طور سيناء ويتعايشون فى محبة وسلام تعايشا حضاريا تشهد به كل منطقة بسيناء خاصة ومصر عامة.

صدي البلد
24 يونيو 2019 |