القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

الأب "جوستاف كورتوا" يضع الروشتة الناجحة لتربية الأطفال

الاهتمام بأن يُدرك الطفل أن الصلاة هى الحديث الودّى مع الله

ضم الأيدى والنظر إلى المذبح وغلق عيوننا.. هيئة خارجية ضرورية للصلاة

الأب "جوستاف كورتوا" يضع الروشتة الناجحة لتربية الأطفال

التحدث بصيغة المفرد حتى يُدرك الطفل أنه هو الذى يتحدّث إلى الله

يتناول كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال، للأب جوستاف كورتوا، وترجمة القمص لويس نصري، فى الفصل الـ18 منه، موضوع مهارة تعليم الصلاة للأطفال، ويقول المؤلف: تقوم رسالتك فى جذب الأطفال إلى يسوع المسيح، ليكون حيًا فى كيانهم الواقعي، فأنت لم تفعل شيئًا، إن كانوا يعتبرون يسوع شخصًا بعيدًا عنهم، أو فكرة مُبهمة، لا يلمسونه فى واقع حياتهم.

ويضيف: يلزم أن يكون يسوع الصديق الأكبر لكلّ طفل، يحسّون أنه يعرف ويُحبّ كلّ واحد منهم شخصيًّا، ويُريد من كلّ منهم أن يتحدّث إليه قلبًا إلى قلب.

وتابع: اهتمّ كثيرًا بأن يُدرك الأطفال، أن الصلاة هى الحديث الودّى مع الله، كما وصفها المعلّمون الروحيّون، وللتحدّث مع شخصٍ ما، يلزم البدء بالنظر إليه، ولذا يلزم، قبل بدء الصلاة، أن نجعل الأطفال فى حضرة الله الذى سيتكلّمون معه.

وزاد: اهتمّ جيّدًا بهيئة الأطفال الخارجيّة: إننا سنتحدث إلى الله، إنه ينظر إلينا، فلنضمّ أيدينا، (أو فلنضمّ ذراعينا)، ولننظر إلى المذبح، ونغلق عيوننا، لنرى يسوع بقلبنا.

وتابع: فلتكن الصلوات الجماعيّة بصوتٍ هادئ، ودون صُراخ. لا تكن سريعة ولا بطيئة، وليتخلّل كلّ مقطعٍ وقفةً وجيزة من الصمت. لا مانع من المُغالاة فى هذه الوقفات فى البداية للتعلم، وإذا تطلّب الأمر، لا تتردّد فى مراجعة الصلاة، إن كانت غير مُتقنة.

لا تجعل الأطفال يتلون أبدًا صلاة، لم تشرحها لهم قبل ذلك.

لا تجعل الأطفال يتلون صلوات طويلة أكثر من اللاّزم. سوف يتعبون ويفقدون رغبة الصلاة.

فى صلاة المسبحة، لا ينبغى أن تجعل الأطفال، حتّى سنّ الثانية عشرة، يتلون أكثر من سرّ واحد فى المرّة الواحدة.

من أحسن الوسائل للصلاة أن تجعل الأطفال يردّدون معًا، بصوت عالٍ، بعض النوافذ والابتهالات القصيرة، التى تُناسب مفهومهم وسنّهم. مثلًا:

يا يسوع إننــــا نسجــد لـك يا يسوع إننا نؤمن بك

يا يسوع نحن نعلم أنك هنا يا يسوع نحـــن نحبـّك

يا يسوع نُريد أن نحبّك أكثر يا يسوع اجعلنا مُطيعين

يا يسوع أعطنا الشجاعــة يا يسوع بــارك والــدينا

وتناول الكتاب كيفية أن يعتاد الأطفال على الصلاة الشخصيّة، من خلال استعمال الأسلوب التالي:

- اطلب من الأطفال أن يغمضوا عيونهم، أو يضعوا الرأس بين اليدين، واجعلهم يُدركون بالكفاية أنهم بحضرة الله الذى يسمعهم، حتّى إذا كانوا لا يتكلّمون. ثُمَّ اجعلهم يردّدون بصوتٍ خافتٍ الصلاة التى تقولها أنت على لسانهم.

- وتكلم بصيغة المفرد، ليُدرك الطفل أنه هو الذى يتحدّث إلى الله. قُل مثلًا: يا يسوع أنت تعلم أنّى أحبّك، وأريد أن أحبّك أكثر فأكثر، أرجوك أن تُساعدنى حتّى لا أغضبك أبدًا.

- توقّف الوقت المناسب بين كلّ جملة، حتّى يستطيع الأطفال أن يردّدوا الصلاة بصمتٍ وهدوء.

ويحسُن التزام الصمت من حينٍ لآخر، لتجعل الطفل يتكلّم مع يسوع بأسلوبه الشخصىّ. والمهمّ أن يشعر الطفل أن صلاته نابعة من قلبه، وليست ألفاظًا يردّدها دون إحساس أو شعور بمعانيها.

ويمكن أن تقول لهم أحيانًا: إننا لن نطلب شيئًا. لكنّا سنحاول أن يشعر يسوع بمقدار حبّنا له، أو نُريد أن نجعل يسوع مسرورًا منّا، بأن نقوم بعملٍ يُرضيه. ماذا سنعمل؟ فلنفكّر جيّدًا. وبعد فترة صمت، تقول: لا بدّ أن كلّ واحد وجد ما يُمكنه أن يُرضى به يسوع. كلّ واحد منّا سيَعد يسوع الآن، بأن يعمل بما فكّر فيه.

أهمّ ما فى الأمر، هو أن تكون صلاة الطفل نابعة من القلب، وليست فقط ألفاظًا بلا معنى. ومن المفيد أن يتعوّد الأطفال على الصلوات بلا إدراك.

ويلزم أن نُراعى المنطق فى الصلاة، فالطفل حسّاس لذلك أكثر مما نظنّ. لا نعمل مثل ذلك الذى تكلّم طويلاّ عن القدّيسة تريزا، وختم قائلًا: والآن، فلنصلّ إلى هذه القدّيسة العظيمة، لتُساعدكم أن ترضوا يسوع فى كلّ شىء. وبطريقة آليّة، واصَل: السلام عليك يا مريم.

يجب التدقيق على أن يتعوّد الأطفال على تلاوة صلاة المساء. كلّ يوم فى البيت، وإن أمكن وهم جاثون (أمام السرير)، بحيث يتحوّل ذلك إلى عادةٍ راسخة، بها يختمون النهار بالحديث مع الله.

من الأهميّة العُظمى أن يُدرك الأطفال المعنى الحقيقى للقدّاس فى حياتهم. فإن كان المسيح يأتى على المذبح، ليُقدّم ذاته للآب السماوى، فذلك لكى يجعلهم يدمجون تقدمتهم مع تقدمته. وهذا ما أراده يسوع، ليفيض عليهم ثمار الفداء.

من الضرورى أن نشرح للأطفال كلّ أقسام القدّاس، إلاَّ أنه من الأكثر ضرورة أن نُبرز أهميّة التقدمة، وكلام التقديس، والمناولة.

وعند التقدمة، فليتعلّم الأطفال صلاة شخصيّة سريّة، يشتركون بها، ليُقدّموا لله أفكارهم، وأعمالهم، وتضحياتهم، ووعدهم بعمل الخير.

وعند كلام التقديس وحلول الروح القدس، يلزم تكوين الطفل على الخشوع والسجود، والاستعداد للتناول.

وفى الصلوات من أجل الأحياء والأموات، فليتعوّد الأطفال على الاهتمام بالصلاة، من أجل الأشخاص الذين تذكرهم هذه الصلوات: الكنيسة والمسئولين عنه إلخ. وليشتركوا بابتهالاتٍ خاصّة، فى الوقت المخصّص لذلك.

وبعد التناول خصّص بعض الوقت للشكر الشخصى، بحيث يكون نابعًا من قلب الطفل، بألفاظ يُعبّر عنه بنفسه.

وإن كان من المفيد أن نُساعد الطفل، بالشروحات الروحيّة أثناء القدّاس، لكن من الضرورى جدًّا ألاَّ نحرمه من الوقت الكافى ليرفع قلبه إلى الله بصلاةٍ شخصيّة. ومن المهمّ أن يكون الأطفال فى مكان يرون منه المذبح. ولا تتركهم جاثين أو واقفين وقتًا طويلًا.

وبعد نهاية القدّاس، لا تجعل الأطفال يخرجون مباشرةً متسارعين. يلزم أن يعتادوا على الاحتفاظ بالخشوع والهدوء. اجعلهم يصلّون صلاةً وجيزة، أو يرتّلون ترتيلةً مناسبة. ثُمَّ دقّق على ضرورة الحياة فى صُحبة يسوع، الذى شاركوه فى القدّاس والتناول.

لنسهر على أن تكون جميع الاحتفالات الكنسيّة مفهومة، وتزيد التقوى، وفى مستوى إدراك الأطفال، وذات تأثير فى أرواحهم وقلوبهم.

لا تجعل الأطفال يرتّلون أو يرنّمون، إلاَّ بعد أن تشرح لهم النصّ ومعانيه الروحيّة. وإلاَّ اهتمّ الطفل بالنغمة دون إدراك المعنى، فتكون الترانيم جوفاء بلا أيّة فائدة.

البوابة نيوز
25 ديسمبر 2018 |