القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

بالصور | رحلة أورشليم على خطى المسيح

بمناسبة ذكرى آلام المسيح.. تصحب وطني قراءها في جولة عبر معالم أورشليم المدينة المقدسة التي شهدت أحداث هذا الأسبوع، من خلال رحلة جديدة نجول فيها معا في الأماكن المقدسة، وصولا للصليب متذكرين الآلام من

بالصور | رحلة أورشليم على خطى المسيح

أجل خلاص البشرية.. هنا الأرض التي سقطت عليها دماء الفداء وأضاء نور القيامة حياة كل من يؤمن به، هنا المدينة التي تكلم عنها الأنبياء ومازالت تمجد في الآدب والشعر ومن خلال الطقوس التي تتوارثها الأجيال..

برغم أنها صغيرة من حيث المساحة بالمقارنة مع بلدان العالم الآخرى، لكنها وبسبب ما جرى فيها من أحداث على الصعيد الديني والتاريخي تستقطب أنظار المسكونة كلها، ويأتي إليها الحجاج والسياح ليتباركون بمقدساتها

ويتمتعون بزيارتها، سياحياً ورحياً.. فهي مدينة فريدة.. وخصوصاً عندما نتكلم عن درب الصليب.. طريق الصليب الذي يسرد آلام عظيمة تحملها السيد المسيح من أجل البشرية.. فتعجز اللغات بمصطلحاتها عن وصف هذا الدرب العظيم..

نصل إلى أورشليم حيث تقع على مسافة أربعة عشر ميلًا غربي الطرف الشمالي للبحر الميت، وعلى بعد ثلاثة وثلاثين ميلًا جنوبي شرقي يافا الواقعة على البحر الأبيض المتوسط، وعلى مسافة

ستة أميال شمال شرقي بيت لحم، وعلى بعد مئة وثلاثة وثلاثين ميلًا جنوبي غربي دمشق. ويتفاوت ارتفاع المدينة فوق سطح البحر بين 2350 قدمًا إلى 2850 قدمًا، بنيت أورشليم على خمسة تلال تكون

في مجموعها نتوءًا صخريًا يبرز في وسط أرض يهوذا الجبلية في الشمال، وتحيط بها الوديان والتلال من الجهات الثلاث الأخرى، وتحيط التلال بأورشليم من ثلاثة جوانب فإلى الشمال الشرقي

منها جبل سكوبس، وجبل الزيتون في الشرق وجبل دير أبو طور في الجنوب، ويسمى أيضًا تلّ المشورة الشريرة، ويقول عنه التقليد أن يهوذا خنق نفسه هناك، وسلسلة تلال اليهودية الرئيسية في الغرب..

هنا في أورشليم أماكن كثيرة يربطها التقليد بحوادث في حياة يسوع المسيح، فالبركة السفلية التي تحت الأرض وبالقرب من كنيسة القديسة آن (حنة) هي بركة بيت حسدا حيث شفا يسوع

المقعد (يو 5: 2-9)، وعين سلوان هي بالتحقيق بركة سلوام حيث اغتسل المولود أعمى فاستعاد بصره وفقًا لأمر يسوع (يو 9: 7)، وكان بستان جثسيماني على وجه التحقيق في المكان التقليدي

المعروف عند سفح جبل الزيتون، وتوجد أرضية مرصوفة وعليها نقوش رومانية تحت كنيسة أخوات صهيون ويحتمل أن هذا البلاط في مكان هو البلاط الذي كان يدعى بالأرامية جبّاثا حيث كان

يتخذ بعض الجنود الرومانيين مركزهم بالقرب من ساحة المحاكمة التي حاكم فيها بيلاطس السيد المسيح (يو 19: 13)، ويقول التقليد أن كنيسة القيامة مقامة فوق مكان الصلب ومكان قبر يسوع المسيح.

الناصرة:

في الناصرة، و هي الجزء الشمالي من فلسطين، فوق جبل الجليل بدأت احداث المسيح، برغم لم تكن الناصرة ذات أهمية في الأزمنة القديمة، ولذلك لم يرد لها أي ذكر في العهد القديم، فكانت حتى

ذلك الحين محتقرة (يو 1: 46)، وقد ذكرها العهد الجديد تسعة وعشرين مرة، فقد كان مسقط رأس يوسف ومريم (لو 2: 39)، وفيها ظهر الملاك لمريم ليبشرها بأنها ستكون أم المسيح (لو 1: 26)، وإليها عادت

مريم مع خطيبها من مصر (مت 2: 23)، وفيها نشأ المسيح وترعرع (لو 4: 16) وصرف القسم الأكبر من الثلاثين السنة الأولى من حياته (لو 3: 23 ومر 1: 9)، ولذلك لقب يسوع بالناصري، نسبة إليها (مت 21: 11 ومر 1:

24) ولذلك أيضًا لقب تلاميذه بالناصرين.. وكان يسوع ينمو فيها بالحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس (لو 2: 52)، ولكنه ما أن بدأ رسالته حتى رفضه أهلها مرتين (لو 4: 28-31 ومت 4: 13 و13: 54-58 ومر 6:1-6)..

تشتهر الناصرة بأنها أكبر مدن منطقة الجليل، وفيها عدد كبير من الأديرة والكنائس، وأشهر ما فيها دير الفرنسيسكان، وفيها أيضًا عدة مواقع تاريخية، منها العين التي كانت العذراء تتردد عليها، والموضع

الذي كان فيه بشارة الملاك للعذراء، وتسمى اليوم كنيسة البشارة، وبالقرب منها، على حافة الجبل المطل على مرج بن عامر، وقرب الكنيسة المارونية، الموضع الذي عنده أراد أهل الناصرة أن يطرحوا يسوع إلى أسفل.

كنيسة البشارة بالناصرة:

هنا في كنيسة البشارة توقفنا، و علمنا انها بنيت على أنقاض الكنيسة البيزنطية القديمة وتحمل الوجهة الرئيسية لها تمثال للمسيح الفادي، وأسفله الكتاب المقدس وبها باب يشرح قصة حياة وقيامة

السيد المسيح، وتحمل الرسومات التي تقع في الوجهة الجنوبية صور للسيدة العذراء مكتوب عليها السلام لك يا سلطانة، أما شكل الهيكل يعود إلى العصر الصليبي حيث تم تعديله ليكون جزء من الكنيسة

الكبرى، و تعرفنا أن الدرج الموجود داخل هذه الكنيسة قد قام ببناؤه الآباء الفرنسيسكان لتسهيل وصولهم إلى الهيكل، حيث توجد مخطوطة تقول هنا الكلمة صار جسداَ .. و هنا أرسل الرب الملاك إلى عذراء تدعي مريم.

كنيسة الزيارة:

ومن الناصرة نذهب إلى عين كارم وهي قرية صغيرة تقع في جبال اليهودية حيث كان يسكن زكريا واليصابات الذين انجبا يوحنا المعمدان، في بداية الطريق نجد عين ماء والتي سميت في القرن الخامس بعين العذراء، و قد سميت عين كارم لكثرة كرومها في ذلك الوقت.

هنا كنيسة الزيارة.. المكان الذي التقت فيه أليصابات بمريم.. في الفناء الخارجي لهذه الكنيسة نجد لوحات بجميع لغات العالم مكتوب عليها تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي، في هذا المكان امتلأت أليصابات بالروح القدس وظلت معها السيدة العذراء مريم 3 أشهر حتى ولدت طفلها.

كنيسة المهد:

و بعد ذلك نذهب إلى كنيسة المهد .. الكنيسة التى ولد فيها السيد المسيح، وبطبيعتها شيدت فوق المغارة التي ولد فيها، و هي عبارة عن شكل قائم الزاوية تغطيه الأقمشة

الاسبستية الحريرية الناعمة لحمايتها من الحرائق، وأرضيتها من الرخام الأبيض وتزينها الكثير من أيقونات الميلاد والقديسين، بالإضافة إلى 15 قنديلاً فضياً مضاءة بالزيت

تنير المكان ليلاً ونهاراً وهم رمز للطوائف المسيحية فى العالم، وعلى يمين الناظر إلى الهيكل الرئيسي نجد المغارة التي تدعى مغارة المجوس حيث كان المذود الذي وضع فيه الطفل يسوع..

وفي أخر المغارة نجد باب يؤدي بنا إلى مغارات عديدة تحت الأرض للمسيحيين الذين أرادوا دفنهم بالقرب من الأماكن المقدسة، ويفتح هذا الباب خلال الاحتفالات الدينية اللاتينية فقط، وتعتبر كنيسة المهد أو الميلاد هي الأولى بين الكنائس الثلاثة التي بناها الإمبراطور قسطنطين في القرن الرابع الميلادي حين أصبحت الديانة المسيحية الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية.

أريحا.. وبيت زكا العشار

وصلنا الآن إلى أريحا والحقيقة أريحا ليست من الأماكن التي ترتبط بأسبوع الآلام، لكن تكمن شهرتها فى كونها المدينة التي شفى فيها السيد المسيح برتيماوس الأعمى والتي دخل فيها بيت زكا العشار. وتقرأ قراءة إنجيل لوقا

(لوقا 19: 1 10) التي تروي قصة زكا باكر يوم أحد السعف: ثم دخل واجتاز في أريحا. وإذا رجل اسمه زكا وهو رئيس للعشارين وكان غنيا وطلب أن يرى يسوع من هو ولم يقدر من الجمع لأنه كان قصير القامة، فركض متقدمًا وصعد إلى جميزة لكي

يراه لأنه كان مزمعًا أن يمر من هناك، فلما جاء يسوع إلى المكان نظر إلى فوق فرآه وقال له يا زكا أسرع وانزل لأنه ينبغي أن امكث اليوم في بيتك، فأسرع ونزل وقبله فرحًا، فلما رأى الجميع ذلك تذمروا قائلين أنه دخل ليبيت

عند رجل خاطئ، فوقف زكا وقال للرب ها أنا يا رب أعطي نصف أموالي للمساكين وأن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف، فقال له يسوع اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضًا ابن إبراهيم، لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك.

جبل الزيتون:

جبل الزيتون.. محطة هامة في رحلتنا.. فهو جبل يطل على أورشليم ويمتد إلى الجهة الشرقية للمدينة، يفصله عن سور المدينة القديمة منخفض ضيق وجدول قدرون، يرتبط جبل الزيتون بكثير من أحداث ونبوات العهدين القديم والجديد..

في العهد القديم شهد هذا الجبل هروب الملك داود باكياً من وجه ابنه ابشالوم الذي استولى على مُلك أبيه، أيضا كان الجبل هو مكان المرتفعات التي بنى عليها الملك سليمان مذابح للآلهة الغريبة الخاصة بزوجاته العديدات..

أما في العهد الجديد، زار السيد المسيح مرات عديدة جبل الزيتون أو مر به أثناء عبوره لأورشليم خاصة من بيت عنيا التي تقع على السفح الشرقي للجبل والتي كان يقطن بها أحباؤه لعازر ومرثا ومريم.. و يحدثنا الإنجيل عن ثلاث محطات مهمة في الأسبوع الأخير من حياة الرب يسوع على الأرض تمت أحداثها على جبل الزيتون..

المحطة الأولى كانت عندما سأله التلاميذ عن نهاية العالم كما ورد فى إنجيل (متى 24 و 25.) والمحطة الثانية عند نزوله إلى أورشليم كملك ظافر يوم أحد السعف وقد توقف في رحلته إلى المدينة ليبكي عليها (لوقا 19)، أما المحطة الثالثة فكانت ليلة المعاناة في بستان جثسيماني والتي انتهت بتسليمه على يد يهوذا والقبض عليه.

ويمتد تاريخ جبل الزيتون في حياة السيد المسيح حتى صعوده إلى السماء بعد قيامته من الأموات.. و اليوم يحتوي جبل الزيتون على مزارات عديدة وإن كانت لا ترتبط جميعها بأسبوع الآلام. فهناك قبر السيدة العذراء مريم وكنيسة الصعود وكنيسة الآلام أو النزاع، وكنيسة آبانا الذي فى السموات وكنيسة دمع يسوع وبستان جثسيماني.

كنيسة دمع المسيح

هنا نجد كنيسة دمع يسوع التى بنيت حيث توقف يسوع وبكى على أورشليم. فمكتوب وَفِيمَا هُوَ يَقْتَرِبُ نَظَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَبَكَى عَلَيْهَا قَائِلاً: إِنَّكِ لَوْ عَلِمْتِ أَنْتِ

أَيْضًا، حَتَّى فِي يَوْمِكِ هذَا، مَا هُوَ لِسَلاَمِكِ! وَلكِنِ الآنَ قَدْ أُخْفِيَ عَنْ عَيْنَيْكِ. فَإِنَّهُ سَتَأْتِي أَيَّامٌ وَيُحِيطُ بِكِ أَعْدَاؤُكِ بِمِتْرَسَةٍ،

وَيُحْدِقُونَ بِكِ وَيُحَاصِرُونَكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، وَيَهْدِمُونَكِ وَبَنِيكِ فِيكِ، وَلاَ يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَرًا عَلَى حَجَرٍ، لأَنَّكِ لَمْ تَعْرِفِي زَمَانَ

افْتِقَادِكِ(لوقا 19: 41 44)، الكنيسة الصغيرة على شكل دمعة وقد بنيت فى 1953 1954 على أطلال دير بيزنطي يعود تاريخه إلي آلقرن الخامس. ورغم وجود الكنيسة الحالية على السفح الغربي لجبل الزيتون إلا

أن الوصول إليها ليس سهلا، لكن يشهد الكثير من الزوار الذين استطاعوا الوصول إليها أن الزيارة كانت تستحق التعب وذلك لجمال وهدوء المكان وأيضا للبانوراما الرائعة للجبل ولمدينة أورشليم التي تتكشف للزائر.

كنيسة النزاع:

كنيسة النزاع و قد أقيمت في البستان ببقعة معاناة المخلص.. وقد اشترك في بنائها 12 دولة، ومن هنا اُطلق عليها كنيسة جميع الأمم.. والكنيسة كاثوليكية تتبع الفرانسيسكان، وهي من أعظم ما بُني على جبل الزيتون على الإطلاق. تقع في

وادي قدرون الشرقي على سفح الجبل وتضم 12 قبة على سطحها إشارة إلى الـ 12 دولة، التي ساهمت في بنائها وقد تم إنشاؤها في 1924 بنفس الموقع الأصلي، الذي أقام فيه الملك قسطنطين في القرن الرابع كنيسة؛ لتخليد ذكرى معاناة يسوع في البستان..

وتعرضت للهدم على يد الفرس مثل جميع الكنائس في هذه المنطقة، وتم إعادة بناؤها على يد الصليبيين ثم دمرها صلاح الدين الأيوبي عام 1187.. تتمتع الكنيسة بواجهة مبهرة تعلوها لوحة موزايك فريدة تمثل السيد المسيح أثناء صلاته في بستان جثسيماني، ويمتد أمامها بستان تكثر فيه أشجار الزيتون العتيقة، التي يعتقد أنها خلفة الأشجار الأصلية التي كانت تملأ البستان قديماً.

علية صهيون:

فى رحلتنا هذا العام نتوقف عند علية صهيون بجبل صهيون.. حيث غسل السيد المسيح أرجل تلاميذه و فيه كان العشاء الأخير وهي من أهم المحطات قبل الصلب.. يطلق على هذا المكان باللاتينية كوناكولوم ويعني المكان المعد لتناول الطعام، ويعني أيضا بمعنى أوسع الطابق العلوي من البيت وهو في النص الإنجيلي يعني الطابق العلوي.

ومن الآثار المقدسة بهذه الكنيسة:

1- الباب الذى قرعه بطرس الرسول بعد أن نجاه الملاك من السجن.

2- أول جرن للمعمودية فى المسيحية.

3- مذبح كرسه القديس يعقوب أول أسقف لأورشليم وصلى فيه.

4- أيقونة أثرية للسيدة العذراء من رسم لوقا الإنجيلي.

و أكد أباء الكنيسة السريانية منذ القرون الأولى للمسيحية وخاصة القديس مار أفرام السرياني في القرن الرابع +373 على أن بيت مرقس قد نال هذا الشرف الروحي من المسيح نفسه واكتمل بحلول الروح فيه أيضا فيقول مارأفرام في إحدى

قصائده الشعرية : طوبى لك يا مقر الأبرار، لان فيك كسر الرب جسده، المكان الصغير الذي أصبح مطمح نظر العالم كله المليء منه. إن عهدا صغيرا أعطي بواسطة موسى على الجبل الجليل، وعهدا عظيما انبثق من دير صغير فامتلأت منه الأرض.

وعند أقدام جبل الزيتون وبالقرب من جثسيماني يمتد طريق متفرع إلى أربعة فروع: فرع إلى بيت عنيا وأريحا وقد بناه الخليفة عبد الملك بن مروان في القرن السابع الميلادي، والفرع الثاني يتجه عبر القمة إلى بيت فاجي وبيت عنيا، أما الفرعان الآخران فيتعرجان كثيرًا في طريقهما إلى القمة. ومن وادي قدرون إلى الأردن يمتد طريق روماني قديم.

طريق الآلام:

نستكمل رحلتنا لنصل إلى أهم محطة.. محطة طريق الآلام .. نقف في المكان الذي بلغت فيه آلام المخلص ذروتها وتم الفداء على الصليب، هنا نحن نسير في طريق الآلاِم وهو الطريق الذي سلكه السيد المسيح من باب الأسباط إلى كنيسة القيامة عندما قام اليهود بتعذيبه وصلبه، وفيه عذب وجلد وحمل صليبه طول الطريق.

طريق الآلام .. هو طريق لا يتعدى طوله عن 1كم وهو درب بين أزقه القدس القديمة سار بها الألاف من الزوار والحجاج على درب المسيح له المجد .

كما ايضاً هو الطريق التى سلكها المسيح من المحاكمة إلى جبل الجلجثه حيث تم صلبه، وهو يبدأ من باب الأسباط وينتهي في كنسية القيامة، ويحتوي الطريق على (14مرحلة) منها 9 مراحل في الطريق نفسه، 5 مراحل داخل كنيسة القيامة، وهو أيضاً طريق ملئ بالكنائس والمزارات والبازارات .

وتبدأ الرحلة من باب حطه حيث تقع المدرسة العمرية والتى تعرف تاريخياً باسم المدرسة الجاولية، وتنتهي بداخل القبر المقدس بكنيسة القيامة وكما تنقسم الطريق إلى قسمين هامين هما :

القسم الأول: وهو خارج كنيسة القيامة ويتألف من 9 مراحل

القسم الثاني: وهو يقع داخل كنيسة القيامة نفسها ويتألف من 5 مراحل

القسم الأول:

المرحلة الأولى:

وهي مقر بيلاطس البنطي، وهي ما يطلق عليها الآن المدرسة العُمرية وهو مكان مرصوف بالحجارة ويقع أسفل كنيسه راهبات صهيون، وهنا تم تتويج المسيح بإكليل من الشوك على راسه

المرحلة الثانية:

وفي هذه المرحلة حكم بيلاطس بالجلد على المسيح وسلمه للجنود، ويوجد بهذا المكان (هيكلين مقدسين).

المرحلة الثالثة:

وهو مكان سقوط المسيح على الأرض للمرة الأولى وهو حامل الصليب، ويوجد عندها كنيسة صغيرة للآرمن الكاثوليك، كما تقع عند الزاوية القائمة عند مفترق الطريقين، طريق الآلام والطريق الذي يصل بين الواد وباب العمود .

المرحلة الرابعة:

وهي تبعد على مسافة أمتار من المرحلة السابقة (الثالثة) وهو مكان لقاء المسيح مع العذراء مريم حيث يوجد (كنيسه سيدة الأحزان) كما يوجد حجراً منحوتاً على جانب الطريق يمثل السيدة العذراء البتول وأبنها يسوع .

المرحلة الخامسة:

وهي تقع عند ملتقى طريق الواد بأول الحقبة المعروفة (بحقبة المفتي) وهنا شعر السيد المسيح بثقل حمل الصليب، وسقط على الأرض فقام سمعان القيرواني بحمل الصليب معاوناً للسيد له المجد .

المرحلة السادسة:

وهو يبعد حوالي 100 متراً عن المرحلة السابقة وفي هذا المكان قامت السيدة (فيرونيكا) Vironica بمسح وجه يسوع الملطخ بالدماء وقد كافأها السيد المسيح بأن سمح بظهور صورته مطبوعه على المنديل، ويوجد في هذا المكان منزل القديسة فيرونيكا وقبرها .

المرحلة السابعة:

وهي تبعد حوالي 100 متر أخرى عن المرحلة السادسة ويوجد الشارع الذي يدعى (خان الزيت) حيث سقط يسوع على الأرض بالصليب للمره الثانية من شده التعب والألم .

المرحلة الثامنة:

وهو يقع بالقرب من الدير المعروف (بدير مارلامبوس) للروم الأرثوذكس، وهنا خاطب بنات أورشليم قائلاً لهن: لا تبكي علي بل أبكين على أبناءكن وعلى أنفسكن حيث كان يعرف مصيرهن، حيث فى سنه 70 م دمرت القدس على يد تيطس وقتل كل سكانها بأسم (خراب أورشليم ).

المرحلة التاسعة:

حيث سقوط يسوع للمرة الثالثة وهو حاملاً الصليب، وهي تقع عند دير الأقباط الأرثوذكس .

القسم الثاني :

المرحلة العاشرة :

وهي تقع داخل كنيسة القيامة وعندها تم تجريد الرب يسوع من ملابسه .

المرحلة الحادية عشرة :

وهذا المكان قد تم فيه دق المسامير فى يدي ورجلي المخلص عند الجلجثة .

المرحله الثانية عشرة:

حيث صلب رب المجد يسوع المسيح، وعندها قد مات الرب على خشبة الصليب، ويوجد هيكل اليونان الأرثوذكس في هذا المكان .

المرحلة الثالثة عشرة :

وهنا حيث أنزل جسد رب المجد يسوع المسيح من على الصليب ووضع على حجر وتم لفه في الأكفان .

المرحلة الرابعة عشرة :

بعد تكفينه أودعه نيقيمودوس في القبر المقدس وكان قبراً جديداً لم يوضع فيه أحد من قبل.

وبعدها قام رب المجد من الأموات

على هذا الدرب هنا كنيسة القيامة أهم المواقع المسيحية، حيث بنيت فوق موقع صلب وقيامة السيد المسيح، بنيت الكنيسة الأصلية عام ثلاثمئة وستّة وعشرين ميلادي على يد الإمبراطور قسطنطين ووالدته هيلانة.

منذ ذلك الحين دمرت الكنيسة جزئيا أكثر من مرة، وأعيد ترميمها، دمرت الكنيسة لأول مرة عندما اجتاح الفرس مدينة القدس عام ستمئة وأربعة عشر ميلادي، ولكن أعيد ترميمها عام ستمئة وثمانية عشر بعد انتصار الإمبراطور هرقل على الفرس.

يقع في داخل مبنى الكنيسة المراحل الخمس الأخيرة لدرب الصليب، حيث يشمل المرحلة العاشرة عندما عرى يسوع من ثوبه، وهنالك يمكن للزائرين النظر إلى داخل الكنيسة الكاثوليكية من خلال نافذة في المكان، والمرحلة الحادية عشرة حيث سمر يسوع على الصليب في الجلجلثة، وهناك كنيسة كاثوليكية تشير إلى المكان الذي قام فيه أحد جنود الرومان بدق يدي وقدمي يسوع المسيح بالمسامير على الصليب.

يوجد في مكان الصلب (الجلجثة) مذبح للروم الأرثوذكس حيث وقعت أحداث المرحلة الثانية عشر من صلب المسيح ومن ثم موته على الصليب، أما مكان المرحلة الثالثة عشر حيث تم إنزال جسد المسيح عن الصّليب بينما وقفت مريم العذراء قريبة منه، ويوجد مذبح تابع للآباء الفرنسيسكان ليجسد مكان هذه المرحلة، بينما يشكل قبر المسيح المرحلة الرابعة عشر والأخيرة.

حاليًا، مبنى كنيسة القيامة مقسم بين الطوائف مسيحية، بما في ذلك الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية، والكنيسة الكاثوليكية الممثلة بالآباء الفرنسيسكان، والكنيسة الأرمنية الرسولية، منذ القرن التاسع عشر ميلادي حصلت كل من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في أنطاكية، والكنيسة القبطية.

وتقوم اليوم عائلة جودة الحسيني بالاحتفاظ بمفاتيح كنيسة القيامة ليلاً نهاراً، ففي كل صباح بعد وضع السلم على الباب الرئيسي يخرج أحد أفراد العائلة ويصعد على السلم ليقوم بفتح الباب وبعد ذلك يقوم بتسليم المفتاح لأمين المفتاح المقدس على الفور بعد عملية الفتح.

على الرغم من أن عائلة جودة الحسيني يحتفظون بالمفاتيح كذلك لديهم ختم القبر المقدس، حيث يتم التأكد أيضا من قبلهم أن داخل القبر المقدس لا يوجد أي شعلة حيث تقوم العائلة بتفتيش القبر المقدس، وتضع العائلة بعد ذلك الختم بالشمع المقدس ايذانا ببدء الاحتفال بعيد الفصج المجيد.

عند الباحة في مواجهة الكنيسة، نجد إلى اليمين دير مار إبراهيم للروم الأرثوذكس وقد سمي بهذا الإسم تيمنا بالتقليد المسيحي الذي يقول بأن أبانا إبراهيم جاء إلى هذه الصخرة يقدّم ابنه ذبيحة، نجد في الكنيسة مذبحا وشجرة زيتون علق

الجدي بفروعها. يمكن زيارة البئر العظيمة تحت الدير والتي تبدو كنيسة تحت الأرض، وهناك إلى اليمين كنيسة مار يعقوب للأرمن والقديس ميخائيل للأقباط. إلى اليسار هناك ثلاث كنائس مكرسة للقديس يعقوب والقديس يوحنا والشهداء الأربعين.

الواجهة هنا يسيطر عليها برج الأجراس الصليبي وقد تهدم الجزء العلوي منه في القرن السادس عشر واستبدل في القرن التالي بغطاء من القرميد (الطوب)، واستبدلت الأجراس الصليبية التي فككها صلاح الدين وذوبها بأجراس

أخرى في القرن الماضي، تقدم لنا الواجهة التي بناها الصليبيون مدخلين سد أحدهما في أيام صلاح الدين كانت البازيليك حتى بداية القرن الماضي تفتح أبوابها في الأعياد الاحتفالية فقط، أما اليوم فهي مفتوحة كل يوم.

تتواجد كنيسة الإفرنج- الدرج الذي إلى اليمين قبل الدخول إلى الكنيسة يؤدي بنا إلى معبد سيدة الأوجاع ويقال له أيضا كنيسة الإفرنج وهي للآباء الفرنسيسكان الذين يحتفلون فيها بالقداس الإلهي كل يوم تحت هذه الكنيسة تقوم كنيسة أخرى مكرسة للقديسة مريم المصرية.

عند دخولنا بازيليك القيامة نجد إلى اليمين سلما يحملنا إلى كنيسة الجلجلة على ارتفاع خمسة أمتار عن أرض الكنيسة، وتنقسم إلى كنيستين صغيرتين، الأولى وتدعى كنيسة الصلب، نجد فيها المرحلتين العاشرة تعرية يسوع من ثيابه والحادية عشرة صلب يسوع.

فوق الهيكل الذي في صدر الكنيسة نجد فسيفساء تمثل مشهد الصلب، إلى اليمين نافذة كانت المدخل المباشر إلى الجلجة أيام الصليبيين، حول هذه النافذة نجد فسيفساء تمثل ذبيحة

اسحق. يفصل هذه الكنيسة عن كنيسة الجلجلة هيكل صغير للعذراء أم الأوجاع وعمودان ضخمان. في واجهة الكنيسة هيكل وفوقه صورة ليسوع المصلوب وعلى جانبيه القديس يوحنا والعذراء

أمه. وتحت الهيكل نجد قرصا مفتوحا يشير إلى الموقع حيث وضع صليب يسوع، وتسمح لنا الفتحة بإدخال اليد ولمس الصخرة مباشرة، يذكر هذا الموقع المرحلة الثانية عشرة من درب الصليب.

حجر الطيب .. ننزل من كنيسة الجلجلة عن طريق الدرج المقابل وعندما نبلغ أرض الكنيسة نلتفت إلى اليسار فيواجهنا حجر من الجير الأحمر مزين بالشمعدانات والمصابيح، هذا الحجر مقام لذكرى ما ورد في إنجيل يوحنا بعد موت المسيح.

نتابع سيرنا نحو الفسيفساء الضخم الذي على الواجهة حيث نجد بالقرب منه سلّما صغيرا يؤدي إلى دير الأرمن حيث هناك قبّة صغيرة تغطي حجرا مستديرا هو حجر المريمات الثلاث الذي أقيم لذكرى المريمات اللواتي ساعدن يسوع المحتضر. متى 27، 55 وكان هناك كثير من النساء ينظرن عن بعد، وهنّ اللواتي تبعن يسوع من الجليل ليخدمنه، منهنّ مريم المجدلية ومريم أمّ يعقوب ويوسف، وأمّ ابني زبدى.

نسير إلى اليمين ونمر بين عمودين ضخمين فنبلغ إلى قبة القبر المقدس وتدعي (ANASTASI) بناؤها الأساسي يعود إلى حقبة قسطنطين وتعرضت على مر الأجيال للعديد من أعمال الترميم. انتهى العمل في ترميم القبة فوق القبر عام 1997.

قبر المسيح.. يقوم القبر في منتصف البناء تزينه الشمعدانات الضخمة، دمرت القبة بسبب حريق شب عام 1808 وأعاد الروم بناءه عام 1810، هذا هو موقع المرحلة الرابعة عشرة من مراحل درب الصليب حيث وضع يسوع في القبر.. ينقسم البناء

من الداخل إلى غرفتين، الغرفة الخارجية عبارة عن دهليز لإعداد الميت ويقال لها كنيسة الملاك. أما المدخل الصغير المغطّى بالرخام فهو الباب الحقيقي للقبر الأصلي والذي تمّ إغلاقه بحجر إثر موت المسيح كما يقول الإنجيل.

كنيسة الأقباط هنا تقع خلف القبر المقدس في مؤخرته حيث حفر فيه هيكل، و كنيسة السريان الأرثوذكس في آخر الرواق مقابل هيكل الأقباط هنالك ممر ضيق بين العمودين يؤدي بنا إلى قبر محفور في الصخر يعود إلى أيّام المسيح. يدل هذا الأمر

على أن المنطقة، التي ضمها السور الذي بني عام 43-47 فأصبحت جزءا من المدينة، كانت في حقيقة الأمر مقبرة. وكونها مقبرة لهو دليل قاطع على أنّها كانت أيام يسوع خارج سور المدينة بحسب رواية الأناجيل. ويسمى هذا القبر قبر يوسف الرامي.

هنا أيضا يوجد كنيسة القربان الأقدس إلى يمين الناظر إلى القبر المقدس، خلف العمدان نجد باحة هي موقع كنيسة ودير الآباء الفرنسيسكان، الهيكل الذي في ظهر العمود مقابل كرسي الاعتراف يحيي ذكرى ظهور القائم للمجدلية، و في الجهة اليمنى نجد عمودا في الحائط يعتقد أنه جزء من العمود الذي جلد عليه يسوع.

نتابع زيارتنا للبازيليك وندخل في الرواق الذي إلى يسار الخارج من كنيسة القربان الأقدس خلف هيكل المجدلية، في نهاية الرواق نجد مغارة اعتاد تقليد من القرن السابع تسميتها باسم حبس المسيح حيث يقول التقليد أنهم سجنوا يسوع هناك ريثما أحضروا الصلبان المعدة للصلب.

بعد هذه المغارة نجد إلى اليسار ثلاثة هياكل، الأول يدعى كنيسة لونجينوس، ولونجينوس هذا هو الاسم التقليدي للجندي الذي أراد التحقق من موت يسوع فطعنه بحربة في جنبه فخرج لوقته دم وماء (يو 19، 34) الهيكل الثاني سمي كنيسة اقتسام الثياب، وهي مقامة

لذكرى ما ورد في إنجيل يوحنا حيث يقول: وأمّا الجنود فبعدما صلبوا يسوع أخذوا ثيابه وجعلوها أربع حصص، لكل جندي حصة. وأخذوا القميص أيضا وكان غير مخيط، منسوجا كله من أعلاه إلى أسفله. فقال بعضهم لبعض: لا نشقه، بل نقترع عليه، فنرى لمن يكون (يوحنا 23، 19)

ننزل الدرج إلى يسارنا فنبلغ كنيسة القديسة هيلانة التي تحتوي عناصر هندسية بيزنطية، حيث كرس الهيكل الرئيسي للقديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين وكرس الهيكل الذي إلى اليمين للقديس ديزما وهو اسم لص اليمين الذي صلب مع المسيح (لو 23، 43).

وإلى اليمين نجد سلما آخر يؤدي بنا إلى مغارة العثور على الصلبان، كان هذا المكان بئرا مهجورة من العصر الروماني وتقول رواية أوسيبيوس أن هيلانة أمرت بالتنقيب في المكان بحثا عن صليب يسوع فوجدت في هذه البئر الصلبان الثلاثة ومن بينها صليب يسوع.

و هنا نجد كنيسة الإهانات وهي المكان الذي يشير فيه التقليد إلى الإهانات التي وجهت ليسوع المصلوب.

وطنى
03 ابريل 2018 |