Our App on Google Play Twitter Home أبحث

تفسير الاصحاح السادس عشر من سفر اللاويين للقمص تادري يعقوب ملطى

يوم الكفارة العظيم

إذ رأينا أهمية هذا اليوم العظيم وغايته وارتباطه بعمل السيد المسيح الكفاري، نتأمل في طقوسة كما وردت في سفر اللاويين مع الإشارة إلى الطقس اليهودي كما جاء في التقليد.

1. الدخول إلى قدس الأقداس [1-3].
2. ثياب يوم الكفارة [4].
3. ذبائح عن نفسه وعن الشعب [5-11].
4. تقديم البخور [12-13].
5. الدم وغطاء التابوت [14].
6. تقديم التيس الأول [15-19].
7. تقديم التيس الثاني [20-22].
8. تقديم المحرقات وذبيحة الخطية [23-28].
9. الكفارة فريضة دهرية [29-34].


line

1. الدخول إلى قدس الأقداس:


إذ خرجت نار من عند الرب وأكلت إبني هرون ناداب وأبيهوا لأنهما قدما نارًا غريبة (لا 10) حدث رعب شديد عند هرون وإبنيه الآخرين، إذ خاف الكل من اللقاء مع الله، فجاءت شريعة يوم الكفارة العظيم تعلن عن الإستعدادات اللازمة لرئيس الكهنة ليدخل باسم الجماعة كلها إلى قدس الأقداس مرة واحدة، إذ قيل: "وقال الرب لموسى: كلم هرون أخاك أن لا يدخل كل وقت إلى القدس داخل الحجاب أمام الغطاء الذي على التابوت لئلا يموت، لأنيّ في السحاب أتراءى على الغطاء" [2].

لم يكن ممكنًا حتى لرئيس الكهنة أن يدخل قدس الأقداس ليقف أمام غطاء تابوت العهد حيث يتراءى الله هناك على الغطاء، بين الكاروبين، على "كرسي الرحمة".. إنما يدخل مرة واحدة فقط كل سنة بعد ممارسة طقس طويل ودقيق واستعدادات ضخمة حتى لا يحسب مقتحمًا للموضع الإلهي ويموت. هذا العجز سره ليس إنحجاب الله عن شعبه أو كهنته، إنما هو ثمر طبيعي لفسادنا البشري الذي أعاقنا عن اللقاء مع القدوس. وكما يقول الرسول بولس: "معلنًا الروح القدس بهذا أن طريق الأقداس لم يظهر بعد" (عب 9: 8). كان الأمر يحتاج إلى تغيير جذري في طبيعتنا الفاسدة حتى تقدر خلال الدم الثمين أن تخترق الحجاب الذي إنشق بالصليب وتدخل إلى الأقداس الإلهية تنعم بمعاينة المجد الإلهي والإتحاد مع الله.

 هذا هو ما تحقق بالمسيح يسوع ربنا رئيس الكهنة الأعظم الذي دخل بنا إلى مقدسه السماوي، قدس الأقداس الحقيقي. فطقس يوم الكفارة بكل دقائقه هو ظل لعمل السيد المسيح الذي شق حجاب الهيكل ونزع العداوة بين السماء والأرض، وصالحنا مع أبيه القدوس.

كان الشعب كله يشتاق طول العام إلى هذه اللحظات التي يدخل فيها رئيس الكهنة إلى قدس الأقداس لمعاينة مجد الله فوق غطاء التابوت، وكأن الكل قد تمتع بما يناله رئيس الكهنة خلال هذه اللحظات. ونحن أيضًا إذ شق رئيس كهنتنا المصلوب حجاب الهيكل بالصليب وهب لنا فيه لا أن ندخل قدس أقداس في أورشليم الأرضية وإنما إلى السموات عينها لنتمتع بجسد الرب ودمه حياة أبدية.

لم يكن ممكنًا لرئيس الكهنة أن يدخل إلاَّ خلال الذبيحة، إذ قيل "بهذا يدخل هرون إلى القدس، بثور ابن بقر لذبيحة خطية وكبش محرقة" [3]، يلزمه أن يكفر عن نفسه كما عن الشعب. وقد التحمت هنا ذبيحة الخطية بكبش المحرقة، وكما سبق فرأينا في دراستنا لطقس تطهير ذي السيل أن ذبيحة الخطية تُشير إلى غفران خطايانا، وذبيحة المحرقة تُشير إلى تقديم حياتنا ذبيحة طاعة للرب، فيلتحم الجانب السلبي مع الجانب الإيجابي. ندخل إلى الأقداس خلال الصليب الذي ينتزع عنا خطايانا ويهبنا برّ المسيح وطاعته!

كان رئيس الكهنة ملتزمًا بشراء الثور والكبش من ماله الخاص.. فما يقدمه للتكفير عن نفسه يقدمه من ماله، وما عن الكهنة من صندوق الكهنة، وأما ما عن الشعب فمن الصندوق العام للهيكل.

كان رئيس الكهنة محتاجًا إلى دم آخر يشفع فيه وفي إخوته الكهنة وبنيه حتى يقدر أن يدخل قدس الأقداس، أما ربنا يسوع المسيح فقدم دمه هو عنا إذ لم يكن محتاجًا إلى تكفير. يتحدث القديس أغسطينوس عن تقديم الكهنة الذبائح عن أنفسهم، قائلاً: [الذبائح تدين الكهنة، فإذا ما ادعى أحدهم أنه بار وبلا خطية تجيبه: إننيّ لا أتطلع إلى ما تقوله بل إلى ما تقدمه، فذبيحتك تحكم عليك. لماذا تقدم ذبيحة عن خطاياك لو كنت بل خطية؟! هل تكذب على الله بتقديمك ذبيحتك؟!.. إننيّ يا أخوة كاهن الله، أنا خاطئ، أقرع معكم صدري، وأطلب معكم الصفح، أترجى معكم مراحم الله[213]].

line

2. ثياب يوم الكفارة:


إذ ينتهي رئيس الكهنة من الخدمة الصباحية الدائمة ليبدأ طقس يوم الكفارة يخلع ملابسه الذهبية التي للمجد ويرحض جسده ثم يرتدي ملابس كتانية خاصة بهذا اليوم تتكون من: قميص، سروال، منطقة، عمامة (خر 28: 40-42)، وهي ملابس كهنة عادية، ربما لكي لا يتعالى أو يستكبر، أو ليشعر أن طقس هذا اليوم إنما لنزع خطاياه مع خطايا إخوته وبنيه من الكهنة والشعب.

رئيس كهنتنا ربنا يسوع لم يكن في حاجة إلى غسالات جسدية أو روحية، فهو القدوس الذي بلا خطية، الذي يقدسنا بدمه. إنه لا يلبس ثيابًا كتانية في ذلك اليوم بل سلم ثيابه يقتسمها الجند فيما بينهم ليُرفع على الصليب عريانًا، فيكسونا بثوب بره. يهبنا ذاته كثوب بر نرتديه، كقول الرسول: "لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح" (غلا 3: 27).

سبق لنا الحديث عن الثياب الكهنوتية في دراستنا لسفر الخروج وأيضًا في تفسيرنا للأصحاح الثامن من هذا السفر، والآن نكتفي بتعليق العلامة أوريجانوس عن هذه الثياب التي يرتديها المؤمن بكونه كاهنًا عامًا (سبق لنا في أكثر من موضع التمييز بين الكهنوت العام الذي نناله في سرّ العماد حيث نحسب أعضاء في جسد ربنا يسوع لنا حق تقديم ذبائح الحمد والشكر.. وبين الكهنوت الذي نناله لممارسة الأسرار الكنسية والعمل الرعوي).

يقول العلامة أوريجانوس: [إن دخلنا في كل ساعة إلى القدس بغير استعداد دون أن نرتدي الثياب الكهنوتية وإن نقدم الذبائح التي أُمرنا بها، من غير أن نجعل الله أولاً في حياتنا نموت، لأننا لا نتمم ما يلزم عمله عند الإقتراب من مذبح الرب. فالشريعة الواردة هنا تخصنا جميعًا، إذ تقدم لنا الطريق الذي به نقترب من مذبح الرب.

يوجد مذبح عليه نقدم صلواتنا، يليق بنا أن نعرف كيف نقدمها. لنعرف أنه يجب أن تنزع "الثياب القذرة" (زك 3: 4)، أي دنس الجسد ورذيلة السلوك وقذارة الشهوات..

إن كان لك كهنوت (عام) ملوكي، إذن "فلنقدم به في كل حين لله ذبيحة تسبيح" (عب 13: 15)، ذبيحة الصلاة، ذبيحة الرحمة، ذبيحة الطهارة والبر والقداسة. ولكي تقدمها باستحقاق يلزمك أن ترتدي ثيابًا طاهرة مميزة عن ثياب بقية الناس، وأن تكون لك نار إلهية وليست نار غريبة عن الرب، بل تلك التي يهبها الرب للبشر كقول إبن الله: "جئت لألقي نارًا على الأرض، فماذا أريد لو اضطرمت؟!" (لو 12: 49). من يستخدم نارًا غير هذه مضادة لها كتلك التي قيل عنها: "يغير شكله إلى شبه ملاك نور" ( 2 كو 11: 4)، يتعرض للسقوط تحت ذات العقوبة التي سقط تحتها ناداب وأبيهو (لا 10) [214]].


["يلبس قميص كتان مقدسًا" [4]. الكتان يأتي عن الأرض (كنبات مزروع)، فهو إذًا قميص مقدس لبسه المسيح الكاهن الحقيقي عندما حمل طبيعة الجسد الأرضي، إذ قيل عن الجسد: "أنت تراب وإلى تراب تعود" (تك 3: 19). لقد أراد الرب أن يقيم الجسد الذي صار ترابًا فأخذ الجسد الترابي لكي يرفعه عن الأرض ويحمله إلى السماء.. بالحقيقة إن قميص جسد المسيح المقدس، لأنه لم يُحبل به من زرع بشر لكنه مولود بالروح القدس.

"وتكون سراويل كتان على جسده" [4]. عادة السراويل تغطي أجزاء الجسم التناسلية. لنتأمل في مخلصنا الذي أخذ جسدًا به تمم الأعمال البشرية من أكل وشرب وما شبه ذلك لكنه لم يتزوج.. وأيضًا يليق بكل إنسان يحيا زاهدًا أن يلبس سروال كتان مقدسًا تحيط بأعضائه التي بلا كرامة لتعطيها كرامة أعظم..

"يتمنطق بمنطقة كتان" [4]. وقد سبق فأظهرنا أن يوحنا المعمدان وإيليا كان لهما منطقة من جلد حول متنيهما.. تُشير إلى إماتة هذا الجزء، أي إلى العفة والطهارة..

"ويتعمم بعمامة كتان" [4]. ما نسميه عمامة هو زينة توضع على الرأس، يستخدمها الكاهن عند تقديم التقدمات.. هكذا ليُزين كل منا رأسه بزينة كهنوتية. فإن كان المسيح هو رأس الرجل (1 كو 11: 3) يليق بنا أن نسلك بطريقة بها ننعم بمجد المسيح[215]].


line

3. ذبائح عن نفسه وعن الشعب:


إذ سبق فقدم رئيس الكهنة ذبيحتي خطية ومحرقة عن نفسه [3] قل ارتدائه الملابس الكهنوتية، نجده الآن يأخذ تيسين من المعز لذبيحة الخطية واحدًا كمحرقة من مال الجماعة.

عند تقديمه ثور الذبيحة عن نفسه وعن الكهنة يعترف رئيس الكهنة بخطاياه وخطايا الكهنة، قائلاً: "أيها الإله (يهوه)، لقد أخطأت وعصيت أنا وبيتي. لذلك أتوسل إليك يا الله (يهوه) أن تكفر عن خطاياي وآثامي ومعاصي التي إرتكبتها أمامك أنا وبيتي- كما كتب في ناموس موسى عبدك: لأنه في ذلك اليوم يكفر عنكم ويغسلكم، من كل معاصيكم أمام يهوه تغسلون". ويلاحظ أنه في هذا الإعتراف يذكر إسم "يهوه" ثلاث مرات. ويكرر الإسم "يهوه" ثلاث مرات أخرى حين يعترف على نفس الثور باسم الكهنة، مرة سابعة يذكر إسم يهوه عندما يعمل قرعة على التيسين ليكون أحدهما من نصيب يهوه. ثم يعترف ذاكرًا الإسم ثلاث مرات أخرى حين يعترف وهو يضع يده على رأس التيس الذي يحمل خطايا الشعب. في هذه المرات العشرة التي ينطق فيها إسم يهوه، إذ ينطق بالإسم يسقط الواقفون بجواره بوجوههم إلى الأرض بينما تردد الجموع العبارة: "مبارك هو الإسم، المجد لملكوته إلى أبد الأبد"[216].

بعد ذلك "يأخذ التيسين ويوقفهما أمام الرب لدى باب خيمة الإجتماع، ويلقي هرون على التيسين قرعتين: قرعة للرب وقرعة لعزازيل" [7-8]. يقدم هذين التيسين كذبيحة واحدة عن الخطية، واحد يُذبح عن خطايا الشعب والآخر يُطلق في البرية لإعلان حمل الخطية ورفعها.

كانت القرعة تتم هكذا بأن يوقفهما رئيس الكهنة أمام باب خيمة الإجتماع ووجهيهما إلى الغرب، ويقف كاهنان واحد عن يمين رئيس الكهنة والآخرعن يساره، وكذلك يُوقف التيسان. ويهز رئيس الكهنة صندوقًا صغيرًا به قطعتان رقيقتان صغيرتان من الأبنوس (صارتا بعد ذلك من الذهب) كتب على الواحدة "ليهوه"، وعلى الأخرى "لعزازيل"، ويضع الواحدة على أحد التيسين والأخرى على الآخر، وهو يقول "للرب ذبيحة خطية، وتُقرأ الكتابة على كل قطعة، فإن كانت التي على يمينه "ليهوه" يقول الكاهن الذي على يمين رئيس الكهنة: "إرفع يمينك للعلى"، وإن كانت التي على يساره يقول الكاهن الآخر "إرفع يسراك"، ويميز التيس الذي ليهوه عن الآخر، بوضع خيط أحمر من الصوف حول رأس التيس الذي للرب أو على قرنيه، بينما يميز الآخر بخيط قرمزي.

يلاحظ أن التيسين كانا متشابهين في الحجم والشكل والقيمة، وإن أمكن يشتريا في وقت واحد، هذا وكان الإتجاه العام إلى التفاؤل إن جاء التيس الذي على يمين يهوه والآخر لعزازيل.

هناك تفاسير كثيرة لكلمة "عزازيل"، يمكن إختصارها في الآتي:

أولاً: يرى البعض أن عزازيل إسم شخص، يعني به الشيطان. إن انطلاق التيس في البرية يُشير إلى قوة الذبيحة التي تتحدى الشيطان، وكأن السيد المسيح الذبيح قد جاء ليُحطم إبليس في عقر داره.

ثانيًا: الرأي الغالب إن كلمة "عزازيل" تعني "الإقصاء التام" أو العزل الكامل، وكأن ذبح التيس الأول يُشير إلى حمل السيد للخطية للتكفير عنها، أما إطلاق الآخر فيُشير إلى إنتزاعها تمامًا وإقصائها بعيدًا عن الشعب.

ثالثًا: يرى البعض في التيس الذي يطلق في البرية باسم عزازيل أي "العزل الكامل" رمزًا لعجز الذبيحة الحيوانية عن تحقيق الخلاص الحقيقي، فإطلاق التيس في البرية يعني أن التيس قد انطلق إلى مكان غير مسكون حتى يأتي حمل الله الحقيقي القادر وحده أن يرفع خطايانا كقول إشعياء النبي أن يهوه قد وضع إثمنا عليه (إش 53: 6).

يرى العلامة أوريجانوس في عمل القرعة على التيسين ليكون أحدهما للرب والآخر لعزازيل إشارة إلى وجود أبرار وأشرار في وسط الجماعة، الأبرار من نصيب الرب والأشرار من نصيب عزازيل، إذ يقول: [لو كان كل الشعب قديسين ومطوبين لما كانت تصنع قرعة على التيسين، ويرسل أحدهما إلى البرية بينما يُقدم الآخر للرب، إذ يكون الكل نصيبًا واحدًا للرب الواحد. بالحقيقة يوجد في الجماعة التي تقترب من الرب من هم منتسبون للرب بينما يلزم إرسال آخرين إلى البرية، إذ يستحقون الطرد والعزل عن تقدمة الرب. لهذا السبب يُقدم نصيب من التقدمة أي تيس للرب، أما الآخر فيطلق خارجًا، يرسل إلى البرية، ويُسمى التيس المطلق[217]].

مرة أخرى يقول بأن التيسين يمثلان فريقين، يتأهل أحدهما أن يدخل دمه إلى المقدسات الإلهية ويكون من نصيب الرب، أما الفريق الآخر فيلقى في البرية الجافة عن كل فضيلة والقفرة من كل صلاح. هذا التمايز يظهر عندما تنتهي حياة كل واحٍد منا، إذ قيل: "فمات المسكين وحملته الملائكة إلى حضن إبراهيم، ومات الغني أيضًا ودفن، فرفع عينيه في الهاوية.." (لو 16: 22-23). الأول حملته الملائكة كخدام الرب كما إلى مذبحه المقدس، بكونه نصيب الرب، والثاني انطلق إلى الهاوية إلى أماكن العذاب كمن يُترك في البرية.

يقول: [أتريد أن تعرف أن هذا الكلام يخصنا نحن؟ الحيوانان اللذان يُلقى عليهما القرعة ليسا دنسين ولا هما بغريبين عن هيكل الرب، وإنما هما طاهران وكان يمكن استخدامهما كذبائح عادية. إنهما يمثلان من هم ليسوا خارج الإيمان بل داخله، لأن التيس حيوان طاهر يجوز تقديمه على المذبح الإلهي. أنت أيضًا مكرس بنعمة المعمودية لمذبح الرب، إنك طاهر! لكنك إن لم تحفظ وصايا الرب تسمع: "ها أنت قد برئت، فلا تخطئ لئلا يكون لك أشر" (يو 5: 14). لقد تطهرت فلا تتدنس مرة أخرى بدنس الخطايا، ولا تتحول من الفضيلة إلى التراخي، ومن الطهارة إلى الدنس خلال الرذيلة، لئلا وأنت طاهر تُسلم كالتيس الحيّ نصيبًا للبرية[218]].

[أتُريد أن ترى صورة للقرعة؟ تأمل اللصين اللذين كانا عند الصليب "معلقين واحد عن يمينه والآخر عن يساره" (لو 23: 13). أنظر، الذي اعترف بإيمانه بالرب صار من نصيب الرب وانقاد لا شعوريًا إلى الفردوس، أما الذي جدف فصار نصيبه كالتيس الحيّ الذي انقاد إلى برية الجحيم. أيضًا قيل: "جرد على الصليب الرياسات والسلطات أشهرهم جهارًا ظافرًا بهم فيه" (كو 2: 14-15).. أين جردهم إلاَّ في البرية، في الأماكن القفرة؟‍! [219]].

[قُدم التيس الأول ذبيحة للرب بينما طُرد الثاني حيًا. إسمع في الأناجيل يقول بيلاطس للكهنة وللشعب اليهودي: "من تريدون أن أطلق لكم: باراباس أم يسوع الذي يُدعى المسيح؟!" (مت 27: 17). حينئذ صرخ كل الشعب أن يطلق باراباس لكي يُسلم يسوع للموت[220]].


line

4. تقديم البخور:


يملأ رئيس الكهنة المجمرة الذهبية الخاصة به من جمر النار عن مذبح المحرقة، وهي النار التي من لدن الرب (لا 9: 24)، ثم يضع ملء حفنتيه من البخور العطر الدقيق "الناعم" (خر 30: 34-37) في إناء صغير ذهبي، وإذ كانت العادة أن يمسك البخور بيمينه والمجمرة بيساره، ففي هذه المناسبة لضخامة حجم المجمرة يُصرح له بالعكس أن يمسك المجمرة بيمينه والبخور بيساره ليدخل للمرة الأولى إلى قدس الأقداس بجنبه كي لا يتطلع بعينيه إلى تابوت العهد، هنا يختفي رئيس الكهنة عن الأنظار ليبقى وحده في قدس الأقداس. يضع المجمرة على الأرض على حجر ضخم ويملأها بخورًا فيمتلئ قدس الأقداس بسحابة البخور لتحجب تابوت العهد عن عينيه فلا يموت.

يُقدم رئيس الكهنة الصلاة التالية بسرعة دون إطالة حتى لا يقلق الشعب عليه:

[إن حسن في عينيك أيها الرب إلهنا. وإله آبائنا، ألا يحل بنا سبي في هذا اليوم ولا خلال هذا العام. نعم وإن حلّ بنا سبي هذا اليوم أو هذا العام فيكون إلى موضع فيه تمارس الشريعة.

إن حسن في عينيك أيها الرب إلهنا وإله آبائنا ألا يحل بنا عوز هذا اليوم ولا هذا العام. وإن حلّ بنا عوز هذا اليوم أو هذا العام فليكن هذا عن جود أعمالنا المحبة.

إن حسن في عينيك أيها الرب إلهنا وإله آبائنا أن يكون هذا العام عام رخاء وفيض ومعاملات وتجارة، عام مطر غزير وشمس وندى، فلا يحتاج فيه شعبك إسرائيل عونًا من آخر. ولا تسمع لصلاة المسافرين (ربما بامتناع المطر).

أما من جهة شعبك إسرائيل فليته لا يتعظم عدو عليه.

إن حسن في عينيك أيها الرب إلهنا وإله آبائنا ليت بيوت أهل شرون لا تكون قبورًا لهم (ربما لأجل تعرضهم للفيضانات المفاجئة)].

يخرج رئيس الكهنة من قدس الأقداس بظهره حتى يكون وجهه متجهًا أمام الرب.

نستطيع أن نرى في النار التي حملها رئيس الكهنة في المجمرة إشارة إلى تجسد الكلمة، إذ حلّ بملء لاهوته في أحشاء البتول، المجمرة الذهب. وقد وضع ملء يديه من البخور الدقيق إشاره إلى حمله أعماله المقدسة التي قدمها السيد المسيح بيديه المبسوطتين على الصليب لتفيح رائحته الذكية فينا.

يمتلئ قدس الأقداس برائحته الذكية، وكأن السموات تشتم رائحة المسيح الذكية فينا فيتمجد الآب بنا نحن أعضاء جسد إبنه وحيد الجنس، فإن ما يُقدمه رئيس الكهنة السماوي أي ربنا يسوع المسيح من أعمال مقدسة تحمل رائحته، إنما يقدمها باسمنا. ولحسابنا، واهبًا إيانا نحن أيضًا أن نحمل إلى قدس الأقداس أعماله ورائحته.

يقول العلامة أوريجانوس: [أتعتقد أن ربنا - الكاهن الحقيقي- يتنازل ويأخذ منيّ أنا أيضًا نصيبًا من محتوى البخور الرقيق ليحمله معه إلى الآب؟! أتظن أنه يجد فيّ قليلاً من الشعلة والمحرقة المنيرة فيتنازل ويأخذ هذا الفحم المملوء بخورًا ويقدمه للآب رائحة ذكية؟! طوبى لمن وجد عنده فحم المحرقة ملتهبًا بالنار المنعشة فيحكم عليه أنه مستحق أن يوضع على مذبح البخور! طوبى لمن كان قلبه رقيقًا وروحانيًا لديه الفضائل المذكاه فيتنازل الرب ويملأ يديه ليقدم للآب منه رائحة ذكية! وبالعكس الويل للنفس التي انطفأ فيها نار الإيمان وبردت فيها شعلة المحبة، إذ يأتي كاهننا الحقيقي ليطلب منها الفحم الملتهب المضيء ليقدم بخورًا للآب فلا يجد إلاَّ رمادًا يابسًا ونارًا منطفئة! هذا هو حال الذين يبتعدون عن كلام الرب وينسحبون منه حتى لا يسمعون فيلتهبوا بالإيمان عند سماعهم للكلمات الإلهية ويحترقوا بالحب.

أتريد أن أظهر لك النار النابعة عن كلمات الروح القدس التي تشعل قلوب المؤمنين؟ إسمع داود النبي يقول في المزمور "كلام الرب ألهب قلبي" (مز 119: 14). أيضًا مكتوب في الإنجيل أن كلوباس بعدما تحدث معه الرب قال: "ألم يكن قلبنا ملتهبًا فينا إذ كان يكلمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب؟!" (لو 42: 32). وأنت أيضًا من أين تأتيك الحرارة؟ كيف تجد فحم النار في داخلك إن لم تحترق دومًا بكلام الرب وتلتهب بكلمات الروح القدس؟! إسمع داود أيضًا يقول: حمى قلبي في جوفي عند لهجي إشتعلت النار" (مز 39: 3) [221]].

line

5. الدم وغطاء التابوت:


يتسلم رئيس الكهنة إناء الدم من الكاهن ويدخل للمرة الثانية إلى قدس الأقداس، وينضح بأصبعه مرة واحدة على غطاء التابوت من ناحيته الشرقية، أي المواجهة للخارج، ثم ينضح سبع مرات على أرضية قدس الأقداس أمام التابوت. بعد هذا يخرج إلى القدس ويترك إناء الدم في مكان معد لذلك على قاعدة ذهبية ثم يخرج خارجًا.

يقول العلامة أوريجانوس: [ليكن النضح من جانب الشرق [14]، لا تظن أن هذا الكلام لغو، فمن الشرق تأتيك الكفارة، من ذاك الذي دعى "الشرق" (زك 6: 12 الترجمة السبعينية)، ذاك الذي هو وسيط بين الله والناس" (1 تي 2: 5). فالدعوة موجهة إليك لكي تنظر إلى الشرق أبديًا (باروخ 4: 36)، لكي يشرق عليك شمس البر (ملا 4: 2، 3: 20) واهبًا إياك النور فلا تسلك في الظلام قط (يو 12: 35). فلا يمسك بك الظلام في الأيام الأخيرة، ولا يستخدمك الليل المظلم، إنما تكون على الدوام في النور، في بهاء المعرفة، يكون لك الإيمان العظيم بدون توقف وتتمتع بنور المحبة والسلام بلا انقطاع[222]].

line

6. تقديم التيس الأول:

يُذبح التيس الأول الذي وقعت قرعته إنه ليهوه، ويفعل بدمه كما فعل بدم الثور، إذ ينضح على الغطاء وقدام الغطاء على الأرض، ثم يخرج ليضع الوعاء على قاعدة ذهبية.

"فيكفر عن القدس من نجاسات بني إسررئيل ومن سيآتهم مع كل خطاياهم. وهكذا يفعل لخيمة الإجتماع القائمة بينهم في وسط نجاساتهم" [16].

يكفر رئيس الكهنة بالدم عن القدس لئلا يكون قد أساء إليه أحد من بني إسرائيل كهنة أو شعبًا – طالبًا مراحم الله على البيت حتى لا يتركه الرب بسبب خطاياهم. فقد أسلم الرب تابوت العهد لأيدي الفلسطينيين (1 صم 4: 11)، كما أسلم الهيكل وأوانيه للبابليين (2 مل 25: 8-17) بسبب رجاسات بني إسرائيل المتكررة.

يتم هذا التكفير بمزج دم الثور بدم التيس في القدس، ثم ينضح رئيس الكهنة على القدس ومشتملاته ثم يخرج خارجًا لينضح على الدار الخارجية. وكأن رئيس الكهنة يعترف أنه هو والكهنة والشعب يخطئون في حق الله وبيته ويطلبون المغفرة في استحقاقات الذبيحة حتى يبقى الله حالاً في وسطهم خلال بيته المقدس.

يتم ذلك في الوقت الذي فيه ينتظر الكهنة مع الشعب في الدار الخارجية، بينما يقوم رئيس الكهنة بالعمل في قدس الأقداس بمفرده، إشارة إلى السيد المسيح الذي وحده دخل إلى الأقداس السماوية بدمه لتقديسنا، وكما يقول الرسول: "لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر ولا دنس ققد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات" (عب 7: 26).

بقوله: "لا يكن إنسان في خيمة الإجتماع من دخوله للتكفير في القدس إلى خروجه" [17]. يعلن أنه لا يستطيع أحد من البشر أن يقوم بدور الكفارة إنما الحاجة إلى رئيس الكهنة الفريد ربنا يسوع المسيح. يقول القديس أغسطينوس: [إعتاد رئيس الكهنة أن يدخل قدس الأقداس بمفرده لكي يطلب عن الشعب ولا يدخل معه أحد إلى المقدس الداخلي هكذا يدخل رئيس كهنتنا الأماكن السرية للسموات في قدس الأقداس الحقيقي، أما نحن فلازلنا هنا نصلي[223]].

ويقدم لنا العلامة أوريجانوس تعليقًا روحيًا على هذه العبارة بقوله: [أظن أن الذي يتبع المسيح يخترق معه إلى داخل الخيمة ويصعد معه إلى أعلى السموات، لا يكون بعد إنسانًا وإنما يكون كالقول "كملاك الله" (مت 22: 30)، وتكمل فيه كلمات الرب: "أنا قلت إنكم آلهة وبنو العلي كلكم" (مز 82: 6). إذن لنكن مع الرب بروح واحد، وفي مجد قيامته نعبر إلى طقس الملائكة، وبهذا لا يكون هناك إنسان[224]]. بمعنى آخر إذ انطلق ربنا يسوع المسيح إلى الأقداس يكفر عنا، لا يقدر إنسان أن يكون معه مالم يتحد فيه كعضو في جسده المقدس فنُحسب كسمائيين، نحمل حياته السماوية فينا!


line

7. تقديم التيس الثاني:

بعد تقديم التيس الأول بذبحه والتكفير بدمه، يأتي دور التيس الثاني الذي لعزازيل [20]، الذي يوقف أمام الباب خيمة الإجتماع ليعرضه أمام الله ثم يضع رئيس الكهنة يديه على رأسه وكأنه يلقي بكل الخطايا عليه، ويعترف عن خطاياه وخطايا الشعب كما سبق فرأينا قبلاً وبنفس العبارات.

يُرسل التيس مع أحد الكهنة يعينه رئيس الكهنة ليطلقة في البرية عند صخرة تسمى "زك" على جبل عالٍ، تبعد حوالي 12 ميلاً من أورشليم بينما يوجد عشرة أكواخ على بعد ميل من كل كوخ وآخر، وعندما يصل الكاهن إلى كوخ يخرج منه رجل يصحبه في الطريق حتى الكوخ التالي وهكذا، وإذ يصل الكاهن إلى الصخرة يقطع الخيط القرمزي المربوط به التيس إلى جزئين، يربط جزءًا منه في الصخرة، والآخر بقرني التيس، ثم يلقى بالتيس من أعلى الصخرة ليسقط ميتًا فلا يستخدمة أحد. وإن كان الطقس حسب الكتاب المقدس أمر بإطلاقه لا بقتله.

إذ يلقي الكاهن التيس من الصخرة يُعطي إشارة بعلم خاص يراها من هو بالكوخ الأخير، وذاك يعطي إشارة يراها الذي قبله، وهكذا في لحظات يصل الخبر إلى أورشليم في الهيكل أن التيس قد طرد.. فيشعر الشعب كله براحة خاصة، كأن خطاياهم طوال العام قد طردت عنهم.

يُقدم لنا العلامة أوريجانوس تفسيرًا رمزيًا للتيس الحيّ الذي يطلق في البرية، إذ يقول: [التيس الحيّ المطلق يخفي وراءه معنى الطرد أو الرفض. تستطيع أن تفهم ذلك بمثال: إن صعد في قلبك فكر ردئ كإشتهاء إمرأة قريبك أو امتلاك ما هو لجارك، إعلم أن هذا الفكر من نصيب التيس المطلق. إلقه عنك دفعة واحدة، أطرده من قلبك! تقول: كيف ألقه عني؟ إن كان فيك استقامة الرجل المستعد، أي أن كان بين يديك النص الإلهي، وكانت وصايا الرب أمام عينيك، فبالحقيقة تكون مستعدًا أن تلقي عنك ما هو نصيب الغريب وتطرده عنك.

 أيضًا إن صعد إلى قلبك غضب أو حقد أو حسد أو شراسة لكي تتعقب أخاك (هو 12: 3)، كن مستعدًا أن تلقي هذه الأمور وتطردها في البرية. وعلى العكس إن صعد إلى قلبك أفكار من الرب (1 كو 7: 34) من تسامح وتقوى وسلام فلترتفع لكي تقدم على المذبح إذ هي نصيب الرب، يأخذها الكاهن وتتصالح مع الرب[225]].

نختم حديثنا عن هذا التيس المطلق كمن هو مرفوض ومطرود في البرية بما جاء في رسالة برناباس في القرن الثاني الميلادي إنه يمثل السيد المسيح الذي حمل اللعنة وصار من أجلنا مطرودًا، أما الخيط القرمزي الذي يتوج به رأسه فيُشير إلى ظهوره في اليوم العظيم أما الذين سخروا به وطعنوه ويدركون أنهم صلبوا إبن الله. هذا وإن وجود هذا الخيط القرمزي على رأسه هو إعلان عن التزام تابعيه أن يحتملوا الألم حتى الموت من أجله[226]. هذا ويرى العلامة ترتليان[227] في التيس المطلق تكميلاً لعمل التيس الأول الذي ذُبح، فالمقدم على المذبح كذبيحة خطية يُشير إلى ذبيحة المسيح التي يتناولها الكهنة الروحيون الساكنون في بيت الرب، أما التيس المطلق فيُشير إلى ذات الذبيحة بكون السيد المسيح الذبيح قد طُرد خارج المحلة.


line

8. تقديم المحرقات وذبيحة الخطية:


إذ ينتهي رئيس الكهنة من خدمة يوم الكفارة يدخل إلى القدس ويخلع الثياب الكتانية ويستعد لارتداء الملابس التي للمجد (خر 28) ويقوم بتقديم المحرقات عن نفسه وعن الشعب بعد أن يرحض جسده.

لم يكن ممكنًا لرئيس الكهنة أن يقدم المحرقات التي هو موضوع سرور الله إلاَّ بعد التكفير عن نفسه والكهنة وعن كل الشعب خلال ذبيحة الخطية. إذ لا يقدر المؤمن أن يُقدم ذبيحة التسبيح والفرح إلاَّ بعد تقديم التوبة لنوال المغفرة في استحقاقات الدم.

كان رئيس الكهنة أيضًا يلتزم بتقديم محرقات إضافية للعيد وهي ثور وكبش وسبعة خراف حوليه (عد 29: 7-11) مع تقدماتها وسكائبها (عد 28: 12-14). وإن كان بعض الدارسين يرون أن هذه الذبائح الإضافية تُقدم بعد المحرقة الصباحية الدائمة قبل البدء في طقس يوم الكفارة.

يقدم رئيس الكهنة أيضًا ذبيحة خطية إضافية هي تيس من المعز (عد 29: 10-11). ربما خشية أن تكون هناك أخطاء قد ارتكبها سهوًا أثناء خدمة اليوم سواء من جانب رئيس الكهنة أو الكهنة أو الشعب.

أما الذي أطلق التيس الحيّ إلى عزازيل فيغسل ثيابه ويرحض جسده بماء، وبعد ذلك يدخل المحلة.. هذا العمل ربما يُشير إلى ما فعله ربنا يسوع المسيح الذي غسل طبيعتنا بدمه على الصليب في وقت المساء حتى يدخل بنا إلى مقدسه السماوي.

أما بالنسبة للحم ثور الخطية وتيس الخطية وجلدهما مع فرثهما (بقايا الطعام الذي في الأمعاء) فتخرج خارجًا وتحرق بالنار [27] مع أن لحم ذبيحة الخطية العادية وجلدها من نصيب الكهنة.

في أيام هيكل سليمان كان يحملهما أربعة كهنة شبان، يحمل كل اثنين واحدة منهما على عصوين، وبعد إحراقهما خارجًا يغسلون ثيابهم وأجسادهم ويعودون إلى الهيكل ليقرأوا على الشعب الفصول الخاصة بيوم الكفارة من سفر اللاويين (23: 26-32)، ومن سفر العدد (29: 7-11) والشعب واقفًا يسمع. ثم يباركون الشعب بالبركة الكهنوتية ويطلبون في النهاية من أجل الشريعة والخدمة والإعتراف ومغفرة الخطايا وأورشليم والهيكل وشعب إسرائيل والكهنوت المقدس.

أخيرًا يُقدم رئيس الكهنة ذبيحة المساء اليومية أو الدائمة بنفسه.

line

9. الكفارة فريضة دهرية:


جعل الله "يوم الكفارة" فريضة دهرية يلتزم بها رئيس الكهنة اللاوي حتى يأتي رئيس الكهنة الأعظم ربنا يسوع فيتممه في جسده ذبيحة فريدة تدخل بنا إلى المقدسات السماوية أبديًا.

مع هذا الطقس الرهيب الذي كان اليهود يمارسونه بمهابة ورهبة كل عام كانوا يشعرون بالعجز، إذ يمارسون الرمز لا الحق ذاته. يظهر ذلك من نغمة ليتورجيتهم في ذلك اليوم، إذ جاء فيها: [بينما المذبح والهيكل قائمان في موضعهما يكفر عنا تيسان خلال القرعة، لكن الآن بسبب خطايانا لو أن يهوه يود هلاكنا فإنه لا يقبل من أيدينا محرقة أو ذبيحة[228]].

line

المراجع:
[213] Sermons on N. T. Lessons 86:7.
[214] In Lev. hom 9:3.
[215] Ibed 9:2.
[216] Edersheim, p. 310. 1.
[217] In Lev. hom. 9:3
[218] Ibid.
[219] Ibid.
[220] Ibid.
[221] In Lev. hom 9:9.
[222] Ibid 9:10.
[223] Ep. to petilian.
[224] In Lev. hom 9:11.
[225] Ibid 9:6.
[226] Ep. of Bernabas 7.
[227] An Answer to the jews 14, Adv. Marcion 3:7.
[228] Edersheim, p. 120.