Our App on Google Play Twitter Home أبحث

تفسير الاصحاح التاسع من سفر ملوك الأول للقمص تادري يعقوب ملطى

سموّ مملكة سليمان


يعتبر عصر داود الملك وابنه سليمان العصر الذهبي في التاريخ العبري. كان داود محاربًا وسليمان محبًا للتعمير. أقام داود المملكة بجهاده العسكري مع روح التقوى، وبنى سليمان الهيكل وقام بمشاريع تجاريَّة وإنشاء أسطول بحري.

في العالم الخارجي كان ذلك الوقت هو عصر هومر Homer بدء التاريخ اليوناني؛ وكانت كل من مصر وأشور وبابل في غاية الضعف. أمَّا مملكة إسرائيل فاتَّسمت بالقوَّة مع الازدهار، وصارت أورشليم المدينة المتألِّقة، تحتضن الهيكل الذي يعتبر أعظم مبنى على الأرض في ذلك الحين. جاء العظماء من كل العالم يسمعون حكمة سليمان ويرون مجده.

جاء الأصحاحان 9-10 امتدادًا للأصحاح الرابع، حيث تحدَّث عن سلطان سليمان وثروته وحكمته. هنا نرى الملك سليمان يهتم بالتجارة والأعمال العامة الضخمة. دخل في معاملات مع ملك صيدا ليستخدم أسطوله التجاري في البحر المتوسِّط، وصار له أسطول بحري في عصيون جابر وصار في قبضته الطريق التجاري الجنوبي خلال أدوم إلى ساحل العربيَّة والهند وأفريقيا. أقام مملكته وثبَّتها بالعمل التجاري المملوء سلامًا[1].

1. رؤيا سليمان الثانية [1-9].
2. هبات متبادلة بين سليمان وحيرام [10-14].
3. أعماله ومنشآته [15-23].
4. ابنة فرعون في مدينة داود [24].
5. تقديم ذبائح سنويَّة [25].
6. أسطوله البحري [26-28].

line

1. رؤيا سليمان الثانية :


"وكان لما أكمل سليمان بناء بيت الرب وبيت الملك وكل مرغوب سليمان الذي سرّ أن يعمل.
إن الرب تراءى لسليمان ثانية كما تراءى له في جبعون.
وقال له الرب: قد سمعت صلاتك وتضرُّعك الذي تضرَّعت به أمامي.
قدَّست هذا البيت الذي بنيته لأجل وضع اسمي فيه إلى الأبد.
وتكون عيناي وقلبي هناك كل الأيَّام" [1-3].

بنى سليمان الهيكل، مكرَّسا كل الطاقات والمواهب الممكنة سواء من إسرائيل أو من الأمم لبنائه، وقدم صلوات وبارك الشعب والشعب باركه، وعيّد هو وكل الشعب. إلى هنا توقَّف عمل سليمان. أمَّا من يقدِّس البيت فهو الله نفسه الذي بحبُّه يتقبَّل هذه العطيَّة، فيتراءى له ثانية كما تراءى له عندما استلم الحكم. أعلن الله حضرته في البيت بوضع اسمه فيه. ويكشف عن حقيقة هامة وهي أن تكون عيناه وقلبه فيه.

 هكذا لا نستطيع بأنفسنا أن نتقدَّس بل الله هو الذي يقدِّسنا هياكل مقدَّسة له، معلنًا سكناه في داخلنا، وأن عينيه وقلبه متجهة نحو أعماقنا، يسكب كل حبه فينا، ويهتم حتى بعدد شعر رؤوسنا. نصير بكليَّتنا مكرِّسين له!

شهوة قلب كل مؤمن وكل لاهوتي حقيقي أن يكون من بين المختارين الذين يتمتَّعون برؤية الله في الحياة الأبديَّة. هذا ما يعلنه القدِّيس يوحنا الرسول: "لأنَّنا سنراهُ كما هو" (1 يو 3: 2). غير أنَّه في ذات الرسالة يقول: "الله لم ينظرهُ أحد قط" (1 يو 4: 12). ويؤكِّد الرسول بولس: "ساكنًا في نورٍ لا يُدنَى منهُ الذي لم يَرَهُ أحد من الناس ولا يقدر أن يراهُ" (1 تي 6: 16).

بينما يؤكِّد الكتاب المقدَّس بعهديه عدم إمكانيَّة الإنسان لرؤية الجوهر الإلهي تمتَّع إشعياء النبي بالحضرة الإلهيَّة (إش 63: 9)، وصارع يعقوب مع الله (تك 32: 24-30)، وتحدَّث معه موسى وجهًا لوجه فأضاء وجهه من بهاء مجد الله (خر 33: 11؛ تث 34: 10). ويطلب المرتل من الله أن يشرق بنور وجهه عليه (مز 4: 6؛ 31: 16 الخ)، وفي العهد الجديد (رو 1: 19-20؛ 1 كو 2: 8-3؛ 13: 12؛ 1 يو 3: 1-2).

في المنتصف الثاني من القرن الثاني بعث الأب ثاؤفيلس الأنطاكي إلى صديقه الوثني أوتوليكسAutolyctus ثلاثة كتب يدافع فيها عن المسيحيَّة[2]، وقد سجَّل لنا في الفصول السبع الأولى من الكتاب الأول عن إمكانيَّة رؤية الله، إذ سأله صديقه: أرني الله؟ لقد حدَّثه عن الإعلان الأخروي حيث يستطيع الإنسان لأن يرى الله الذي له وحده عدم الموت، إذ يحمل الإنسان عدم الفساد في جسده كما في نفسه. هذه الرؤية الأخرويَّة يلزم التمهيد لها برؤية إيمانيَّة ينعم بها الإنسان في هذه الحياة الحاضرة حين يحمل نقاوة داخليَّة، خلالها يرى ببصيرته الداخليَّة الأمور التي لا تُرى.

[إن قلت "أرني إلهك"، أجيبك "أرني أنت إنسانك، وأنا أريك إلهي".

أعطني البرهان على أن عينيّ نفسك تستطيعان أن تنظرا، وأذنيّ قلبك أن يسمعا.. فإن الله ينظره القادرون على رؤيته، الذين لهم عيون أنفسهم مفتوحة..
يا إنسان، إن عينيّ نفسك قد انطمستا بخطاياك وشرورك[3]].

ماذا يرى الإنسان خلال "الرؤية الإيمانيَّة الحاضرة"؟ أنَّه لا يرى تأمُّلات عقليَّة، ولا يتوقَّع رؤى منظورة.. لكن – في رأي الأب ثاؤفيلس – يرى الله خلال أعمال محبَّته وعنايته وتدبيره للخليقة كلها، بل للإنسان ذاته. بمعنى آخر، لا يلتقي المؤمن مع الله ليتعرَّف على جوهر الله، ولا ليشبع فكره بلاهوتيَّات نظريَّة وفلسفيَّة، إنَّما يلتقي معه لقاءًا شخصيًا.. يدخل في "خبرة شخصيَّة مع الثالوث القدُّوس"..

[تقول لي لا يا من ترى الله، هل تظهر لي ما هي هيئة الله؟

اسمع يا إنسان. هيئة الله لا يُنطق بها، ولا يُمكن شرحها، إذ لا تراها الأعين الجسديَّة. أنَّه في المجد غير مُدرك، في العظمة لا، في العلو لا يُدرك، في القوَّة لا يُقارن، في الحكمة منقطع النظير، في الصلاح لا يُضاهى، في الحنوّ لا ينطق به.

عندما أقول عنه أنَّه "نور"، أنعت عمله؛
إن دعوته "الكلمة"، أدعو سلطته؛
إن دعوته "عقلاً"، أتحدَّث عن حكمته؛
إن قلت أنَّه "روح"، أتحدَّث عن نسمته؛
إن دعوته "العناية"، أشير إلى صلاحه؛
إن دعوته "الملكوت"، أشير إلى مجده؛
إن دعوته "الرب"، أشير إليه كديَّان؛
إن دعوته "الديَّان"، أشير إليه كعادل؛
إن دعوته "أب"، أتحدَّث عنه كمصدر كل شيء؛
إن دعوته "نارًا"، أشير إلى غضبه[4]..].

"وأنت إن سلكت أمامي كما سلك داود أبوك بسلامة قلب واستقامة،
وعملت حسب كل ما أوصيتك،
وحفظتَ فرائضي وأحكامي.
فإنِّي أُقيم كرسي ملكك عن إسرائيل إلى الأبد كما كلمت داود أباك قائلاً:
لا يُعدم لك رجل عن كرسي إسرائيل.
إن كنتم تنقلبون أنتم أو أبناؤكم من ورائي ولا تحفظون وصاياي فرائضي التي جعلتها أمامكم.
بل تذهبون وتعبدون آلهة أخرى وتسجدون لها.
فإنِّي اقطع إسرائيل عن وجه الأرض التي أعطيتهم إيَّاه،
والبيت الذي قدَّسته لاسمي أنفيه من أمامي،
ويكون إسرائيل مثلاً وهزأة في جميع الشعوب.
وهذا البيت يكون عبرة،
كل من يمرّ عليه يتعجَّب ويُصفِّر،
ويقولون: لماذا عمل الرب هكذا لهذه الأرض ولهذا البيت؟" [4-8].

يحذِّرهم الله من الارتداد عنه بإنكار الإيمان أو بعدم الطاعة لوصيَّته. فإن عدم الخضوع لوصيَّته هو إلحاد عملي. وجاءت العقوبة مضاعفة:

أولاً: يقطع الشعب عن وجه الأرض التي وهبهم إيَّاها، فإن كان الله قد وهبهم الله هذه الأرض إنَّما كرمزٍ لكنعان السماويَّة التي لا يليق أن يسكنها أحد نجس أو يوجد فيها شيء دنس. هكذا قطع الشعب أو طرده من أرض الموعد هو عمل طبيعي للأرض المقدَّسة التي لا تقبل فيها من لا يحفظ قدسيَّتها بعمل روح الله فيه.

ربَّنا بحبُّه دعانا لكي ندخل إلى الأرض المقدَّسة، كنيسته التي هو جسده المقدَّس. من لا يتجاوب مع عمل روحه القدُّوس يطرد نفسه من الكنيسة، حتى وإن نال مركزًا قياديًا. لهذا يقول العلامة أوريجينوس: [إنَّه يوجد كثيرون داخل الكنيسة، لكنَّهم هم خارجها!].

ثانيًا: ينفي من أمامه بيته الذي قدَّسه لاسمه. فإن القدُّوس يشتهي أن يتمتَّع شعبه بالقداسة ليشاركوه سِمَته. وهو يقبل البيت الذي بنوه له كمقدس له. فإن فقد البيت غايته ألا وهو تقديس شعب الله، فإن الله ينزعه من أمامه. إن ما يشغل فكر الله هو "الشعب المقدَّس" ليعيش في أرض مقدَّسة، ويمارسوا العبادة في بيت مقدَّس.

هذا البيت الذي يُعتبر مثلاً رائعًا في المجد، وهو مُقام على قمَّة عالية يشهد بجماله وبهائه عن حضرة الله وسط شعبه، الآن إذ يرفض الشعب الحضرة الإلهيَّة يصير "مثلاً وهزأة في جميع الشعوب". كان في القمَّة في المجد، الآن يصير في القمَّة في سخريَّة الشعوب به! هذا ما يسمح الله به لبيته متى أصر المتعبِّدون على الرجاسة. وقد تم ذلك بالفعل في أيَّام حزقيا (2 أي 29؛ مي 6: 16). كما أنذر إرميا النبي بهذا (إر 18: 16؛ 19: 8). تم خراب الهيكل عام 586/585 ق.م على أيدي البابليِّين. وعندما أُعيد بنائه في أيَّام زربابل، وأيضًا في أيَّام هيرودس لم يعد إلى مجده الأول.

رابعًا: يقول" كل ما أوصيتك". في مثابرتنا لحفظ الوصايا باستقامة قلب نقبل ناموس المسيح كله، فلا نعرف أنصاف الحلول. نقبل الحياة الجديدة فيه بناموسها السماوي الروحي، نتفهَّم أسرار العهدين القديم والجديد وشرائعهما، لا على مستوي الحرف القاتل، وإنَّما على مستوى الروح الذي يبني. بهذا نقول: "حينئذ لا أخزى إذا ما تطلَّعت على جميع وصاياك" (مز 119: 6).

+ مادمنا نقول أن الأنبياء هم الطرق، فعندما نقرأ الشرائع والنواميس والأنبياء نكون قد سلكنا باستقامة في الطريق بالرب، فنفهم طرقه وندركها، حينئذ لا نخزى أبدًا، إذ تصير هي طرقنا فنحفظ جميع وصايا الله.
العلامة أوريجينوس

+ من يحفظ وصيَّة ويترك غيرها يكون قد غدر بجميع الوصايا، إذ يهين الله الذي أوصى بها وربطها بعضها ببعض. فإن الذي قال لا تزنِ قال أيضًا لا تسرق، فإن سرقت تصير مدينًا للشريعة كلَّها، ولكن من يحرص على جميع الوصايا لا يخزى في يوم الدينونة الرهيبة.
أنثيموس أسقف أورشليم

إن كان العصيان للوصيَّة قد دفع بأبوينا إلى الخزي، إذ يقول آدم: "سمعت صوتك في الجنَّة فخشيت لأنِّي عريان فاختبأت" (تك 3: 10)، فإن طاعة السيِّد المسيح على الصليب قد نزعت عن المؤمنين اللعنة وأزالت الخزي وفتحت أبواب الفردوس حتى للص التائب! من يعصى الوصيَّة يدخل إلى العار والخزي، ومن يبغي الطاعة الكاملة لا الجزئيَّة للوصايا يجني ثمر المجد، ويرتدي ثوب العرس، ويترنَّم بفرح قائلاً: "حينئذ لا أخزى إذا ما تطلَّعت على جميع وصاياك". فالوصيَّة هي ارتباط بالكلمة الإلهي الذي يهبه بهاءً ومجدًا أمام الآب وملائكته وقدِّيسيه، ويهبه مهابة وسلطانًا ليدوس الحيَّات والعقارب وكل قوَّة العدوّ.

"فيقولون من أجل أنَّهم تركوا الرب إلههم الذي أخرج آباءهم من أرض مصر،
وتمسَّكوا بآلهة أخرى وسجدوا لها وعبدوها،
لذلك جلب الرب عليهم كل هذا الشرّ" [9].

يرى لاكتانتيوس في هذا الحديث الإلهي نبوَّة عن خراب الهيكل. كما يقول أيضًا: [حدثت هذه الأمور بواسطة الله بسبب صلب المسيح، إذ سبق أن أعلن هذا لسليمان في الكتب المقدَّسة.. فأيّ (دمارٍ) لا يستحقَّه هؤلاء الذين قتلوا ربّهم الذي جاء لخلاصهم؟[5]].

2. هبات متبادلة بين سليمان وحيرام :

 "وبعد نهاية عشرين سنة بعدما بني سليمان البيتين،
بيت الرب وبيت الملك" [10].

أدرك داود ما اتَّسم ابنه سليمان من عبقريَّة وقدرة على البناء مع الإمكانيَّات العظيمة التي وضعها بين يديه لإتمام العمل. لذلك وجَّه أنظار ابنه إلى أن البناء لا يتم بالعبقريَّة ولا بالإمكانيَّات الماديَّة أو البشريَّة، وإنَّما "إن لم يبن الرب البيت فباطلاً يتعب البناءون" (مز 127: 1). وضع هذا المزمور لكي يوجِّه قلب ابنه إلى الله العامل في بناء بيته، فيحفظ قلبه بين يديّ الله ويعمل بروح القوَّة.

لقد بدأ سليمان العمل ببناء بيت الرب مستندًا على ذراعه الإلهي، فرافقه الرب لا في بناء الهيكل فقط وإنَّما حتى في بناء قصره وملحقاته. إذ بدأ بما هو لله، سنده الله فيما هو له.

جاء ترتيب إقامة المباني يكشف عن حكمة سليمان:

أولاً: هيكل الرب، مقدِّمًا بكور أعماله الإنشائيَّة لحساب الله نفسه.
ثانيًا: بيته أو قصره الملكي، حيث يشعر بشيء من الاستقرار في العمل الملكي أو الرعوي.
ثالثًا: بيت ابنه فرعون أو جناح النساء، حيث الاستقرار العائلي.
رابعًا: مدن المخازن لحفظ المنتجات والمحاصيل، وإسطبلات للخيل الخ.
خامسًا: أخيرًا بنى في لبنان لأجل مسرَّته فيما يحتاجه للصيد والرفاهيَّة.

وكأن ترتيب إقامة المباني جاء بالترتيب التالي: سُكنى الله في وسط شعبه، استقرار العمل الملكي، الاستقرار الأسري، النفع الاقتصادي، المسرَّات.

"وكان حيرام ملك صور قد ساعف سليمان بخشب أرز وخشب سرو وذهب حسب كل مسرَّته.
أعطى حينئذ الملك سليمان حيرام عشرين مدينة في أرض الجليل" [11].

قرأنا في الأصحاح الخامس عن الاتفاقيَّة بين سليمان وحيرام. يكشف هذا الأصحاح عن تحقيق هذه الاتفاقيَّة في جو من الصداقة مع الحب والصراحة والعدالة.

أ. نفَّذ حيرام من جانبه ما تعهَّد به من تقديم الخامات وتحقيق مطالب سليمان "حسب كل مسرَّته" [11].

ب. قدَّم سليمان لحيرام 20 مدينة، غالبًا من المدن الصغيرة، في أرض الجليل [11]. يبدو أن هذه المدن لم تكن في تبعيَّة أي سبط، جاءت حدود أشير فوق هذه المدن، (يش 19: 27)، بقيت في أيدي سكَّانها حتى جاء سليمان فاستولى عليها وسلَّمها لحيرام (2 صم 24: 7). تطلَّع إليها حيرام فلم يُسر بها.

يبدو أن سليمان قدم هذه المدن لحيرام لا لتصير ملكًا له تُضم إلى مملكته دائمًا، وإنَّما لكي يستغلها كيفما يريد حتى يتم تسديد أجرة العمال.

يرى يوسيفوس[6] أن هذه المدن تقع في شمال غرب أرض الجليل.

"فخرج حيرام من صور ليرى المدن التي أعطاه إيَّاه سليمان،
فلم تحسن في عينيه،
فقال: ما هذه المدن التي أعطيتني يا أخي؟
ودعاها أرض كابول إلى هذا اليوم" [12-13].

ويرى يوسيفوس المورِّخ اليهودي أنَّها دعيت كابول وهي كلمة فينيقيَّة تعني "غير مُسرَّة". فيما بعد أخذها سليمان من حيرام مقابل عطايا معينة، ربَّما قدَّم له محاصيل زراعيَّة أكثر. أصلح سليمان هذه المدن وجعلها مسكنًا للإسرائيليِّين.

يتساءل البعض: لماذا لم يُسر حيرام بالعشرين مدينة؟ هل كانت المدن بلا قيمة قدَّمها سليمان لحيرام وهو يعلم أنَّها غير نافعة له؟ أم كان حيرام مستغلاً يريد نوال أكبر مكسب؟

يجيب بعض الدارسين بأنَّه لم تكن هذه المدن بلا قيمة، ولم يكن حيرام مستغلاً. فالمنطقة دون شك لها قيمتها كأراضِ زراعيَّة، أمَّا رجال حيرام فكانوا تجَّارًا لا خبرة لهم بالزراعة، ولا يريدون الدخول في هذا المجال. ما يُسر حيرام وشعبه هو أن يُفتح لهم مجال أوسع للعمل التجاري لا الزراعي. فالشعب الذي له أسطول بحري وعلاقات تجاريَّة دوليَّة يتعجب كيف يمكن للإنسان أن يُسر بالعمل الزراعي، كسكَّان كابول.

 ومن الجانب الآخر الذين يهتمُّون بالعمل الزراعي لا يجدون مسرَّتهم في التجارة البحرِّيَّة، حيث البحر العنيف والمشاكل التي تواجه البحَّارة! لقد وهب الله لكل إنسان كما لكل شعب ما يمكن أن يبهجه ويُسرُّه.

إذ لم يُسر حيرام بالمدن لأنَّها لا تناسبه ربَّما قدَّم له الملك سليمان محاصيل أكثر، أو قام بتسديد أجرة العمال ذهبًا بعد الانتهاء من الأعمال الإنشائيَّة.

واضح من يشوع (19: 27) أنَّه وجدت منطقة في أيَّام يشوع تسمى كابول، وكانت جزءً من أرض الموعد على حدود سبط أشير. لذا يترجم البعض الكلمة بمعنى "حدود"، وقد جاءت في الترجمة السبعينيَّة بهذا المعنى horion.

"وأرسل حيرام للملك مائة وعشرين وزنة ذهب" [14].

يبدو أن هذا المبلغ كان قرضًا استدانه سليمان الملك من حيرام لكي يتمِّم إنشاءاته الكثيرة بجوار بناء الهيكل. لقد ترك له والده الكثير لبناء الهيكل، وجمع سليمان الكثير سنويًا كجزية من الأمم الخاضعة له، لكن إنشاءاته كانت كثيرة وباهظة التكلفة. فقد بنى قصره وملحقاته كما أقام عددًا كبيرًا من المدن [17-19].

لقد أُرهق الشعب ماليًا:
· من جهة قدَّموا عطايا لبناء الهيكل.
· وأيضًا قدَّموا من غلاَّتهم للملك حيرام مقابل العمال المهرة الذين بعث بهم للعمل.
· بناء قصر الملك وملحقاته.
· بناء مخازن الملك والمدن الجديدة.
· تسديد القرض الذي استدانه من حيرام.
· تسديد بقيَّة أجرة العمال الفينيقيِّين لحيرام، إذ لم يُسر بالعشرين مدينة التي قدمها له سليمان، وهي على حدود فينيقيَّة.

line

3. أعماله ومنشآته :

 "وهذا هو سبب التسخير الذي جعله الملك سليمان
لبناء بيت الرب وبيته، والقلعة، وسور أورشليم، وحاصور ومجدو وجازر" [15].

يبدو أن أسوار داود أو حصنه (2 صم 5: 9، 1 أي 11: 8) قد تهالكت بعد مرور حوالي 50 عامًا عليها، لهذا التزم سليمان بتجديد مدينة داود وأسوارها (1 مل 11: 27).

كانت حاصور ومجدو وجازر من أهم المواقع في أرض الموعد.

جازر: اسم عبري معناه "نصيب أو مهر العروس". وهو اسم مدينة كنعانيَّة قديمة يرجع تاريخها إلى ثلاثة آلاف سنة تقريبًا، تبعد حوالي 18 ميلاً غرب أورشليم. كانت مدينة رئيسيَّة في الجنوب، كانت مركز اتِّصال بمصر بسبب موقعها.

 تقع على الطريق نحو يافا، لها مركزها الإستراتيجي الهام جدًا في الطريق نحو مارس Maris، الطريق الرئيسي الذي يربط بين مصر وما بين النهرين. وهي قريبة من لخيش وبيت حورون السفلي (يش 10: 33؛ 16: 3).

وهي بالقرب من تل جازر Tell Jezer، وتعرف الآن بأبي شوشة. لم يهزمها الإسرائيليُّون، كانت من نصيب أفرايم (1 أي 7: 28)، واختيرت مدينة للآويِّين (يش 21: 1-21؛ 1 أي 6: 67). لكنَّها لم تخلُ قط من سكَّانها الأصليِّين حتى أيَّام سليمان، ويبدو أنَّهم كانوا يتمتَّعون بشيء من الاستقلال (1 مل 9: 16).

استولى عليها الفلسطينيُّون (2 صم 5: 25؛ 1 أي 20: 4). في أيَّام سليمان الملك استولى عليها فرعون ملك مصر وقُدِّمت مهرًا لابنة فرعون عند زواجها من سليمان (1 مل 9: 16). هذه العادة كانت سائدة خاصة بين الملوك، وهي أن يقدِّم والد العروس مهرًا للزوجة. وكان بعض الملوك يقدِّمون مراكز ملكيَّة لزوج ابنته كمهرٍ مقدَّم للأميرة.

وإذ هي في طريق عام من يافا إلى أورشليم وجبعون كانت تحتاج أن تتحصَّن. هكذا قام سليمان لا بإعادة بنائها فحسب بل وتحصينها، وجعلها مركزًا عسكريًا واقتصاديًا (9: 15-19). هدمها الآشوريُّون. كانت حصنًا عسكريًا هامًا في الحروب اليهوديَّة، ففي حروب المكابيِّين قووا تحصيناتها (1 مك 9: 52)، وقد أخذها سمعان المكابي بعد حصار، اسمها الحالي تل الجزر.

"صعد فرعون ملك مصر وأخذ جازر واحرقها بالنار.
وقتل الكنعانيِّين الساكنين في المدينة،
وأعطاها مهرًا لابنته امرأة سليمان".
"وبنى سليمان جازر وبيت حورون السفلي.
وبعلة وتدمر في البريَّة في الأرض" [16-18].

بيت حورون: أو Beit. Vr. Tachta، موقعها أيضًا ممتاز مثل جازر وكان يلزم تحصينها.

تدمر: تعرف بين كثير من الدارسين أنَّها ذات المدينة بالميرا Palmyra. ويبرِّر البعض ذلك بأن "تدمر" هي مشتقَّة من كلمة "تمر Tamar, Tamor"، وهي في العربيَّة كما في العبريَّة معناها "بلح". بعد أن استولى عليها الإسكندر الأكبر دعاها بالميرا Palamyra، أي مدينة النخل. بقاياها مملوءة بالأعمدة الكثيرة وآثار هياكل وقبور مزخرفة وهيكل الشمس العظيم.

مدينة في الصحراء، وهي قديمة جدًا. كانت من أجمل مدن العالم. تقع في جنوب اليهوديَّة (حز 47: 19؛ 48: 28)، على بعد 140 ميلاً من الشمال الشرقي من دمشق، و120 ميلاً غرب نهر الفرات.

حاليًا خربة تمتد نحو ميل ونصف. تكشف بقايا منطقة Palmyra إلى يومنا عن عظمة سليمان وسموُّه. وهي واحة تقع في منطقة خصبة محاطة بصحراء قفر من كل جانب. تقدِّم لنا اكتشافات جامعة شيكاغو الخاصة بمجدو Megiddo أنَّها منطقة مكتظَّّة بحجارة "إسطبلات" منذ أيَّام سليمان. هذا الإسطبل كان متَّسعًا، تقدَّر إمكانيَّاته بأنَّه كان يحتضن ما بين 300-500 فرسًا.

 وقد وصف Wood و Dawkesبدقَّة بقايا المنطقة، جاء ختام وصفهما التفصيلي بقولهما بأنَّه لم يرَ العالم قط مدينة أكثر مجدًا وتشامخًا في العصور القديمة والمعاصرة، ليس فقط بمبانيها ومركزها بل وأيضًا الأشخاص الذين تخرَّجوا منها مثل Longinus وزنوبيا Zenobia. في أيَّام الملكة زنوبيا Zenobia (زينب أو الزباء) جعلتها عاصمة مملكتها، غير أن أورليس دمَّرها سنة 273 ق.م.

قرية تدمر الحديثة داخل أسوار هيكل الشمس العظيم، وآثارها لا يضاهيها في الرونق والاتِّساع في كل سوريَّة إلاَّ بعلبك. مياهها غزيرة تجري من تحتها في أقنية قديمة، وأعظم ينابيعها تجري في قناة طبيعيَّة تحت الجبل جنوبي المدينة. أمَّا القبور فأكثرها خارج المدينة وهي غاية في الإتقان، بعضها محفور في الصخر تحت الأرض، وبعضها مبني على هيئة أبراج. وكانت المدينة ملآنة بالتماثيل المنحوتة ونواديس فيها مومياء شبيهة بما في قبور مصر.

إذ تقع بين سوريا وما بين النهرين كان لها أهميَّة تجاريَّة قبل أيَّام سليمان، وقد حصنها سليمان لمقاصد تجاريَّة وكموقع دفاع من أي هجوم من شمال آسيا.

يقول يوحنا الأنطاكي بأن نبوخذنصَّر في طريقه لمحاصرة أورشليم خرّب المدينة.

بعلة: اسم سامي معناه "سيِّدة". وهي مدينة في دان (يش 19: 44). لا يعرف موقعها الآن على وجه التحديد، يظن البعض أنَّها كانت في جنوب فلسطين بالقرب من شبيلة Shepelah أو سهل فلسطين (2 أي 8: 5)، تدعى أون Aver, On (عا 5:1). يرى يوسيفوس[7] أنَّها لم تكن بعيدة عن جازر، وبالتالي فهي ليست بعلبك.

"وجميع مدن المخازن التي كانت لسليمان ومدن المركبات ومدن الفرسان،
ومرغوب سليمان الذي رغب أن يبنيه في أورشليم وفي لبنان وفي كل أرض سلطنته" [19].

مدن المخازن: بنيت خصيصًا لكي تودع فيها مئونة الدولة من طعام ومواد بناء ومعدَّات حربيَّة. كانت هذه المدن تشير إلى مدى غنى الدولة وازدهارها اقتصاديًا وقوَّتها العسكريَّة ومجدها السياسي.

قُسمت إسرائيل إلى اثني عشر قسمًا أو محافظة، كل قسم يقدِّم نصيبًا من المئونة لأورشليم أو للقصر الملكي، لا يتم هذا مباشرة، بل خلال مدن المخازن قبل تسليمها.

كانت هذه المدن تضم مخازن لمئونة الجيش غالبًا ما كانت في الشمال في حمة (2 أي 8: 4) ونفتالي (2 أي 16: 4). وأيضًا كانت لمئونة رجال الدولة في وقت الضيق (2 أي 17: 12؛ 32: 28)، كما بنى فرعون في أرض جاسان (خر 1: 11). وبكونها على الطرق التجاريَّة فإنَّها كانت تستخدم لمساندة المسافرين وحيواناتهم.

بنى الإسرائيليُّون كعبيد مدن مخازن في مصر مثل فيثوم ورعمسيس (خر 1: 11). أيضًا يهوشافاط وحزقيا ملِكا يهوذا بنِيا مدن مخازن في أيَّام حكمهما (2 أي 7: 12؛ 32: 27-29).

بقوله: "مرغوب سليمان الذي رغب أن يبنيه في أورشليم وفي لبنان وفي كل أرض سلطنته" يكشف أنَّه من الصعب حصر الإنشاءات التي قام بها الملك.

"جميع الشعب الباقين من الأموريِّين والحثيِّين والفرِّزيِّين والحويِّين واليبوسيِّين الذين ليسوا من بني إسرائيل.
أبناؤهم الذين بقوا بعدهم في الأرض الذين لم يقدر بنو إسرائيل أن يحرموهم جعل عليهم سليمان تسخير عبيد إلى هذا اليوم.
وأمَّا بنو إسرائيل فلم يجعل سليمان منهم عبيدًا لأنَّهم رجال القتال،
وخدَّامه وأمراؤه وثوالثه ورؤساء مركباته وفرسانه" [20-22].

عندما عاد سيزوستريس ملك مصر من حروبه بنى معابد كثيرة في كل مدن مصر ولم يستخدم في بنائها مصريًا واحدًا، بل قام بالبناء أسرى الحرب. وقد نقش على كل هيكل: "لم يعمل أحد من المواطنين في هذه (المباني)". يبدو أن سليمان وضع نقشًا مشابهًا على منشآته.

تشغيل ثلاثين ألفًا من الإسرائيليِّين، بحيث يعمل كل شخص منهم لمدَّة شهر يليها شهران في راحة لم يُحسب هذا تسخيرًا، ولا عبوديَّة. فقد كان ما يشغل قلب سليمان هو أن يعيش شعبه بروح الحرِّيَّة فيخرج منهم رجال قتال وأمراء، وقادة مدنيُّون وعسكريُّون.

"هؤلاء رؤساء الموكَّلين على أعمال سليمان: خمس مائة وخمسون الذين كانوا يتسلَّطون على الشعب العاملين العمل" [23].

line

4. ابنة فرعون في مدينة داود :

 "ولكن بنت فرعون صعدت من مدينة داود إلى بيتها الذي بناه لها،
حينئذ بنى القلعة" [24].

لم يسترح سليمان لإقامة ابنة فرعون في قصر داود الذي على جبل صهيون، القريب جدًا من الهيكل. فقد تطلَّع إلى موقع الهيكل كموضع مقدَّس بحلول تابوت الرب فيه. فكان قصره على الجانب الآخر الغربي من التل. ربَّما مقابل الهيكل مباشرة بينهما يجري وادي Tyropoeum.

5. تقديم ذبائح سنويَّة :

"وكان سليمان يُصعد ثلاث مرات في السنة محرقات وذبائح سلامة على المذبح الذي بناه للرب.
وكان يوقد على الذي أمام الرب،
وأكمل البيت" [25].

كان يحرص أن يقدِّم محرقات للرب وذبائح سلامة ثلاث مرَّات سنويًا، أي في الأعياد الكبرى: الفصح والخمسين والمظال. هذا بجانب الذبائح التي كان يقدِّمها من حين إلى آخر. لم يكتفِ ببناء الهيكل والمذبح، وإنَّما كان يشعر بالحاجة إلى الذبيحة لتحقِّق المصالحة مع الله. فالقائد الروحي الحيّ هو ذاك الذي يخدم الآخرين غير متجاهلٍ حاجته هو إلى الخدمة.

بعد بناء الهيكل توقَّف تقديم الذبائح على المرتفعات (1 مل 3: 2). الآن يقدِّم سليمان المحرقات وذبائح الشكر ثلاث مرات سنويًا على المذبح الذي بناه للرب.

"وأكمل البيت": بلغ البيت كماله لا ببنائه بالحجارة والأخشاب وتقديم الأثاثات الثمينة من الذهب والفضَّة والنحاس، وإنَّما بتقديم الذبائح المستمرَّة. فإن هذا العمل لن يكمل إلاَّ بالحضرة الإلهيَّة وسط الشعب، الأمر الذي لا يمكن أن يتحقَّق إلاَّ خلال الذبيحة.

6. أسطوله البحري :

 "وعمل الملك سليمان سفنًا في عصيون جابر التي بجانب آيلة على شاطئ بحر سوف في أرض آدوم" [26].

أقام هذا الأسطول (9: 26) للتجارة مع العربيَّة والهند والساحل الشرقي لأفريقيا. تقع عيصون جابر في نهاية شمال خليج العقبة بالبحر الأحمر. اكتشف بقاياها عام 9/1938 بواسطة الدكتور Nelson Glueck، بالمدارس الأمريكيَّة للبحث الشرقي.

 وجد بقايا لمصاهر المعادن لسليمان والأفران والبواتق ومعامل تكرير وأيضًا مستودعات من النحاس والحديد، بالقرب منها كان يصنع الأطباق والمسامير ورؤوس السهام وصنارات السمك، وتصدر مقابل العاج والذهب[8].

"فأرسل حيرام في السفن عبيده النواتي العارفين بالبحر مع عبيد سليمان" [27].

أرسل حيرام في سفنه عبيده الذين لهم خبرة في صنع السفن وفي التجارة البحرِّيَّة، الأمر لم يكن لإسرائيل في ذلك الحين أيَّة خبرة. ففي عصيون جابر قام الصوريُّون بصنع السفن. خاصة وأن عصيون جابر لم يكن بها من الأشجار سوى النخيل، التي لا تصلح أخشابها لبناء السفن، وإنَّما في أسقف المنازل الداخليَّة فحسب.

العلاقات التجاريَّة بين الساحل الجنوبي من العربيَّة والهند قديمة جدًا ترجع إلى ما قبل عصر سليمان أقامها السبائيُّون. ولكن العلاقات التجاريَّة بين العربيَّة والساحل المقابل من أثيوبيا، خلالها كانت المنتجات الأفريقيَّة تصل إلى العربيَّة فهي دون أدنى شك أقدم بكثير من العلاقة بين العربيَّة والهند.

"فأتوا إلى أوفير، وأخذوا من هناك ذهبًا أربع مائة وزنة وعشرين وزنة،
وأتوا بها إلى الملك سليمان" [28].

الترجمة الحرفيَّة هي "سفينة"، لذا يرى بعض الدارسين أن سليمان صنع سفينة تجاريَّة واحدة.

ربَّما كانت التجارة مع أوفير مستقرَّة من قبل سواء في أيدي الفينيقيِّين أو في أيدي المصريِّين. فعندما قرَّر سليمان أن يشترك في هذه التجارة كان لمصر أسطولها في الذراع الثاني من البحر الأحمر يمتد إلى المناطق الجنوبيَّة منذ زمن بعيد.

أوفير: اسم أرض سمِّيت باسم ابن يقطان هذا الذي استقرّ في جنوب بلاد العرب أو اليمن في الوقت الحاضر. وقد ورد اسمه مع اسم شبا وحويلة (تك 10: 29؛ 1 أي 1: 23). اشتهر هذا الموضع بالذهب (1 أي 29: 4؛ أي 22: 24؛ 28: 16؛ مز 45: 9؛ إش 13: 12).

أرسل سليمان وحيرام أسطولاً تجاريًا من عصيون جابر على خليج العقبة إلى أوفير، فاحضر ذهبًا وخشب صندل وحجارة كريمة (1 مل 9: 26-28؛ 10: 11).

يرى البعض أن أوفير تقع على شاطئ أفريقيا الشرقي أو أنَّها في بلاد الهند خلف نهر Ganges، لكن الأرجح هي في بلاد اليمن بجوار بلاد السبائيِّين. ويرى آخرون أن كلمة "أوفير" اسم عام كان يطلق على المناطق الجنوبيَّة على بحار أفريقيا والعربيَّة والهنديَّة. والبعض يرى أنَّها خاصة بسيلان Ceylon.

يُقدر البعض 420 وزنة من الذهب بحوالي مليونين وستمائة ألفًا جنيهًا إسترلينيًا، تمَّت ربَّما في صفقة واحدة أو على صفقات متتاليَّة.

من وحي 1 ملوك 9 هب لي يا رب أن أراك!

+ تمتَّع سليمان برؤياك مرَّتين:
في جبعون حين صار ملكًا.
وبعد بناء الهيكل.
هب لي أن أراك فأنت أقمتني ملكًا،
وروحك القدُّوس يقدِّس أعماقي بيتًا لك.
لتكن عيناك وقلبك في أعماقي كل أيَّام غربتي.
أنت هي بهجتي وبرِّي وقداستي.

+ تجلِّيك لي يعلِّمني الصداقة مع اخوتي.
أتعامل بالحب مع الصراحة مع اخوتي.
كما كان سليمان مع حيرام.

+ تترأى لي، فكل الطاقات تبني بيتك في داخلي.
كل الأمم المحيطين سخَّرهم سليمان للعمل.
ليعمل الكل في خضوع للبنيان.

+ ظهورك له وهبه نجاحًا في أسطوله التجاري.
كل ما تمتد إليه يديه يكون ناجحًا.
أنت هو سرّ نجاحي.

line
المراجع:
[1] Halley’s Bible Handbook, p. 191.
[2] Theophilos of Antioch to Autolycus PG6:1024-36.
[3] Chapter 2.
[4] Chapter 3.
[5] Lactantuis: The Divine Institutes, book 4:18
[6] Antiquites b:viii, ch 7, sec 3.
[7] Antiq. Viii: 6:1.
[8] Halley’s Bible Handbook, p. 192.