Our App on Google Play Twitter Home أبحث

تفسير الاصحاح الثانى عشر من سفر اللاويين للقس انطونيوس فكرى

تطهير الوالدة

نرى هنا نظرة الله للخطية ونتائجها. واللعنة التى وضعها على البشر بل سمة العار التى جلبوها على أنفسهم. ولذلك نجد هنا الطفل يولد خارج العهد مثل آدم أبوه حين طرد من الجنة.

الاصحاح الثانى عشر من سفر اللاويين

إذاً العالم كله هو أجزاء من آدم فحين أصاب الموت آدم أصاب كل ذريته.

+ مت 7 : 17 الشجرة الردية تصنع أثماراً ردية. إذاً الخطية تنتقل.

+ الله خلق آدم على صورته ومثاله، والله حى لذلك كان آدم حياً

+ بعد السقوط مات آدم

+ تك 5: وعاش آدم 130 سنة وولد ولداً على شبهه كصورته أى ميتاً

+ رو 5 : 12 "من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا إجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" الخطية إذاً تنتقل.

+ لذلك كانت النغمة المتكررة فى إصحاح تك 5 هى ومات.. ومات

+ وقد عرفنا أن الموت نجاسة. ومن يتلامس مع ميت يحتاج لتطهير

+ فى أوشية الراقدين نقول "ليس أحد طاهراً ولو كانت حياته يوماً واحداً..على الأرض " لأن الخطية إنتقلت لهذا المولود.

+ لذلك فالمرأة حين تلد ومع أن الأبناء عطية إلهية لكن لأن حياة الإنسان قد فسدت بالخطية خلال العصيان الأول، تكون المرأة قد ولدت طفل فى حالة ساقطة ونظراً لإرتباطها به فهى تعتبر هى الأخرى نجسة لأنها ولدت ولداً ميتاً لأن مصيره الموت ونجساً فهو بالخطية إشتهته أمه، وهو شبه والديه.

+ إذاً فالإنسان مرتبط بالدنس فى ميلاده وأيضاً فى موته أى فى كل مراحل حياته هو موصوم بالنجاسة. ولأن الإنسان ينسى هذه الحقيقة حين يغتر بمجد هذه الدنيا. نجد الله يذكره هنا بها، وهو يذكر أنه يخرج من بطن أمه عرياناً مسكيناً نجساً وتنتهى حياته فى قبر جثة نجسة من يمسها يتنجس وإذا تذكر هذا :-

1- لا ينتفخ ويسلك بلا كبرياء ويزهد فى أمجاد هذا العالم

2- يشعر بحاجته للتطهير وللميلاد الجديد والموت مع الرب المصلوب ليحيا مقدساً له فهذا الطقس يعلن أننا كلنا مرفوضون نجسون لولا تدخل الله

+ الأم تعتبر بعد الولادة نجسة لأنها ولدت طفلاً نجساً مصيره الموت ولكنها تتطهر يوم ختانه أى حين يصير عضواً فى عهد الله. ونفس هذا الطقس يطبق فى الكنيسة اليوم فالأم لا تقترب من التناول قبل عماد مولودها وإنضمامه للكنيسة جسد المسيح.

line

آية 2 :- كلم بني اسرائيل قائلا اذا حبلت امراة و ولدت ذكرا تكون نجسة سبعة ايام كما في ايام طمث علتها تكون نجسة.

النجاسة فهمنا معناها سابقاً ويضاف لهذا أنها خلال هذه المدة تعتبر غير نظيفة بسبب الدم الذى ينزف منها. والكنيسة تمنع التناول فى هذه الفترة ليس لأنها نجاسة بل كأنها فطر. طمث علتها = أى مرضها الشهرى. فهى خلال هذه الفترة كمن هى فى فترة مرضها الشهرى ويجب أن تمكث فى البيت. تكون نجسة سبعة أيام = فترة نزول الدم عادة تستمر من 3 – 7 أيام وهنا يحسبها 7 أيام. وفى إصحاح 15 من نفس السفر نجد الشريعة تحسب كل جسم يخرج سيلاً سواء كان رجل أو أنثى أنه نجس ليس لأن الدم فى ذاته نجاسة وإنما لكى يتوقف الإنسان عن كل عمل ويهتم بصحته حتى يشفى تماماً، هنا الله يظهر كطبيب يهتم بصحة شعبه فهو طبيب أجسادنا ونفوسنا.

 لذلك ولأن السيل نجاسة سميت الوالدة هنا نجسة. ولاحظ أن الله الذى خلق الإنسان لينمو ويكثر وهذا النمو والتكاثر كان سيحدث بالطريق الطبيعى ولن يحسب نجاسة إذا لم تكن الخطية قد دخلت إلى العالم. وكون الله ينسب النجاسة للأم الوالدة فهذا ليجذب الأنظار للخطية التى تسللت لنا أباً عن جد.

line

آية 3 :- و في اليوم الثامن يختن لحم غرلته.

اليوم الثامن هو بداية أسبوع جديد. وفيه يدخل الطفل فى عهد جديد مع الله. وبعد ختان الطفل وإنتمائه لشعب الله نجد الأم تشارك إبنها بركات الختان وترفع عنها نجاستها لكنها لا تعود للهيكل قبل 40 يوماً من الولادة. أما فى خلال هذه السبعة الأيام التى تكون نجسة فيها فهى تنفصل عن أقاربها وزوجها ومن يلمسها يتنجس.

line


آية 4 :- ثم تقيم ثلاثة و ثلاثين يوما في دم تطهيرها كل شيء مقدس لا تمس و الى المقدس لا تجيء حتى تكمل ايام تطهيرها.

دم تطهيرها = أى الدم الطاهر أو السوائل التى تنزل من المرأة وتسمى دم تطهيرها ربما بسبب لونها ولأن المرأة فى هذه الفترة قد تخلصت من النجاسة وهى الآن فى سبيلها للتطهير الكامل. وهذه السوائل عادة تستغرق من أسبوعين لثلاثة أسابيع. ثم تقيم ثلاثة وثلاثين يوماً = جعله المدة 33 يوماً أى أكثر من أكبر مدة وهى 21 يوماً أسبابه

1- لتغطية الحالات الشاذة التى تستمر فيها السوائل مدة طويلة، أى للضمان

2- حتى تكون المدة الإجمالية 40 يوماً (7+33) ورقم 40 يشير لأشياء معروفة فى الكتاب المقدس، فالطوفان إستمر 40 يوماً، إذاً هذا يطبع فى الأذهان أنهم بسبب الخطية كانوا محرومين من نعمة الله معرضين لسخطه ونقمته. وموسى صام 40 يوماً ليحصل على الناموس وبركات الله. وهى تحرم من المقدسات كمن تكون صائمة وبعدها تحصل على كل حقوقها. إذاً الأربعين يوماً هى مدة إنتظار يعقبها بركات إذا فهم الشخص ما يريده الله وقدم توبة.

كل شئ مقدس لا تمس = أى لا تأكل من ذبائح السلامة والفصح وإذا كانت زوجة الكاهن فلا تأكل من المحلل أكله لعائلة الكاهن من لحوم الذبائح. وإلى المقدس لا تجئ = أى لا تأتى إلى بيت الله

line

آية 5 :- و ان ولدت انثى تكون نجسة اسبوعين كما في طمثها ثم تقيم ستة و ستين يوما في دم تطهيرها.

وإن ولدت أنثى = هنا نجد المدة تضاعفت فهى تظل نجسة بعد ولادتها لمدة أسبوعين بدلاً من أسبوع وهكذا. وهذا لا يقصد به التمييز بين الجنسين فنحن نجد أن الذبيحة المقدمة عن الولد مثل البنت تماماً (وبولس الرسول يقول أن الرجل والمرأة هما واحد فى المسيح يسوع ربنا (غل 3 : 28، كو 3 : 11)) وسوف نرى أن شريعة التطهير لكلا الولد والبنت واحدة. أى أن الأم تقدم نفس الذبائح لتطهيرها إن ولدت ولداً أو ولدت بنتاً. إذن المشكلة ليست فى إرتباط النجاسة بالذكر أو بالبنت. ولكن التفريق هنا له أسباب هى :-

1- المرأة بعد ولادتها تستمر فى البيت لا تتعامل مع أحد فهى مدعوة للتأمل والتفكير فى أسباب مدة النجاسة أصلاً ثم لماذا هى مختلفة بين الولد والبنت.

2- كان الذكر أنتظار كل إمرأة، لذلك كان أقل فى المدة الخاصة بالنجاسة وهذا يحيى بإستمرار رجاء مجئ المسيا (نسل المرأة المرتقب الذى يسحق رأس الحية)

3- التفريق الكتابى المستمر بين الذكر والأنثى هو مجرد جعل الذكر رأس أى قائد والأنثى جسد أى خاضع كعلامة مسبقة ومستمرة لإرتباط الرأس (المسيح) بالجسد (الكنيسة) (1كو 12 +أف 5)

4- المرأة كانت المدخل للخطية (1تى 2 : 14) "آدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحصلت فى التعدى" وليس معنى هذا أنها هى مصدر النجاسة أو أكثر نجاسة إنما المعنى هو أنها أضعف فى تكوينها النفسى والعاطفى فيسهل إغوائها عندما تكون بمفردها. وكما قلنا فالله يقصد بتشريعاته أن يجعلنا نتأمل لنتحاشى السقوط.

الأيات 6، 7 :- و متى كملت ايام تطهيرها لاجل ابن او ابنة تاتي بخروف حولي محرقة و فرخ حمامة او يمامة ذبيحة خطية الى باب خيمة الاجتماع الى الكاهن. فيقدمهما امام الرب و يكفر عنها فتطهر من ينبوع دمها هذه شريعة التي تلد ذكرا او انثى.

إذاً الأم لا تحسب طاهرة حتى تقدم ذبيحة دموية، رمزاً للحاجة إلى دم المسيح الذى يطهر من كل خطية (1يو 1:7). لاحظ أنها إستمرت 40 يوماً أو 80 يوماً لكنها لا تطهر سوى بالذبيحة فالزمن عاجز عن مسح الخطية والحاجة دوماً إلى دم يطهر. وهى تقدم ذبيحة محرقة = فالمحرقة هى أساس كل الذبائح وهى هنا تقدمها شكراً وفرحاً لأن الله أقامها سالمة وأعطاها نسلاً. والمحرقة هى إعلان واضح لقبول الله للخاطئ وذبيحة المحرقة هى موضع سرور الرب كما رأينا. وذبيحة خطية = بإمتزاج المحرقة مع ذبيحة الخطية يمتزج الفرح بالغفران من الخطية وكون ذبيحة الخطية من الطيور إشارة لبراءة الطفل الظاهرية وطفولته البريئة ولكن الخطية إنتقلت إليه وصارت مختبئة داخله

line

آية 8 :- و ان لم تنل يدها كفاية لشاة تاخذ يمامتين او فرخي حمام الواحد محرقة و الاخر ذبيحة خطية فيكفر عنها الكاهن فتطهر

تقدمة الفقراء تستبدل الخروف بيمامة وهذا ما قدمته العذراء أم المسيح الذى إفتقر ليغنينا 2كو 8 : 9. والعجيب أن المسيح وأمه التزما بالناموس

هذا الطقس يجعلنا كمسيحيين نشعر بأن الطفل يولد بنجاسته فنشتاق لينال سر العماد المقدس وأن نحرص على تربية أطفالنا فى خوف الله.