Our App on Google Play Twitter Home أبحث

تفسير الاصحاح الثامن من سفر التثنية للقس انطونيوس فكرى

ضيقات القفر


آية1:- جميع الوصايا التي انا اوصيكم بها اليوم تحفظون لتعملوها لكي تحيوا و تكثروا و تدخلوا و تمتلكوا الارض التي اقسم الرب لابائكم.

الله لا يعطينا وصايا ليتحكم فينا لكن لكى نحيا فى بركة وفرح

آية2:- و تتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب الهك هذه الاربعين سنة في القفر لكي يذلك و يجربك ليعرف ما في قلبك اتحفظ وصاياه ام لا.

ياليتنا ونحن نصلى صلاة الشكر تذكر كل حسنات الله وتأديباته لنا كل الحياة.

كل الطريق = أى طريقة معاملة الله لهم حيث رعاهم وأيضاً حيث أدبهم فكل اموره للخير

لكى يذلك = سمح الله لهم ببعض المشقات كعقاب لهم وكتدريب روحى لنمو الإيمان للشعور خلال التجربة بالمذلة. والله يسمح لنا بهذا النوع من الإذلال كتاديب وحتى لا نسقط فى البر الذاتى وحتى نتلامس مع الله (الثلاث فتية) فيكون لنا ثمار وهذا الإذلال يعطينا تزكية وأكاليل فى الآخرة.

ويجربك = ليس لأن الله لا يعرف ولكن حتى تعرف أنت نفسك وتعرف نقاط ضعفك

آية3:- فاذلك و اجاعك و اطعمك المن الذي لم تكن تعرفه و لا عرفه ابائك لكي يعلمك انه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الانسان.

وأجاعك = فقد تأنى الله عليهم فترة قبل نزول المن ليعلمهم الإتكال عليه لنمو الإيمان.

وهذه الآية إستخدمها المسيح فى الرد على إبليس. ولاحظ فى ردود المسيح على إبليس أن المسيح يقول مكتوب ولم يقل أنا أرى ذلك فهو يشعر أن كلمة الله لها قوتها فهل نفعل نفس الشىء ونسلم بقوة الكلمة دون ان يكون لرأينا قيمة. والإنسان يحيا بكل ما يخرج من فم الرب = وكما أن الجائع وحده هو الذى يقدر قيمة الخبز هكذا لا يعرف قيمة كلمة الله إلا من عرف أنها تقود حياته الداخلية الخفية وتعطيها حياة، بل وحياته العملية.

كل ما يخرج من فم الرب = وماذا يخرج من فم الرب سوى كلمة الله أى كلمته الخالقة أى الأقنوم الثانى الذى به كان كل شىء وبغيره لم يكن شىء مما كان. وهو أعطى المن الذى أعطى للشعب حياة فى الماضى وأعطانا جسده مناً حقيقياً من يأكله يحيا به. ويخرج من فم الرب أيضاً كلمات الكتاب المقدس وهذه تعطينا حياة فكلمة الله حية وفعالة .

line

آية4:- ثيابك لم تبلى عليك و رجلك لم تتورم هذه الاربعين سنة.

عناية الله لهم شملت ملابسهم وأحذيتهم " وهناك تقليد يهودى يقول أن ملابسهم كانت تنمو معهم" وقد يكون هذا صحيحاً ولكن ما يفهم بالأولى عناية الله وتدبيره، حتى فى أتفه الأشياء كالملابس والأحذية (5:29)

آية8،7:- لان الرب الهك ات بك الى ارض جيدة ارض انهار من عيون و غمار تنبع في البقاع و الجبال.ارض حنطة و شعير و كرم و تين و رمان ارض زيتون زيت و عسل.

عيون = أبار طبيعية وصناعية وغمار = أى مياه غزيرة تخرج من الينابيع وتأتى من الأمطار. والبقاع = الأراضى المنخفضة

آية9:- ارض ليس بالمسكنة تاكل فيها خبزا و لا يعوزك فيها شيء ارض حجارتها حديد و من جبالها تحفر نحاسا.

ليس بالمسكنة = أى لن تأكلوا بالتقتير فالخيرات كثيرة حتى فى مناجم الحديد والنحاس

آية10:- فمتى اكلت و شبعت تبارك الرب الهك لاجل الارض الجيدة التي اعطاك.

الله يعلم ضعف الإنسان أنه متى شبع وعاش فى سلام ينسى الله

line

آيات 11-14:- احترز من ان تنسى الرب الهك و لا تحفظ وصاياه و احكامه و فرائضه التي انا اوصيك بها اليوم.لئلا اذا اكلت و شبعت و بنيت بيوتا جيدة و سكنت.و كثرت بقرك و غنمك و كثرت لك الفضة و الذهب و كثر كل ما لك.يرتفع قلبك و تنسى الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية.

للأسف هذه هى طبيعة الإنسان والحل هو الشكر الدائم كما تعلمنا الكنيسة على كل حال وفى كل حال

آية15:- الذي سار بك في القفر العظيم المخوف مكان حيات محرقة و عقارب و عطش حيث ليس ماء الذي اخرج لك ماء من صخرة الصوان.

الطريق كان شاقاً لكن الله كان الرفيق فحفظهم

آية16:- الذي اطعمك في البرية المن الذي لم يعرفه اباؤك لكي يذلك و يجربك لكي يحسن اليك في اخرتك.

سمح الله ببعض الآلام فى الطريق ولكن النهاية أرض كلها خيرات. وهكذا فى حياتنا الآن فلنصبر ونجاهد فخفة ضيقتنا الوقتية لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا (رو18:8 + 2كو17:4) فالآم الزمان الحاضر مهما كانت فهى خفيفة وعلينا إحتمالها ناظرين للمجد الأبدى.

line

آية18،17:- و لئلا تقول في قلبك قوتي و قدرة يدي اصطنعت لي هذه الثروة. بل اذكر الرب الهك انه هو الذي يعطيك قوة لاصطناع الثروة لكي يفي بعهده الذي اقسم به لابائك كما في هذا اليوم.

هذه غواية أخرى يقع فيها الإنسان إذ يظن أنه بقوته يأتى بالخيرات. ولكن نعلم أن الله هو معطى كل الخيرات

آية19:- و ان نسيت الرب الهك و ذهبت وراء الهة اخرى و عبدتها و سجدت لها اشهد عليكم اليوم انكم تبيدون لا محالة.

أشهد عليكم = فموسى سبق وأخبرهم

آية20:- كالشعوب الذين يبيدهم الرب من امامكم كذلك تبيدون لاجل انكم لم تسمعوا لقول الرب الهكم

من هذه الآية نفهم لماذا سمح الله لهم أن يحرموا الشعوب الخاطئة. وذلك ليفهموا نتيجة الخطية