Our App on Google Play Twitter Home أبحث

تفسير الاصحاح الحادى والعشرون من سفر التثنية للقس انطونيوس فكرى

شرائع خاصة بالقتيل وبالمسبيَّات والابن البكر والابن المعاند


آية1:- اذا وجد قتيل في الارض التي يعطيك الرب الهك لتمتلكها واقعا في الحقل لا يعلم من قتله.

بعد الخطية صارت البشرية كقتيل. وكان لزاماً حتى يزول هذا الإثم أن يكسر جسد دون أن تكسر عظامه بل يسيل دمه.. هذا هو يسوع البار. وهذا مفهوم هذه الشريعة

line

آية2:- يخرج شيوخك و قضاتك و يقيسون الى المدن التي حول القتيل.

لأن القاتل غالباً يسكن فى أقرب مدينة لمكان القتيل. فأهل هذه المدينة هم المكلفون بالقيام بالطقوس الآتية إذا لم يتمكنوا من معرفة القاتل. وكان المسيح هو الأقرب لنا ليقوم بدور الفداء.

line

آية3:- فالمدينة القربى من القتيل ياخذ شيوخ تلك المدينة عجلة من البقر لم يحرث عليها لم تجر بالنير.

لم تجر بالنير = أى لم تتدرب على عمل ما من أعمال الزراعة مثل الحرث وغيره ولم يعل عنقها نير وهو الخشبة المستعرضة التى توضع على عنق الحيوان الذى يجر المحراث أو النورج أو يدير الساقية. وهذه ترمز للمسيح الذى لم يسقط تحت عبودية أى خطية.

line

آية4:- و ينحدر شيوخ تلك المدينة بالعجلة الى واد دائم السيلان لم يحرث فيه و لم يزرع و يكسرون عنق العجلة في الوادي.

وادى دائم السيلان = معناه منحدر مائى بين أرض صخرية مثل شلال. والوادى يكون قفراً، أرض بور = لم يحرث فيه ولم يزرع = هذه هى حياتنا التى كانت بلا ثمر بسبب الخطية.

وذهاب العجلة إلى الأرض البور هو إشارة لمجىء المسيح لأرضنا أو لحياتنا غير المثمرة.

كيف يفهم اليهود هذا الطقس؟ البقرة تشير للقاتل ولأنه لم يوضع عليه نير فهو إنسان غير ملتزم بالناموس وغير خاضع له. ونفس المعنى فى الوادى غير المثمر. والماء الجارى يشير إلى غسل الخطية ومحوها وإزالتها عن أهل المدينة الذين إعترفوا أمام الرب طالبين المغفرة وقتل الذبيحة إعلان بأن القاتل يستوجب هذا العقاب وأن موتها تكفير عن حياة شعب المدينة حتى لا يتعرضوا لغضب الله.

ولاحظ إختلاط الماء الجارى بدم العجلة المسفوك (= خرج من جنبه دم وماء) وأن الماء دائم السيلان لأن الروح القدس منسكب على الكنيسة دائماً بلا إنقطاع

line

آية5:- ثم يتقدم الكهنة بنو لاوي لانه اياهم اختار الرب الهك ليخدموه و يباركوا باسم الرب و حسب قولهم تكون كل خصومة و كل ضربة.

بعد ذبيحة المسيح وبعمل الروح المنسكب يكون هناك خدمة كهنوتية للتطهير من الخطايا.

آية6:- و يغسل جميع شيوخ تلك المدينة القريبين من القتيل ايديهم على العجلة المكسورة العنق في الوادي.غسل الأيادى علامة أنهم أبرياء من دم القتيل. لكن غسلها على العجلة (دم وماء) إشارة للتطهير بدم المسيح وبعمل المعمودية ثم التوبة

line

آية7:- و يصرحون و يقولون ايدينا لم تسفك هذا الدم و اعيننا لم تبصر.

كان من الصعب أن يفعل الشيوخ هذا وهم يعرفون القاتل.

line

آية8، 9:- اغفر لشعبك اسرائيل الذي فديت يا رب و لا تجعل دم بري في وسط شعبك اسرائيل فيغفر لهم الدم. فتنزع الدم البري من وسطك اذا عملت الصالح في عيني الرب.

الذى فديت = أى الذى خلصته من عبودية فرعون

آية10:- اذا خرجت لمحاربة اعدائك و دفعهم الرب الهك الى يدك و سبيت منهم سبيا.

نجد هنا إهتمام الله بمعاملة السبايا معاملة إنسانية، وهذا بخصوص الشعوب غير المحرمة.

آية11:- و رايت في السبي امراة جميلة الصورة و التصقت بها و اتخذتها لك زوجة.

لقساوة قلوبهم سمح الله بهذا فأن يتزوجوا خير من أن يزنوا مع السبايا فيجلبوا عليهم السخط الإلهى. ولكن عليه أن يراعى إنسانيتها ويعاملها كزوجة

line

الآيات 13،12:- فحين تدخلها الى بيتك تحلق راسها و تقلم اظفارها.و تنزع ثياب سبيها عنها و تقعد في بيتك و تبكي اباها و امها شهرا من الزمان ثم بعد ذلك تدخل عليها و تتزوج بها فتكون لك زوجة.

حلق الرأس وتقليم الأظافر كانا من مظاهر الحزن والحداد فيعطيها فرصة أن تحزن على أبويها وأسرتها. ونزع ثياب السبى حتى تصبح كإمرأة مكرمة. وتظل فى فترة حزن شهر من الزمان ثم يتزوجها. وفى خلال هذا الشهر تتعرف على شريعة الله وعادات وتقاليد الشعب وهى فترة خطبة تتعرف على هذا الزوج الذى سترتبط به وحتى لا يتزوجها الرجل فجأة كما لو كانت شهوة حيوانية وإزالة معالم جمالها (شعر وأظافر) هو لتهذيب شهوته ناحيتها.

آية14:- و ان لم تسر بها فاطلقها لنفسها لا تبعها بيعا بفضة و لا تسترقها من اجل انك قد اذللتها.

إذا أراد أن يتركها لا يبيعها كأمة بل يطلقها حرة. لأنك أذللتها = أفقدتها عذريتها

line

الآيات 16،15:- اذا كان لرجل امراتان احداهما محبوبة و الاخرى مكروهة فولدتا له بنين المحبوبة و المكروهة فان كان الابن البكر للمكروهة.فيوم يقسم لبنيه ما كان له لا يحل له ان يقدم ابن المحبوبة بكرا على ابن المكروهة البكر.

على الأب أن لا يظلم أحد أبنائه لأنه إبن إمرأة غير محبوبة.

آية17:- بل يعرف ابن المكروهة بكرا ليعطيه نصيب اثنين من كل ما يوجد عنده لانه هو اول قدرته له حق البكورية.

البكر له نصيب ضعف أى أحد من إخوته (وإليشع بهذا طلب نصيب البكر روحياً)

آية18:- اذا كان لرجل ابن معاند و مارد لا يسمع لقول ابيه و لا لقول امه و يؤدبانه فلا يسمع لهما.

هنا الإبن عليه أن يخضع لأبيه (وبهذه الأيات 15-18 ليكون المعنى أن لا يظلم أحدهما الآخر ) وهذه الوصية تفسير للوصية " اكرم أباك وأمك" مارد = متمرد

line

آية19-21:- يمسكه ابوه و امه و ياتيان به الى شيوخ مدينته و الى باب مكانه. و يقولان لشيوخ مدينته ابننا هذا معاند و مارد لا يسمع لقولنا و هو مسرف و سكير. فيرجمه جميع رجال مدينته بحجارة حتى يموت فتنزع الشر من بينكم و يسمع كل اسرائيل و يخافون.

من لا يستطيع أن يحترم أبويه لن يستطيع أن يحترم الله. والإبن المسرف السكير الذى لا يرتدع بتأديب أبويه سيهدد أسرته ومجتمعه ولا فائدة من إصلاحه. ولكن من هو الإبن الضال هذا الذى أسرف وضيع كل ما أعطاه لهُ أبوه من كرامة إذ خلقه على صورته كشبهه وغرق فى الخطايا وأسكرته، إلا الإنسان الذى تحدى الله وماذا يستحق إلا الرجم. وماذا فعل الله.. لقد أنقذ الإنسان بصليبه آية (22) ولاحظ أنه تكلم عن الإبن المتمرد بعد أن تكلم عن مسئولية الأباء فى تربية أولادهم بلا تمييز.

آية22:- و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة.

كان الرومان يحكمون على بعض المجرمين بالموت صلباً. أما اليهود فكانوا يرجمون المذنب ثم يعلقونه على صليب تشهيراً به ولكى يراه الكثيرون فيعتبروا. ولكننا لم نسمع فى كل الكتاب المقدس أن أى إبن رجمه أبوه وعلقه على خشبة أو أبلغ عنه ليصلب لذلك فكأن هذه الوصية غرضها إظهار العقوبة المفروض أن الإبن يستحقها لكن رحمة الله كرحمة الأبوين ستتدخل وتنقذ الإبن. وسيكون هذا بأن يعلق الإبن الوحيد ويصلب، بل هو الإبن الوحيد فى الكتاب المقدس الذى سمعنا أنه صُلب والذى أرسله أبوه لكى يصلب. وبذلك حمل الإبن الوحيد عقوق الأبناء كلهم بصليبه

line

آية23:- فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا

المعلق ملعون = هو معلق بين السماء والأرض فهو مرفوض من كليهما. فلا تنجس أرضك = إذاً كان يجب دفن المصلوب حتى لا تتنجس الأرض. من المؤكد أن موسى كتب هذا بروح النبوة عن المسيح الذى بدفنه حمل اللعنة والنجاسة. وكان كالبذرة التى دفنت لتأتى بثمر كثير. ومن الناحية الصحية لا يجب ترك الجثة حتى تتعفن ومن الناحية الإنسانية فإن الرب يرفق بهذه الجثة مهما كان صاحبها شريراً ويرفق بأهله وذويه