Our App on Google Play Twitter Home أبحث

تفسير الاصحاح السابع عشر من سفر التثنية للقس انطونيوس فكرى

عقوبة عابدي الأوثان

آية1:- لا تذبح للرب الهك ثورا او شاة فيه عيب شيء ما رديء لان ذلك رجس لدى الرب الهك.

الذبائح يجب أن تكون كاملة فهى تشير للرب يسوع الكامل الذى بلا خطية. ومن يقدم ذبيحة كاملة تكون عبادته كاملة نقية أو هكذا يجب أن تكون وكل من يقدم ذبيحة كاملة فهو يفحصها وبالتالى سيفحص قلبه ليكون نقياً. هكذا يليق بنا أن نتقدم لإلهنا الكامل بقلوب نقية. والذبيحة الكاملة كانت الرب يسوع الذى قدم للآب إنساناً كاملاً بلا خطية وذبيحة كاملة لا عيب فيها. ولكن لماذا أتت هذه الآية هنا؟

أ‌- هى أتت فى مناسبة المقارنة بين ذبيحة المسيح وذبائح عباد الأوثان الآتى الكلام عنها

ب‌-بعد أن تكلم موسى عن القضاء تكلم بروح النبوة عن ما سيفعله هؤلاء القضاة فى المستقبل حينما يحكمون على المسيح بأن يكون هو الذبيحة الكاملة. لذلك أتت آية19:16 تحذر القضاة من الحكم المعوج. وبهذا شهد عليهم موسى بأنه أنذرهم.

line

آية2:- اذا وجد في وسطك في احد ابوابك التي يعطيك الرب الهك رجل او امراة يفعل شرا في عيني الرب الهك بتجاوز عهده.

تحذير بعدم التساهل مع أى إنسان

آية 3:- و يذهب و يعبد الهة اخرى و يسجد لها او للشمس او للقمر او لكل من جند السماء الشيء الذي لم اوص به.

جند السماء = الكواكب والنجوم

line

آية4-7:- و اخبرت و سمعت و فحصت جيدا و اذا الامر صحيح اكيد قد عمل ذلك الرجس في اسرائيل. فاخرج ذلك الرجل او تلك المراة الذي فعل ذلك الامر الشرير الى ابوابك الرجل او المراة و ارجمه بالحجارة حتى يموت. على فم شاهدين او ثلاثة شهود يقتل الذي يقتل لا يقتل على فم شاهد واحد. ايدي الشهود تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا فتنزع الشر من وسطك.

كان الشهود الذين شهدوا على فعلته الرديئة يرجمونه اولاً فلو كان بريئاً يكون دمهُ عليهم. تنزع الشرير = حينما يتخلصون من هذا الشرير يتخلصون من الفتنة كلها.

line

آية8:- اذا عسر عليك امر في القضاء بين دم و دم او بين دعوى و دعوى او بين ضربة و ضربة من امور الخصومات في ابوابك فقم و اصعد الى المكان الذي يختاره الرب الهك.

بين دم ودم = إذا عُرضت على القاضى جناية قتل وإحتار فى القضاء والتمييز بين دم القاتل ودم المقتول أو دم قتيل عن عمد ودم قتيل عن غير عمد. وكانت تعرض القضايا على رؤساء العشرات وما صعب عليهم يرفع لرؤساء الخماسين والعسير يُرفع لرؤساء المئات فرؤساء الألوف وما إستعصى على هؤلاء يذهبوا به للهيكل لكهنة الله العلى.

line

آية10،9:- و اذهب الى الكهنة اللاويين و الى القاضي الذي يكون في تلك الايام و اسال فيخبروك بامر القضاء. فتعمل حسب الامر الذي يخبرونك به من ذلك المكان الذي يختاره الرب و تحرص ان تعمل حسب كل ما يعلمونك.

إذهب إلى الكهنة = الذين يرشدهم الروح القدس. الكهنة اللاويين = أى الشرعيين وكان رئيس الكهنة يطلب إرشاد الرب بالأوريم والتميم

آية11:- حسب الشريعة التي يعلمونك و القضاء الذي يقولونه لك تعمل لا تحد عن الامر الذي يخبرونك به يمينا او شمالا.

يتضح أن سلطان الحل والربط كان فى وسط شعب الرب فى القديم كما هو فى الكنيسة الآن

line

آية13،12:- و الرجل الذي يعمل بطغيان فلا يسمع للكاهن الواقف هناك ليخدم الرب الهك او للقاضي يقتل ذلك الرجل فتنزع الشر من اسرائيل. فيسمع جميع الشعب و يخافون و لا يطغون بعد.

بطغيان = بعناد وتحد ورفض لحكم الكاهن أو القاضى. فعناده خروج عن شريعة الله.

آية14:- متى اتيت الى الارض التي يعطيك الرب الهك و امتلكتها و سكنت فيها فان قلت اجعل علي ملكا كجميع الامم الذين حولي.

كان الشعب أولاً تحت قيادة موسى النبى ورئاسته ثم تولى أمرهم يشوع وبعده أهمل الشعب أمر نفسه فكانوا بلا قائد وكان الرب يقيم لهم قاضياً يحكم لهم كان آخرهم صموئيل النبى وقبله عالى الكاهن. وحديث موسى هنا يعتبر نبوة عما سوف يحدث بعد قرون.

+ ولنلاحظ أن الإنسان قبل سقوطه كان يتكلم مع الله والله يتكلم معهُ. ولكن بعد السقوط خاف الإنسان وإختبأ من الله. وحينما أراد الله أن يتكلم معهم من على الجبل طلبوا موسى كوسيط بين الله والشعب (وموسى كان هنا رمزاً للمسيح..) وبنفس الفكر كان من المفروض أن يملك الله على شعبه ويحكم من السماء. ولكن بسبب السقوط إنعزل الإنسان عن حكم الله وسماع أحكامه فإشتهوا أن يكون لهم ملك أرضى ومملكة. وكان أن أراد الله أن تكون هذه المملكة وهذا الملك فرصة ليشرح لهم ملك المسيح حتى يفهموا ما معنى أن يملك عليهم الله.

 ولذلك كان أول شرط للملوك أن يختارهم الرب الإله (15:17) ولما إختاروا هم وأعطاهم الله بحسب قلبهم أعطاهم شاول ولما إختار الله إختار داود ونسله. وحتى فى مملكة إسرائيل المنشقة كان الله يرسل لهم أنبياء والأنبياء يختاروا لهم الملوك فى بعض الأحيان.

line

آية15:- فانك تجعل عليك ملكا الذي يختاره الرب الهك من وسط اخوتك تجعل عليك ملكا لا يحل لك ان تجعل عليك رجلا اجنبيا ليس هو اخاك.

رجلاً أجنبياً = الله يريد أن يملك على قلوبنا فهل نملكه أم أننا نملك الشيطان بمحبتنا لهذا العالم. فالله لا يريد لأى أجنبى أو أى محبة غريبة أن تملك علينا حتى لا تستعبدنا فالله يريدنا أحراراً. والرجل الأجنبى سيفرض على الشعب أن يعبدوا أوثانه ولن يعاملهم برفق ومحبة كإخوة له. ولاحظ إختيار الكلمات التى يستعملها الوحى عن الملك. من وسط إخوتك ويختاره الرب إلهك. أليست هذه مواصفات المسيح أنه بكر بين إخوة كثيرين (رو29:8 + عب11:2) وهو مختار من الله (عب4:5-6)

line

آية16:- و لكن لا يكثر له الخيل و لا يرد الشعب الى مصر لكي يكثر الخيل و الرب قال لكم لا تعودوا ترجعون في هذه الطريق ايضا.

الخيل رمز للقوة وكان الملوك يسعون لزيادة الخيل كنوع من الشعور بالعظمة وينسون أن الله هو الذى يحارب عنهم وأن نصرتهم من عنده وكم من مرة هزموا شعوباً قوية بجيش صغير (قصة جدعون) ولا يرد الشعب إلى مصر = ربما تشير أن الملوك حتى تزداد قوتهم يلجأون لعقد المعاهدات مع مصر ويستعينوا بهم أى بالمصريين فى الحروب. ولكن فلاحظ أن مصر تشير للعبودية فكون أن الملك يعتمد على قوة الخيل ويترك الله فهذه عبودية للقوة (بهذا إرتد إلى مصر ). وقد تعنى أن الملك فى إزدياد قوته سيذل شعبه فيعودوا عبيداً كما كانوا فى مصر .

line

آية17:- و لا يكثر له نساء لئلا يزيغ قلبه و فضة و ذهبا لا يكثر له كثيرا.

سبق أن نهى الله الملوك من زيادة القوة وهنا ينبههم عن زيادة النساء والمال وبذلك ينهاهم الله عن الثلاث الشهوات الخطيرة التى بها يبعد قلب الإنسان عن الله وهى 1- القوة 2- النساء 3- المال والغنى

وليس عيباً أن يكون الإنسان غنياً أو قوياً لكن العيب فى شهوة زيادة هذه الأشياء ولنرى تطبيقاً لهذا :- فإن سليمان الملك أحكم إنسان فى العالم سقط فى الثلاث أى أنه فعل عكس ما هو مكتوب تماماً (ربما لأنه نسى آية18 الآية القادمة) فهو تزوج كثيرات (1000) ومنهن كثيرات من الوثنيات وهؤلاء أزغن قلبه فبخر للأوثان وكان الذهب والفضة لا حساب لها أيام سليمان فالله أعطاه الغنى ولكنه إشتهى الزيادة فوضع ضرائب ثقيلة على شعبه (راجع 1مل1:11 + 1مل2:12-4 + 1مل21:10 ). وراجع خيل سليمان (1مل26:4)

line

آية19،18:- و عندما يجلس على كرسي مملكته يكتب لنفسه نسخة من هذه الشريعة في كتاب من عند الكهنة اللاويين. فتكون معه و يقرا فيها كل ايام حياته لكي يتعلم ان يتقي الرب الهه و يحفظ جميع كلمات هذه الشريعة و هذه الفرائض ليعمل بها.

حين يكتب الملك لنفسه سفر للشريعة يقرأه يعرف أن الملك من الله وعليه أن يحكم بحسب الشريعة ولا سلطة لهُ أن يزيد أو ينقص من الشريعة وعليه أن يحب الشريعة أكثر من كل الشهوات السابقة. ولو فعل هذا سليمان لما سقط

آية20:- لئلا يرتفع قلبه على اخوته و لئلا يحيد عن الوصية يمينا او شمالا لكي يطيل الايام على مملكته هو و بنوه في وسط اسرائيل

يظهر هنا أن قراءة كلمة الله وحفظها والعمل بها لها ثمار طيبة