Our App on Google Play Twitter Home أبحث

تفسير الاصحاح الثالث من سفر صموئيل الأول للقس انطونيوس فكرى

دعوة صموئيل

آية(1) :-
و كان الصبي صموئيل يخدم الرب امام عالي و كانت كلمة الرب عزيزة في تلك الايام لم تكن رؤيا كثيرا.

لم تكن رؤيا كثيرة = (مز 74 : 1،9). هو تعبير عن الحال.

line

آية(3) :-
و قبل ان ينطفئ سراج الله و صموئيل مضطجع في هيكل الرب الذي فيه تابوت الله.

وقبل أن ينطفئ سراج الله = يبدو أن الله دعا صموئيل قبيل الفجر وسط الظلام الخارجى والسراج هو نور المنارة التى يشعلونها ليلاً وتطفأ صباحاً. ولاحظ كم الظلام الموجود.

1- الدعوة ليلاً 2- لا توجد رؤيا فكلمة الله عزيزة 3- عينا رئيس الكهنة لا تبصر (أية2)

وهذا تصوير رائع للمجاعة الروحية التى يعيشها الشعب فإن كان رئيس الكهنة لا يبصر (روحياً) فإن قاد الأعمى شعباً إلى أين سيذهب بهم.

line

آية(4) :-
ان الرب دعا صموئيل فقال هانذا.

أن الرب دعا صموئيل = من مراحم الله أنه قبل الظلمة النهائية يضىء سراج جديد هو صموئيل ودائماً الله يفعل هذا يرسل أثناسيوس كسراج أمام ظلمة أريوس فهو يعتنى ويسهر على كنيسته.

line

آية(5) :-
و ركض الى عالي و قال هانذا لانك دعوتني فقال لم ادع ارجع اضطجع فذهب و اضطجع.

وركض إلى عالى = كان صموئيل مضطجعاً فى أحد الأبنية الملحقة بالخيمة وعالى مضطجعاً فى مبنى اخر وقيل عن المكان كله أنه هيكل الرب (الخيمة + المبانى الملحقة ).

ملحوظة :- قيل أن عالى مضطجع فى مكانه = أية2 وقيل أن صموئيل مضطجع فى هيكل الرب أية3 وكلاهما كانا فى هيكل الرب. لكن فى نظر الله فصموئيل فى هيكل الرب فهو أمام الله " أنا نائمة وقلبى مستيقظ" (نش 5 : 20). أمّا عالى فهو نائم بجسده فى هذا المكان فقط.

 المقصود هنا التعبير لا عن المكان فكلاهما فى هيكل الرب إنما المقصود التعبير عن حالة كل منهما، أين يوجد قلب كل أحد منهما ؟ لقد أصاب قلب عالى الكاهن الشيخوخة الروحية والعجز الروحى فأصبح قلبه لا يعاين الله.

line

آية(7) :-
و لم يعرف صموئيل الرب بعد و لا اعلن له كلام الرب بعد.

ولم يعرف صموئيل الرب = شتان بين هذه وبين أن إبنى عالى لم يعرفا الرب. فصموئيل لم يعرف الرب بالرؤى والإعلانات أى أن الله لم يتكلم معهُ مباشرة من قبل والآن بداية معرفة جديدة تضاف لبساطته وطهارته وإيمانه.

صموئيل هنا بدأ يعرف الرب بطريقة جديدة. والرب دعا صموئيل وكلمه وكان فى الثانية عشرة من عمره (يوسيفوس) ولاحظ أن الله لم يستعمل صوتاً مخيفاً بل صوتاً مألوفاً لصموئيل حتى لا يرهب ويخاف بل هو ظنه صوت عالى. ونادى الرب صموئيل وكان فى الهيكل كثيرون لكن لم تكن هناك أذان حساسة لصوت الله سوى أذنى صموئيل.

 وكان صموئيل يستجيب لعالى لأنه يعرف أنه شيخ يحتاج المساعدة لذلك يقول الكتاب وركض آية5. وطاعة الأب الذى يُرى (اى عالى) هى علامة على طاعة الآب الذى لا يُرى. وكان صموئيل يذهب مع كل نداء بلا تذمر مع أنه فى وقت النوم.

line

آية(8) :-
و عاد الرب فدعا صموئيل ثالثة فقام و ذهب الى عالي و قال هانذا لانك دعوتني ففهم عالي ان الرب يدعو الصبي.

لقد نادى الرب صموئيل بإسمه شخصياً لكنه لم يستطع أن يتعرف على الصوت دون إرشاد عالى الكاهن. وهذا هو دور الكهنوت.

آية(10) :-
فجاء الرب و وقف و دعا كالمرات الاول صموئيل صموئيل فقال صموئيل تكلم لان عبدك سامع.

فجاء الرب ووقف ودعا = هذا يعنى أن الصوت ظل يقترب إلى أن ثبت. هو تنازل إلهى ومحبة إلهية فائقة نحو الآنسان. بل تكرار الإسم صموئيل صموئيل = يعنى أن الله أحب إسمه وأحبه. ولقد كان كلام الله لهُ بعد ذلك ملخصاً مختصراً قدر ما يحتمل الصبى أن يسمع.

line

الآيات (11-14) :-
فقال الرب لصموئيل هوذا انا فاعل امرا في اسرائيل كل من سمع به تطن اذناه* 12 في ذلك اليوم اقيم على عالي كل ما تكلمت به على بيته ابتدئ و اكمل* 13 و قد اخبرته باني اقضي على بيته الى الابد من اجل الشر الذي يعلم ان بنيه قد اوجبوا به اللعنة على انفسهم و لم يردعهم* 14 و لذلك اقسمت لبيت عالي انه لا يكفر عن شر بيت عالي بذبيحة او بتقدمة الى الابد.

الله يكرر نفس المعانى التى قالها النبى قبل ذلك. ولم يذكر له تفاصيل العقوبة إذ لا حاجة لتكرارها بل هو يذكر عالى وبنيه لعلهم يتوبون. لا يكفر عن شر بيت عالى بذبيحة إلى الأبد هذه تكملة لنبوة النبى

(2 : 35-36). فالمسيح الكاهن الذى يأتى سيبطل الذبائح بذبيحة دِمِه.

line

آية(15) :-
واضطجع صموئيل الى الصباح و فتح ابواب بيت الرب و خاف صموئيل ان يخبر عالي بالرؤيا.

خاف صموئيل أن يخبر عالى بالرؤيا خشية جرح مشاعره وهو شيخ وأب محبوب لديه وفتح أبواب بيت الرب = صنع هذا فى الصباح لأنها خدمته أن يفتح السجف، خدمته التى تعود عليها. والآن بعد عَلِمَ أن الرب يكلمه شخصياً لم ينتفخ ولم يرى أن عملهُ صار صغيراً عليه.

line

آية(18) :-
فاخبره صموئيل بجميع الكلام و لم يخف عنه فقال هو الرب ما يحسن في عينيه يعمل.

إجابة عالى تدل على تقواه بالرغم من ضعف شخصيته. وخطأهُ أنه لم يعمل شيئاً إيجابياً.

line

الآيات (19-21) :-
وكبر صموئيل و كان الرب معه و لم يدع شيئا من جميع كلامه يسقط الى الارض.
وعرف جميع اسرائيل من دان الى بئر سبع انه قد اؤتمن صموئيل نبيا للرب.
وعاد الرب يتراءى في شيلوه لان الرب استعلن لصموئيل في شيلوه بكلمة الرب.


وكان الرب معهُ = هذا هو سر قوته. وقوة كل أولاد الله (1كو 15 : 10). أولاد الله لا يعوزهم شىء فهو نفسه معهم. والله أعطاه نعمة فى عينى شعبه = لم يدع كلمة من جميع كلامه يسقط من دان إلى بئر سبع = أى كل أرجاء البلاد فدان أقصى الشمال وبئر سبع أقصى الجنوب وعاد الرب يتراءى = لأنه كان أميناً بعد أن تراءى لهُ الرب أول مرة تراءى لهُ بعد ذلك.