Our App on Google Play Twitter Home أبحث

تفسير الاصحاح السادس والعشرون من سفر صموئيل الأول للقس انطونيوس فكرى

شاول ينهار أمام داود


آية(1) :-
ثم جاء الزيفيون الى شاول الى جبعة قائلين اليس داود مختفيا في تل حخيلة الذي مقابل القفر.

للمرة الثانية يغدر الزيفيون بداود. إذ كان مختفياً عندهم. ومرة ثانية يغدر شاول بداود.

line

الآيات (2-25) :-
فقام شاول و نزل الى برية زيف و معه ثلاثة الاف رجل منتخبي اسرائيل لكي يفتش على داود في برية زيف. و نزل شاول في تل حخيلة الذي مقابل القفر على الطريق و كان داود مقيما في البرية فلما راى ان شاول قد جاء وراءه الى البرية.

 ارسل داود جواسيس وعلم باليقين ان شاول قد جاء. فقام داود وجاء الى المكان الذي نزل فيه شاول ونظر داود المكان الذي اضطجع فيه شاول و ابنير بن نير رئيس جيشه

وكان شاول مضطجعا عند المتراس و الشعب نزول حواليه. فاجاب داود و كلم اخيمالك الحثي وابيشاي ابن صروية اخا يواب قائلا من ينزل معي الى شاول الى المحلة فقال ابيشاي انا انزل معك. فجاء داود

وابيشاي الى الشعب ليلا و اذا بشاول مضطجع نائم عند المتراس و رمحه مركوز في الارض عند راسه

وابنير والشعب مضطجعون حواليه. فقال ابيشاي لداود قد حبس الله اليوم عدوك في يدك فدعني الان اضربه بالرمح الى الارض دفعة واحدة و لا اثني عليه. فقال داود لابيشاي لا تهلكه فمن الذي يمد يده الى مسيح الرب و يتبرا. وقال داود حي هو الرب ان الرب سوف يضربه او ياتي يومه فيموت او ينزل الى الحرب و يهلك. حاشا لي من قبل الرب ان امد يدي الى مسيح الرب و الان فخذ الرمح الذي عند راسه


وكوز الماء و هلم. فاخذ داود الرمح و كوز الماء من عند راس شاول و ذهبا و لم ير و لا علم و لا انتبه احد لانهم جميعا كانوا نياما لان سبات الرب وقع عليهم.


وعبر داود الى العبر و وقف على راس الجبل عن بعد و المسافة بينهم كبيرة. و نادى داود الشعب و ابنير بن نير قائلا اما تجيب يا ابنير فاجاب ابنير و قال من انت الذي ينادي الملك. فقال داود لابنير اما انت رجل و من مثلك في اسرائيل فلماذا لم تحرس سيدك الملك لانه قد جاء واحد من الشعب لكي يهلك الملك سيدك.

ليس حسنا هذا الامر الذي عملت حي هو الرب انكم ابناء الموت انتم لانكم لم تحافظوا على سيدكم على مسيح الرب فانظر الان اين هو رمح الملك و كوز الماء الذي كان عند راسه.

و عرف شاول صوت داود فقال اهذا هو صوتك يا ابني داود فقال داود انه صوتي يا سيدي الملك. ثم قال لماذا سيدي يسعى وراء عبده لاني ماذا عملت و اي شر بيدي. و الان فليسمع سيدي الملك كلام عبده فان كان الرب قد اهاجك ضدي فليشتم تقدمة و ان كان بنو الناس فليكونوا ملعونين امام الرب لانهم قد طردوني اليوم من الانضمام الى نصيب الرب قائلين اذهب اعبد الهة اخرى.

و الان لا يسقط دمي الى الارض امام وجه الرب لان ملك اسرائيل قد خرج ليفتش على برغوث واحد كما يتبع الحجل في الجبال. فقال شاول قد اخطات ارجع يا ابني داود لاني لا اسيء اليك بعد من اجل ان نفسي كانت كريمة في عينيك اليوم هوذا قد حمقت و ضللت كثيرا جدا. فاجاب داود و قال هوذا رمح الملك فليعبر واحد من الغلمان و ياخذه.

و الرب يرد على كل واحد بره و امانته لانه قد دفعك الرب اليوم ليدي و لم اشا ان امد يدي الى مسيح الرب. و هوذا كما كانت نفسك عظيمة اليوم في عيني كذلك لتعظم نفسي في عيني الرب فينقذني من كل ضيق. فقال شاول لداود مبارك انت يا ابني داود فانك تفعل و تقدر ثم ذهب داود في طريقه و رجع شاول الى مكانه.

ظن بعض الدارسين أن قصة هذا الإصحاح مكررة مع إصحاح (24) ولكن الفروق:

الاصحاح السادس والعشرون من سفر صموئيل الأول وربما القصة متشابهة مع الأخرى لكن الشر دائماً متشابه وأعمال الله دائماً فى عنايته متشابهة. وفى آية(4) داود لم يصدق أن شاول خرج وراءهُ ثانية بعد أن سبق ووعده وأرسل جواسيس لكى يتأكد أن هذا حدث فعلاً. وفى آية(5) المتراس: حاجز من الحجارة أو التراب أو الخشب يختفى وراءه الجنود عند الحرب للحماية ولكن الكلمة الأصلية يمكن ترجمتها دائرة من العربات فهو أقام العربات كمتاريس ونام وسطها.

ومن عناية الله غلب النعاس الجميع، هم إتكلوا على قوتهم البشرية لكنهم غلبوا حتى من طبيعتهم فلم يقدروا أن يسهروا فواضح أن يد الله فى الأمر. أبيشاى: هو إبن صروية أخت داود من الأم وليست من الأب. إذ يبدو أن إمرأة يسى كانت قبل زواجها منه إمرأة لناحاش ملك عمون (2صم25:17) وقد ولدت له صروية وأبيجايل ثم أخذها يسى فولدت له داود إخوته. وناحاش قد يكون ملك عمون أو إسمه هكذا وفى (8) قد حبس الله اليوم عدوك فى يدك: لقد أدرك أبيشاى أن هذا النوم ليس طبيعياً بل هو من الله ليعطى فرصة لداود.

وأبيشاى فهم أن الفرصة هى أن يقتل داود شاول لكن داودفهمها أنها فرصة أخرى ليهزم شيطان الكراهية بمحبته وتواضعه. وحقاً فالرب يعطى لأحبائه نوماً وسلاماً أمّا أعداء الله فلهم نوم الغفلة. وفى آية(13) داود يقف بعيداً إذ هو لا يأتمن شاول ولا رجاله.

وكلّم أبنير ليوبخه لكن فى أدب وكأنه يقول لهُ أما يكفيك نوما؟! وفى (14) من أنت الذى ينادى الملك: أى كيف تتجاسر وتوقظ الملك. وفى آية(15) أما أنت رجل: هذه فيها تأنيب لأبنير ومعناه أنت رجل جبّار بأس فكيف تتهاون فى حراسة سيدك.

وفى آية(19) إن كان الرب قد أهاجك ضدى فليشتم تقدمة: أى لو كنت قد أخطأت ورأى الله أن يعاقبنى بأن يسلمنى ليدك فأنا أقبل أن أقدم نفسى ذبيحة. أو أن كان الله يوافق أن يسلمنى ليدك حتى تفرح أنت فأنا أوافق أن أكون الذبيحة التى يرضاها الله حتى يشتم فى طاعتى رائحة سرور.

 وإن كان بنو الناس.. طردونى اليوم من الإنضمام إذهب أعبد الهة أخرى: هنا يكشف عن مرارة نفسه بسبب حرمانه من الأشتراك فى الصلاة والتسبيح مع شعبه فهو هارب نتيجة مؤامرة من الناس. أو أنه نتيجة ما يحدث فهو مضطر أن يترك إسرائيل ويهرب ثانية إلى أىٍ من الشعوب الوثنية.

وكأن هؤلاء الناس يطلبون منه أن يترك إلهه ووطنه ويذهب لوطن آخر ليعبد آلهة غريبة. وفى (20) لا يسقط دمى إلى الأرض: فهو يؤمن بعدالة الله وأن دَمَهُ لو سفكَ ظلماً لصرخ مثل دم هابيل وسينتقم الله من القاتل. الحجل: الحجل يُطارده العرب بأن يطاردوه حتى لا يستقر على الأرض فيتعب من الطيران ويحط على الأرض منهكاً فيصطادونه بهراوة.

أى أن شاول أتعب داود بمطاردته [والحجل طائر لا قيمة كبيرة لهُ وهذا من تواضع داود كقوله برغوث]. إرجع يا إبنى داود: هنا شاول يرده لمركزه لكن داود لم يَعُدْ يثق فيه. لقد تصاغر شاول فى عينى نفسه إذ رأى عفو داود المتكرر عنهُ. الرب يرد على كل واحد بره: هنا داود لا يريد أجراً من شاول عن محبته وتسامحه وعفوه بل ترك الحكم والمكافأة للرب.