Our App on Google Play Twitter Home أبحث

تفسير الاصحاح الثالث والعشرون من سفر صموئيل الأول للقس انطونيوس فكرى

مطاردة شاول لداود


الآيات (1-14) :-


فاخبروا داود قائلين هوذا الفلسطينيون يحاربون قعيلة و ينهبون البيادر. فسال داود من الرب قائلا ااذهب و اضرب هؤلاء الفلسطينيين فقال الرب لداود اذهب و اضرب الفلسطينيين و خلص قعيلة.

 فقال رجال داود له ها نحن ههنا في يهوذا خائفون فكم بالحري اذا ذهبنا الى قعيلة ضد صفوف الفلسطينيين.فعاد ايضا داود و سال من الرب فاجابه الرب و قال قم انزل الى قعيلة فاني ادفع الفلسطينيين ليدك.

فذهب داود و رجاله الى قعيلة و حارب الفلسطينيين و ساق مواشيهم و ضربهم ضربة عظيمة و خلص داود سكان قعيلة. و كان لما هرب ابياثار بن اخيمالك الى داود الى قعيلة نزل و بيده افود. فاخبر شاول بان داود قد جاء الى قعيلة فقال شاول قد نبذه الله الى يدي لانه قد اغلق عليه بالدخول الى مدينة لها ابواب و عوارض.

 و دعا شاول جميع الشعب للحرب للنزول الى قعيلة لمحاصرة داود و رجاله.فلما عرف داود ان شاول منشئ عليه الشر قال لابياثار الكاهن قدم الافود. ثم قال داود يا رب اله اسرائيل ان عبدك قد سمع بان شاول يحاول ان ياتي الى قعيلة لكي يخرب المدينة بسببي. فهل يسلمني اهل قعيلة ليده هل ينزل شاول كما سمع عبدك يا رب اله اسرائيل اخبر عبدك فقال الرب ينزل.

فقال داود هل يسلمني اهل قعيلة مع رجالي ليد شاول فقال الرب يسلمون. فقام داود و رجاله نحو ست مئة رجل

و خرجوا من قعيلة و ذهبوا حيثما ذهبوا فاخبر شاول بان داود قد افلت من قعيلة فعدل عن الخروج. و اقام داود في البرية في الحصون و مكث في الجبل في برية زيف و كان شاول يطلبه كل الايام و لكن لم يدفعه الله ليده.


فى (1) ينهبون البيادر: كانوا يأتون لينهبوا المخازن (مخازن الغلال) بعد جمع الحبوب فسأل داود من الرب: داود معهُ الآن جاد النبى وأبياثار الكاهن وتعلّم أن لا يتخذ قراراً دون أن يسأل الرب. ولاحظ لماذا يهاجم الفسطينيين إسرائيل
1- الله ترك شاول
2- داود القائد العظيم تركهُ وهرب وصار وحيداً
3- ضاعت كل طاقات شاول فى الحقد ضد داود وأصبح هدفُه قتل داود وليس الإنتصار على أعداء الشعب. عجيب أن يرى الإنسان أن أصدقاؤه أعداء ولا يرى العدو الحقيقى الذى يحطم حياته.

 ولاحظ أن الشعب فقد الأمل فى شاول، فحين هاجمهم الفلسطينيين لجأوا إلى داود ولم يلجأوا إلى شاول. فشاول أصبح لا هدف لهُ سوى مطاردة داود فالأشرار دائماً لا يطيقون الأبرار ويهاجمونهم. وداود ذو القلب الملتهب غيرة نحو شعبه حينما سمع بهذا الإعتداء ضدهم سأل الرب فوراً هل يحارب. الآن أدرك داود لماذا طلب منهُ الرب أن يرجع ليهوذا فهو الآن يستخدمه ليدافع عن شعبه وآية(6) :- تشير أن أبياثار كان يقوم بعملهُ الكهنوتى ويسأل الرب.

 وفى (7) :- عجيب أن شاول الشرير يقول أن الله عمل معهُ فليس للشرير أن يتصور أن الله يسانده فى شره. وعجيب أن الملك يتخلى عن قائد ناجح كهذا كان يجب أن يكرمه لإنتصاره وقارن بين آية(8) وآية(9) تجد أن شاول يدعو الشعب ليقتل داود وداود يسأل الله ويلتجأ لهُ ليحميه.

 ولكن لماذا طلب الله من داود أن يهرب فهل الله غير قادر أن يحميه؟ السبب أنه كانت ستحدث حرب ويُقتل كثيرين من الشعب والله يريد حقن الدماء بالإضافة لأن يرى أن هذا الوقت ليس هو الوقت المناسب ليموت شاول فى معركة ويموت بيد داود. الله لا يريد لداود أن يقتل مسيح الرب ولا يريد لداود أن يحارب ضد ملك إسرائيل وفى (13) ذهبوا حيثما ذهبوا: أى هائمين على وجوههم. وكثيراً ما نكون تائهين فى مشاكل وكأننا بلا مرشد ولكن لنثق أن عين الرب علينا.

line

الآيات (15-29) :-
فراى داود ان شاول قد خرج يطلب نفسه و كان داود في برية زيف في الغاب. فقام يوناثان بن شاول و ذهب الى داود الى الغاب و شدد يده بالله.

 و قال له لا تخف لان يد شاول ابي لا تجدك و انت تملك على اسرائيل و انا اكون لك ثانيا و شاول ابي ايضا يعلم ذلك. فقطعا كلاهما عهدا امام الرب و اقام داود في الغاب و اما يوناثان فمضى الى بيته. فصعد الزيفيون الى شاول الى جبعة قائلين اليس داود مختبئا عندنا في حصون في الغاب في تل حخيلة التي الى يمين القفر.

20 فالان حسب كل شهوة نفسك ايها الملك في النزول انزل و علينا ان نسلمه ليد الملك. فقال شاول مباركون انتم من الرب لانكم قد اشفقتم علي. فاذهبوا اكدوا ايضا و اعلموا و انظروا مكانه حيث تكون رجله و من راه هناك لانه قيل لي انه مكرا يمكر. فانظروا و اعلموا جميع المختبات التي يختبئ فيها ثم ارجعوا الي على تاكيد فاسير معكم و يكون اذا وجد في الارض اني افتش عليه بجميع الوف يهوذا.

 فقاموا و ذهبوا الى زيف قدام شاول و كان داود و رجاله في برية معون في السهل عن يمين القفر. و ذهب شاول و رجاله للتفتيش فاخبروا داود فنزل الى الصخر و اقام في برية معون فلما سمع شاول تبع داود الى برية معون. فذهب شاول عن جانب الجبل من هنا و داود

و رجاله عن جانب الجبل من هناك و كان داود يفر في الذهاب من امام شاول و كان شاول و رجاله يحاوطون داود و رجاله لكي ياخذوهم. فجاء رسول الى شاول يقول اسرع و اذهب لان الفلسطينيين قد اقتحموا الارض. فرجع شاول عن اتباع داود و ذهب للقاء الفلسطينيين لذلك دعي ذلك الموضع صخرة الزلقات. و صعد داود من هناك و اقام في حصون عين جدي.


كان عجيباً أن أهل قعيلة الذين أنقذهم داود أن يكونوا مستعدين أن يسلموه لشاول ولكن نجد لهم عذراً فى أن شاول سيحاصرهم فى مدينتهم ولكن الأعجب أن نرى أهل زيف يسعون هم من أنفسهم ليسلموا داود لشاول. وربما كان ذلك طمعاً فى مراكز يعطيها لهم شاول أو خوفاً بلا مبرر أن يهاجم شاول قراهم بحثاً عن داود.

 المهم أن شاول لم يسألهم أن يسلموا داود، ولكن هى مبادرة منهم مثل يهوذا الذى ذهب لرؤساء الكهنة يسأل … كم تدفعون لى وأنا أسلمه إليكم. وداود إلتجأ إلى زيف فيها حصون طبيعية. وكان يمكن لأهل زيف أن يطلبوا من داود أن يفارقهم إن كانوا خائفين بدلاً من أن يغدروا به. وداود رتل المزمور (54) حين فعل الزيفيون ذلك.

وفى (21) عجيب أن يباركهم شاول على هذا ويطلب لهم بركة الرب. فإسم الرب قريب من لسانه بعيد جداً عن قلبه. وعجيب أن يتصور شاول أنه هو المظلوم وأن داود هو الظالم.

 وفى (22) طلب شاول من الزيفيون بخبراتهم فى المنطقة أن يقتفوا أثار أقدام داود حتى يجدونه: حيث تكون رجلهُ. وفى (23) بجميع ألوف يهوذ: أى يفتش بتدقيق فى أرض يهوذا كلها. وأخيراً عَرِف شاول مكان داود وكان مختبأ فى جبل بينما شاول على جبل مقابل وبينهما صخور وعرة لا يمكن عبورها ولكن شاول بدأ يحيط بداود ويحاصره حتى لا يفلت.

ولكن الله أوجد منفذاً لداود إذ جاءت رسالة لشاول أن الفلسطينيين إقتحموا الأرض (آية27) ويقول المفسرون أن الأرض هنا هى أملاك شاول الشخصية وإلاّ لما ترك داود ونزل ليحارب الفلسطينيين صخرة الزلقات: إذ فيه زلق شاول أى تعثر فلم يمسك داود.

 وفى آية(29) نجد أن داود ذهب من هناك وأقام فى حصون عين جدى وهى حصون طبيعية كالصخور والمغاير على البحر الميت، هذه كانت محاولات شاول ضد داود لكن يتخللها الآيات (16-18) حيث نجد صورة متناقضة للكراهية وهى صورة محبة يوناثان العجيبة. حيث يتلاقى داود ويوناثان للمرة الأخيرة.

ولم يكن يوناثان قادراً على أن يقدم لداود شيئاً سوى محبته وهذه أثمن من كل شئ. ولقد مات يوناثان قبل أن يتسلم داود الملك فالله برحمته نقل يوناثان للسماء فهو يعرف ضعف الطبيعة البشرية فكان هناك إحتمال بعد موت شاول، ويوناثان يعرف أنه الوريث أنه يبدأ فى الصراع على العرش ويفقد هذه النقاوة ولكن الله من محبته نقله للسماء وهو فى نقاوته.

 وما كان أصعب على داود أن يأخذ العرش من هذا الصديق الوفى. والله لم يسمح بهذا المأزق.