لم يتصور أحد أن تتغير حياة هذا الشاب الغارق بين الخمور والمخدرات، الذى أخذ من بيوت الرذيلة ملاذًا له إلى النقيض، وأن يصبح مرنمًا مشهورًا يختط لنفسه طريقًا جديدًا لم يسلكه أحدًا قبله، يجمع بين تراتيل وموسيقى الكنيسة الإنجيلية
والأناشيد الأرثوذكسية التى تشبه كثيرًا ابتهالات الصوفية، يصنع نوعًا جديدًا من الأناشيد فى لحمة تجمعه مع المنشد على الهلباوى، يتبادلان التراتيل والتمجيد لاسم الله، يخترقان قلوب المسلمين والمسيحيين معًا، إنه المرنم ماهر فايز.
وفق المفاهيم المسيحية، فإن فايز وُلد من جديد فخرج من رحم السكر والعربدة ليصبح رجل دين يطلق لحيته ويرتدى ملابس بيضاء، فى حضرته تستمع إلى صوت ملائكى وقصة تهز الأرواح، أصبح قدوة ونموذجًا للعديد من الشباب، وخاصة ممن وقعوا أسرى عادات سيئة يصعب التخلص منها، ومن ثم أصبحت قصته ملهمة لكثيرين بعدما أصبحت لهم بمثابة شعاع من نور كسر عتمة القلوب.
ويسرد فايز حكاية عن ليلة مولده قائلًا: كان والداى يعرفان الله وحاولا إصلاحى مرارًا وتكرارًا، ولكن دون جدوى، وبعدما فقدا الأمل معي، ذهبا إلى من يحيى الأمل ويقيم من الأموات، فكانت صلاتهما وركوعهما
أمام الله بالليالى والصلاة من أجلى وبدموع، القوة التى غيرت حياتي، وفى إحدى الليالى كنت فى سهرة مع أصدقائى بمنزل شخص مسيحي، وكانت الحوائط مكسوة بصور القديسين وصورة للسيد المسيح، وبعد حالة من السكر
أخذ أحدهم فى التهكم والاستهزاء من صور القديسين والسيد المسيح، لا أعلم لماذا لم أتحمل هذا الاستهزاء بصورة المسيح، انتابتنى حالة من الغضب وتركت المنزل وخرجت، توقفت لوقت فى الشارع أعانى من الاختناق.
ويستطرد قائلًا: الوقت كان قرب الفجر، قصدت منزلى وعندما دخلت البيت رأيت والدى راكعًا على الأرض يصلى ودموعه تسبق كلماته، طالبًا من الله أن يرد ابنه الضال، وبدون مقدمات وجدتنى أسجد بجوار أبى تسبق دموعى صلواتي، ولم أكن أعلم أنها ليلة
الميلاد ميلادى من جديد، فأمضيت تلك الليلة فى البكاء الشديد نادمًا على كل ما اقترفته من خطايا، وظللت ساجدًا مصليًا وشعرت بأن دموعى كانت تغسلني، ومنذ تلك الليلة تغيرت حياتى، فلم أعد إلى إدمانى وضعفى، فقد حدثت معى معجزة السماء وتبدلت حياتي.
