القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

فتاوى قتلت المسيحيين في «الكريسماس»

يحتفل الإرهابيون بأعياد رأس السنة الميلادية (الكريسماس) على طريقتهم الخاصة بسفك الدماء وإزهاق الأرواح البريئة، هكذا فعلوا قبل ساعات من نهاية العام الماضي 2018 بهجومهم الخسيس فى منطقة المريوطية بمحافظة الجيزة (شمال مصر)، والذي أسفر عن وفاة 4 أشخاص من بينهم مصري وثلاثة سائحين فيتناميين وإصابة 12 آخرين.

فتاوى قتلت المسيحيين في «الكريسماس»

سجل التنظيمات الإرهابية أيضًا في أوروبا مليء بعمليات دهس وطعن؛ وقعت بالقرب من أعياد الميلاد وغيرها من المناسبات التي تشهد ازدحامًا، ففي يوليو 2016 دهس إرهابي ينتمي لتنظيم داعش، باستخدام شاحنة كبيرة، حشودًا تجمعت للاحتفال العيد

الوطني الفرنسي أو يوم الباستيل، مما أسفر عن مقتل 86 شخصًا وإصابة العشرات قبل إطلاق النار عليه، وفي ديسمبر من العام نفسه شهدت برلين استهدافًا لسوق أعياد الميلاد من قِبل مهاجم يقود شاحنة مسروقة، مما أسفر عن مصرع 12 شخصًا وإصابة أكثر من 50 آخرين.

بحلول الاحتفال بالكريسماس كل عام تتجدد الدعوة لسفك دماء الأبرياء عن طريق خروج مجموعة من الفتاوى التي تحرِّم الاحتفال به وبأي مظهر من مظاهره، محدثة بدورها تفككًا في أواصر الترابط الإنساني، وترجع معظم فتاوى التنظيمات الإرهابية (إخوان - سلفية جهادية - القاعدة - داعش) وغيرها إلى فتاوى "ابن تيمية" التي تعد أبرز مرجعيات التحريم.

فعلى سبيل المثال يرجع السلفيون إلى فتوى سفر الحوالي أحد منظري التيار القطبي في السعودية لتحريم الاحتفال أو تهنئة غير المسلمين في الغرب بأعيادهم، فيقول: إن إجماع السلف على عدم حضور أعياد الكفار،

في حين تعيد عناصر القاعدة علي مواقع التواصل الاجتماعي نشر فتوى منظر القاعدة حمود عقلاء الشعيبي عن حكم تهنئة الكفار بأعياد الميلاد والكريسماس، فيقول: إن الكافر الذي ترفع له التهاني مجرم حرب ما

زالت يداه تقطر من دماء المسلمين، فيجب على كل مسلم أن يبغض هذا الفعل ومعاداتهم وبذل الغالي والنفيس في سبيل حربهم وجهادهم والبعد عن الركون إليهم وموالاتهم لأن في الركون إليهم تعرض لغضب الله وعقابه.

فتاوى تنظيم داعش .. ما بين كافر وقتيل

كما كشفت فتاوى تنظيم داعش الإرهابي المتعلقة بالاحتفال بـالكريسماس هذا العام تراجعًا كبيرًا، ويرجع ذلك إلى الخسائر المتتالية التي مُني بها التنظيم منذ بديات هذا العام في العراق وسوريا، وخاصة بعد مقتل زعيمه أبوبكر

البغدادي، وأعاد التنظيم الإرهابي نشر فتاوى قديمة على (تليجرام) تؤسِّس لفكر متطرف تجاه المسيحيين، على رأسها فتوى لـابن تيمية تضمنت: لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم، لا من طعام، ولا لباس ولا اغتسال.

وبين مؤشرات الفتاوى العالمية التابع لدار الإفتاء المصرية أن عام 2019م يشهد بعض الفتاوى التي تحض على قتل واستهداف المسيحيين في الدول الغربية بنسبة (30%) من جملة الفتاوى الصادرة عن التنظيم الإرهابي، والتي

كان أبرزها ما ورد في كتاب الأثر المحمود لقهر ذوي العهود، هذا بالإضافة إلى فتوى التنظيم الصادرة بصحيفة النبأ العدد المتضمن: أجاز لنا الشرع قتل كل بالغ من الذكور إذا لم يكن لهم مع إمام المسلمين الشرعي عهد

ولا ذمة، كما قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع يهود بني قريظة، ويليه قهر الملة الكفرية بالأدلة المحمدية لتخريب دير المحلة الجوانية لــ حسن الشرنبلالي الحنفي، وكذلك كتاب: هل تكفير المشركين من أصل الدين؟.

فتاوى حزب التحرير عن الكريسماس

أما فتاوى حزب التحرير (الذي أسسه الأردني "تقي الدين النبهاني") بشأن الاحتفال بالكريسماس فقد جاءت بنسبة (4%) أيضًا بحسب المؤشر العالمي للإفتاء، وتناولت الهدف الأسمى للحزب وهو إقامة الخلافة الإسلامية.

ومن خلال تتبع موقع الحزب فلم يكن هناك جديد لأمير الحزب عطاء بن خليل أبو الرشتة حول الاحتفال بالكريسماس، في حين أثبت الحزب فتاواه القديمة بشأن تحريم كل ما يتعلق بهذه المناسبة والتي جاء منها: الكريسماس وشخصية (بابا نويل)، يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بالعقيدة النصرانية الباطلة ما أدَّى إلى الاتِّفاق على حرمة تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم.

فيما أعاد الحزب نشر فتوى لـأبو نزار الشامي أحد قادة الحزب في الغرب خلال خطبة جمعة العام الماضي حيث كانت بعنوان: أعياد الكفار ليست أعيادنا ... كن معتزًّا بدينك ولا تشاركهم شِركهم! تضمنت الدعوة لمقاطعتهم وتحريم الاحتفال بالكريسماس.

خصائص عمليات داعش المتوقعة خلال أعياد الكريسماس

في الوقت الذي تتواصل فيه الضغوطات الهائلة التي يتعرض لها تنظيم داعش في دول المركز (سوريا والعراق)، وخاصة بعد مقتل زعيمه واختراق المنظومة الإعلامية للتنظيم من قبل تنظيم حراس الدين في سوريا (جماعة إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة)، فإن التنظيم يواصل في الوقت ذاته ممارسة عملياته في مختلف ولايات التنظيم خارج البلاد على مستويات متفاوتة من القوة والفتك.

وقد برزت بشكل خاص عمليات ولاية غرب أفريقيا في نيجيريا، وولاية خُراسان العاملة في أفغانستان/ الباكستان؛ وهناك ولايتان إضافيتان برزتا من حيث حجم العمليات فيها هذا العام بالصومال.

أما باقي ولايات تنظيم داعش الإرهابي في أنحاء العالم، فقد واصلت عملياتها المعتادة الهجومية عن طريق الأهداف الأساسية التي تستهدفها في مختلف الولايات هي: قوات الجيش والأمن المحلية وعناصر تنظيم القاعدة، وقد برزت التصفيات المتبادلة للأشخاص بين تنظيم داعش وخلايا القاعدة في اليمن والصومال ومواجهات عسكرية بين التنظيم وحركة طالبان في أفغانستان.

فمن المرجح أن تشهد العمليات الموجهة ضد أعياد الميلاد الكريسماس هذا العام في الغرب تراجعًا كبيرا مقارنة بالعام الماضي بالنسبة لتنظيم داعش لحالة الارتباك الشديدة التي شهدها التنظيم هذا العام، لكن في الوقت ذاته سيكون هناك احتمالية قيام عناصر من القاعدة بعمل عمليات نوعية في بعض المناطق غير المتوقعة كنوع من أنواع إثبات الوجود واستعادة ثقة العناصر الملتحقة حديثًا بالتنظيم.

البوابة نيوز
17 ديسمبر 2019 |