القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

بالصور..نرصد الخطوات النهائية في رحلة تجديد الكاتدرائية المرقسية بالعباسية

أيام قليلة وستحتفل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية باليوبيل الذهبي لها، وتسدل الستار عن الكاتدرائية لتظهر في ثوبها الجديد في عشية التدشين، والتي من المقرر أن تكون يوم 17 نوفمبر المقبل؛ لتعلن عن رحلة من التعب والعمل الجاد حتى تظهر بتلك الصورة التي استغرقت عامين.

بالصور..نرصد الخطوات النهائية في رحلة تجديد الكاتدرائية المرقسية بالعباسية

رصدت وطني اللمسات الأخيرة في هذه الرحلة مع اللجنة المشرفة على المشروع، والتي قام قداسة البابا بتشكيلها لمتابعة أعمال تجديد الكاتدرائية و ضمت الدكتور صموئيل متياس، و المهندس منير عبدة فام وطاسوني سوسن، والمهندس يوسف ميلاد، والدكتور سعد مكرم، والمهندس جوزيف عبد المسيح ممثلًا من شركة أوراسكوم والتي قامت بعمل مكتب فني داخل الكاتدرائية؛ لمتابعة الأعمال التي تقرها اللجنة.

الاحتفالات باليوبيل الذهبي تبدأ من 17 نوفمبر

قال الدكتور صموئيل متياس المنسق العام للجنة: أنه من المقرر أن تكون عشية تدشين افتتاح الكاتدرائية يوم 17 نوفمبر، وسيزيل البابا تواضروس الستار عن اللوحة التذكارية، ويوم الأحد 18 نوفمبر سيصلي البابا تواضروس الثاني قداس التدشين و الافتتاح.

و سيكون يوم 22 نوفمبر حفل اليوبيل الذهبي.

وعن الأعمال التي تمت داخل الكاتدرائية، فقال إن هناك أعمال كثيرة انتهت بداية من شغل الإنشاءات وشغل الموزايك والأيقونات والصوت والإضاءة والدهانات، فهناك مراحل كثيرة تم الانتهاء منها ويتبقى أجزاء أخرى تتم حسب الجدول الموضوع من قبل اللجنة.

الانتهاء من 99% من الأعمال الفنية الموزايك والأيقونات والزجاج المعشق

قالت طاسوني سوسن المسئولة عن الجزء الفني باللجنة: إنه تم الانتهاء من 99% من الأعمال الفنية.

فتم الانتهاء من الموزايك تمامًا، وكان تم اختيار الفنان مدحت حلمي والفنانة إيفون تواضروس من قبل اللجنة المشرفة لتنفيذ وجهات الكاتدرائية المرقسية بالعباسية الوجهة الغربية والقبلية والبحرية، وتم تصميم الواجهة الغربية عبارة عن شعاع شمس يتوسط الوجهه يرمز للسيد المسيح شمس البر الذي يشرق بنوره على جميع المسكونة- و يعلو الوجهة صليب قبطي مذهب بحجم كبير.

وعلى اليمن واليسار ملائكه تحمل غصن زيتون يرمز للسلام والمحبة. وهي تعليم السيد المسيح على الأرض وعلى الأرض السلام التي ترسخها الكنيسة في نفوس أبنائها.

و أسفل الواجهة فوق أبواب الكاتدرائية بتنفيذ ثلاثة صور للملائكه تحمل، الآلات الموسيقية البوق والدف والقيثارة، وهي تسبح الرب يسوع وهي تحمل حروف الألفا والاميجا، وهما إشارة للسيد المسيح فهو الأول والأخير البداية والنهاية.

وقد استغرق تنفيذ الوجهة الواحدة أكثر من شهرين عمل متواصل، 15 ساعة في اليوم لإنجاز هذه الأعمال، وحاليا كل هذة الأعمال مغطاة باتواب القماش لتظهر في الاحتفالية الكبرى باليوبيل الذهبي .

وفيما يخص الزجاج المعشق، تم الانتهاء منه تمامًا وخلال أيام قليلة سيتم التركيب، كما تم الانتهاء من الأيقونات أيضًا، ولم يتبقَ سوى جزء بسيط في حوائط حضن الأب يتم تعديلها لظروف خارجة عن إرادة الفنان أو اللجنة.

وعن مراحل التسليم من الفنانين، أوضحت طاسوني سوسن، أن التسلم من الفنانين يتم على مرحلتين فالمرحلة الأولى هي عندما ينتهي الفنان من رسم اللوحة والمرحلة الثانية عندما يتم وضع الأيقونة ورفع السقالات.

ونحن الآن في مرحلة وضع اللمسات النهائية والانسجام بين الأيقونات، لكي يظهر العمل كله وكأنه بيد فنان واحد، فعند وضع الأيقونات بجوار بعضها لاحظنا أن هناك أيقونة الكونتراست فيها عالي عن الأيقونة المجاورة لها، فطلبنا من الفنان أن يجعل الاثنين بنفس الروح.

فمن بداية الخطة ونحن نريد أن يظهر العمل بروح واحدة وكأنه بيد رسام واحد.

يذكر أنه بدء المشروع عندما كلف قداسة البابا تواضروس الثاني بعمل مسابقة للفنانين لتصميم وتنفيذ أيقونات للكاتدرائية، وكان هناك لجنة مسئولة عن تقيم أعمال الفنانين مكونة من القس يوسف ثابت من كنيسة العذراء والقديس يوسف

بسموحة والقس لوقا آفا مينا بدير الشهيد العظيم مارمينا العجايبى بمريوط، وتاسونى سوسن فنانة قبطية، والدكتور، سامي صبري عميد معهد الدراسات القبطية والدكتور عادل المنشاوي رئيس قسم العمارة بكلية الهندسة بالإسكندرية،

ومنير عبد فام مهندس استشاري معماري والدكتور صموئيل متياس المنسق الإداري، وتم اختيار عدد من الفنانين لعمل الأيقونات كلا حسب أعماله السابقة وإجادته في رسم المنطقة المكلف بها مثل القبة أو حضن الأب أو أعمال الزجاج أو الموزاييك.

[ ] التجديدات شملت المقر البابوي ومعهد الدراسات القبطية

وأوضح الدكتور منير عبدة فام كبير مهندسي اللجنة الاستشارية للمشروع: أن الجزء المختصين به هو الجزء التصميمي فأنا والدكتور سعد مسئولين عن تشكيل أماكن الأيقونات لتتماشى مع التراث، ولم يقتصر العمل داخل الكاتدرائية فقط فهناك عمل خارجي أيضًا داخل المقر البابوي وداخل معهد الدراسات القبطية، والحمل كبير جدًا لكن كل شئ يتم حسب الجدول الزمني الموضوع.

وأشار الدكتور منير، إلى أن ما يميز العمل أنه يتم بروح واحدة فبالرغم من تعدد الأعمال إلا أنها تتم بعد مناقشات واتخاذ قرار واحد، ونتمنى أن تظهر الكاتدرائية في النهاية بشكل يليق باليوبيل الذهبي لها وتكون سبب آخر للاقباط الأرثوذكس.

وأوضح أنه تم تزويد مساحة خورس الشمامسة يمين ويسار الهيكل بناء على طلب قداسة البابا تواضروس الثاني بمساحة 100متر في كل جانب لاستعاب الأعداد الكبيرة من الأساقفة والكهنة والشمامسة، عن طريق تخليق جزء كبير باستخدام كممر من الحديد مغطى بألواح من الصاج البقلاوة، يعلوه طبقة من الرخام.

كما سيتم تزويد الكاتدرائية بشاشات عرض ثابتة بحجم كبير، بالإضافة لشاشات وكاميرات للمراقبة والإخراج التلفزيوني.

وأكد الدكتور سعد مكرم دكتور بهندسة المنصورة قسم هندسة معمارية وأحد أعضاء لجنة المتابعة: إن هناك صعوبات واجهتنا في التعامل مع مبنى بالقيمة المعمارية والدينية وصعوبة وقوة التصميم نفسة، ولكن لأن هناك تنسيق كامل بين جميع أعضاء

اللجنة سواء في الشكل العام أو في الخامات التي تستخدم، وجميع الأعمال تتم لكي تعطي في الآخر سيمفونية واحدة متكاملة، وتم معالجة الإنشائي باستخدام العزل الحديث بأحدث الخامات العالمية والمحلية لتفادي نقاط الضعف والتي ظهرت فى البياض القديم.

توثيق المشروع للأجيال القادمة

وعن التنسيق بين المقاولين الذين يقومون بالأعمال، قال المهندس جوزيف عبد المسيح مدير المشروع المكلف من أوراسكوم: أن دور الشركة في تجديد الكاتدرائية هي إدارة المشروع إدارة كاملة فهناك 40 مقاول يعملوا سويًا في الموقع ولابد من التنسيق بينهم جيدًا حتى لا يقوم أي مقاول بفساد عمل مقاول آخر، وأيضا تنسيق مواعيد الدخول بينهم واستلام الأعمال منهم حسب الرؤية الموضوعة من قبل اللجنة الاستشارية.

وأوضح المهندس جوزيف، أن جميع العمال الموجدين بالموقع ليس لديهم مهارة العمل على الارتفاعات فالشركة تهيأ لهم العمل بالسقالات، وهناك سقالات لها طالع خاص كسقالات المنارة فهي ثاني مرة يتم عملها بمصر وكانت المرة الأولى في كوبري روض الفرج، كما تقوم الشركة بتوفير الأمان للعاملين بالموقع.

وأشار المهندس جوزيف، إلى أن هناك مكتب فني يتبع شركة أوراسكوم بقيادة المهندس أمجد يقوم بصياغة الرسومات التصميمية المستلمة من اللجنة الاستشارية إلى رسومات تفصيلية ليستطيع المقاول أو العامل البسيط قرأتها وتنفيذها.

وأضاف المهندس جوزيف، أن من أهم الأدوار التي يقوم بها هي توثيق المشروع وهو شئ لإفادة الأجيال القادمة، فإذا أحب أي شخص فيما بعد تغير أي شئ في تصميمات الكاتدرائية يستطيع أن يعود الرسومات وتنفيذ التحديات بشكل سهل.

زيادة عدد ساعات العمل بداية من الأسبوع الحالي

وقال المهندس يوسف ميلاد مهندس معماري وأحد أعضاء لجنة المتابعة و المسئول عن الجزء التنفيذي للموقع: إن الأعمال التي تم تنفيذها إلى الآن تشكل جزء كبير جدًا من الخطة الموضوعة من قبل اللجنة المسئولة، فدوري في اللجنة هو عن سير العمل في الموقع طبقًا لجدول زمني محدد والتنسيق بين العاملين في الموقع في مواعيد دخولهم وخروجهم من الموقع.

وهناك أيضا دور هام جدًا هو ترتيب العقود والمقاولين و عن نوعية الخامات التي يتم استخدامها وتوريدها للموقع، كما هناك مجهود كبير يتم في حل مشاكل كل جزئية وكيفية إدخال الخامات المختلفة مع بعضها لأن هناك أكثر

من جزء يتم العمل فيه داخل الموقع في نفس الوقت فهناك زجاج معشق و خامات حديد وخامات خشب وأيقونات يتم تركيبها، وكان المطلوب هو توفير جميع الأدوات التي يستخدمها كل من الفنانين والعمال والمهندسين في وقت واحد.

وعن الجدول الزمني المقرر أن يتم العمل به خلال الفترة القادمة، أوضح المهندس يوسف أنه حتى الآن يتم العمل من الصباح حتى الساعة الحادية عشر مساءً ولكن مع بداية الأسبوع سيتم زيادة عدد ساعات العمل حتى يتم الانتهاء من الواجهات الخارجية في أسرع وقت وتكملة الأجزاء الداخلية.

صعوبات كثيرة واجهت اللجنة.. ولكن يد الله تعمل بشكل قوي

وعن الصعوبات التي واجهت اللجنة، قال الدكتور صموئيل متياس إن عمل ربنا كان واضح جدًا في العمل فكمثال عن الصعوبات التي واجهتنا هي أنه أثناء العمل داخل الكاتدرائية اكتشفنا عن البسطة

الكبيرة الموجودة أمام المذبح أنها متهالكة و إنشائيًا ضعيفة جدًا ولم تكن معزولة فلذلك هناك مياه كثيرة تحتها مما جعل الحديد متأكل، وعندما نظر إليها المهندسين تعجبوا جدًا وقالوا انها

معجزة انها تحملت الإعداد التي كانت تقف عليها وقت صلاة جناز البابا شنودة الثالث، وهذه المشكلة ظهرت لنا فجأة أثناء العمل وغيرت في سير الخطة الموضوعة وفي الوقت الزمني المحدد للانتهاء من التجديدات.

وأشار الدكتور صموئيل، إلى أن يد الله نقذت الموقع أكثر من مرة وسيأتي الوقت المناسب للحديث عن كل الأمور التي شهدها الموقع وكانت يد الله واضحة جدًا فيها، فمثلًا منذ أيام قليلة كان هناك حداد

يعمل على السقالة وعندما مر بجانبه المهندس المسئول عن الأمان قال له لابد أن يكون بجوارك طفاية حريق، والعامل قال له إن الأمر سهل وليس من الضروري وجودها، ولكن المهندس جوزيف أصر على وجود

الكفاية وأوقف العامل عن العمل حتى وفر له طفاية الحريق، وبعد ساعة واحدة فقط حدث حريق صغير داخل الموقع طفاية الحريق التي كانت بجوار العامل هي التي أطفأته، فنحن نرى يد الله بشكل واضح جدًا داخل العمل.

وذكر أن من أهم الأسباب التي تجعل العمل يسير بشكل جيد هو أن المهندسين الذين يقودوا كل العمال والمقاولين والعاملين داخل الموقع، هم مهندسين بدرجة خدام فلديهم قدرة على الاحتواء و لديهم انسجام بشكل كبير.

يؤكد الدكتور صموئيل، أن قداسة البابا تواضروس يعطي دائما دفعة قوية فى العمل ويشرف بنفسه على كل كبيرة وصغيرة، ومؤمن جدا بالتطوير والإبداع في العمل وله قول جميل أن الكاتدرائية هي

عنوان كل المسحيين في مصر، اعملو كل مجهودكم لتخرج الأعمال بالصورة المرجوة التي تليق بهذا الصرح الكبير، ومع كل مشغولياته الكثيرة يتابعنا ويشجعنا وزار موقع العمل أكثر من مرة

وتقابل مع العمال والمهندسين وشاهد كل شئ على الطبيعة كذلك تتقابل معة أعضاء لجنة متابعة الأعمال بصورة دورية بالمقر البابوي لكي نعرض عليه أدق تفاصيل الأعمال لأخذ توجيهاته وبركة صلواته.

أشار إلى أن البابا أشرك ولأول مرة عدد كبير من الشباب و الفنانين في رسم الكاتدرائية رغم اعتراض الكثيرين على الفكرة، بأنه سيكون هناك فكر مختلف ورؤية غير واحدة وأساليب متعددة في أسلوب الرسم والتلوين لكن حدث العكس، تماما فعندما تشاهد الأعمال التي تمت تجد فكر ورؤية واحدة وكأن فنان واحد هو الذي قام بهذا العمل.

وعند اكتمال الأعمال بالكاتدرائية سوف تشاهدون سيمفونية رائعة تليق بالكنيسة الأم في مصر وسوف يتم إصدار كتاب بهذه المناسبة يسجل فيه كل شئ عن أعمال تطويرالكاتدرائية.

المشاكل الفنية التي ظهرت أثناء العمل كانت وراء تأجيل افتتاح الكاتدرائية

وأوضح الدكتور صموئيل أنه كان من المقرر أن يفتتح قداسة البابا الكاتدرائية في شهر مايو الماضي أثناء انعقاد المجمع المقدس؛ لحرصه على حضور جميع أعضاء المجمع الافتتاح، ولكن لم تستطيع اللجنة الانتهاء من التجديدات في ذلك الوقت

نظرًا لظهور مشاكل فنية تم اكتشافها أثناء العمل كمشكلة البسطة الكبيرة التي ذكرناها، فلذلك تم تحديد أنه سيكون الافتتاح خلال شهر نوفمبر القادم أثناء الاحتفال بعيد تجليس البابا تواضروس و انعقاد السيمنار الجديد للمجمع المقدس.

وطنى
18 اكتوبر 2018 |