أكد الأنبا مارتيروس، أسقف السكة الحديد ورئيس لجنة المصنفات الكنسية بالمجمع المقدس، أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في أستراليا تتمتع باستقرار كبير، ربما يرجع ذلك إلى احترام الحرية الدينية التي تكفلها الدولة هناك، إضافة إلى تعاون الحكومة الأسترالية مع الجالية القبطية التي بدأت منذ منتصف الستينيات من القرن الماضي.
وأشاد خلال زيارته لدير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين في أستراليا بالدور الروحي للكنيسة هناك وقال: "الجانب التفاعلي الملحوظ للكنيسة وآبائها مع المجتمع الأسترالي سمح
بتقدير هذا الدور الذي يتماشى مع القيم الإنسانية بإيجابية كبيرة، فنلاحظ على سبيل المثال لا على الحصر أن كثيرا من الجيران الأستراليين يقدمون التعاون والحب الكامل مع الدور
الكنسي وحتى الرهباني في داخل مناطقهم، بل هم دائمو الزيارة للكنائس والأديرة القبطية هناك، وكثيرًا ما يطلبون مجالسة الرهبان والراهبات لكثرة ما لاحظوه من محبة ومعاملات طيبة هناك".
وأضاف: "لاحظت في أثناء ذهابي بالسيارة لدير القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين ويرافقني صاحب النيافة الأنبا دانيال رئيس الدير، يافطة كبيرة وعلامات
واضحة عن الدير، واعتقدت أنني وصلت بالفعل ولكن فاجأني نيافته أننا لم نصل بعد، وأن أحد الجيران الأسترالين المحبين وضع هذه اليافطة والعلامات ليطمئن المسافرين عن
وجهتهم ويخبرهم بقرب الدير، فهذا الرجل وعائلته يحبون الدير ورهبانه جدًا، لقد كان هذا الأمر له معاني كثيرة من جهة مدى تأثير الحياة الرهبانية المصرية على شعوب العالم".
واستطرد الأنبا مارتيروس: أثناء إقامة القداس في إحدى كنائس سيدني لاحظت حضور بعض الأسترال القداس الإلهي وعند الاستفسار قالوا إنهم يحضرون حبا في سماع الألحان
القبطية الموروثة من الفراعنة المصريين القدماء، واندهش من هذا الأمر، ولعل ذلك لا يهمل فينا مدى ما تلقاه الموسيقى القبطية من جذب للأذن عند الشعوب الأخرى، وكل هذا
يعد نجاحًا للكنيسة القبطية والجالية القبطية بين شعوب العالم، وينبغي أن نحافظ على هذا الدور ونحرص على تنميته أيضًا، فيروا أعمالنا الحسنة فيمجدوا آبانا الذي في السموات.
