مع اقترات موعد عيد رأس السنة الميلادية، وانطلاق فعاليات احتفالات المسيحيين بأعياد الميلاد، فوجئ سكان العاصمة العراقية بغداد بملصقات ملأت بعض المناطق، تدعو المسيحيين إلى عدم الاحتفال في رأس السنة الميلادية؛ وذلك احتراما لقتلى مليشيا "الحشد الشعبي"، وإجبار النساء المسيحيات على ارتداء الحجاب طوعا أو كرها.
وفي حديث لـ"الخليج أونلاين" قال نهاد أحمد، أحد سكان مدينة بغداد الجديدة، وسط بغداد: "فوجئنا صباح الأربعاء بقيام عناصر مسلحة، تنتمي لإحدى المليشيات الشيعية، بلصق صور ومنشورات على الجدران وأعمدة الكهرباء، يدعون فيها النساء المسيحيات إلى ارتداء الحجاب اقتداء بالسيدة مريم العذراء".
وأضاف أن "المليشيات فرضت على المسيحيين شروطا وقيودا للاحتفال بأعياد الميلاد؛ أبرزها عدم المبالغة في الاحتفالات، وارتداء النساء الحجاب؛ احتراما لقتلى المليشيات الذين سقطوا خلال المعارك ضد تنظيم داعش".
من جهته قال بيار طارق، مسيحي نازح من الموصل، في حديث لـ"الخليج أونلاين": إن "تنظيم داعش قتل أبناءنا، وشرد أهلنا من مدينة الموصل، وها هي المليشيات تسلب منا حرياتنا ومعتقداتنا"، مضيفا: "إننا في بغداد نشعر بالقلق من تزايد تهديد المليشيات لنا".
وتابع طارق، وهو شاب في العقد الثاني من العمر: "تلقينا تهديدات عبر اتصالات هاتفية، وملصقات على جدران المنازل والكنائس من قِبل مليشيات"، وشدَّد بالقول على أنها "شيعية"، رافضا الإفصاح عنها، مستطردا:
"إنها تحذرنا من الاحتفال بعيد مولد سيدنا المسيح عليه السلام"، لافتا إلى أن "هذه الملصقات تم نشرها داخل الدوائر الحكومية أيضا"، ومؤكدا أن "لصق هذه المنشورات تم أمام أنظار القوات الأمنية التي لم تحرك ساكنا".
بدورها فإن أم لارا، التي تسكن في حي الكرادة الذي يعتنق ما نسبته 30% من سكانه الأصليين المسيحية، قالت لمراسل "الخليج أونلاين": إننا "منذ أشهر نتعرض إلى عملية تطهير عرقي، وإبادة جماعية على يد عناصر المليشيات التي تملأ شوارع المدينة وسط صمت حكومي مريب".
وأضافت أن "أغلب المسيحين في بغداد، لا سيما في منطقة الكرادة يتعرضون إلى تهديدات بالتصفية، كلها من أجل دوافع مادية وطائفية"، مشيرة إلى أن" أغلب المسيحيين توقفت أعمالهم بسب الانتشار الكثيف للمليشيات".
وكان رئيس الوزراء، حيدر العبادي، أعلن في وقت سابق، اعتبار بعض المناطق وسط العاصمة العراقية بغداد منزوعة السلاح، منها منطقة الكرادة؛ على خلفية تكرار حدوث خرق أمني.
يذكر أن المسيحيين في العراق يشكون من تعرضهم إلى استهدافات متكررة، وعمليات تصفية ممنهجة منذ احتلال العراق في 2003، ثم نزوحهم من مناطقهم في الموصل بعد سيطرة تنظيم "الدولة" عليها صيف 2014.