وطنى
| 23 سبتمبر 2025رحلة جديدة لدير سانت كاترين بعد إنهاء النزاع الداخلي باستقالة المطران داميانوس وانتخاب مطران جديد

_سيميون بابادوبولوس يقود مرحلة جديدة في تاريخ دير سيناء المقدس.
_دير القديسة كاترين يستعيد استقراره بعد تدخل بطريركية القدس والمطران السابق يغادر لأثينا.
_ رهبان الدير يتنازلون عن البلاغات والقضايا مع الرئيس السابق ويرحبون بانتخاب الرئيس الجديد.
بعد أسابيع من التوتر والنزاع الداخلي بين رهبان دير سانت كاترين ورئيس الدير المطران داميانوس، انتخب مجمع رهبان دير سانت كاترين، سمعان (سيميون) بابادوبولوس، مطرانًا جديدًا، بعد اقتراع حصل فيه على 19 صوتًا من أصل 20، مع تركه بطاقته فارغة وفقًا للتقليد الرهباني القديم.
جاء الانتخاب بعد أسابيع من توترات داخل الدير، أعقب تصويتًا داخليًا بعزل المطران السابق، داميانوس، ردَّ عليه الأخير بطرد الرهبان من قلاياتهم عبر أفراد أمن خاص، في واقعة غير مسبوقة داخل أقدم دير مأهول في العالم.
_ بداية النزاع بين الرئيس والرهبان:
كانت التطورات بدأت بنزاعات بين المطران داميانوس رئيس الدير ومجمع الرهبان في مطلع شهر سبتمبر، فى أزمة غير مسبوقة داخل دير القديسة كاترين بجبل سيناء، بعد إعلان 15 راهبًا من أخوية الدير، في بيان رسمي موجّه إلى بطريرك القدس، عزل رئيس الدير المطران داميانوس من منصبه، مستندين إلى المادة 12 من النظام الأساسي للدير التي تمنح المجمع سلطة عزل المطران في حال سوء الإدارة أو الانحراف العقائدي، واتهم الرهبان داميانوس بارتكاب ـمخالفات مالية وإدارية وعقائدية، وهو ما رد عليه المطران بطرد 16 من الرهبان المعارضين لقيادته، واصفا إياهم بالمتآمرين، إلا أن الرهبان اعتصموا بالمنطقة الجبلية المحيطة بالدير، بعد تحرير بلاغات رسمية ضده في قسم شرطة سانت كاترين. وأعربوا عن رفضهم لمشروع قانون يوناني جديد يمنح الدير شخصية قانونية في اليونان، معتبرين أن ذلك يُغيّر من الوضع التاريخي والقانوني للدير المقدس.
وفي المقابل، أصدر المطران داميانوس بيانًا مطولًا وصف فيه الخطوة بأنها أعمال تآمرية تهدد وحدة الإخوة في الدير وتخدم جهات ترغب في إنهاء المسار التاريخي للدير، واصفا إياهم بالمتآمرين، ردا على قرار بعزله من الرئاسة. وأضاف أن هذا التمرد يأتي في لحظة حاسمة، بعد جهود دامت سنوات لحماية وضع الدير القانوني في أعقاب حكم قضائي مصري صدر في مايو 2025 وأثار الشكوك حول ملكية الدير ومكانته، مؤكدًا أن مشروع القانون اليوناني جاء لإنقاذ الدير، وليس العكس.
وأكد المطران داميانوس، الذي يبلغ من العمر 91 عامًا ويُعدّ المصري الوحيد بين أعضاء الأخوية، أنه ملتزم بالقوانين الكنسية والدبلوماسية، داعيًا إلى التوبة والوحدة، ومحذرًا من الانزلاق نحو كارثة كنسية.
_بطريركية القدس تتدخل :
وعقب هذه التطورات أعلن البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدسة للروم الأرثوذكس، عن إرسال وفد كنسي ثلاثي إلى دير القديسة كاترين في سيناء، استجابة لطلب المتروبوليت كيريلُّوس داميانوس رئيس أساقفة سيناء، من أجل معالجة الأزمة الراهنة المتعلقة بالوضع الكنسي للدير.
وأكد البطريرك في رسالته أن دير سيناء البطريركي يقع تقليديًا وقانونيًا تحت الولاية الروحية لبطريركية القدس، وأن أي مسعى حقيقي للمصالحة يجب أن يتم عبر هذا الإطار الكنسي. وأوضح أن مهمة الوفد ستكون العمل بروح المصالحة والتعاون الأخوي مع رهبان الدير، للوصول إلى حل سلمي ومرضٍ يحفظ وحدة الأخوية السينائية ويصون تقاليد الدير العريقة.
واختتم ثيوفيلوس الثالث رسالته بالتشديد على أن البطريركية تتابع القضية بالصلاة واليقظة، راجيًا أن تبقى سيناء دائمًا شاهدة على القداسة والتواضع والاقتراب من الله.
_استقالة المطران داميانوس:
وبعد زيارة اللجنة أعلن المطران دميانوس، استقالته رسميًا يوم 8 سبتمبر، تقديم استقالته رسميًا لمجمع الآباء المقدس في 12 سبتمبر، وجاءت استقالته في إطار حرصه على صون مستقبل الدير وضمان الشرعية الكنسية في انتخاب خلف له يقود الدير والأسقفية في آنٍ واحد.
وقال في رسالته دعوة الرهبان إلى جمعية عامة يوم 14 سبتمبرلانتخاب رئيس جديد للدير ورئيس أساقفة لكرسي سيناء وفاران ورأيـثو، كما قرر إعفاء الرهبان الذين كانوا في حالة تمرّد من العقوبات الكنسية والإجراءات التأديبية السابقة، ومناشدته بإنهاء مرحلة الدعاوى القضائية والطعون، معتبرًا أن استمرار النزاعات لن يجرّ سوى إلى تكريس الانقسام وتوليد صورة سلبية عن الدير.
وختم المطران خطابه بالصلاة قائلاً: أصلّي بحرارة أن تقود شفيعتنا القديسة كاترينا أفكار الجميع وخطواتهم نحو الوحدة والانسجام، معلنًا عزمه على قضاء بقية حياته في اليونان كـأسقف متقاعد، متاحًا لخدمة خلفه ودعم مستقبل الدير.
وجاءت مغادرة المطران داميانوس إلى أثينا، ليضع حدا للخلاف الذى تصاعد قبل أسابيع داخل دير سانت كاترين
_رفع الطعون القانونية.. استجابة مباشرة لدعوته:
بعد أيام قليلة من خطاب المطران، أصدرت الأخوية السينائية المقدسة بيانًا رسميًا أعلنت فيه رفع جميع الطعون القانونية المقدمة أمام القضاء المصري بشأن التطورات الأخيرة في الدير، مؤكدة أن هذه الخطوة جاءت من أجل بلوغ غاية الوحدة والمصالحة.ويُعدّ هذا البيان استجابة مباشرة لدعوة المطران دميانوس نفسه في خطابه، حيث شدّد على ضرورة إنهاء مرحلة الدعاوى والعرائض القانونية باعتبارها عائقًا أمام وحدة الرهبنة ومستقبل الدير.
_الجمعية العامة حدث تاريخى:
أعلن الدير عن دعوة رسمية لانعقاد الجمعية العامة يوم 14 سبتمبر،في الدير المركزي بمشاركة الأعضاء القانونيين من الأخوية، من أجل انتخاب رئيس جديد للدير ورئيس أساقفة سيناء.وسيسبق الاقتراع عدد من الإجراءات التنظيمية، أبرزها: تثبيت قوائم الأعضاء القانونيين وذوي الحق في التصويت، إعداد قائمة المرشحين، إقرار نص اتفاق بين الرئيس المنتخب والأخوية، تشكيل لجنة إشراف على العملية الانتخابية.
وأعلنت نتائج الأخوية السينائية المقدسة بانتخاب أبًا لها وأرشمندريتًا للدير الملكي المستقل المقدس على جبل سيناء المطأطألله، وهو الأرشمندريت سيميون (بابادوبولوس)، وتم اصدار بيان حمَل في طياته دلالات عميقة على بداية عهد جديد في تاريخ هذا الدير المقدس، الذي يُعدّ منارةً للصلاة والسلام.
وقال البيان: إن انتخاب الأرشمندريت سيميون (سمعان) بابادوبولوس يمثّل علامة رجاء جديدة في مسيرة دير القديسة كاترين ويشكّل مدخلاً إلى مرحلة من الوحدة والتجدد، حيث تواصل الأخوية السينائية رسالتها في حفظ الحياة الرهبانية والليتورجية، وصون الحقوق التاريخية لهذا الدير المقدس، الذي يقف شاهدًا على تلاقي السماء والأرض منذ فجر المسيحية.
واحتفت صحف اليونان بالرئيس الجديد ووصف بأنه معتدل وتوافقي ومتعاون مع اليونان، معتبرًا أن انتخابه يمهّد لإعادة توحيد الجماعة، ويفتح الطريق أمام اتفاق مع مصر بشأن أصول الدير.
ومن المقرر أن يُرسم المطران الجديد في القدس خلال ثلاثة أسابيع على أقصى تقدير، على أن يُنتخب بعدها مجلس شورى جديد (وهو المجلس الإداري الأعلى للدير). وسيعرض بابادوبولوس جدول أعماله بعد الترسيم، وحينها ستتضح خططه في الأمور المعلقة، مثل القانون اليوناني الجديد، وقضية الأراضي في مصر.
الجدير بالذكر أن محكمة استئناف الإسماعيلية قضت باخذ 14 قطعة أرض من أصل 71 داخل وخارج الأسوار لصالح الحكومة المصرية، مع إبقاء 57 كـحق انتفاع لا كملكية وهو أمر لم يحسم بين الحكومة المصرية واليونانية. وبعدها بأسابيع، أقرّ البرلمان اليوناني، بموافقة المطران السابق، قانونًا ينشئ هيئة عامة في أثينا تُمنح صلاحيات على ممتلكات الدير، ما اعتبرته الأخوية انتقاصًا من سلطة مجمع الآباء واستقلال الدير التاريخي.
_ السيرة الذاتية :
وُلد الأرشمندريت سيميون عام 1957 في مدينة بيرايوس باليونان، وتخرّج في كلية اللاهوت والفلسفة بجامعة أثينا. بدأ مسيرته في مجال التعليم المسيحي والتدريس الثانوي، قبل أن يُسام شماسًا عام 1983 ثم كاهنًا عام 1986، ليرتقي لاحقًا إلى رتبة أرشمندريت وأب روحي.
انضم إلى دير القديسة كاترين عام 1988، ونال الإسكيم الكبير سنة 1999 على يد رئيس الأساقفة دميانوس. وخلال خدمته الطويلة في الدير تقلّد مسؤوليات عديدة، منها معاون قيّم التدبير، وأمين مكتبة الدير، وسكرتير الأخوية، وديكايوس المسؤول عن الشؤون الروحية، إضافة إلى إدارته لفروع (الميتوخيا) الدير في أثينا وأليبوكوري ميغارا لأكثر من 25 عامًا.
عرف أيضًا بخدمته الاجتماعية، إذ ترأس الجمعية الأرثوذكسية المخلّص في بيرايوس، التي تدير دارًا للمسنين وميتمًا للأيتام، وأشرف على إنشاء مبنى جديد لدار المسنين.
ويُنتظر أن يقود الأرشمندريت سيميون الدير العريق بخبرة تجمع بين العمق الروحي والكفاءة الإدارية والخدمة العملية، ليواصل رسالة دير القديسة كاترين كمنارة عالمية للروحانية والعلم والتراث المسيحي في قلب صحراء سيناء المقدسة.
_دير القديسة كاترين يستعيد استقراره بعد تدخل بطريركية القدس والمطران السابق يغادر لأثينا.
_ رهبان الدير يتنازلون عن البلاغات والقضايا مع الرئيس السابق ويرحبون بانتخاب الرئيس الجديد.
بعد أسابيع من التوتر والنزاع الداخلي بين رهبان دير سانت كاترين ورئيس الدير المطران داميانوس، انتخب مجمع رهبان دير سانت كاترين، سمعان (سيميون) بابادوبولوس، مطرانًا جديدًا، بعد اقتراع حصل فيه على 19 صوتًا من أصل 20، مع تركه بطاقته فارغة وفقًا للتقليد الرهباني القديم.
جاء الانتخاب بعد أسابيع من توترات داخل الدير، أعقب تصويتًا داخليًا بعزل المطران السابق، داميانوس، ردَّ عليه الأخير بطرد الرهبان من قلاياتهم عبر أفراد أمن خاص، في واقعة غير مسبوقة داخل أقدم دير مأهول في العالم.
_ بداية النزاع بين الرئيس والرهبان:
كانت التطورات بدأت بنزاعات بين المطران داميانوس رئيس الدير ومجمع الرهبان في مطلع شهر سبتمبر، فى أزمة غير مسبوقة داخل دير القديسة كاترين بجبل سيناء، بعد إعلان 15 راهبًا من أخوية الدير، في بيان رسمي موجّه إلى بطريرك القدس، عزل رئيس الدير المطران داميانوس من منصبه، مستندين إلى المادة 12 من النظام الأساسي للدير التي تمنح المجمع سلطة عزل المطران في حال سوء الإدارة أو الانحراف العقائدي، واتهم الرهبان داميانوس بارتكاب ـمخالفات مالية وإدارية وعقائدية، وهو ما رد عليه المطران بطرد 16 من الرهبان المعارضين لقيادته، واصفا إياهم بالمتآمرين، إلا أن الرهبان اعتصموا بالمنطقة الجبلية المحيطة بالدير، بعد تحرير بلاغات رسمية ضده في قسم شرطة سانت كاترين. وأعربوا عن رفضهم لمشروع قانون يوناني جديد يمنح الدير شخصية قانونية في اليونان، معتبرين أن ذلك يُغيّر من الوضع التاريخي والقانوني للدير المقدس.
وفي المقابل، أصدر المطران داميانوس بيانًا مطولًا وصف فيه الخطوة بأنها أعمال تآمرية تهدد وحدة الإخوة في الدير وتخدم جهات ترغب في إنهاء المسار التاريخي للدير، واصفا إياهم بالمتآمرين، ردا على قرار بعزله من الرئاسة. وأضاف أن هذا التمرد يأتي في لحظة حاسمة، بعد جهود دامت سنوات لحماية وضع الدير القانوني في أعقاب حكم قضائي مصري صدر في مايو 2025 وأثار الشكوك حول ملكية الدير ومكانته، مؤكدًا أن مشروع القانون اليوناني جاء لإنقاذ الدير، وليس العكس.
وأكد المطران داميانوس، الذي يبلغ من العمر 91 عامًا ويُعدّ المصري الوحيد بين أعضاء الأخوية، أنه ملتزم بالقوانين الكنسية والدبلوماسية، داعيًا إلى التوبة والوحدة، ومحذرًا من الانزلاق نحو كارثة كنسية.
_بطريركية القدس تتدخل :
وعقب هذه التطورات أعلن البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدسة للروم الأرثوذكس، عن إرسال وفد كنسي ثلاثي إلى دير القديسة كاترين في سيناء، استجابة لطلب المتروبوليت كيريلُّوس داميانوس رئيس أساقفة سيناء، من أجل معالجة الأزمة الراهنة المتعلقة بالوضع الكنسي للدير.
وأكد البطريرك في رسالته أن دير سيناء البطريركي يقع تقليديًا وقانونيًا تحت الولاية الروحية لبطريركية القدس، وأن أي مسعى حقيقي للمصالحة يجب أن يتم عبر هذا الإطار الكنسي. وأوضح أن مهمة الوفد ستكون العمل بروح المصالحة والتعاون الأخوي مع رهبان الدير، للوصول إلى حل سلمي ومرضٍ يحفظ وحدة الأخوية السينائية ويصون تقاليد الدير العريقة.
واختتم ثيوفيلوس الثالث رسالته بالتشديد على أن البطريركية تتابع القضية بالصلاة واليقظة، راجيًا أن تبقى سيناء دائمًا شاهدة على القداسة والتواضع والاقتراب من الله.
_استقالة المطران داميانوس:
وبعد زيارة اللجنة أعلن المطران دميانوس، استقالته رسميًا يوم 8 سبتمبر، تقديم استقالته رسميًا لمجمع الآباء المقدس في 12 سبتمبر، وجاءت استقالته في إطار حرصه على صون مستقبل الدير وضمان الشرعية الكنسية في انتخاب خلف له يقود الدير والأسقفية في آنٍ واحد.
وقال في رسالته دعوة الرهبان إلى جمعية عامة يوم 14 سبتمبرلانتخاب رئيس جديد للدير ورئيس أساقفة لكرسي سيناء وفاران ورأيـثو، كما قرر إعفاء الرهبان الذين كانوا في حالة تمرّد من العقوبات الكنسية والإجراءات التأديبية السابقة، ومناشدته بإنهاء مرحلة الدعاوى القضائية والطعون، معتبرًا أن استمرار النزاعات لن يجرّ سوى إلى تكريس الانقسام وتوليد صورة سلبية عن الدير.
وختم المطران خطابه بالصلاة قائلاً: أصلّي بحرارة أن تقود شفيعتنا القديسة كاترينا أفكار الجميع وخطواتهم نحو الوحدة والانسجام، معلنًا عزمه على قضاء بقية حياته في اليونان كـأسقف متقاعد، متاحًا لخدمة خلفه ودعم مستقبل الدير.
وجاءت مغادرة المطران داميانوس إلى أثينا، ليضع حدا للخلاف الذى تصاعد قبل أسابيع داخل دير سانت كاترين
_رفع الطعون القانونية.. استجابة مباشرة لدعوته:
بعد أيام قليلة من خطاب المطران، أصدرت الأخوية السينائية المقدسة بيانًا رسميًا أعلنت فيه رفع جميع الطعون القانونية المقدمة أمام القضاء المصري بشأن التطورات الأخيرة في الدير، مؤكدة أن هذه الخطوة جاءت من أجل بلوغ غاية الوحدة والمصالحة.ويُعدّ هذا البيان استجابة مباشرة لدعوة المطران دميانوس نفسه في خطابه، حيث شدّد على ضرورة إنهاء مرحلة الدعاوى والعرائض القانونية باعتبارها عائقًا أمام وحدة الرهبنة ومستقبل الدير.
_الجمعية العامة حدث تاريخى:
أعلن الدير عن دعوة رسمية لانعقاد الجمعية العامة يوم 14 سبتمبر،في الدير المركزي بمشاركة الأعضاء القانونيين من الأخوية، من أجل انتخاب رئيس جديد للدير ورئيس أساقفة سيناء.وسيسبق الاقتراع عدد من الإجراءات التنظيمية، أبرزها: تثبيت قوائم الأعضاء القانونيين وذوي الحق في التصويت، إعداد قائمة المرشحين، إقرار نص اتفاق بين الرئيس المنتخب والأخوية، تشكيل لجنة إشراف على العملية الانتخابية.
وأعلنت نتائج الأخوية السينائية المقدسة بانتخاب أبًا لها وأرشمندريتًا للدير الملكي المستقل المقدس على جبل سيناء المطأطألله، وهو الأرشمندريت سيميون (بابادوبولوس)، وتم اصدار بيان حمَل في طياته دلالات عميقة على بداية عهد جديد في تاريخ هذا الدير المقدس، الذي يُعدّ منارةً للصلاة والسلام.
وقال البيان: إن انتخاب الأرشمندريت سيميون (سمعان) بابادوبولوس يمثّل علامة رجاء جديدة في مسيرة دير القديسة كاترين ويشكّل مدخلاً إلى مرحلة من الوحدة والتجدد، حيث تواصل الأخوية السينائية رسالتها في حفظ الحياة الرهبانية والليتورجية، وصون الحقوق التاريخية لهذا الدير المقدس، الذي يقف شاهدًا على تلاقي السماء والأرض منذ فجر المسيحية.
واحتفت صحف اليونان بالرئيس الجديد ووصف بأنه معتدل وتوافقي ومتعاون مع اليونان، معتبرًا أن انتخابه يمهّد لإعادة توحيد الجماعة، ويفتح الطريق أمام اتفاق مع مصر بشأن أصول الدير.
ومن المقرر أن يُرسم المطران الجديد في القدس خلال ثلاثة أسابيع على أقصى تقدير، على أن يُنتخب بعدها مجلس شورى جديد (وهو المجلس الإداري الأعلى للدير). وسيعرض بابادوبولوس جدول أعماله بعد الترسيم، وحينها ستتضح خططه في الأمور المعلقة، مثل القانون اليوناني الجديد، وقضية الأراضي في مصر.
الجدير بالذكر أن محكمة استئناف الإسماعيلية قضت باخذ 14 قطعة أرض من أصل 71 داخل وخارج الأسوار لصالح الحكومة المصرية، مع إبقاء 57 كـحق انتفاع لا كملكية وهو أمر لم يحسم بين الحكومة المصرية واليونانية. وبعدها بأسابيع، أقرّ البرلمان اليوناني، بموافقة المطران السابق، قانونًا ينشئ هيئة عامة في أثينا تُمنح صلاحيات على ممتلكات الدير، ما اعتبرته الأخوية انتقاصًا من سلطة مجمع الآباء واستقلال الدير التاريخي.
_ السيرة الذاتية :
وُلد الأرشمندريت سيميون عام 1957 في مدينة بيرايوس باليونان، وتخرّج في كلية اللاهوت والفلسفة بجامعة أثينا. بدأ مسيرته في مجال التعليم المسيحي والتدريس الثانوي، قبل أن يُسام شماسًا عام 1983 ثم كاهنًا عام 1986، ليرتقي لاحقًا إلى رتبة أرشمندريت وأب روحي.
انضم إلى دير القديسة كاترين عام 1988، ونال الإسكيم الكبير سنة 1999 على يد رئيس الأساقفة دميانوس. وخلال خدمته الطويلة في الدير تقلّد مسؤوليات عديدة، منها معاون قيّم التدبير، وأمين مكتبة الدير، وسكرتير الأخوية، وديكايوس المسؤول عن الشؤون الروحية، إضافة إلى إدارته لفروع (الميتوخيا) الدير في أثينا وأليبوكوري ميغارا لأكثر من 25 عامًا.
عرف أيضًا بخدمته الاجتماعية، إذ ترأس الجمعية الأرثوذكسية المخلّص في بيرايوس، التي تدير دارًا للمسنين وميتمًا للأيتام، وأشرف على إنشاء مبنى جديد لدار المسنين.
ويُنتظر أن يقود الأرشمندريت سيميون الدير العريق بخبرة تجمع بين العمق الروحي والكفاءة الإدارية والخدمة العملية، ليواصل رسالة دير القديسة كاترين كمنارة عالمية للروحانية والعلم والتراث المسيحي في قلب صحراء سيناء المقدسة.