أقباط متحدون
| 14 سبتمبر 2025بي بي سي نيوز: "الأيقونات القبطية: نافذة روحية عبر العصور"

أبدع الكاتب الصحفي وائل جمال في بحثه عن فن الأيقونة القبطية وتاريخها في الكنيسة الأرثوذكسية في مصر وخارجها، حيث أفرد دراسة بحثية متكاملة لنشأة الأيقونة القبطية ودلالتها الروحية والفنية.
قال جمال: أن الأيقونة القبطية تُعد بالنسبة للأقباط “نافذة مقدسة” تطل على السماء، وتجسّد ما يُعرف بـ “اللاهوت المرئي”. فهي ليست مجرد زخرفة جمالية أو رسومات تزيينية، بل لغة روحية تنقل رموزاً وتعاليم إيمانية من خلال ألوانها وخطوطها، وتتيح للمؤمن حواراً صامتاً مع شخصياتها المقدسة، سواء السيد المسيح أو العذراء مريم أو القديسين. لذلك ينظر إليها الأقباط باعتبارها شهادة حيّة على حضور الله، وجسراً يصل بين الأرض والسماء.
وعلى مدار العصور، أدت الأيقونة القبطية دوراً محورياً باعتبارها “الإنجيل الصامت”، حيث روت للمؤمنين – المتعلمين وغير المتعلمين – حياة المسيح، آلامه وقيامته، كما أبرزت مكانة العذراء مريم وسِيَر القديسين. وبذلك تحولت إلى وسيلة للتعليم والتبشير، وإلى حصن حافظ على الإيمان في فترات الاضطهاد والمعاناة. ورغم رفض المسيحيين الأوائل لفن التصوير بسبب ارتباطه بالوثنية، إلا أن الأيقونات سرعان ما برزت في الكنائس والأديرة والمنازل كوسيلة روحية وتربوية، تطورت مع الزمن حتى غدت جزءاً أصيلاً من الهوية القبطية.
ويستند فن الأيقونة القبطية إلى فلسفة لاهوتية خاصة؛ فهي لا تعكس الواقع المادي كما هو، بل تعيد تشكيله بروح الأبدية. لذلك تُرسم الوجوه بملامح ممجّدة تتجاوز الطبيعة البشرية، بينما تختزل الخطوط والألوان معاني رمزية عميقة؛ فالأحمر يشير إلى الفداء، والأبيض إلى القيامة، والأزرق إلى السماء، والذهبي إلى الملكوت. كما تُظهر تفاصيلها ثنائية الروح والجسد، حيث يُرسم الرأس أكبر من الجسد رمزاً لغلبة الروح.
ولهذا السبب يوقر الأقباط الأيقونات بلمسها أو تقبيلها كتعبير عن الاحترام والطلب من القديسين أن يتشفعوا لهم أمام الله، دون أن يُعد ذلك عبادة أو تأليه للصور.
وقد شهد هذا الفن مراحل متعددة من الازدهار والضعف عبر القرون، متأثراً بالتحولات السياسية والدينية، لكنه ظل متجدداً. ففي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ظهر رسامون مثل إبراهيم الناسخ ويوحنا الأرمني، بينما في العصر الحديث أسهم فنانون كبار مثل إيزاك فانوس في إحياء روح الأيقونة بروح معاصرة. واليوم، لا تزال الأيقونات القبطية تحتفظ بمكانتها كفن روحي وتعليمي، يجمع بين البُعد الجمالي والرمزي، ليبقى شاهداً على إيمان الأقباط وتاريخهم، ومرآة تعكس مسيرتهم عبر الزمن في سعيهم الدائم للاتحاد بالله والتشبّه بحياة المسيح والعذراء والقديسين.
قال جمال: أن الأيقونة القبطية تُعد بالنسبة للأقباط “نافذة مقدسة” تطل على السماء، وتجسّد ما يُعرف بـ “اللاهوت المرئي”. فهي ليست مجرد زخرفة جمالية أو رسومات تزيينية، بل لغة روحية تنقل رموزاً وتعاليم إيمانية من خلال ألوانها وخطوطها، وتتيح للمؤمن حواراً صامتاً مع شخصياتها المقدسة، سواء السيد المسيح أو العذراء مريم أو القديسين. لذلك ينظر إليها الأقباط باعتبارها شهادة حيّة على حضور الله، وجسراً يصل بين الأرض والسماء.
وعلى مدار العصور، أدت الأيقونة القبطية دوراً محورياً باعتبارها “الإنجيل الصامت”، حيث روت للمؤمنين – المتعلمين وغير المتعلمين – حياة المسيح، آلامه وقيامته، كما أبرزت مكانة العذراء مريم وسِيَر القديسين. وبذلك تحولت إلى وسيلة للتعليم والتبشير، وإلى حصن حافظ على الإيمان في فترات الاضطهاد والمعاناة. ورغم رفض المسيحيين الأوائل لفن التصوير بسبب ارتباطه بالوثنية، إلا أن الأيقونات سرعان ما برزت في الكنائس والأديرة والمنازل كوسيلة روحية وتربوية، تطورت مع الزمن حتى غدت جزءاً أصيلاً من الهوية القبطية.
ويستند فن الأيقونة القبطية إلى فلسفة لاهوتية خاصة؛ فهي لا تعكس الواقع المادي كما هو، بل تعيد تشكيله بروح الأبدية. لذلك تُرسم الوجوه بملامح ممجّدة تتجاوز الطبيعة البشرية، بينما تختزل الخطوط والألوان معاني رمزية عميقة؛ فالأحمر يشير إلى الفداء، والأبيض إلى القيامة، والأزرق إلى السماء، والذهبي إلى الملكوت. كما تُظهر تفاصيلها ثنائية الروح والجسد، حيث يُرسم الرأس أكبر من الجسد رمزاً لغلبة الروح.
ولهذا السبب يوقر الأقباط الأيقونات بلمسها أو تقبيلها كتعبير عن الاحترام والطلب من القديسين أن يتشفعوا لهم أمام الله، دون أن يُعد ذلك عبادة أو تأليه للصور.
وقد شهد هذا الفن مراحل متعددة من الازدهار والضعف عبر القرون، متأثراً بالتحولات السياسية والدينية، لكنه ظل متجدداً. ففي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ظهر رسامون مثل إبراهيم الناسخ ويوحنا الأرمني، بينما في العصر الحديث أسهم فنانون كبار مثل إيزاك فانوس في إحياء روح الأيقونة بروح معاصرة. واليوم، لا تزال الأيقونات القبطية تحتفظ بمكانتها كفن روحي وتعليمي، يجمع بين البُعد الجمالي والرمزي، ليبقى شاهداً على إيمان الأقباط وتاريخهم، ومرآة تعكس مسيرتهم عبر الزمن في سعيهم الدائم للاتحاد بالله والتشبّه بحياة المسيح والعذراء والقديسين.