المصرى اليوم
| 07 اغسطس 2025

يسبب الحمى وتنقله حشرة مرتبطة بمصر.. قصة فيروس أصاب 7000 شخص في الصين مؤخرًا

يسبب الحمى وتنقله حشرة مرتبطة بمصر.. قصة فيروس أصاب 7000 شخص في الصين مؤخرًا
منذ يوليو 2025، أبلغت مقاطعة قوانجدونج في الصين عن أكثر من 7000 حالة إصابة بفيروس شيكونجونيا، مما أدى إلى استجابة صحية عامة عاجلة، وفقا لموقع Contagion Live.

في فوشان، المدينة الأكثر تضررًا من تفشي الفيروس، فرضت السلطات الإقامة في المستشفى على جميع الحالات المؤكدة، مما يتطلب بقاء المرضى في المستشفى لمدة لا تقل عن سبعة أيام أو حتى تظهر نتائج الفحص سلبية، كما تتخذ المستشفيات احتياطات إضافية من خلال تركيب ناموسيات في أماكن إقامة المرضى الداخليين لمنع انتشار الفيروس.

ومع تسجيل آلاف الإصابات المؤكدة، يُعدّ هذا التفشي على ما يبدو أكبر حدث متعلق بفيروس شيكونجونيا يتم تسجيله في الصين على الإطلاق...

وقال في بيان له: ما يجعل هذا الحدث ملحوظًا هو أن داء الشيكونغونيا لم يسبق له مثيل في البر الرئيسي للصين من قبل، وهذا يشير إلى أن معظم السكان لم تكن لديهم مناعة مسبقة، مما يسهم في تسهيل انتشار الفيروس بسرعة.
واعتبارًا من أوائل أغسطس أبلغت 12 مدينة على الأقل داخل مقاطعة قوانجدونج عن حالات إصابة بالفيروس، مع تسجيل ما يقرب من 3000 إصابة جديدة خلال الأسبوع الماضي وحده، كما أبلغت هونج كونج أيضًا عن أول حالة إصابة بالفيروس، وهي لطفل يبلغ من العمر 12 عامًا عاد مؤخرًا من فوشان.
وقد أكدت السلطات أن جميع الإصابات المؤكدة حتى الآن كانت خفيفة، حيث تعافى أكثر من 95% من المرضى في غضون أسبوع واحد. ومع ذلك، فقد أثار تفشي المرض قلقًا عامًا على منصات التواصل الاجتماعي الصينية، حيث عبّر المستخدمون عن مخاوفهم بشأن المضاعفات طويلة الأمد لآلام المفاصل، بالإضافة إلى ندرة هذا المرض في المنطقة.
واستجابةَ لذلك، أطلق مسؤولو مقاطعة قوانجدونج حملة موسعة لمكافحة ناقلات الأمراض، وقد تم توجيه السكان إلى التخلص من مصادر المياه الراكدة، مثل صواني النباتات والحاويات المنزلية، وقد يؤدي عدم الامتثال لهذه التوجيهات إلى فرض غرامات تصل إلى 10,000 يوان (نحو 1,400 دولار أمريكي).
بالإضافة إلى ذلك، نشرت السلطات أسماكًا تتغذى على يرقات البعوض، واستخدمت طائرات بدون طيار لرصد المياه الراكدة، بل واستعانت بما يُعرف بـ بعوض الفيل، وهو نوع عقيم من الزاعجة يُستخدم للحد من أعداد البعوض من خلال التنافس مع أقرانه.
عن الفيروس
ويُعدّ فيروس شيكونغونيا مرضًا فيروسيًا ينقله البعوض، ويسبب عادةً حمى حادة وآلامًا متعددة ومنهكة في المفاصل.
ونادرًا ما تكون العدوى مميتة، إلا أن الأعراض ولا سيما آلام المفاصل قد تستمر لأسابيع أو حتى سنوات لدى بعض الأفراد.
وينتقل الفيروس عن طريق بعوض الزاعجة، وبشكل خاص الزاعجة المصرية والزاعجة المنقطة، ولا ينتقل من شخص إلى آخر.
وعلى الرغم من أن هذه التدابير قد أثارت مقارنات مع تفشي فيروس كوفيد-19، فإن الخبراء يحذرون من أن فيروس شيكونغونيا لا يمكن مقارنته بشكل مباشر بفيروس سارس-كوف-2، فالفيروس لا ينتقل عبر المخالطة العرضية أو الرذاذ التنفسي، كما أن عدد التكاثر الأساسي له (R₀) أقل بكثير من عدد التكاثر الأساسي لفيروس سارس-كوف-2.
وفي عام 2023، منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الموافقة المعجّلة على لقاح IXCHIQ، وهو أول لقاح بجرعة واحدة للوقاية من فيروس شيكونغونيا (CHIKV) لدى البالغين الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا فأكثر ويُعتبرون عرضة لخطر متزايد للتعرض للفيروس.
واستندت الموافقة على بيانات الاستمناع المستخلصة من دراسة محورية للمرحلة الثالثة، تم خلالها قياس الأجسام المضادة المعادلة للفيروس، مع استمرار الموافقة على اللقاح مشروطة بالحصول على أدلة مؤكدة على الفعالية السريرية.
وعلى الرغم من أن اللقاح يُعَدّ إجراءً وقائيًا واعدًا، إلا أنه يُمنع استخدامه لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة أو لديهم حساسية شديدة تجاه أحد مكونات اللقاح، وقد سُجِّلت آثار جانبية شائعة، مثل الصداع والإرهاق والآلام العضلية وآلام المفاصل، كما عانت مجموعة فرعية صغيرة من المتلقين من أعراض شديدة أو طويلة الأمد تشبه تلك الناتجة عن الإصابة بفيروس شيكونغونيا.
وتظل سلامة لقاح IXCHIQ أثناء الحمل غير معروفة بالكامل، ولذلك يُنصح مقدمو الرعاية الصحية بموازنة مخاطر تعرض الأم للفيروس في بيئته الطبيعية مقابل المخاطر المحتملة على الجنين.
وفي ظل تفشي فيروس شيكونغونيا الحالي في الصين، تُقدّم دراسات النمذجة القائمة على الأوبئة السابقة في جزيرة ريونيون وإيطاليا سياقًا مهمًا.
تُقدّر هذه الدراسات عدد التكاثر الأساسي للفيروس (R₀) بين 3 و4، وهو أقل من عدد التكاثر الأساسي لفيروس سارس-كوف-2، لكنه لا يزال يعكس قدرة ملحوظة على انتقال العدوى في المناطق التي تتوافر فيها ظروف مناخية مناسبة وكثافة عالية للبعوض.
ويُشدد الخبراء الأوروبيون على أن معدل انتشار فيروس شيكونغونيا حساس للغاية للعوامل البيئية والحشرية، بما في ذلك دورات التكاثر الموسمية وسلوك ناقلات المرض، وبناءً على ذلك، يحذرون من الاعتماد على قيمة R₀ واحدة دون الاستناد إلى بيانات مراقبة دقيقة للبعوض، مشيرين إلى أن النمذجة المتكاملة تُعَد ضرورية لضمان استجابة فعالة لتفشي المرض.