مصراوى
| 31 يوليو 2025النيران اشتعلت من جديد.. كشف لغز الحرائق فى برخيل سوهاج -صور

تتجدد الحرائق بشكل متصاعد داخل قرية برخيل التابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج، مخلفةً وراءها خسائر مادية فادحة.
تشمل هذه الخسائر احتراق أثاثات عشرات المنازل ونفوق أعداد كبيرة من الماشية والطيور، الأمر الذي دفع بعض الأهالي إلى الاعتقاد بوجود قوة خفية، أو "جن"، وراء اشتعال هذه النيران بشكل متكرر، وأمام هذه الادعاءات، ظهرت تفسيرات منطقية لهذه الحرائق على لسان كل من محافظ سوهاج وخبير بيئي، لتقديم رؤى أوضح للوضع.
وعن تفسيره لهذا الظاهرة، قال اللواء عبدالفتاح سراج محافظ سوهاج، إنه "لا يمكننا تحديد السبب الحقيقي للحريق في الوقت الحالي، فهذه أمور فنية تختص بها الجهات المعنية، والنيابة ما زالت تباشر التحقيقات في الواقعة، ولكن من العلامات الظاهرة التي قد تكون سببًا في الحريق، أن منازل القرية تُبنى غالبًا بالطوب البسيط وتفتقر إلى الخرسانة المسلحة، فضلًا عن أن عادات أهالي القرية تتضمن تخزين مخلفات الزراعة والمواشي لإعادة استخدامها لاحقًا، ومع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، قد يتسبب ذلك في نوع من الانبعاثات الحرارية التي ترفع درجة حرارة تلك المخلفات وتتسبب في اشتعال الحرائق".
وافقه الرأي، الدكتور مجدي علام، خبير بيئي، الذى كشف فى تصريح إعلامي له، أن بقايا النخيل وقصب السكر والأشجار تُعد مادة خادمة للحرائق، وذلك لأنها تتحول إلى حالة من التخمر عند وضع المياه عليها، وينتج عن ذلك غاز الميثان، الذي يشتعل تلقائيًا بمجرد تعرضه للهواء، دون الحاجة إلى مصدر نار مباشر.
وأشار الخبير البيئي، إلى أن الاشتعال الذاتي لمخلفات القمامة وبقايا المحاصيل الزراعية يشكل خطرًا كبيرًا، لذا يجب التخلص منها بشكل سليم، من خلال وضع الأشجار وبقايا المحاصيل على جانبي الترع، داعيًا رؤساء المجالس المحلية بالقرى إلى تحمل مسؤوليتهم في التخلص من بقايا الأشجار بشكل منظم، مطالبًا فى الوقت ذاته وزارة الري بالتعاون مع وزارة الزراعة لإعادة تدوير هذه المخلفات.
في سياق متصل، أجرى وفد من منطقة وعظ سوهاج زيارة ميدانية للقرية، لدعم الأهالي نفسيًا ومعنويًا، وتقديم المواساة للأسر المتضررة، ومواجهة الشائعات التي انتشرت حول أسباب الحرائق، والتي تسببت في حالة من البلبلة وسط الأهالي.
وتضمنت جولة علماء الأزهر، الاستماع إلى شهادات الأهالي وتوثيق المشاهدات الميدانية، وشدد أعضاء الوفد على ضرورة الاحتكام إلى العلم وعدم الانسياق وراء التفسيرات الخرافية التي تغذي مشاعر الخوف وتفتح الباب أمام مزيد من القلق الجماعي.
لم تكن حرائق برخيل هي الأولى من نوعها في سوهاج، ففي عام 2004، اندلعت حرائق متفرقة في نجوع برديس، ورافقتها روايات شعبية عن "طيور مشتعلة تحط على أسطح المنازل فتشعلها"، وبينما تراوحت التفسيرات بين الأساطير ومحاولة إيجاد سبب علمي كتطاير شرر من أبراج الحمام، أكدت جهات التحقيق وقتها أن "ماسًا كهربائيًا" كان السبب، لكن هذا التفسير لم يقنع الأهالي، خاصة بعد نشوب حرائق في منازل أخرى لم تكن وصلت إليها الكهرباء بعد.
عاد شبح الحرائق ليضرب بقوة أكبر في عام 2017، وهذه المرة في قرية السلماني، حيث تحول أكثر من 30 منزلًا إلى رماد، وقدرت الخسائر بمليون جنيه، ولم تكن الخسائر مادية فحسب، بل إنسانية بامتياز، فقد التهمت النيران جهاز عروس قبل زفافها بأيام، ورغم تأكيد رئيس المجلس المحلي وقتها أن السبب يعود إلى "تطاير شرر من الأفران الطينية"، إلا أن الروايات الشعبية المرجعة للحرائق إلى "الجن" استمرت، ورد عليها الأهالي بأن "حرائق الجن لا تطفئها المياه".
وهكذا، استمرت هذه الظاهرة بشكل شبه سنوي، تهدأ في قرية لتشتعل في أخرى، وتتطاير الروايات الخرافية مع ألسنة اللهب.
اقرأ أيضًا:
لغز النيران الغامضة.. "برخيل سوهاج" تحترق وتُحيّر المسؤولين والأهالي (القصة الكاملة)
حرائق بلا سبب.. سكان برخيل يواجهون النار بالتكنولوجيا في سوهاج (فيديو وصور)
وفد من أوقاف سوهاج يزور قرية برخيل المتضررة من الحرائق (صور)








تشمل هذه الخسائر احتراق أثاثات عشرات المنازل ونفوق أعداد كبيرة من الماشية والطيور، الأمر الذي دفع بعض الأهالي إلى الاعتقاد بوجود قوة خفية، أو "جن"، وراء اشتعال هذه النيران بشكل متكرر، وأمام هذه الادعاءات، ظهرت تفسيرات منطقية لهذه الحرائق على لسان كل من محافظ سوهاج وخبير بيئي، لتقديم رؤى أوضح للوضع.
وعن تفسيره لهذا الظاهرة، قال اللواء عبدالفتاح سراج محافظ سوهاج، إنه "لا يمكننا تحديد السبب الحقيقي للحريق في الوقت الحالي، فهذه أمور فنية تختص بها الجهات المعنية، والنيابة ما زالت تباشر التحقيقات في الواقعة، ولكن من العلامات الظاهرة التي قد تكون سببًا في الحريق، أن منازل القرية تُبنى غالبًا بالطوب البسيط وتفتقر إلى الخرسانة المسلحة، فضلًا عن أن عادات أهالي القرية تتضمن تخزين مخلفات الزراعة والمواشي لإعادة استخدامها لاحقًا، ومع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، قد يتسبب ذلك في نوع من الانبعاثات الحرارية التي ترفع درجة حرارة تلك المخلفات وتتسبب في اشتعال الحرائق".
وافقه الرأي، الدكتور مجدي علام، خبير بيئي، الذى كشف فى تصريح إعلامي له، أن بقايا النخيل وقصب السكر والأشجار تُعد مادة خادمة للحرائق، وذلك لأنها تتحول إلى حالة من التخمر عند وضع المياه عليها، وينتج عن ذلك غاز الميثان، الذي يشتعل تلقائيًا بمجرد تعرضه للهواء، دون الحاجة إلى مصدر نار مباشر.
وأشار الخبير البيئي، إلى أن الاشتعال الذاتي لمخلفات القمامة وبقايا المحاصيل الزراعية يشكل خطرًا كبيرًا، لذا يجب التخلص منها بشكل سليم، من خلال وضع الأشجار وبقايا المحاصيل على جانبي الترع، داعيًا رؤساء المجالس المحلية بالقرى إلى تحمل مسؤوليتهم في التخلص من بقايا الأشجار بشكل منظم، مطالبًا فى الوقت ذاته وزارة الري بالتعاون مع وزارة الزراعة لإعادة تدوير هذه المخلفات.
في سياق متصل، أجرى وفد من منطقة وعظ سوهاج زيارة ميدانية للقرية، لدعم الأهالي نفسيًا ومعنويًا، وتقديم المواساة للأسر المتضررة، ومواجهة الشائعات التي انتشرت حول أسباب الحرائق، والتي تسببت في حالة من البلبلة وسط الأهالي.
وتضمنت جولة علماء الأزهر، الاستماع إلى شهادات الأهالي وتوثيق المشاهدات الميدانية، وشدد أعضاء الوفد على ضرورة الاحتكام إلى العلم وعدم الانسياق وراء التفسيرات الخرافية التي تغذي مشاعر الخوف وتفتح الباب أمام مزيد من القلق الجماعي.
لم تكن حرائق برخيل هي الأولى من نوعها في سوهاج، ففي عام 2004، اندلعت حرائق متفرقة في نجوع برديس، ورافقتها روايات شعبية عن "طيور مشتعلة تحط على أسطح المنازل فتشعلها"، وبينما تراوحت التفسيرات بين الأساطير ومحاولة إيجاد سبب علمي كتطاير شرر من أبراج الحمام، أكدت جهات التحقيق وقتها أن "ماسًا كهربائيًا" كان السبب، لكن هذا التفسير لم يقنع الأهالي، خاصة بعد نشوب حرائق في منازل أخرى لم تكن وصلت إليها الكهرباء بعد.
عاد شبح الحرائق ليضرب بقوة أكبر في عام 2017، وهذه المرة في قرية السلماني، حيث تحول أكثر من 30 منزلًا إلى رماد، وقدرت الخسائر بمليون جنيه، ولم تكن الخسائر مادية فحسب، بل إنسانية بامتياز، فقد التهمت النيران جهاز عروس قبل زفافها بأيام، ورغم تأكيد رئيس المجلس المحلي وقتها أن السبب يعود إلى "تطاير شرر من الأفران الطينية"، إلا أن الروايات الشعبية المرجعة للحرائق إلى "الجن" استمرت، ورد عليها الأهالي بأن "حرائق الجن لا تطفئها المياه".
وهكذا، استمرت هذه الظاهرة بشكل شبه سنوي، تهدأ في قرية لتشتعل في أخرى، وتتطاير الروايات الخرافية مع ألسنة اللهب.
اقرأ أيضًا:
لغز النيران الغامضة.. "برخيل سوهاج" تحترق وتُحيّر المسؤولين والأهالي (القصة الكاملة)
حرائق بلا سبب.. سكان برخيل يواجهون النار بالتكنولوجيا في سوهاج (فيديو وصور)
وفد من أوقاف سوهاج يزور قرية برخيل المتضررة من الحرائق (صور)








