المصرى اليوم
| 19 يونيو 2025

بعد ارتفاعها بـ300%.. كيف تؤثر الحرب الإيرانية الإسرائيلية على الإشغالات السياحية بشرم الشيخ؟

بعد ارتفاعها بـ300%.. كيف تؤثر الحرب الإيرانية الإسرائيلية على الإشغالات السياحية بشرم الشيخ؟
أثارت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة بين إسرائيل وإيران اضطرابات في قطاع السياحة المصري، وخاصة بعد أن تسببت الهجمات المتبادلة بين البلدين في إلغاء شركة «مصر للطيران» عددًا من رحلاتها الجوية المتجهة إلى عدد من العواصم العربية ومنها عمان، وبيروت، وأربيل، وبغداد، وذلك وفق بيان الشركة الصادر خلال الأيام الماضية، بينما تسببت تلك التواترات في تعليق بعض شركات الطيران المحلية والإقليمية رحلاتها إلى مطارات أخرى في المنطقة.

فيما ارتفعت الإشغالات السياحية في فنادق منطقة نويبع وطابا المطلة على خليج العقبة في شمال شرق مصر بنسبة 300% لتصل إلى 60% من أصل 15% خلال الأيام الماضية، نتيجة ارتفاع تدفق جنسيات أجنبية مقيمة في إسرائيل مع زيادة وتيرة العمليات العسكرية بين تل أبيب وطهران، وفق مصادر سياحية، أوضحت أن الأسبوع الجاري يشهد تكدساً مرورياً من قبل مواطني جنسيات مختلفة غالبيتهم من أوروبا لعبور معبر طابا الذي يفصل الأراضي المصرية عن إسرائيل.

وخلال السطور التالية يقدم قسم «صحافة البيانات» بـ«المصري اليوم» بيانات الإشغالات الفندقية في منطقتي طابا وشرم الشيخ، حسب موقع «AirROI» المتخصص في تحليل الإيجارات قصيرة الأجل.
مارس شهر الذورة

أظهرت البيانات أنه منذ أحداث السابع من أكتوبر 2023 تعاني المنطقة من تراجع شديد للإشغالات السياحية في هذه المنطقة باستثناء تدفقات طفيفة من قبل السياحة المحلية خلال الأعياد المصرية لقضاء العطلات.

وحسب تحليل البيانات فإن التغيرات الموسمية تؤثر في الطلب بشكل كبير على معدل الحجز.

ويشهد شهر مارس أعلى طلب- موسم الذروة، بينما يشهد يونيو أدنى مستوى والذي يعرف بـ موسم الركود في كل عام، وتتغلب الفنادق على ذلك خلال تلك الفترة بتعديل الحد الأدنى للإقامات أو تقديم عروض ترويجية، وذلك لتعزز الإشغال خلال فترات الركود، خلال الفترات العادية ولكن مع زيادة الأحداث السياسية في منطقة الشرق الأوسط تسبب ذلك في ارتفاع الإشغالات خلال الفترة الحالية.

ونقل موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي، بيانًا نشرته السفارة الصينية بتل أبيب جاء فيه: «يتفاقم الصراع بين إسرائيل وإيران، ويسفر عن سقوط ضحايا، وهناك مخاوف حقيقية من مزيد من التصعيد وبالتالي سيتم إجلاء رعايا الصين من إسرائيل عبر الطريق البري إلى مصر».

وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن معبر مناحيم بيجن الإسرائيلي المقابل لمعبر طابا المصري، على الحدود الإسرائيلية المصرية يشهد ازدحاما شديدا بسبب فرار مئات الإسرائيليين من الصراع الدائر مع إيران إلى مصر ثم إلى دول أوروبية وأمريكا.

وأوضحت الصحيفة العبرية أن المعابر الحدودية البرية لإسرائيل أصبحت أسرع نقاط دخول وخروج إلى البلاد وخاصة الحدود الأردنية والمصرية.

وأضافت: «بينما ينتظر عشرات الآلاف من الإسرائيليين العالقين في الخارج رحلات الإنقاذ أو يفكرون في بدائل بحرية، يختار عدد متزايد منهم طريقًا ثالثًا- معبر طابا الحدودي الإسرائيلي المصري المهجور عادةً».

وأشارت إلى أن هذا المعبر، الذي أصبح شبه مهجور تمامًا في بداية الحرب مع غزة، يعود الآن إلى الحياة كبوابة رئيسية للإسرائيليين من وإلى البلاد.

كانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، كشفت مؤخرا عن هروب مئات الإسرائيليين من القصف الإيراني على إسرائيل إلى أوروبا عبر شبه جزيرة سيناء رغم تحذيرات السفر إلى مصر.
الجنسية البريطانية تتصدر الإشغالات

ومن خلال تحليل بيانات جنسيات السائحين في منطقة شرم الشيخ، أظهرت البيانات أن السائحين من الجنسية البريطانية هم الأعلى في الإشغالات الحالية لمنطقة شرم الشيخ وذلك بنسبة 16.2% ويليها الأمريكيون بنسبة 11%، وتعادلت كل من الجنسية الإيطالية والفرنسية بنسبة 7.5%، وجاءت الجنسية المصرية في المرتبة الرابعة في الإشغالات الفندقية بنسبة 6.9%.

وتستهدف مصر الوصول إلى معدل 30 مليون سائح بحلول 2031، وتسعى إلى زيادة الطاقة الفندقية لديها للوصول إلى هذا الهدف، حيث قفزت إيرادات مصر السياحية 9% على أساس سنوي خلال 2024 لتسجل مستوى قياسياً جديداً، حسبما أظهرت بيانات البنك المركزي.

وسجلت الإيرادات السياحية 15.3 مليار دولار، مقارنةً بـ14.1 مليار دولار في 2023. كان عدد السائحين الوافدين إلى مصر ارتفع خلال نفس الفترة بنحو 5%، ليسجل 15.7 مليون سائح.

وصمد قطاع السياحة في مصر أمام الحرب في قطاع غزة على حدود البلاد الشرقية الشمالية، وثلاث سنوات من الصراع بين روسيا وأوكرانيا، الدولتين اللتين كان مواطنوهما يشكلون ذات يوم نسبة كبيرة من الزوار لمصر. ومن المتوقع حدوث طفرة ملحوظة في السياحة الوافدة لمصر خلال فترة افتتاح المتحف المصري الكبير، ولكن إرجاء موعد الافتتاح إلى نهاية العام سيؤثر على معدلات تدفق الزائرين.