ماجد كامل - أقباط متحدون
| 20 مايو 2025الشهيدة العفيفة القديسة دميانة وديرها الأثري ببلقاس

بقلم ماجد كاملتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 12 بشنس حسب التقويم القبطي الموافق 20 مايو حسب التقويم الميلادي بتذكار تكريس كنيسة الشهيد القديسة دميانة ببلقاس علي يد الملكة هيلانة أم الملك قسطنيطين ؛ وللقديسة الشهيدة دميانة مكانة هامة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ؛فكثير من الكنائس مبنية علي أسمها ؛كما تسمي كثير من الأمهات بناتها بأسم دميانة وذلك تبركا بهذا الأسم ؛أما عن القديسة دميانة نفسها ؛فهي شهيدة مصرية عاشت في القرن الرابع الميلادي ؛ولدت من أبوين مسيحيين في نهاية القرن الثالث الميلادي ؛ وكان أبوها يدعي مرقس وكان واليا علي منطقتي البرلس والزعفران ؛وذات ليلة تقدم أحد الأمراء يطلب خطبتها ؛فعرض والدها الأمر عليها فكان ردها : "لماذا تريد زواجي وأنا أود أن أعيش معك ؟ هل تريدني أن أتركك ؟ " فأرجأ والدها الحديث عن زواجها ؛ولكنه لاحظ تعلقها الشديد بالكنيسة ومواظبتها الدائمة علي الأصوام والصلوات ؛ كما لاحظ تردد كثير من الفتيات العذراري علي بيتها وقضاء الوقت معها في الصلاة والتسبيح .
وفي سن الثامنة عشر كشفت لوالدها عن رغبتها في حياة البتولية "التكريس للرب مع عدم الزواج " فرحب والدها بهذا الاتجاه ؛ وبني لها قصرا في منطقة الزعفران للتعبد للرب فيه مع أربعين عذراء نذرن أنفسهن للبتولية ؛ وفي وسط هذه الأجواء أندلع الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور دقلديانوس ؛فضعف والدها أمام تهديدات الوالي الوثني وقام بالتبخير والسجود للأوثان ؛ وعندما سمعت دميانة بهذه الأمر غضبت غضبا شديدا جدا وخرجت من قصرها لمقابلة والدها ؛وعندما قابلته قالت له " كنت أود أن أسمع خبر موتك عن أن تترك عبادة الله الحقيقي " وطلبت منه أن يعود لإيمانه المسيحي ولا يخاف الموت بل يخاف من القادر علي إهلاك النفس والجسد كليهما في جهنم ؛وألا يجامل الإمبراطورعلي حساب إيمانه .
ثم قالت له في حدة "إن أصررت علي جحدك للإله الحقيقي ؛فأنت لست أبي ولا أنا أبنتك " فألهبت هذه الكلمات قلب والدها ؛فبكي بكاءا مرا وندم علي فعلته ؛ثم قرر أن يتوجه إلي إنطاكية "نواحي سوريا حاليا " لمقابلة دقلديانوس وجهر أمامه بالإيمان المسيحي ؛فتعجب دقلديانوس جدا من سر هذا التحول السريع ؛وحاول إغراءه بكل الطرق للرجوع عن هدفه ؛فلما رأي إصراره وقوة إيمانه قرر قطع رأسه وكان ذلك في يوم 5 أبيب "12 يوليو حسب القويم الميلادي " .
وعندما وصل الخبر إلي مصر ؛فرحت دميانة جدا لنجاة والدها من الهلاك الأبدي ونواله أكليل الشهادة . أما دقلديانوس فعندما علم أن سر تحول قلب مرقس الوالي ورجوعه إلي الإيمان المسيحي هو أبنته دميانة ؛استشاط غضبا ؛فأرسل بعض الجنود إليها ومعهم آلات التعذيب المختلفة ؛وعندما شاهدت دميانة الجنود وقد ألتفوا حول القصر ؛جمعت العذاري حولها ؛ونبهتهن إلي الخطر المحدق بهن ؛ثم قالت لهن "من تريد أن تثبت وتنال أكليل الشهادة فلتبقي ؛أما الخائفات منكن تستطيع أن تهرب من الباب الخلفي" ؛فأعلن جميعا عدم خوفهن ولن يهربن .
ثم ألتقي قائد الجنود بدميانة ؛وقال لها أن الإمبراطور يدعوها للسجود للآلهة ؛وحاول إغراءها بالعديد من الكنوز والهدايا ؛بل وأكثر من هذا وعدها أنه سوف يقيمها أميرة عظيمة .
أما هي فأجابته " أما تستحي أن تدعي الأصنام آلهة ؛ فليس إله إلا الله خالق السماء والأرض ؛وأنا ومن معي من العذاري مستعدات أن نموت من أجله " .فأغتاظ القائد جدا وأمر أربعة جنود بوضعها داخل الهمبازين "أحدي آلات التعذيب في ذلك الوقت " وكانت بقية العذاري يبكين وهن يراها تتعذب ؛ثم أخرجوها من الهمبازين وهي شبه ميتة ؛وألقوها في السجن .
ولكن ملاك الرب جاءها داخل السجن ومسح كل جراحاتها . وفي الصباح فوجيء الجنود بأن دميانة مازالت حية ؛بل وأكثر من هذا لا يوجد أي أثر للجراحات في جسدها ؛ فجن جنون القائد وأتهمها بالقيام بأعمال السحر ؛أما الجموع المتراصة فعندما شاهدت ما حدث صرخوا جميعا بلسان واحد " ألا لعنة عليك أيها الظالم ؛أعلم أننا جميعا مسيحيين وها نحن نجاهر بإيماننا علي رؤوس الأشهاد ؛ ولا نخشي عذابا ولا عقابا ؛وليس لنا إله إلا إله القديسة العفيفة دميانة " فلما سمع القائد ذلك أمر بقطع رؤوسهم جميعا بحد السيف فنالوا أكليل الشهادة ؛ثم التفت إلي القديسة دميانة وطلب من الجنود أن يذوقوها جميع أنواع العذابات ؛ فمرت القديسة بسلسة متصلة من العذابات ؛ولكن في كل مرة كان يأتي ملاك الرب ليشفيها ويقويها ؛وأخيرا عندما يأس القائد من قوة احتمالها ؛أمر بقطع رأسها هي وكل من معها من الأربعين عذراء ؛فنلن جميعا أكليل الاشتشهاد وكان ذلك يوم 13 طوبة حسب التقويم القبطي "الموافق 21 يناير حسب التقويم الميلادي .
وكانت له أم قديسة تدعي "هيلانة " فعندما سمعت الملكة هيلانة بقصة الشهيدة دميانة والأربعين عذراء الذين معها ؛ أخذت كمية كبيرة من الاكفان معها ؛وتوجهت إلي القصر المدفون فيه القديسة مع الأربعين عذراء ؛ وعندما دخلت إلي القصر وجدت جثمان القديسة دميانة موضوعا فوق أحد السرائر بالقصر ؛فقبلته وتباركت به ؛كما تباركت بأجساد الأربعين عذراء معها ؛ثم لفتهن جميعا بأكفان فاخرة ؛وأمرت أمهر المهندسين والصناع أن يهدموا القصر ويبنوا مكانه كنيسة كبيرة علي أسم الشهيدة دميانة ؛ أما القديسة دميانة فقد كفنتها بكفن غال الثمن جدا من الكتان ؛وصنعت لها سرير من العاج ووضعت فيه جسدها الطاهر ؛وزينته بالستائر الحريرية الجميلة . ثم دعت البابا الكسندروس بطريرك الكنيسة القبطية في ذلك الوقت "وهو البطريرك رقم 19 في سلسلة بطاركة الكنيسة القبطية الارثوذكسية " فقام بتدشين الكنيسة في يوم 12 بشنس . وتقع هذه الكنيسة علي مسافة حوالي 12 كم شمال بلقاس .
وفي سن الثامنة عشر كشفت لوالدها عن رغبتها في حياة البتولية "التكريس للرب مع عدم الزواج " فرحب والدها بهذا الاتجاه ؛ وبني لها قصرا في منطقة الزعفران للتعبد للرب فيه مع أربعين عذراء نذرن أنفسهن للبتولية ؛ وفي وسط هذه الأجواء أندلع الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور دقلديانوس ؛فضعف والدها أمام تهديدات الوالي الوثني وقام بالتبخير والسجود للأوثان ؛ وعندما سمعت دميانة بهذه الأمر غضبت غضبا شديدا جدا وخرجت من قصرها لمقابلة والدها ؛وعندما قابلته قالت له " كنت أود أن أسمع خبر موتك عن أن تترك عبادة الله الحقيقي " وطلبت منه أن يعود لإيمانه المسيحي ولا يخاف الموت بل يخاف من القادر علي إهلاك النفس والجسد كليهما في جهنم ؛وألا يجامل الإمبراطورعلي حساب إيمانه .
ثم قالت له في حدة "إن أصررت علي جحدك للإله الحقيقي ؛فأنت لست أبي ولا أنا أبنتك " فألهبت هذه الكلمات قلب والدها ؛فبكي بكاءا مرا وندم علي فعلته ؛ثم قرر أن يتوجه إلي إنطاكية "نواحي سوريا حاليا " لمقابلة دقلديانوس وجهر أمامه بالإيمان المسيحي ؛فتعجب دقلديانوس جدا من سر هذا التحول السريع ؛وحاول إغراءه بكل الطرق للرجوع عن هدفه ؛فلما رأي إصراره وقوة إيمانه قرر قطع رأسه وكان ذلك في يوم 5 أبيب "12 يوليو حسب القويم الميلادي " .
وعندما وصل الخبر إلي مصر ؛فرحت دميانة جدا لنجاة والدها من الهلاك الأبدي ونواله أكليل الشهادة . أما دقلديانوس فعندما علم أن سر تحول قلب مرقس الوالي ورجوعه إلي الإيمان المسيحي هو أبنته دميانة ؛استشاط غضبا ؛فأرسل بعض الجنود إليها ومعهم آلات التعذيب المختلفة ؛وعندما شاهدت دميانة الجنود وقد ألتفوا حول القصر ؛جمعت العذاري حولها ؛ونبهتهن إلي الخطر المحدق بهن ؛ثم قالت لهن "من تريد أن تثبت وتنال أكليل الشهادة فلتبقي ؛أما الخائفات منكن تستطيع أن تهرب من الباب الخلفي" ؛فأعلن جميعا عدم خوفهن ولن يهربن .
ثم ألتقي قائد الجنود بدميانة ؛وقال لها أن الإمبراطور يدعوها للسجود للآلهة ؛وحاول إغراءها بالعديد من الكنوز والهدايا ؛بل وأكثر من هذا وعدها أنه سوف يقيمها أميرة عظيمة .
أما هي فأجابته " أما تستحي أن تدعي الأصنام آلهة ؛ فليس إله إلا الله خالق السماء والأرض ؛وأنا ومن معي من العذاري مستعدات أن نموت من أجله " .فأغتاظ القائد جدا وأمر أربعة جنود بوضعها داخل الهمبازين "أحدي آلات التعذيب في ذلك الوقت " وكانت بقية العذاري يبكين وهن يراها تتعذب ؛ثم أخرجوها من الهمبازين وهي شبه ميتة ؛وألقوها في السجن .
ولكن ملاك الرب جاءها داخل السجن ومسح كل جراحاتها . وفي الصباح فوجيء الجنود بأن دميانة مازالت حية ؛بل وأكثر من هذا لا يوجد أي أثر للجراحات في جسدها ؛ فجن جنون القائد وأتهمها بالقيام بأعمال السحر ؛أما الجموع المتراصة فعندما شاهدت ما حدث صرخوا جميعا بلسان واحد " ألا لعنة عليك أيها الظالم ؛أعلم أننا جميعا مسيحيين وها نحن نجاهر بإيماننا علي رؤوس الأشهاد ؛ ولا نخشي عذابا ولا عقابا ؛وليس لنا إله إلا إله القديسة العفيفة دميانة " فلما سمع القائد ذلك أمر بقطع رؤوسهم جميعا بحد السيف فنالوا أكليل الشهادة ؛ثم التفت إلي القديسة دميانة وطلب من الجنود أن يذوقوها جميع أنواع العذابات ؛ فمرت القديسة بسلسة متصلة من العذابات ؛ولكن في كل مرة كان يأتي ملاك الرب ليشفيها ويقويها ؛وأخيرا عندما يأس القائد من قوة احتمالها ؛أمر بقطع رأسها هي وكل من معها من الأربعين عذراء ؛فنلن جميعا أكليل الاشتشهاد وكان ذلك يوم 13 طوبة حسب التقويم القبطي "الموافق 21 يناير حسب التقويم الميلادي .
قصة الكنيسة والدير الأثري الذي على أسم القديسة ببلقاس :
أما احتفالية 12 بشنس "20 مايو" فهوتذكار تكريس الكنيسة التي علي أسمها في مدينة بلقاس علي يد الملكة هيلانة ؛وقصة بناء هذه الكنيسة هي أنه بعد نهاية عصر الاضطهاد ؛جاء الملك قسنطنطين "وهو أول إمبراطور مسيحي " .وكانت له أم قديسة تدعي "هيلانة " فعندما سمعت الملكة هيلانة بقصة الشهيدة دميانة والأربعين عذراء الذين معها ؛ أخذت كمية كبيرة من الاكفان معها ؛وتوجهت إلي القصر المدفون فيه القديسة مع الأربعين عذراء ؛ وعندما دخلت إلي القصر وجدت جثمان القديسة دميانة موضوعا فوق أحد السرائر بالقصر ؛فقبلته وتباركت به ؛كما تباركت بأجساد الأربعين عذراء معها ؛ثم لفتهن جميعا بأكفان فاخرة ؛وأمرت أمهر المهندسين والصناع أن يهدموا القصر ويبنوا مكانه كنيسة كبيرة علي أسم الشهيدة دميانة ؛ أما القديسة دميانة فقد كفنتها بكفن غال الثمن جدا من الكتان ؛وصنعت لها سرير من العاج ووضعت فيه جسدها الطاهر ؛وزينته بالستائر الحريرية الجميلة . ثم دعت البابا الكسندروس بطريرك الكنيسة القبطية في ذلك الوقت "وهو البطريرك رقم 19 في سلسلة بطاركة الكنيسة القبطية الارثوذكسية " فقام بتدشين الكنيسة في يوم 12 بشنس . وتقع هذه الكنيسة علي مسافة حوالي 12 كم شمال بلقاس .