وطنى
| 06 مايو 2025

السيارة البابوية للبابا فرنسيس تتحول لوحدة صحية من أجل أطفال غزة وفقًا لوصيّته

السيارة البابوية للبابا فرنسيس تتحول لوحدة صحية من أجل أطفال غزة وفقًا لوصيّته
يواصل إرث السلام الذي خلّفه البابا فرنسيس إشعاعه في عالم ممزق بالصراعات. فالقرب الذي أبداه من الضعفاء والمهمشين طوال حبريته، يستمرّ في التألق حتى بعد وفاته، وهذه المبادرة الأخيرة خير دليل على ذلك: السيارة البابوية التي استخدمها لتحية الملايين حول العالم، ستتحوّل إلى وحدة صحية متنقلة تُخصص لرعاية أطفال غزة.

كانت تلك آخر أمنية لقداسته تجاه شعب أظهر له على مدى سنوات تضامنًا عميقًا، ولا سيما في الأعوام الأخيرة. وفي أشهره الأخيرة، عهد بالمشروع إلى منظمة كاريتاس القدس، في محاولة للاستجابة للأزمة الإنسانية الكارثية التي تعصف بالقطاع، حيث يقبع ما يقرب من مليون طفل في حالة نزوح داخلي. فوسط الحرب المدمّرة والبنى التحتية المنهارة والنظام الصحي المشلول والتعليم المنقطع، يدفع الأطفال الثمن الأغلى من صحتهم وكرامتهم، في مواجهة الجوع والأمراض والظروف غير الإنسانية.

إنَّ البابا فرنسيس لم يكن يملّ من تكرار مقولته المؤثرة: الأطفال ليسوا أرقامًا. إنهم وجوه وأسماء وقصص. وكل واحد منهم مقدّس. وها هو اليوم يحوّل كلماته إلى فعل ملموس، بوسيلة كانت يومًا رمزًا لفرح الشعوب، لتصبح اليوم وسيلة نجاة للأطفال الأكثر احتياجًا. وقد أُطلق على السيارة اسم مركبة الرجاء، وهي مجهّزة بأجهزة للفحوصات والتشخيص والعلاج، بما في ذلك اختبارات سريعة للكشف عن العدوى، ولقاحات، وأدوات خياطة الجروح، ومستلزمات طبية منقذة للحياة. وستعمل بفرق من الأطباء والممرضين، وتستعد للانطلاق في أرجاء غزة فور إعادة فتح ممرات إيصال المساعدات الإنسانية، لتصل إلى الأطفال في أعمق المناطق المنكوبة.