وصلت إلى الأراضي المقدسة في نهاية القرن الرابع وكتبت تقريراً مفصلاً عن الأراضي المقدسة يستدل على أنها سلكت الطريق من بئر يعقوب بقرب نابلس إلى القدس عن طريق بيت أيل، ومن هناك وصلت
إلى نهر الأردن مكان عماد السيد المسيح ماراً بأريحا، وفي رحلة لاحقة وصلت إلى حبرون مارة ببيت لحم، وكان الحجاج فيما بعد يسلكون نفس الطريق تقريباً، وبمرور الوقت أصبحت رحلة الحج تشمل
مناطق أخرى خاصة الجبال التي لها علاقة بالكتاب المقدس مثل جبل نبو وجبل طابور وجبل حرمون ( جبل الشيخ ), وجبل التطويبات وجبل القرنطل عند أريحا ويخبر التقرير أن الراهبة أجيريا تسلقت هذه الجبال.
وزارت أيضا الراهبة أجيريا مكان إشباع الجموع بقرب الينابيع السبعة ثم ساروا على الأقدام إلى بانياس (قيصرية فيلبس)، وفي قيصرية كان الحجاج يزورون بيت قائد المئة كرنيليوس وبيت فيلبس وبناته الأربعة, وكانوا يزورون الوادي الذي كانت الغربان تطعم فيه إيليا النبي وإلى جانب الأماكن ذات العلاقة بالكتاب المقدس كانت الأماكن التي قدسها الشهداء أيضا موضع حج.
وتخبرنا الراهبة أجيريا أن كثيرين من الحجاج كانوا يختارون أورشليم مركزاً لإقامتهم ويزورون أيضا بركة بيت حسدا وقبر لعازر في بيت عنيا, ويشهدون العمود الذي أوثق إليه
الرب يسوع وغيره من الأماكن مثل قبر القديسة بيلاجيا على قبر الزيتون وكنيسة الصعود كما يزورون قبر الشهيد مارجرجس في اللد وقبر القديس إيرونيموس في بيت لحم، وكان
الحجاج يفضلون أن ينضمون في مجموعات, أو يجعلون من يقابلونه من الرهبان يرافقونهم إلى موضع الحج التالى، ولما كانوا يصلون إلى المكان المقدس كانوا يتبعون طقساً دينياً ثابتاً.
كانت مجموعة حجاج الراهبة أجيريا تصحب كتاباً مقدساً وفي أماكن الزيارة كانوا يقرأون النص المطابق بعد تلاوة صلاة قصيرة, وكان الطقس الديني ينتهي عادة بتلاوة مزمور أو صلاة جماعية، أما الكهنة والرهبان الذين كانوا يقومون بإستقبال الحجاج في الأماكن المقدسة, كانوا يؤدون لهم الخدمات الروحية والقداسات، هذا ما سجلته الراهبة أجيريا في رحلتها عن زيارة الأماكن المقدسة.



