القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

«كاف» يقرر إقامة كأس الأمم الأفريقية كل 4 سنوات ويستحدث بطولة جديدة

مع انطلاق منافسات كأس الأمم الأفريقية الحالية، تتجه أنظار الجماهير والمتابعين إلى ما يحدث داخل المستطيل الأخضر، ويهتم المشجعين بالبحث عن أفضل مواقع المراهنات الرياضية للاستمتاع بالبطولة إلى جانب الاهتمام بالأمور التنظيمية والبحث عن ما هو أبعد من نتائج المباريات، مثل القرارات التنظيمية التي قد تعيد تشكيل مستقبل الكرة الأفريقية بالكامل. وفي خضم أجواء البطولة، أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم كاف عن تغيير تاريخي سيؤثر على شكل المنافسات القارية خلال السنوات المقبلة.

«كاف» يقرر إقامة كأس الأمم الأفريقية كل 4 سنوات ويستحدث بطولة جديدة

رئيس الاتحاد الإفريقي، الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي، كشف عن قرار إقامة كأس الأمم الأفريقية مرة كل أربع سنوات بدلًا من النظام الحالي الذي يعتمد على إقامتها كل عامين، على أن يبدأ تطبيق هذا التغيير بعد نسخة عام 2028. وجاء هذا الإعلان ضمن خطة شاملة لإعادة هيكلة كرة القدم في القارة، بهدف تحقيق انسجام أكبر مع روزنامة كرة القدم العالمية وتقليل الضغوط المتزايدة على المنتخبات واللاعبين.

وأوضح موتسيبي أن النظام الجديد لا يعني تقليص أهمية كأس الأمم، بل العكس، إذ يسعى كاف إلى رفع القيمة الفنية والتجارية للبطولة، وجعلها حدثًا أكثر تميزًا، على غرار البطولات القارية الكبرى في بقية أنحاء العالم. فالاعتماد على إقامة البطولة كل عامين أصبح، خلال السنوات الأخيرة، عبئًا تنظيميًا في ظل ازدحام البطولات الدولية وتزايد تعارض المواعيد مع المسابقات الأوروبية الكبرى.

خلال العقد ونصف الأخير، واجه كاف صعوبات متكررة في تحديد موعد مناسب لكأس الأمم. نسخة 2019 أقيمت في الصيف لأول مرة لإرضاء الأندية الأوروبية، بينما عادت نسختا 2022 و2024 إلى موعد الشتاء بسبب الظروف المناخية في دول الاستضافة. أما

النسخة الحالية، فقد بدأت في ديسمبر وامتدت إلى العام الجديد، نتيجة تعارضها مع كأس العالم للأندية بنظامه الجديد، ومع التحضيرات لكأس العالم 2026، إضافة إلى الصيغة الجديدة لدوري أبطال أوروبا التي ضغطت الروزنامة أكثر من أي وقت مضى.

ولتعويض تقليل عدد نسخ كأس الأمم الأفريقية، أعلن كاف عن استحداث بطولة جديدة تحت اسم دوري الأمم الإفريقية، ستُقام سنويًا اعتبارًا من عام 2029. البطولة الجديدة ستسير على خطى دوري الأمم الأوروبية، وستُقام خلال النوافذ الدولية، ما يسمح بإقامة مباريات منتظمة للمنتخبات دون التأثير على التزامات اللاعبين مع أنديتهم.

وأكد موتسيبي أن دوري الأمم الإفريقية سيشكّل مصدرًا ماليًا ثابتًا للاتحاد الإفريقي والاتحادات الوطنية، بعدما كانت كأس الأمم تمثل المصدر الرئيسي للدخل. وأضاف أن النظام الجديد سيضمن موارد مالية سنوية، ويعزز الاستقلال المالي للكرة الأفريقية، مع رفع مستوى المنافسة بين المنتخبات على مدار العام بدلًا من انتظار بطولة كبرى كل فترة قصيرة.

ومع هذه التحولات التنظيمية الكبرى، يزداد اهتمام شريحة واسعة من المتابعين بما تقدمه برامج المراهنات من تحليلات مبنية على المدى الطويل، وليس فقط على نتائج المباريات الجارية. فقرارات مثل تقليل عدد نسخ كأس الأمم الأفريقية واستحداث بطولات جديدة تؤثر بشكل مباشر على طريقة تقييم قوة المنتخبات واستمرارية أدائها عبر السنوات، وهو ما يدفع هذه البرامج إلى إعادة ضبط نماذجها التحليلية وفق الروزنامة الجديدة. ومع وضوح الرؤية بشأن مواعيد البطولات المستقبلية، تصبح قراءة المسار القاري للمنتخبات أكثر استقرارًا، سواء من حيث التخطيط الفني أو التوقعات المرتبطة بالمنافسة القارية، وهو ما يعكس كيف باتت الجوانب التنظيمية عنصرًا مؤثرًا في المشهد الكروي العام، وليس مجرد تفاصيل إدارية.

ومن المنتظر أن تُقام مباريات دوري الأمم في شهري سبتمبر وأكتوبر، على أن تُجمع أفضل المنتخبات في نهائيات تُقام في مكان واحد خلال شهر نوفمبر، وجميعها ضمن النوافذ الدولية المعتمدة من فيفا. هذا التنظيم يهدف إلى منح اللاعبين الأفارقة فرصة تمثيل منتخباتهم بانتظام، دون الدخول في صدام مباشر مع مواسم الأندية الأوروبية.

وفي سياق متصل، أعلن كاف عن رفع قيمة الجوائز المالية لكأس الأمم الأفريقية، حيث سيحصل بطل النسخة الحالية في المغرب على عشرة ملايين دولار، مقارنة بسبعة ملايين دولار فقط في نسخة كوت ديفوار السابقة. وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية رفع القيمة التسويقية للبطولة وتعزيز جاذبيتها على المستويين الرياضي والاستثماري.

وأشار موتسيبي إلى أن نسخة 2027 ستُقام في تنزانيا وكينيا وأوغندا، بينما سيتم فتح باب الترشح لاستضافة نسخة 2028 قريبًا، قبل الدخول رسميًا في مرحلة النظام الجديد بعد ذلك. واعتبر أن هذه التغييرات ضرورية لمواكبة التطور السريع لكرة القدم العالمية، مع الحفاظ على مصلحة الكرة الأفريقية واللاعبين المنتمين إليها.

في ظل هذه القرارات، تبدو الكرة الأفريقية مقبلة على مرحلة مختلفة، قد تُعيد رسم شكل المنافسة القارية وتؤثر على طريقة متابعة البطولات وتحليلها، سواء من جانب الجماهير أو المهتمين بالجوانب الفنية والتوقعات. وبينما تستمر منافسات النسخة الحالية داخل الملاعب، يبقى واضحًا أن ما أعلنه كاف سيمتد تأثيره إلى ما هو أبعد من هذه البطولة، ليحدد ملامح المستقبل القريب لكرة القدم في القارة السمراء.

copts
23 ديسمبر 2025 |