عادت أطلال كنيسة رومانية مغمورة في بحيرة تركية إلى السطح بعد أن غمرتها المياه لأكثر من 700 عام، كاشفةً عن موقع مهم من العصور المسيحية المبكرة، هذا البناء، الذي ظلّ مختبئًا لوقت طويل تحت بحيرة إزنيك، ينكشف الآن مع استمرار تراجع منسوب البحيرة بسبب تغير المناخ، وفقا لما نشره موقع" greekreporter".
معلم من معالم المسيحية اليونانية المبكرة
تُعرف هذه الكنيسة باسم كنيسة الآباء القديسين، وهي تمثل المكان الذي انعقد فيه المجمع المسكوني الأول في نيقية ، بعد 12 عامًا فقط من تشريع المسيحية في الإمبراطورية الرومانية.
في عام 325 ميلادي، دعا قسطنطين الكبير إلى انعقاد المجمع في مدينة نيقية اليونانية القديمة، إحدى المدن اليونانية الكبرى في الإمبراطورية البيزنطية (الإمبراطورية الرومانية الشرقية). وناقش 318 أسقفًا لمدة شهرين قبل صياغة قانون الإيمان النيقاوي، وهو إعلان إيمان باللغة اليونانية لا يزال جوهريًا في المسيحية، زار البابا ليون الرابع عشر الموقع يوم الجمعة للاحتفال بالذكرى 1700 لانعقاد المجمع.
الاكتشاف من خلال الصور الجوية
حدّد موقع البازيليكا لأول مرة عام 2014 باستخدام صور جوية، وقاد أعمال التنقيب منذ ذلك الحين، خلال السنوات الست الأولى، عمل فريقه تحت الماء. وذكر أن البازيليكا تعود إلى عام 380 ميلادي.
موقع مرتبط بالاستشهاد في نيقية المسيحية المبكرة
أوضح عالم الآثار مصطفى شاهين ، أن البازيليكا قائمة على كنيسة سابقة بُنيت في المكان الذي قُتل فيه نيوفيتوس، وهو فتى في السادسة عشرة من عمره، بسبب إيمانه عام 303 ميلادي خلال الاضطهاد الروماني.
ووفقًا للمتحف الصغير في الموقع، فقد جُلد ورجم ثم قُطع رأسه لرفضه التضحية للآلهة الوثنية، يُسلّط المتحف الضوء على تاريخ نيقية كمركز مسيحي يوناني مهم.
استضافت الكنيسة الخشبية التي كانت قائمةً هناك مجمع نيقية الأول. دمرها زلزالٌ بقوة 9.0 درجات عام 358 ميلادي، وبعد حوالي 20 عامًا، حلت محلها البازيليكا الرومانية، قبل أن يُدمرها زلزالٌ آخر عام 1065، ثم ابتلعتها مياه البحيرة المتصاعدة لاحقًا.
أدلة على وجود مقابر جماعية ووفيات عنيفة
قال شاهين إن أعمال التنقيب تُظهر أن الموقع كان أكثر من مجرد كنيسة، ووصفه بأنه "مقبرة للشهداء"، وقد عثر الباحثون على حوالي 300 قبر، يحمل العديد منها علامات موت عنيف، بما في ذلك كسور في الأطراف وكسور في الجمجمة وثقوب في الجمجمة، ويحتوي أحد الأقسام على 11 قبرًا لأطفال، تحمل أغطية أصغر حجمًا.



