القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

ظهور كنيسة أثرية مذهلة في تركيا

بعد انحسار مياه البحيرة التي غمرتها لأكثر من سبعة قرون، ظهرت كنيسة نيقية القديمة في إزنيك التركية، كاشفة عن أطلالها المدفونة والتي تحمل تاريخًا عريقًا للحياة المسيحية المبكرة. هذا الاكتشاف لم يفتح نافذة على الكنيسة نفسها فحسب، بل أضاء أيضًا على المجمع الأول للكنيسة في نيقية عام 325 م، ومكان استشهاد الشهداء الذين ضحوا بإيمانهم خلال فترة الاضطهاد الروماني.

ظهور كنيسة أثرية مذهلة في تركيا

ففي إزنيك التركية، برزت كنيسة نيقية القديمة من أعماق البحيرة بعد أكثر من 700 عام من الغمر، كاشفة عن تاريخ الكنيسة المبكرة الذي ظل مخفيًا تحت الماء.

واكتُشفت الكنيسة قبل عقد من الزمن، وهي تُعرف باسم كنيسة الآباء القديسين، الموقع الذي شهد المجمع الأول للكنيسة المسيحية في نيقية عام 325 م، بعد 12 عامًا من اعتماد الإمبراطورية الرومانية للمسيحية رسميًا. خلال هذا التجمع، شارك 318 أسقفًا في صياغة عقيدة نيقية التي ما تزال محور الإيمان المسيحي حتى اليوم.

الباحث مصطفى شاهين، الذي اكتشف الموقع عبر صور جوية في 2014 وقاد حفريات تحت الماء استمرت ستة أعوام، أكد أن الكنيسة الحالية بنيت عام 380 م بعد أن دمرت كنيسة خشبية سابقة في زلزال 358 م.

وأوضح شاهين أن مياه البحيرة بدأت بالانحسار منذ 2020 نتيجة الاحتباس الحراري، ما كشف الكنيسة بالكامل.

الكنيسة تُعد “مقبرة للشهداء”، إذ تقع على موقع مقتل الشاب نيوفيتوس في 303 م بسبب تمسكه بإيمانه، حيث تعرّض للجلد والرجم ثم قطع الرأس. وكشف فريق الحفريات عن حوالي 300 قبر، بعضها يظهر علامات تعذيب واضح، بما في ذلك جماجم مثقوبة وأطراف مكسورة، إضافةً إلى 11 قبرًا للأطفال. وتؤكد هذه الاكتشافات أهمية الكنيسة كمكان استشهاد، وليس مجرد موقع ديني عادي.

رئيس بلدية إزنيك كاجان محمد أوستا يعلق على زيارة البابا ليون الرابع عشر للكنيسة في الذكرى الـ1700 للمجمع، مؤكّدًا أنها ستجذب الحجاج المسيحيين من مختلف أنحاء العالم، فيما يرى شاهين أن تركيا تمثل مفتاح التاريخ المسيحي،

إذ لعبت تركيا دورًا محوريًا في نشر المسيحية ونقل رسائل الرسول بولس التي تشكل جزءًا كبيرًا من العهد الجديد. هذه الكنيسة، المكتشفة حديثًا، تعيد كتابة صفحات من التاريخ المسيحي المبكر وتفتح نافذة على إرث روحي وحضاري ثمين.

وطنى
25 نوفمبر 2025 |