القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

حماية المسيحيين.. هل تكون ذريعة حرب أمريكية داخل نيجيريا؟

كشف تحليل استراتيجى عن الأهداف الخفية وراء تصعيد الخطاب الأمريكي، وتحديداً من دوائر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حول "اضطهاد المسيحيين" في نيجيريا، ويؤكد التحليل أن هذه السردية، التي تصف العنف

حماية المسيحيين.. هل تكون ذريعة حرب أمريكية داخل نيجيريا؟

في نيجيريا بأنه حملة ممنهجة ضد فئة دينية بعينها، لا تجد سنداً في الوقائع الميدانية أو الإحصاءات الرسمية، بل هي أداة ضغط جيوبوليتيكي تهدف في الأساس إلى مكافحة النفوذ الصيني المتزايد في العملاق الإفريقي.

سردية الاضطهاد تتجاهل حقائق التعايش

التعايش المتجذر

على الرغم من التنوع الإثني والديني، تتخلل نيجيريا مساحات واسعة من التعايش، حيث تتقارب الأديان داخل العائلة الواحدة، خاصة في الجنوب.

القيادة المتوازنة

يؤكد التحليل أن وجود شخصيات مسيحية في قمة هرم الدولة، مثل السيدة الأولى، يفند مزاعم الإقصاء والاضطهاد الممنهج من قِبل الحكومة الفيدرالية.

العنف العابر للأديان

تشير قواعد بيانات الصراع إلى أن بؤر العنف الأكثر كثافة تقع في ولايات الشمال ذات الأغلبية المسلمة، وأن الغالبية العظمى من الضحايا هم من المسلمين، وأن دوافع العنف في الأساس هي اقتصاد الجريمة واللصوصية والإرهاب الأعمى، وليس حرباً دينية موجهة ضد المسيحيين حصراً.

محاور رئيسية تشرح دوافع الضغط الأمريكي غير المبرر

الدافع الانتخابي والأيديولوجي

يستخدم الخطاب كـ أداة تعبئة للناخب الإنجيلي المحافظ في الولايات المتحدة، حيث يسعى ترامب لاستغلال قصة "المنقذ المسيحي" لكسب الشعبية.

اللوبيات المتقاطعة

هناك تحالف بين اليمين الإنجيلي ولوبيات داعمة لإسرائيل، يهدف إلى تحويل الأنظار عن قضايا إقليمية أخرى، عبر تضخيم فكرة "العداء الإسلامي للمسيحية" في إفريقيا.

الخطر الجيوبوليتيكي

تعد نيجيريا أكبر اقتصاد في إفريقيا جنوب الصحراء، وتمتلك موارد ضخمة من النفط والمعادن النادرة. وقد شهدت العلاقات النيجيرية-الصينية قفزة نوعية عبر اتفاقيات مبادلة العملات، وتمويل مشاريع البنية التحتية والموانئ العملاقة، وقبول نيجيريا كـ "دولة شريكة" في مجموعة "البريكس بلاس". هذا الانزياح يُعد تجاوزاً لخط أحمر استراتيجي بالنسبة لواشنطن.

يؤكد التحليل أن استخدام ورقة "الاضطهاد الديني" هو في جوهره "أداة ابتزاز" لإبقاء نيجيريا ضمن دائرة النفوذ الغربي، ومنعها من الانخراط الكامل في مسار اقتصادي يهدد سيطرة الدولار على سلاسل القيمة العالمية.

نتائج عكسية تهدد الاستقرار

يحذر التحليل من أن حملة الضغط الأمريكية تؤدي إلى نتائج عكسية وخطيرة على النسيج النيجيري الهش:

تفكيك التوازن

إعادة إحياء الشعور بالمظلومية لدى بعض الإثنيات (كالإيغبو)، مما يعمق الانقسام ويضعف سلطة الدولة المركزية.

تعزيز الانفصال

تمنح الحملة شرعية لحركات انفصالية مثل حركة "بيافرا" عبر تقديم قادتها كـ "سجناء دينيين" بدلاً من متمردين.

دفع نحو الصين

بدلاً من إجبار نيجيريا على التراجع، فإن الضغط الاقتصادي والسياسي المتزايد يدفع أبوجا أكثر نحو أحضان الصين لضمان استقلال القرار الاقتصادي.

اليوم السابع
22 نوفمبر 2025 |