القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

مجلس الكنائس العالمي يعزّي الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية ويؤكّد التضامن مع ضحايا هجوم أرسي

في ظلّ الأحداث الأليمة التي تشهدها إثيوبيا، وجراح العنف التي طالت أبناء الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية في إقليم أرسي، وجَّه مجلس الكنائس العالمي عبر أمينه العام، القس البروفيسور جيري بيلاي، رسالة تعزية رسمية إلى قداسة البطريرك أبونا متياس الأول، معبّرًا عن تضامن المجلس وصلواته من أجل الكنيسة والشعب الإثيوبي. وفي ما يلي النص الكامل للرسالة مترجمًا إلى العربية بصياغة كنسية رصينة.

مجلس الكنائس العالمي يعزّي الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية ويؤكّد التضامن مع ضحايا هجوم أرسي

رسالة تعزية من الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، القس البروفيسور جيري بيلاي، إلى قداسة أبونا متياس الأول، بطريرك الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية التوحيدية، وفقا لصفحة الأخبار المسكونية .

“لا يغلبنّك الشر، بل اغلب الشرّ بالخير.” (رومية 12: 21)

صاحب القداسة،

أبونا متياس الأول، بطريرك الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية التوحيدية،

نعمة الرب يسوع المسيح، وسلامه، ورحمته تكون مع قداستكم إلى الأبد.

ببالغ الحزن والأسى علمتُ بالخبر المؤلم عن سقوط عدد من الضحايا في الهجوم الذي وقع في منطقة أرسي بإثيوبيا، ومن بينهم ما لا يقل عن عشرين شخصًا يُرجَّح أن يكونوا من أبناء الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية التوحيدية. إنّ هذا الفقدان العبثي للأرواح يذكّرنا بمدى هشاشة السلام، وبالحاجة الملحّة إلى المصالحة وحماية جميع أفراد المجتمع دون تمييز.

وباسم مجلس الكنائس العالمي، وبالنيابة عن الكنائس الأعضاء في الشركة المسكونية حول العالم، أتقدّم إلى قداستكم، وإلى الآباء الكهنة، وكل أبناء الكنيسة، وإلى العائلات المكلومة، بأحرّ التعازي القلبية. إننا نقف إلى جانبكم في هذا الزمن العصيب، رافعين الصلوات إلى الرب كي يمنح المصابين والمتألمين تعزية من عنده، وشفاءً للقلوب المجروحة، وقوة لاحتمال هذا الألم العميق.

إنّ مجلس الكنائس العالمي يدين كل أشكال العنف، ويؤكّد دعمه الثابت لكل المبادرات الساعية إلى تحقيق العدالة، وترسيخ السلام، وبناء التعايش والوئام بين جميع المكوّنات. كما نصلي كي يمنح الله الحكمة والشجاعة للقادة على مختلف المستويات، ليعملوا على معالجة جذور النزاع، وتعزيز الحوار، وضمان كرامة الإنسان وحرمة الحياة.

وفي هذا الزمن المملوء حزناً وجرحاً، يؤكّد مجلس الكنائس العالمي وقوفه الثابت إلى جانب الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية التوحيدية، وإلى جانب الشعب الإثيوبي بأسره، مبتهلين إلى الرب أن يفيض شجاعة ورحمة وسلامًا مستديمًا في هذه الأرض المباركة. نحن موقنون بوعد الرب:

"طوبى للحزانى، لأنهم يُعزَّون." (متى 5:4)

وليعزّ الرب قداستكم، ويحفظ الكنيسة والشعب في إثيوبيا بقوّة نعمته. وليقُد الروح القدس كل الجماعات نحو المصالحة والوحدة والسلام الدائم. أرجو أن تتأكدوا من استمرار صلواتنا، ودعمنا، ومرافقتنا الراعوية لكم خلال هذه المرحلة الأليمة.

مع كل بركة في المسيح،

القس البروفيسور جيري بيلاي

الأمين العام

مجلس الكنائس العالمي

و تأتي هذه الرسالة في لحظة حساسة يعيش فيها الشعب الإثيوبي جراحًا عميقة، كما تعبّر عن روح مسكونية حقيقية تُجسِّد رسالة الكنيسة الجامعة في مواجهة الألم بالعزاء، والظلمة بالرجاء، والعنف بالدعوة إلى سلامٍ مبنيّ على العدالة. إنها شهادة محبة وتضامن تُشجّع الكنيسة الإثيوبية وشعبها على مواصلة مسيرة الثبات والإيمان وسط المحن.

أقباط متحدون
14 نوفمبر 2025 |