القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

مذابح الفاشر .. بقلم خالد منتصر

هناك مذبحة تجرى لايف على الهواء مباشرة، ومذبحة لا ينتبه إليها العالم اسمها مذبحة الفاشر فى السودان، ما هى تفاصيل تلك الجريمة التى تقع على حدودنا الجنوبية، هذه المنطقة كانت منذ سنوات مسرحاً لصراع كبير: منذ عام 2003 اندلعت الحرب فى إقليم دارفور بين الحكومة السودانية ومجموعات مسلحة، مما أدى إلى مآسٍ إنسانية كبرى، منذ أبريل 2023.

مذابح الفاشر .. بقلم خالد منتصر

يدخل السودان مرحلة صراع داخلى بين الجيش Sudanese Armed Forces (SAF) وميليشيا Rapid Support Forces (RSF) الدعم السريع فى عدة أنحاء، بما فى ذلك دارفور، مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تعتبر حالياً نقطة محورية فى هذا الصراع، تفيد تقارير بأن القوات

الموالية لـRSF تحاصر الفاشر، وتُسيطر تدريجياً على الطرق والطرقات المؤدية إليها، الحصار يؤدى إلى تدهور شديد فى الخدمات الأساسية: المياه، الغذاء، الصحة، التقارير تقول: المقاطعة والقطع المتعمد للطرقات.. وقد حُوصر مليونان تقريباً داخل الفاشر.

هناك هجمات على مخيمات النزوح المحيطة بالفاشر، من بينها مخيم Zamzam camp، وسجلت فيه قتل وتصفيات مباشرة بحسب منظمات حقوقية، الوضع مرعب وبلغ ذروته يوم 27 أكتوبر 2025، المتهم فيه قوات الدعم السريع RSF بارتكاب مجزرة

فى الفاشر، قتل فيها عُزل لأسباب عرقية، بحسب شبكة أطباء السودان، وحسب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: تم توثيق قتل ما لا يقل عن 782 مدنياً وإصابة أكثر من 1٫143 منذ مايو فى الفاشر نتيجة القصف المتواصل.

وهناك قصف مدفعى، هجمات الطائرات/الطائرات بدون طيار، الدخول إلى أحياء سكنية، مما نستطيع وصفه بأنه تنظيف عرقى محتمل، لكن لماذا اعتبرت الوضع مجزرة؟، لعدة أسباب: لأن عدد القتلى المدنيين كبير جداً، ويُعتقد أن الهدف ليس فقط المعارك العسكرية بين طرفى النزاع، بل استهداف مدنيين بسبب قومياتهم أو جهات دعمهم.

ولأن الحصار والتجويع واستخدام الأسلحة الثقيلة فى مناطق مدنية يُعد انتهاكاً للقانون الدولى الإنسانى، ولأن ما يحدث فى الفاشر يُذكر بتلك المآسى التى حصلت فى دارفور سابقاً، حيث اتُهم النظام

السودانى وميليشيا الجنجويد بارتكاب إبادة جماعية بحق بعض المجموعات العرقية، هناك المسكوت عنه، وهى الأرقام الدقيقة للضحايا -هناك أرقام منها ما تم توثيقه (مثل 782 قتيلاً منذ مايو فى الفاشر) لكن من

المحتمل أن الأعداد أُكبر، وما إذا كانت هناك تحقيقات رسمية مستقلة تؤكد قصد الضرب العرقى حتى الآن، بمعنى أن تُعتبر الأفعال إبادة أو تطهير عرقى من منطلق قانونى، غير معروف أو معلن الوضع الحالى بدقة فى كل الأحياء.

وحالة المخيمات والمشردين، حيث إن الاتصالات مقطوعة كثيراً، والوصول قد يكون مقيداً، يا سادة ملايين من السكان فى دارفور مُهجرون، أو نزحوا من بيوتهم، والفاشر أصبحت مركزاً لاستقبال النازحين والمشردين، منظمات الإغاثة تحذر من مجاعة مقبلة أو حالة إنسانية كارثية بسبب الحصار، نقص الغذاء والمياه والخدمات الصحية، فهل من مغيث غير منظمات الإغاثة؟

خالد منتصر - الوطن
08 نوفمبر 2025 |