القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

أطفال مسلمون يلعبون داخل الكنائس.. وزير الخارجية بدر عبد العاطي يروي مشهدًا مصريًا لا يُنسى

في الحلقة الأولى من بودكاست وزارة الخارجية المصرية “دبلوكاست – Diplocast”، الذي يُعد منصة رقمية جديدة تهدف إلى تسليط الضوء على مختلف جوانب العمل الدبلوماسي والقنصلي، استضاف الإعلامي رامي رضوان وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي، في حوارٍ شيّق تناول مسيرته الدبلوماسية وتجاربه الحياتية، إلى جانب عددٍ من القضايا الخارجية الراهنة.

أطفال مسلمون يلعبون داخل الكنائس.. وزير الخارجية بدر عبد العاطي يروي مشهدًا مصريًا لا يُنسى

وخلال اللقاء، استهل الوزير حديثه بلمسة إنسانية دافئة، عرّف فيها بنفسه قائلاً بتواضعٍ صادق: “أنا أحمد محمد عبد العاطي، مواطن مصري عادي من مدينة أسيوط، التي أفتخر بأنني أنتمي إليها. وُلدت فيها وتعلمت فيها، حيث حصلت على الابتدائية والإعدادية والثانوية العامة، وأعتز جدًا بجذوري العريقة في هذه المحافظة التي تمتد أصولها إلى العهد الفرعوني.”

ثم أوضح أن اسم أسيوط في اللغة القديمة يعني “الحد” أو “الحدود”، ما يعكس امتدادها التاريخي العميق. وأشار إلى أن المحافظة تزخر بحضارات عظيمة مثل حضارة البداري، وهي من أقدم حضارات ما قبل الأسرات التي سبقت العصر الفرعوني ذاته، إلى جانب حضارة نقادة، اللتين شكّلتا معًا بدايات التاريخ للحضارة المصرية القديمة.

وأضاف بفخر:”أنا فخور ومعتز بهذه الأصول، فهي التي شكّلت وعيي ووجداني وشخصيتي في هذه المحافظة، التي تُعد من أفقر محافظات الجمهورية ماديًا، لكنها غنية جدًا بأهلها وبقيمها الإنسانية الرفيعة.”

وتابع عبد العاطي حديثه مشيرًا إلى أنه يزور أسيوط كثيرًا في الفترة الأخيرة، وقد لاحظ بنفسه طفرة عمرانية وتحديثية ضخمة تشهدها المحافظة، معتبرًا أن ذلك ثمرة من ثمار جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وسّع نطاق التنمية ليشمل جميع أرجاء مصر، وليس العاصمة فقط.

وأوضح الوزير أن مصر تمتلك الآن 21 مدينة جديدة، من بينها مدينة أسيوط الجديدة التي أُقيمت في الظهير الصحراوي غرب النيل بعد أن ضاقت المدينة القديمة بسكانها، واصفًا إياها بأنها “مدينة عظيمة وعصرية بكل المقاييس”. كما أشار إلى وجود جامعة أسيوط وعدة جامعات أخرى حديثة، مؤكدًا أن التعليم في الصعيد يشهد بدوره نهضة لافتة.

واستذكر عبد العاطي موقفًا طريفًا من لقائه الأخير بقداسة البابا تواضروس الثاني خلال حفل تخريج دفعة جديدة من كلية الشرطة، حيث قال له البابا مبتسمًا:

“أنا لسه جاي من أسيوط، وهالني ما شاهدته من تطوير وتحديث.”

وأضاف الوزير أن هذا الإشادة من رأس الكنيسة المصرية تعكس حجم الإنجاز الحقيقي الذي تشهده المحافظة.

وانتقل عبد العاطي للحديث عن البعد التاريخي والديني لأسيوط، مبرزًا أن المدينة تفخر باحتضانها للعائلة المقدسة – السيدة مريم العذراء والسيد المسيح عليه السلام – لمدة ستة أشهر كاملة أثناء رحلتهما في مصر، في الدير المحرق، الذي وصفه بأنه “مكان عزيز جدًا على قلبه”، إذ شهد جزءًا من طفولته وذكرياته الجميلة.

وقال الوزير إن هذه الخلفية الدينية والإنسانية تبرز روح التسامح العميقة التي تميز الشعب المصري.

واستعاد بعضًا من ذكرياته قائلاً: “إحنا وإحنا أطفال كنا نخرج من المدارس ونروح نلعب في الكنائس، ولم يكن القس يمنعنا أبدًا، بل كان يقول لنا فقط: يلا يا ولاد بس ما تعملوش صوت.”

وأضاف أن المدارس الابتدائية كانت تنظم رحلات منتظمة إلى مناطق الدير المحرق ودير درنكا، باعتبارهما من أهم المواقع التي لجأت إليها السيدة مريم والسيد المسيح خلال فترة التحاريق والفيضانات، موضحًا أن دير درنكا تحديدًا يقع في أعلى منطقة بالمدينة ويُعد من أقدم الأديرة في العالم، إذ يعود عمره إلى أكثر من خمسة آلاف عام وتوجد به نقوش فرعونية أصيلة.

وتابع الوزير حديثه بفخرٍ واضح، مؤكدًا أن أسيوط مدينة عظيمة بتاريخها وتراثها وإنجازات أبنائها الذين أثروا الحياة المصرية في مجالات شتى، مشيرًا إلى أن هذه البيئة الغنية بالقيم والتاريخ هي التي كوّنت وعيه الإنساني وشخصيته الدبلوماسية التي تمزج بين الاعتزاز بالجذور والانفتاح على العالم.

وطنى
04 نوفمبر 2025 |