القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

اللي يربي جنجويد في عِبّه! بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

مثل الذي يربى ثعبانا في عبه، سيرديه حتمًا، هكذا ربت حكومة البرهان جنجويد في عبها، فانقلب عليها، وأذاقها الأمرّين ولايزال.

اللي يربي جنجويد في عِبّه! بقلم حمدي رزق

ثلاث سنوات من حرب استنزاف مريرة كلفتها الجلد والسَّقَط، وسقطت من حالق في آخر معاركها في الفاشر غربا، ما يخشى منه على وحدة السودان.

الجنجويد في العنوان أعلاه ترمز إلى قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتى، آخر سلالة الجنجويد.

جنجويد مختصر شعبى لعدد من الكلمات في جملة (جن راكب جواد يحمل مدفع جيم 3) وترمز للرجال الذين يقاتلون من فوق الخيل ويحملون الـ ج3 (البندقية الآلية المعروفة) والكلمة تأتى من (جنجد) وتعنى (النهب)، ومنها أتت تسميتهم بالجنجويد.

أصل الكلمة مختلف عليه، فهناك مَن يرى أن أصل تسمية الجنجويد، يعود إلى إحدى الشخصيات المعروفة في درافور، وهو حامد جنجويد الذي كان يقود عناصر مسلحة تجيد الكر والفر في التخوم الغربية من فوق الجياد.

برزت الجنجويد مع سيطرة نظام البشير على حكم السودان في العام 1989، كونها بتشكيلاتها شبه العسكرية، فلما مثلت خطرًا على الحكومة المركزية في الخرطوم، فحظرها وصدر بحق حامد جنجويد أحكام بالإعدام.

وبعد اندلاع الحرب في دارفور، استخدمت الحكومة المركزية ميليشيات الجنجويد ضد الحركات المسلحة في دارفور، وقبلها أسقطت عنهم التهم كافة، واستوعبتهم في قوات جديدة أطلقت عليها تسمية حرس الحدود، ومنذ ذلك الحين، توارت الجنجويد كتسمية في المشهد السودانى.

وفى رواية أخرىالجنجويد مجموعة القبائل الحدودية (العربية) التي استنفرتها الحكومة المركزية في الخرطوم، إبان اندلاع الحرب في دارفور للقتال إلى جانبها في مواجهة الحركات المسلحة. وهم في الأصل يمتهنون الرعى، وعرفوا بثرواتهم من الإبل والأبقار.. وتاليا الذهب.

وبرز اسم زعيم قبيلة المحاميد، موسى هلال، كقائد لـالجنجويد، ولا سيما بعدما أسهم في فترة من الفترات في استنفار أهله للقتال ضد الحركات المسلحة في دارفور. جنباً إلى جنب مع الحكومة المركزية، باعتباره الزعيم القبلى والسياسى لهم ويدينون له بالولاء.

وبعد اختفاء موسى هلال من المسرح السودانى، برز القائد الميدانى لـقوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتى، وفى أعقاب الإطاحة بحكم الرئيس عمر البشير في انقلاب عسكرى عام 2019.

بعد أشهر من الاحتجاجات الجماهرية، تم تشكيل المجلس العسكرى الانتقالى وكان جميعهم من أفراد المؤسسة العسكرية إلا حميدتى، الذي لم يكن في يوم من الأيام من أفراد هذه المؤسسة، رغم أنه يحمل رتبة فريق أول بقرار من البرهان نفسه.

وبات حميدتى حديث الشارع السودانى سيما أنه بات نائباً لرئيس المجلس العسكرى السودانى.

ويُعدّ حميدتى من أبرز رجال ابن عمه موسى هلال، وكان ضمن حرس الحدود الذي أسهم بشكل كبير في استقطاب القبائل العربية، لكنه عاد وتمرد على الحكومة عقب التوقيع على اتفاق أبوجا، مع مجموعة من الفصائل الدارفورية بقيادة حركة

تحرير السودان (جناح منى أركو مناوى) في العام 2006، لكن الحكومة في حينها، نجحت في إقناعه بالعودة إلى أحضانها، بعدما وافقت على طلباته، وأعطته تطمينات، ووعدت بترقيته، فتمت المصالحة ليصبح في النهاية زعيما لـقوات الدعم السريع.

الطور الأخير من الجنجويد ملتحفة بقوات الدعم السريع، وعليها خوض مواجهة قديمة متجددة مع حاكم دارفور منى أركو مناوى الذي يرى أن سقوط الفاشر لا يعنى التفريط بمستقبل دارفور لصالح جماعات العنف أو مصالح الفساد والعمالة.. كل شبر سيعود لأهله.. أفلح إن صدق!!

حمدي رزق - المصرى اليوم
30 اكتوبر 2025 |