بوادي النطرون، اختتمت أعمال مؤتمر مجلس الكنائس العالمي الذي استضافته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمشاركة واسعة من ممثلي الكنائس من مائة دولة حول العالم، في حدث حمل في طياته رسالة إيمان ومحبة من أرض مصر
 
إلى العالم بأسره. وقد شهد المؤتمر مشاركة الأمين العام لمجلس كنائس مصر القس يشوع يعقوب، الذي أكد أهمية هذا اللقاء بين جمع الكنائس المشاركة في جو من الأخوة المسيحية، مشيرًا إلى أن مصر التي احتضنت العائلة
المقدسة قادرة اليوم أن تحتضن العائلة الكنسية العالمية لتجدد نفس الوحدة في قلب العالم، مؤكدًا على أهمية التعاون والتعارف بين المجالس سواء الشرق الأوسط أو العالمي لمزيد من مد جسور المحبة والخدمة المشتركة.
وصرح مايكل فيكتور رئيس لجنة الإعلام بمجلس كنائس مصر أن الجلسات الختامية للمؤتمر جاءت لتؤكد أن الكنيسة القوية لا تخاف من الحوار ولا من الاختلاف، لأنها تعرف من تؤمن به، وتسير بثقة في نور الكتاب المقدس. مضيفًا أن ان الحوار ليس ضعفًا في
الإيمان، بل هو فعل محبة ونضج روحي يظهر وجه السيد المسيح فينا، وهو ما عبر عنه المشاركون في كلماتهم وتوصياتهم التي ركزت على أهمية بناء جسور التعارف والتعاون بين الكنائس، وترسيخ ثقافة القبول والشهادة المشتركة في عالم يمزقه الانقسام والصراع.
وأضاف رئيس لجنة الإعلام أن مجلس كنائس مصر تابع على مدار الأيام الماضية بحرص كل ما تناولته جلسات المؤتمر من الموضوعات، وأوراق بحثية أكاديمية تناولت كيفية استعادة روح مجمع نيقية في عالم اليوم، وأكد أن
المجلس بنشاط لجانه المختلفة يعمل بهذه الرؤية الإيمانية التي تعيد للكنيسة وعيها بدعوتها في أن تكون شاهدة للسيد المسيح بالمحبة والحق معًا. وأوضح أن الأمين العام لمجلس كنائس مصر القس يشوع يعقوب خلال
الفترة المقبلة سيعمل على تطبيق ما خرج به المؤتمر من روح المحبة والتعاون على عمل لجان المجلس المختلفة، بما يعزز الشراكة بين الكنائس ويترجم نتائج المؤتمر إلى خطوات عملية تخدم الإنسان والكنيسة والمجتمع.
وأختتم مايكل فيكتور، رئيس لجنة الإعلام تصريحاته بأن المحبة ليست شعارًا نعلقه في المؤتمرات، بل هي الخطوة الأولى في كل حوار حقيقي. فبدون المحبة لا يمكن أن يولد أي فهم متبادل، مشيرًا إن هذا المؤتمر يذكرنا بأن بناء الجسور بين
الكنائس لا يبدأ من النصوص أو البيانات، بل من القلب؛ من قدرة كل كنيسة على أن ترى في الأخرى وجه المسيح نفسه. ومن هنا، تبرز عظمة الكنيسة المصرية التي اختارت طريق المحبة واللقاء، لتقدم للعالم صورة حية عن الإيمان العامل بالمحبة.
يذكر أن مؤتمر مجلس الكنائس العالمي أختتم أمس بصلاة جماعية حملت صلوات مشتركة من أجل أن تستمر الكنائس في السير معًا بروح المحبة والحق، وأن تظل مصر أرضًا للسلام، ومنارة للحوار بين أبنائها وبين كنائس العالم أجمع.








