شاركت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الاحتفال بمرور 80 عامًا على تأسيس جامعة الدول العربية، حيث أوفد قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، المستشار بيشوي باسل، المستشار القانوني لقداسته والمنسق العام للمكتب الفني الباباوي، لتمثيله في الحفل.
الكنيسة تولي اهتمامًا حقيقيًا وجادًا لدعم القضايا العربية
وخلال كلمته الرسمية في المؤتمر، أكد المستشار بيشوي باسل أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، التي تعد أقدم كنائس العالم، تأسست على أرض مصر في القرن الأول الميلادي (عام 68 ميلاديًا) إثر بشارة القديس مار مرقس، أحد رسل السيد المسيح، مضيفًا: أن الكنيسة تولي اهتمامًا حقيقيًا وجادًا لدعم القضايا العربية، وتتبنى كل الجهود والمبادرات الساعية إلى بناء الإنسان، خاصة في مجال رعاية الشباب.
وأشار إلى أن الكنيسة تقدم دورات تدريبية في مجالات متنوعة، وتعمل على اكتشاف المواهب وتنميتها، وتوفر مساحات حقيقية للشباب لإطلاق طاقاتهم، من خلال منحهم فرصًا للتعبير عن أنفسهم وتنمية مهاراتهم وتطويرها.
مبدأ "التلمذة" المسيحي
وأوضح المستشار باسل أن الكنيسة تعتمد في عملها على مبدأ "التلمذة" المسيحي، الذي يهدف إلى نقل خبرات الأقدمين إلى النشء والشباب بشكل مستمر، مما يساعدهم على التأهيل الذهني والنفسي لتقبل التدريب
المهني والوظيفي بسهولة ويسر. وفي هذا السياق، يتم توفير برامج تدريبية وورش عمل في مجالات القيادة وتطوير الذات والعمل التطوعي وحل النزاعات، بالإضافة إلى التدريب على مهارات استخدام التكنولوجيا الحديثة.
وأكد أن الكنيسة تسعى أيضًا إلى تعزيز قيم التسامح والاحترام المتبادل بين الشباب، وتحقيق دورهم الفاعل في بناء مجتمع متماسك ومتعاون. وفي هذا السياق، تعتمد الكنيسة على ثقة الشباب فيها لتغرس تلك القيم، من خلال تنظيم حلقات نقاشية وندوات تهدف إلى الاستماع إلى أفكار ورؤى الشباب، مما يساهم في تكوين قناعات إيجابية لديهم تدفعهم نحو تبني القيم البناءة.
تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المشرف في دعم القضية الفلسطينية
وفي سياق آخر، نوه المستشار باسل إلى تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المشرف في دعم القضية الفلسطينية، وهو دعم يستند إلى المبادئ المسيحية التي تدعو إلى الحق في العيش في أمان واستقرار، والحق في بناء مستقبل أفضل. كما شدد على أن دعم حقوق الإنسان في فلسطين يعد حقًا يستحق المساندة.
وأضاف أن الكنيسة تثمن الدور المحوري الذي لعبته مصر، بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والأجهزة المعاونة له، في إنهاء الحرب على غزة، وتوقيع اتفاقية السلام في شرم الشيخ يوم 13 أكتوبر الجاري. واعتبر هذه الخطوة إضافة هامة إلى سجل مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية.
وفي ختام كلمته، قدم المستشار باسل تهنئته للجامعة العربية بمناسبة مرور 80 عامًا على تأسيسها، متمنيًا لها دوام النجاح والقدرة على تحقيق أهدافها، وقيادة الأمة العربية نحو مستقبل أفضل.
