القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

قل جلسات التهجير القسرية ولا تقل جلسات الصلح العرفية

بقلم أشرف حلمي

مما لا شك فيه أن جلسة الصلح العرفية التى شهدتها قرية الجلف مركز بني مزار بالمنيا ، جاءت أحكامها وقراراتها كالعادة معروفة مسبقاً ، وبما هو يرضى الجماعات المتطرفة أصحاب الكلمة العليا بالمحافظة ، لصالح الطرف الظالم الذى قام

قل جلسات التهجير القسرية ولا تقل جلسات الصلح العرفية

على تحريض مجموعة من المتشددين بينهم أطفال وسيدات ، بالإعتداء على منازل أقباط القرية وقذفها بالحجارة وإضرام النيران بها ، بسبب انتشار شائعات تم ترويجها عبر مواقع التواصل الإجتماعي تتهم فيها أحد شباب القرية المسيحيين

وأسرته بإقامة علاقة مع فتاة مسلمة ، إلى جانب مزاعم كاذبة بخطفها وتهريبها داخل تابوت ، مما أصاب أقباط القرية بالخوف والهلع واللجوء إلى منازلهم وعدم القدرة على الخروج منها ، فى ظل غياب تام لقوى الأمن والشرطة والمسؤولين بالمحافظة .

عقدت الجلسة العلنية كما شاهدها الملايين فى سرادق كبير بحضور الموظف الحكومى عمدة القرية ، محكمين عرفيين والمئات من أهل القرية ، فى إهانة مباشرة للقضاء والدولة ، وسيناريو مكرر مخزى مخالف للقانون والدستور وفضيحة

عالمية تناولها الآلاف من المصريين المقيمين بالخارج ، انتحل فيها السرادق صفة " المحكمة " والمحكمين العرفيين صفة " القضاة " وعمدة القرية " ممثل الحكومة والجهة التنفيذية للأحكام الصادرة " إضافة إلى كاهن قبطي " ممثل

الأسقف الموجود فى زيارة خارج البلاد " وانتهت بقرارات " أحكام " مجحفة ظالمة فى حق الطرف القبطى المغلوب على أمره ، جاءت على لسان أحد المحكمين عبر مكبرات الصوت ، منها تغريم جد الشاب مليون جنيه غرامة مالية ، تهجير

والد الشاب وجده عقب بيع منزله ، دون التعرض إلى الذين قاموا بالاعتداءات على أقباط القرية والمحرضين لها وكيفية تعويض المتضررين ، والتى سيخضع لها الجانب القبطي بالإكراه نتيجة الضغوط الواقعة عليهم وإجبارهم على قبولها .

هذه الأحكام بالطبع أثلجت صدور قيادات أصحاب الكلمة العليا فى المحافظة من المتشددين والمتطرفين الذين دوى تصفيق أتباعهم وهتافهم بين أهالى القرية ، بل قاموا بالتجمهر فى مظاهرة عارمة فى حوارى وشوارع القرية

وسط شعارات وهتافات دينية عنصرية معلنين انتصارهم على الطرف الأضعف ، ضاربين بعرض الحائط قانون التظاهر وسط صمت الجهات الأمنية ، وفى المقابل نالت الجلسة العرفية الكثير من الاستنكار والإدانة من العديد من

الحقوقيين ، الأفراد ، بعض الأحزاب السياسية ، منظمات المجتمع المدنى وحقوق الإنسان ، لأنها فشلت فشلا ذريعا و أضاعت هيبة الدولة من قبل ، وأدت إلى تهديد السلم الإجتماعي ، نشر الفتن الطائفية كما حدث اليوم فى قرية الجلف .

لقد تلقي الأطفال من جلسة العار العرفية عدد من الدوس الكارثية منها عدم قبول الأخر وكاره له ، كافة الصفات التى تصنع منهم جيل متطرف إرهابي وعنصري ، لا وجود لقبطي بينهم ، لا يعترف

بالمواطنة و قانون ودستور الدولة ، فجلسات الصلح العرفية الغرض منها الصلح بين الأطراف المتنازعة بين العائلات بكل ود ومحبة وليست قانون ودستور على سيف طائفة معينة أو أقليات ، ورفضت

الحكومة العشرات من المطالب بألغاء مثل هذه الجلسات العرفية التى تطبق على الجميع كقانون ودستور ، ضمن قراراتها التهجير ، فمن الخطأ ان يطلق عليها " جلسات الصلح العرفية بل جلسات التهجير القسرية " .

أشرف حلمي - أقباط متحدون
27 اكتوبر 2025 |