كشف إسلام جمال، مكتشف ومبلّغ واقعة العثور على الطفلين في حادث أسرة اللبيني بالهرم، تفاصيل اللحظات الأولى لاكتشافه الحادث.
وقال جمال، إن زوجته وأولاده شاهدوا الطفلين أثناء نزولهم من العقار، فسارعوا بالصعود لإبلاغه بما رأوه، مضيفًا:"أخبروني بوجود طفلين مغمى عليهما بمدخل المبنى، فنزلت على الفور لأجد ولدًا وبنتًا يبدوان في عمر 13 و14 عامًا، وكانت الفتاة مجردة من بنطالها".
وأضاف إسلام جمال: الولد كان قد فارق الحياة، بينما كانت الفتاة في حالة إعياء شديد، وتمكنت بصعوبة من النطق قائلة: (أنا بنت حمادة من المنشية)، قبل أن يتجمع الأهالي حولها، ثم فقدت وعيها ودخلت في غيبوبة.
وتابع الشاهد إن سائق توك توك كان يمر مصادفة في الشارع، وأخبرهم بأنه يقيم في المنطقة نفسها التي ذكرتها الطفلة قبل وفاتها، ثم توجه وأحضر والد الطفلين الذي تعرف عليهما، وتم إخطار الشرطة بالواقعة عقب ذلك.
وأشار إلى أنه تم تفريغ كاميرات المراقبة المثبتة بالعقارات المجاورة، وتبين من خلالها أن توك توك ألقى الطفلين بمدخل العمارة ثم فرّ هاربًا، مضيفًا: "عرفنا فيما بعد أن أسرتيهما أبلغتا عن اختفائهما منذ نحو 20 يومًا."
أقوال والد الطفلين في التحقيقات
واستمعت جهات التحقيق بـ محافظة الجيزة لأقوال رب الأسرة ووالد أطفال ضحية جريمة منطقة اللبيني بالهرم، بعد العثور على طفل متوفى وشقيقته مصابة بإصابات بالغة وتوفيت لاحقا، وسط اختفاء والدتهما وطفلهما الأصغر منذ ما يقارب 20 يوما.
وكشف رب الأسرة والد الأطفال التحقيقات أن زوجته وأبناءه مختفيين منذ 20 يوما، بعد خروجهم من مسكن الزوجية ولا يعرف عنهم أي معلومات، وانقطع الاتصال لزوجته مع أبناءه، ليس لديه أي معلومة عن سبب اختفائهم.
وأضاف أن زوجته، زيزي (32 عامًا)، تركت منزل الزوجية برفقة الأطفال الثلاثة (سيف، جنى، مصطفى) إثر خلافات أسرية، وقالت إنها ستذهب إلى منزل أسرتها، لكنهم اختفوا بعدها ولم يتمكن من العثور عليهم رغم محاولاته.
وأضاف الأب أنه حرر محضرًا بالواقعة برقم 15616 لسنة 2025 إداري الهرم في 5 أكتوبر الجاري بعد أن علم أن زوجته لم تتوجه إلى منزل أسرتها كما ادّعت.
وتوفيت الطفلة جني متأثرة بإصاباتها بتجمع دموي بالبطن، بعد أن ألقاها مجهولين من توكتوك بصحبة جثة شقيقها سيف.
تفاصيل الواقعة
وكان قسم شرطة الهرم تلقى بلاغا من الأهالي يفيد بالعثور على طفل وفتاة أمام مدخل أحد العقارات بمنطقة اللبيني، وعلى الفور انتقلت قوة أمنية إلى مكان البلاغ.
وبالفحص تبيّن أن الجثة لطفل يُدعى سيف، يبلغ من العمر نحو 11 عامًا، وقد فارق الحياة، فيما عُثر على شقيقته جنى، 13 عامًا، مصابة بتجمع دموي بالبطن وحالتها حرجة، وتم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
وكشفت التحريات الأولية أن مجهولين يستقلون مركبة "توك توك" ألقوا الطفلين أمام العقار القريب من مدرسة الفرقان، ثم لاذوا بالفرار.
بلاغ بالاختفاء منذ ثلاثة أسابيع
وأفادت المعلومات بأنه كان تم الإبلاغ عن اختفاء الطفلين منذ نحو 3 أسابيع، عقب نشوب خلافات أسرية بين والدتهما ووالدهما، حيث غادرت الأم المنزل مصطحبة أبناءها الثلاثة: جنى، سيف، ومصطفى (الأصغر)، والذي لا يزال مجهول المصير حتى الآن.
تحركات النيابة العامة
انتقلت النيابة العامة بالجيزة إلى موقع الحادث لمعاينته، يرافقها فريق من خبراء الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية، حيث جرى رفع الآثار المادية من المكان ومناظرة الجثمان، إلى جانب التحفظ على كاميرات المراقبة المحيطة بالعقار.
كما كلفت النيابة الطبيب الشرعي بتشريح جثة الطفل سيف لبيان سبب الوفاة وتحديد طبيعة الإصابات وملابساتها، فيما أمرت بفحص جميع الأدلة المادية المرفوعة من موقع الجريمة.
تكليفات وتحريات مكثفة
وجهت النيابة الأجهزة الأمنية بسرعة التحريات حول الواقعة لكشف الجناة ودوافع ارتكاب الجريمة، كما كلفت فرق البحث بـ تتبع خط سير الأم وطفلها المفقود مصطفى، وفحص علاقات الأسرة والمحيطين بهم، بالإضافة إلى تفريغ كاميرات المراقبة في نطاق الحادث.
كما استدعت النيابة أفراد الأسرة وأقاربهم لسماع أقوالهم في محاولة للوصول إلى خيط يكشف تفاصيل الجريمة الغامضة التي هزت الرأي العام بمنطقة الهرم.



