في يوم القلب العالمي تسلط دول العالم والمنظمات الطبية الضوء على أمراض القلب والجهود الطبية والإنسانية المبذولة على مدار السنوات لإنقاذ المرضى من أمراض القلب المزمنة.

تستعرض فيتو في يوم القلب العالمي أهم القامات العلمية في تخصص أمراض القلب ولها إسهامات لا تنسى، منهم مجدي يعقوب، جراح القلب المصري العالمي، الذي كرس حياته لإنقاذ القلوب المريضة.
سر تخصص مجدي يعقوب في جراحة القلب
ولد مجدي يعقوب في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية في مصر عام 1935، لعائلة طبية، وكان والده جراحا، وتأثر مبكرا بفقدان عمته نتيجة مرض في القلب، وهو ما جعله يقرر أن يكرس حياته لمحاربة أمراض القلب وتقديم الأمل للمرضى.
درس الطب في جامعة القاهرة، ثم سافر إلى بريطانيا لاستكمال دراسته وتخصصه في جراحة القلب، وهناك بدأ رحلة استثنائية قادته إلى أن يكون واحدا من أعظم جراحي القلب في العالم.
إنجازات عالمية في طب القلب
على مدار مسيرته العلمية، أجرى السير مجدي يعقوب آلاف عمليات القلب المفتوح، وكان له السبق في تطوير تقنيات زراعة القلب، بل كان أول من قام بعملية زراعة قلب في بريطانيا عام 1980.

وقد أشرف على فريق طبي قام بأطول عملية زراعة قلب ناجحة، وشارك في تأسيس عدة مراكز بحثية عالمية في لندن وغيرها.
من أبرز إنجازاته: تأسيس مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، ومركز القلب بأسوان، الذي يعتبر واحد من أكبر وأهم مراكز علاج أمراض القلب في الشرق الأوسط وأفريقيا، ويقدم خدماته مجانيا بالكامل، خصوصا للأطفال والبسطاء.
اليوم العالمي للقلب 2025
في يوم القلب العالمي، الذي يحتفل به سنويًا في 29 سبتمبر، لا يمكن تجاهل الدور الهام الذي لعبه مجدي يعقوب في رفع الوعي العالمي بأمراض القلب، ليس فقط من خلال الجراحة، بل عبر التعليم، والتدريب، والتوعية المجتمعية، فقد عمل على بناء كوادر طبية شابة، وآمن بأن مستقبل العلاج لا يتوقف عند مشرط الجراح، بل يمتد إلى التعليم والبحث العلمي.
جوائز السير مجدي يعقوب
حصل السير مجدي يعقوب على وسام الاستحقاق من ملكة بريطانيا، كما منحته الملكة إليزابيث لقب "سير" عام 1992، وهو أعلى تكريم بريطاني يمنح لمن قدموا خدمات جليلة للبشرية، كذلك حصل على قلادة النيل، أعلى وسام مصري، تقدير لإنجازاته العلمية والإنسانية.

ويؤكد الجراح مجدي يعقوب، في لقاءاته الصحفية أن أكبر وسام يحصل عليه هو أن يرى طفلا صغيرا يعود للحياة من جديد بعد عملية قلب ناجحة.
في يوم القلب العالمي يجب تسليط الضوء على الإرث الذي تركه السير مجدي يعقوب ليس فقط بعدد العمليات أو الجوائز، بل بالأمل الذي زرعه في قلوب الملايين من المرضى وأسرهم، وبالجيل الجديد من الأطباء الذي تتلمذ على يديه.
كان مجدي يعقوب من الأوائل الذين قدموا تقنيات متقدمة في جراحة القلب المفتوح، خاصة في عمليات استبدال الصمامات القلبية وإجراء جراحات لتوسيع الأوعية الدموية التالفة.
وبفضل ابتكاراته، تمكن آلاف المرضى من النجاة من أمراض القلب المزمنة التي كانت في الماضي قاتلة.
أبحاث علمية رائدة في مجال زراعة الأعضاء
شغف مجدي يعقوب لم يتوقف عند الجراحة فقط، بل قاد العديد من الأبحاث العلمية المتقدمة في مجال زراعة الأعضاء، بما في ذلك دراسة تحسين تقنيات زراعة القلب، وزيادة نجاح هذه العمليات على المدى الطويل.
أبحاث في أمراض القلب الوراثية
عمل مجدي يعقوب على بحث الأسباب الوراثية لأمراض القلب، وركز على دراسة تأثير العوامل الوراثية على صحة القلب.
اكتشف العديد من الطفرات الجينية التي تساهم في الإصابة بأمراض القلب، مما كان له دور في تحسين طرق الوقاية والعلاج من هذه الأمراض، خاصة في الحالات التي يكون فيها المرض يصيب أحد أفراد العائلة.