أرسل د. أسامة حمدى، الطبيب المصرى الشهير بهارفارد، الذى دائماً يثقفنا طبياً وخاصة فيما يخص مرض السكر، رسالة هى بشرى للمصريين من مرضى السكر الذين يضحك على الكثير منهم دجالو الأعشاب وباعة الأوهام، ثورة جديدة على الطريق لمرضى السكر فى العالم، يقول د. أسامة:
4 أدوية جديدة دفعة واحدة ستغير تماماً مستقبل علاج السمنة والسكر من النوع الثانى!
فى سباق محموم بين شركات إنتاج الدواء تم الانتهاء من الأبحاث الخاصة بأربعة أدوية جديدة لعلاج السمنة والسكر من النوع الثانى، ولأول مرة نرى أدوية تخفض الوزن حتى 30%، أى أكثر تأثيراً من جراحات خفض الوزن، وتخفض السكر التراكمى بما يعادل
2.2%، وهو ما لم نَره فى أى أدوية أخرى من قبل. الأدوية الأربعة أمام هيئة الغذاء والدواء الأمريكية للموافقة على تسويقها، وهو المنتظر أن يحدث أوائل 2026، لتغير هذه الأدوية مستقبل علاج السكر والسمنة، وخريطة التعامل معهما فى العقود القادمة.
1- ريتاتروتيد Retatrutide: وهو دواء ثلاثى التأثير، يخفض الشهية، ويزيد حرق السعرات الحرارية بتنبيهه مستقبلات الجلوكاجون فى الجسم. متوسط خفض الوزن فى مرضى السمنة 24%، وفى النساء يصل إلى 28.5%، وفى مرضى السكر ينخفض السكر التراكمى
بنسبة تصل إلى 2.2%. المدهش أن 70% من مرضى السمنة الذين استخدموا العقار لمدة 48 أسبوعاً انخفض وزنهم بنسبة تزيد على 20%، ونحو النصف انخفض وزنهم بأكثر من 25%، والربع انخفض وزنهم بأكثر من 30% لأول مرة، أى ما يفوق جراحات علاج السمنة بمراحل.
2- كاجريسيما Cagrisema: وهو علاج من هرمونين مخلوطين بنسب متساوية؛ الأول هو الهرمون نفسه الموجود فى الأوزيميك والوجوڤى، المسمى سيماجلوتيد Semaglutide، والثانى هرمون مشابه لهرمون الأميلين Amylin الذى تفرزه خلايا البنكرياس. الأول يخفض الشهية،
والثانى يخفضها أيضاً، ويحسن نسبة السكر فى الدم، لكنه لا يخفض حجم العضلات كالأدوية الأخرى، ويساعد الذاكرة والتركيز ووظائف المخ. متوسط نزول الوزن فى مرضى السمنة 22.7%، وفى مرضى السكر من النوع الثانى 15.7%، ونزول التراكمى فى مرضى السكر نحو 1.5%.
3- أورفورجليبرون Orforglipron: وهو أول دواء عن طريق الفم غير هرمونى، فهو (مادة كيميائية) تقوم بنفس وظيفة الهرمون الموجود فى أدوية مثل الأوزيميك والمونجارو، وهذا يعنى
أن تكلفة إنتاجه ستكون رخيصة جداً، كذلك يمكن خلطه فى المستقبل بأدوية السكر فى حبة واحدة. متوسط خفض الوزن نحو 12.4% فى مرضى السمنة بعد 72 أسبوعاً، كما أن 30% من المرضى
انخفض وزنهم بأكثر من 15%. وانخفض التراكمى حوالى 1.8% ووصل 75% من المرضى لسكر تراكمى أقل من 6.5%، ووصل حوالى ربع المعالجين بهذا العقار لسكر تراكمى أقل من 5.7% (النسبة الطبيعية).
4- سيماجلوتيد عن طريق الفم Oral Semaglutide: وهو الهرمون نفسه الموجود فى دواء الأوزيميك والوجوڤى، ولكن عن طريق الفم وليس الحقن. الفرق بينه وبين الدواء الحالى المسمى ريبالسس Rybelsus أن جرعة الدواء الجديدة مرتفعة إلى 50 مجم، أى أكثر من 3 أضعاف الجرعة الحالية، التى تصل إلى 14 مجم. هذه الجرعة الكبيرة تخفض الوزن فى مرضى السمنة بنسبة 13.6%، وتساعد 30% من المرضى لخفض وزنهم لأكثر من 20%.
وفى الجعبة أدوية أخرى لم تكتمل أبحاثها، مثل دواء ماريتيد Maritide، الذى سيحقن مرة واحدة شهرياً، ويصل خفضه للوزن إلى 20%، ودواء جديد يخفض دهون الجسم فقط بنسبة 20.3%، ولا يؤثر على العضلات بل تزيد معه، واسمه بيماجروماب Bimagrumab.
نحن قاب قوسين أو أدنى من أدوية فعالة على نحو غير مسبوق فى خفض الوزن وضبط السكر، وأمام تنافس علمى كبير يحاول أن يضع نهاية لمرض السكر من النوع الثانى. ربما تحمل هذه الأدوية مشاكل لا نعرفها ولكن الدراسات وجدت حتى الآن أن أعراضها الجانبية مقبولة ومحتملة خاصة الغثيان. من المتوقع أن تصل مبيعات هذه الأدوية فى 2026 إلى 85 مليار دولار، وتصل فى 2030 إلى 150 مليار دولار. مرحباً بالعلم وما يقدم.
