رصدت وزارة الصحة والسكان، واقعة أليمة تمثلت في وفاة طفلين توأم من مواليد 18 يوليو 2025، بمحافظة المنوفية، يوم 17 سبتمبر 2025، وذلك في نفس يوم تلقيهما التطعيمات الروتينية المقررة بجدول التطعيمات للأطفال في مركز دبركي الصحي.

ووفقًا للتقرير المبدئي الصادر عن قطاع الطب الوقائي بمديرية الصحة بالمنوفية، حضر الطفلان إلى الوحدة الصحية في الساعة 10:37 صباحًا لتلقي جرعة الشهرين، والتي شملت اللقاح الخماسي (تشغيلة 2864x0044)، ولقاح السابين (تشغيلة 2042624)، ولقاح السولك (تشغيلة X3J11).
وبحسب ما أوضحته أسرة الطفلين، فإنه في الساعة 12:30 ظهرًا من نفس اليوم لاحظت الأم عدم وجود استجابة حسية أو حركية لدى الطفلين، وعلى الفور تم نقلهما إلى مستشفى منشأة سلطان الجامعي، حيث جرت محاولات الإنعاش القلبي الرئوي لهما، إلا أنهما فارقا الحياة في تمام الساعة 1:40 صباحًا.
وقد تقرر تشكيل لجنة من الطب الوقائي وإدارة المديرية للتحقيق في أسباب الوفاة، كما تمت إحالة الواقعة إلى النيابة العامة لعرض الطفلين على الطب الشرعي وبيان السبب الدقيق للوفاة.
نتائج المتابعة الأولية
أكدت وزارة الصحة أن 27 طفلًا آخرين تلقوا التطعيمات في نفس الجلسة، بينهم 22 طفلًا تلقوا نفس تشغيلة اللقاح الخماسي، وبالتواصل مع أسرهم تبين أن بعضهم عانى من ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، وهو عرض طبيعي متوقع بعد التطعيم، فيما لم تُسجل أي أعراض مقلقة أخرى، وكان الجميع بحالة صحية جيدة.
كما تمت مراجعة 394 طفلًا سبق أن حصلوا على نفس تشغيلة اللقاح الخماسي منذ 18 مايو 2025 في نفس الوحدة الصحية، ولم تُسجل أي شكاوى صحية لديهم. وأكدت الوزارة أن اللقاحات تم حفظها وفق سلسلة التبريد المعتمدة في درجات حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات مئوية، دون رصد أي أعطال في أجهزة التبريد أو إنذارات على مدار العام.
وأوضحت الوزارة أن جرعات أخرى من نفس الزجاجة استُخدمت قبل وبعد تلقي الطفلين للتطعيم، دون حدوث مشاكل لدى الأطفال الآخرين، وهو ما يدعم سلامة اللقاح عند الالتزام بالإجراءات.
كما تبين أن الطفلين كانا في الترتيب الرابع والخامس لتلقي الجرعات من الزجاجة الثانية، ولم تسجل أي مشكلات صحية بين الأطفال الآخرين الذين تلقوا نفس الجرعة.
سلامة التطعيمات
أكد الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، أن التطعيمات الروتينية للأطفال تُعد من أكثر التدخلات الطبية أمانًا وفعالية في التاريخ الطبي، مشيرًا إلى أنها تسهم وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية في إنقاذ حياة ما يقرب من 2 إلى 3 ملايين طفل سنويًا من أمراض يمكن الوقاية منها.
وأضاف أن الوزارة تتابع الواقعة عن كثب، مع اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والطبية اللازمة، مؤكدًا أن التطعيمات الروتينية تظل ركيزة أساسية للحفاظ على صحة الأطفال، وأن ما حدث يمثل حالة فردية تخضع لتحقيقات دقيقة وشاملة لتحديد السبب.
كشف عن الإجراءات المتخذة والتي شملت:
انتقال لجنة طبية من مديرية الصحة لفحص الواقعة ميدانيًا.
إحالة الواقعة إلى النيابة العامة لعرض الطفلين على الطب الشرعي وتحديد سبب الوفاة.
التواصل مع أسر جميع الأطفال الذين تم تطعيمهم في نفس الجلسة للاطمئنان على حالتهم الصحية.
أكدت وزارة الصحة على ضرورة تحري الدقة في تداول الأخبار المتعلقة بالصحة العامة، وعدم الانسياق وراء الشائعات التي قد تثير الذعر، مع الالتزام بالاعتماد على المصادر الرسمية للمعلومات، مشددة على استمرارها في متابعة وتقييم كل ما يخص برامج التطعيمات، حفاظًا على صحة وسلامة المواطنين.