انطلاقًا من شعار «المسيح مات في غزّة»، أعلنت شبكة «كهنة ضدّ الإبادة الجماعيّة» أنّها ترى «في الشعب الغزّيّ المستنزَف والشعب الفلسطينيّ الواقع تحت الاحتلال، حضور المسيح نفسه، المتماثل مع الفقراء والجياع والعِطاش والغرباء، كما جاء في الفصل 25 من إنجيل متّى».
وُلِدَت الشبكة الجديدة في إيطاليا، وهي تضمّ كهنةً كاثوليك، إيطاليّين وأجانب، اتّحدوا بهدف «الصلاة والشهادة لأجل سلام منزوع السلاح ونازع للسلاح؛ ودعم الجماعات المسيحيّة في الأراضي المقدّسة؛ وإدانة جرائم الحرب والإبادة الجماعيّة كلّها، ومنها ما يحصل اليوم ضدّ الفلسطينيّين؛ وتعزيز الحقيقة والمصالحة وفق القانون الدوليّ وبواسطة تحقيقات مستقلّة»، بحسب ما أعلنوا في مؤتمر صحافيّ.
وجُمِعَ حتّى اليوم أكثر من 550 توقيعًا لكهنة ينتمون إلى 21 دولة انضمّوا إلى المبادرة، غالبيّتهم إيطاليّون. كما اجتمع معهم سبعة أساقفة من مختلف أنحاء العالم ورئيس أساقفة الرباط-المغرب الكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو.
«لمصلحة الحياة والسلام»
تحدَّث باسم الشبكة الأب بييترو روسّيني، المرسل السافيري. وعرض بيانًا أكّد فيه: «لا يُمكننا أن نصمت أمام المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطينيّ في غزّة والأراضي المحتلّة». وشدّد على «أنّنا لا
نتحدّث بصفتنا سياسيّين، بل بوصفنا رعاة وقادة جماعات يؤمنون بالإنجيل وبكرامة كلّ حياة بشريّة. إنّنا لا نمثّل أنفسنا فحسب، بل أيضًا الجماعات الموكلة إلى رعايتنا، بصفتنا رعاة في الكنيسة الكاثوليكيّة».
وأضاف روسيّني: «رسالتنا ليست موجّهة ضدّ أحد، بل إنّها لمصلحة الحياة والسلام. إنّنا ندين منطق الحرب والعنف أينما وقع، وندعو إلى احترام القانون الدوليّ وقرارات الأمم المتّحدة وأحكام المحكمة الجنائيّة الدوليّة ضدّ الذين يضطهدون حياة الأبرياء ويُطفئونها».
إدانة حماس وإسرائيل
وزاد: «لهذا السبب، وبالقوّة نفسها التي نُدين بها مجزرة السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر 2023، وما ارتكبته حماس من قتل وخطف، فإنّنا ندين بقوّة أكبر الردّ غير المتناسب، وأعمال العنف وقتل الأبرياء بلا وجه حقّ وتبريرها
بأنّها "أخطاءٌ غير مقصودة" (كما قال رئيس الجمهوريّة الإيطاليّة)، وقصف دول ثالثة ذات سيادة، وجرائم الحرب، والتطهير العرقيّ، واستخدام التجويع سلاح إبادة، والإبادة الجماعيّة التي تنفّذها دولة إسرائيل ضدّ الشعب الفلسطينيّ».
وعبّر الكاهن عن شعور المبادرين «بضرورة تأمين صوتٍ لمَن لا صوت لهم، للضحايا الأبرياء الصارخين لأجل العدالة».
دعوة إلى الانخراط
وفي المؤتمر، أكّد الخوري ريتو ماريسكا، من أبرشيّة سورينتو-كاستيلاماري، أنّه شعر بالدعوة إلى الانخراط في هذه المبادرة. ووصف المبادرين بأنّهم «داود ضدّ جُليات العنف». وقال رئيس مزار القدّيس غويدو كونفورتي في بارما، الأب نيكولا كولاسوونو، إنّه لم يعد قادرًا على رؤية هذا العنف وهذه القذائف.
وأعلن رئيس دير القدّيس إغناطيوس للآباء اليسوعيّين في روما الأب ماسيمو نيفولا أنّه انضمّ فورًا إلى الشبكة لعِلمه المسبق بوضع الأراضي المقدّسة بشكل عام. وأوضح أنّ رئيس مؤتمر الأساقفة الإيطالييّن لم يتبنَّ المبادرة رسميًّا، كونه يمثّل جميع المطارنة، لكنّه لم يُعارضها.
واختارت الشبكة شعارًا رسمه الفنّان جيانلوكا كوستانتيني، يحمل عبارة «المسيح مات في غزّة» بالإنجليزيّة. والرسمة مستوحاة من صورة حقيقيّة لأمّ فلسطينيّة تبكي ابنها المتوفّى محمّد زكريّا.
أمّا الموعد العلنيّ الأوّل للشبكة فحُدّد في 22 أيلول/سبتمبر الحاليّ بروما، عشيّة الجلسة الختاميّة للجمعيّة العامّة للأمم المتحدة. وستُقام صلاة في كنيسة القدّيس أندريا الكويرينالي، تليها مسيرة تتوقّف عند
محطّات عدّة لقراءة شهادات حياة فلسطينيّين، وصولًا إلى مونتيشيتوريو حيث مبنى البرلمان الإيطاليّ. وتُتلى في خلال المسيرة صلوات، منها الأبانا باللغة العربيّة. ويُتوقّع أن يُشارك في اللقاء الأوّل حوالى 50 كاهنًا.
