تصاعدت المطالب المحلية والدولية بالتدخل الفوري لوقف موجة العنف الطائفي التي تستهدف المسيحيين في نيجيريا وعدة دول أفريقية، وسط تقارير تتحدث عن اضطهاد منهجي وعمليات قتل وتشريد واسعة تقودها ميليشيات مسلحة مرتبطة بصراعات عرقية ودينية

موجة العنف الأخيرة في وسط نيجيريا كانت من بين الأكثر دموية هذا العام: في مقاطعة غُما بولاية بينو، قُتل نحو 200 مدني غالبيتهم من المزارعين المسيحيين في مجزرة واسعة أُبلغ عنها في يونيو، ونفّذت volgens تقارير ميدانية على يد جماعات مسلحة يُشتبه في صلتها برعاة مسلحين من جماعات فولاني؛ ثم تلتها هجمات أصغر أودت بحياة عدة مواطنين في أغسطس وما بعده.
المتضرّرون والمحليّون يروون نمطًا متكررًا: مسلحون يقتحمون القرى ليطاردوا المزارعين كالصيد البري، حرق المنازل، وعمليات قتل جماعي تُترك آثارها في الحقول وعلى الطرقات، بينما تكتفي السلطات أحيانًا بإصدار بيانات تُدين العنف من دون إجراءات حماية ميدانية فعَّالة، بحسب شهادات محلية ومنظمات حقوقية.
قالت منظمة العفو الدولية في نيجيريا، السبت، إن ما لا يقل عن 100 شخص قُتلوا في هجوم مسلح استهدف قرية يلواتا بمنطقة غوما في ولاية بينو شمال وسط البلاد، فيما لا يزال عشرات الأشخاص في عداد المفقودين، وأصيب المئات بجروح دون تلقي الرعاية الطبية الكافية.
وأوضحت المنظمة أن "العديد من العائلات تم حبسهم وإحراقهم داخل غرف نومهم، كما أُحرقت جثث كثيرة لدرجة يصعب التعرف عليها"، مشيرةً إلى أن مقاطع فيديو وصورًا متداولة على منصات التواصل الاجتماعي أظهرت حجم الدمار والجثث المتفحمة.
منظمات رصد الاضطهاد تشير إلى أن نيجيريا ما زالت من أخطر البلدان على المسيحيين عالميًا، وأن نسبة كبيرة من حالات القتل والاختطاف التي طالت المسيحيين وقعت هناك خلال الفترة الأخيرة، مما يضع ضغوطًا على المجتمع الدولي لاتخاذ موقف أعمق من البيانات الاستنكارية التقليدية.
وتحذر قيادات كنسية ومنظمات إنسانية من أن هذه الهجمات لم تعد تبرّر بأنها نزاعات حول المراعي أو الموارد فقط، بل أخذت أبعادًا منظّمة ذات طابع طائفي واستراتيجي قريبة من أساليب الجماعات المتطرفة (بما في ذلك شبكات تتبع تكتيكات داعش وبوكو حرام)، مع هدف واضح هو تهجير المسيحيين قسريًا والاستيلاء على أراضيهم وكسر رموز هويتهم الدينية
المشهد في الحزام الأوسط النيجيري يمثل اختبارًا لإرادة السلطات الإقليمية والدولية في حماية الأقليات الدينية، فيما يخشى مراقبون من اتساع رقعة العنف إذا استمر الصمت الدولي المخز بحسب وصف ناشطين محليين، وواصل المهاجمون تصعيدهم دون رادع واضح.