القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

رحيل سليمان شفيق .. فقدان ضميرًا حيًا وصوتًا صادقًا حمل هموم الناس ووقف جانب المظلومين مدافعًا عن العدالة والكرامة الإنسانية

بقلم عزت بولس

برحيل الأستاذ الصديق سليمان شفيق نفتقد قامة فكرية وإنسانية تركت أثرًا عميقًا في الوعي العام وفي قلوب من عرفوه عن قرب.

رحيل سليمان شفيق .. فقدان ضميرًا حيًا وصوتًا صادقًا حمل هموم الناس ووقف جانب المظلومين مدافعًا عن العدالة والكرامة الإنسانية

لم يكن مجرد كاتب أو محلل سياسي، بل كان ضميرًا حيًا وصوتًا صادقًا حمل هموم الناس، ووقف دائمًا إلى جانب المظلومين، مدافعًا عن العدالة والكرامة الإنسانية.

سليمان شفيق عُرف بجرأته في قول الحق، وبشجاعته في مواجهة القضايا الشائكة التي كان كثيرون يتجنبون الخوض فيها. كان يكتب بقلب مفتوح وعقل يقظ، واضعًا الحقيقة فوق كل اعتبار، لا يساوم ولا يبحث عن مجد شخصي، بل عن مستقبل أفضل لوطنه وأبناء وطنه. وبجانب ذلك، كان إنسانًا رقيقًا، صديقًا وفيًا، يعرف كيف يترك في كل لقاء دفئًا خاصًا، وكلمة مشجعة، وابتسامة صادقة.

من عرفه عن قرب يدرك أنه لم يكن يعيش لنفسه فقط، بل كان يحمل همّ الآخرين أينما ذهب. كان بيته وقلبه مفتوحين للجميع، وصداقته امتدت لتشمل مختلف الخلفيات والانتماءات، فقد آمن بأن قيمة الإنسان أسمى من أي اختلاف. وفي لحظات الحوار، كان يجمع بين الحكمة والهدوء، وبين الحزم والإصرار على ما يراه صوابًا، ليترك في النهاية أثرًا يبقى في الذاكرة.

اليوم، برحيله، نشعر بفراغ كبير. لكن عزاءنا أنه ترك إرثًا فكريًا وإنسانيًا لن يضيع، بل سيبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة. إن كلمات سليمان شفيق وكتاباته ومواقفه ستظل شاهدًا على مسيرة رجل عاش مخلصًا لقيمه، ورحل مرفوع الرأس، تاركًا وراءه محبة صادقة وذكرى لا تُنسى.

رحم الله الأستاذ الصديق سليمان شفيق، وألهم أسرته وأصدقاءه ومحبيه

عزت بولس - أقباط متحدون
14 سبتمبر 2025 |