من كتاب روضة العقلاء، ونزهة الفضلاء لـابن حبان، قول عميق المعنى: إذا نصحت لذى عجب لترشده فلم يطعك، فلا تنصح له أبدًا، فإن ذا العجب لا يعطيك طاعته ولا يجيب إلى إرشاده.

أستاذ محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم، له من اسمه نصيب، لطيف، عادة يسمع من هنا ويفوت من هنا، لا تستقر فى أذنيه نصيحة مخلصة، أراه مُعجَبًا بنظام البكالوريا، ويروج له فى المحافل التعليمية، ممن يوصفون بـ (ذى عجب)، وخلاف نصيحة ابن حبان، النصيحة لوجه الله، ولا نريد منهم جزاء ولا شكورًا.
بخصوص مادة الدين فى البكالوريا الجديدة، وكونها مادة نجاح ورسوب، والنجاح بسبعين فى المائة، منسوب لسيادتكم قول لطيفًا: ما أقدرش أقول حاجة عنه: الرسالة مش إن الدين جوه أو بره المجموع، الرسالة إن الدين يكون فى قيمته.
الله يفتح عليك، الوزير اللطيف يغازل شعب المتدينين، على فكرة الشعب متدين من يومه إلا فى البكالوريا، عندما يكون مستقبل الأولاد مربوطًا بمادة الدين فلا تَسَلْ، ولا يُنبئك مثل خبير.
رسالة الوزير اللطيف، الدين فى الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة له وزنه، تقريبًا زنه 70 كيلو جرام نجاح، صحيح لن يُضاف للمجموع ولكن النجاح فى الدين شرط النجاح فى البكالوريا.
لسان حال الوزير: كيف تنجح فى البكالوريا وأنت ساقط فى الدين، خسئت.. من يسقط فى الدين، يسقط فى البكالوريا، إنه لا محالة ساقط، حتى وإن واصل المذاكرة الليل بالنهار.
مغازلة العواطف الدينية بنسبة 70% ونجاح وسقوط زيادة حبتين، والسؤال، هل فى معية الوزير عدد كافٍ من مدرسى الدين؟ أكاد أشك فى نفسى لأنى أكاد أشك فيك وأنت وزير التربية والتعليم، هلا راجعت أولًا أعداد مدرسى الدين، هل هناك مدرس دين أصلًا، عادة يقوم بالمهمة مدرس اللغة العربية، ويدعونه مدرس العربى والدين!
والسؤال يصبح أكثر صعوبة، وماذا عن مدرسى الدين المسيحى؟ هل هناك فى الوزارة هذا التخصص أصلًا، وكم عدد المدرسين المؤهلين، ومن أين يتخرجون، وإذا لم يتوفر هؤلاء بالعدد الكافى، من يقوم بالمهمة؟ الأستاذ فايز مدرس الفيزياء لأنه مسيحى، ولا الأستاذ برسوم مدرس الرسم الذى انقرض من المدارس؟!
أخشى الاستعانة بقسيس من الكنيسة القريبة، أو تُفتَح الكنائس دورات تقوية فى مادة الدين المسيحى!
النقص الفادح فى أعداد المدرسين عامة، يُشى بنقص مضاعف فى أعداد مدرسى الدين، ومدرسى الدين المسيحى خاصة، كيف ستعالجون النقص؟!
قبل التمترس فى خانة الدين، والمزايدة الدينية على المتدينين، اعقلها أولًا وتوكل بعدها، اعقلها سيادة الوزير، مادة دين فيها نجاح وسقوط، والنجاح بنسبة 70%، دون عدد كافٍ من مدرسى الدين، فإذا رسب الطالب من يتحمل
الوزر، ولا تزر وازرة وزر أخرى، الطالب فى الأخير من سيتحمل وزر الوزير، وتخيل طالبًا حاصلًا على مجموع الطب وساقط دين، يزفه العيال زفة فاطر رمضان، يا ساقط فى البكالوريا يا خاسر دينك قطتنا السودا حتقطع مصارينك.
من لطف الوزير، يقول المناهج الجديدة تمت مراجعتها من قبل الأزهر الشريف والكنيسة والمنهج سيكون أكبر والحصص الدراسية أكثر..
أقترح جادًا، بروتوكولًا بين الوزارة والأزهر من جهة، والكنيسة من جهة، إما نستضيف مشايخ وقَساوِسَة فى المدارس، أو تذهب المدارس إلى المساجد والكنائس، ويا دار ما دخلك شر، وزيتنا فى دقيقنا، والدين لله والوطن للجميع.