– وزارة الزراعة: داء السعار يكلف الدولة نحو 1.2 مليار جنيه سنويا
– أكثر من 500 ألف حالة عقر سنوياً

– التحديات: ضعف الإمكانيات وغياب الدعم ومقاومة بعض المواطنين لبرامج التعقيم والتطعيم
– التكاثر غير المنضبط العامل الأساسي وراء تفاقم الظاهرة
في السنوات الأخيرة، تحولت شوارع المدن والقرى المصرية إلى ساحة مفتوحة لانتشار الكلاب الضالة، حتى باتت الظاهرة مقلقة للكبار والصغار على حد سواء. فمشهد أسراب الكلاب وهي تجوب الأحياء ليلًا ونهارا لم يعد غريبا، بل صار
جزءا من تفاصيل الحياة اليومية، مصحوبا بمخاطر متعددة؛ من مطاردة الأطفال والمارة، إلى إتلاف السيارات، وصولا إلى حوادث العقر التي قد تؤدي بصحة وحياة البعض. وبين غياب خطط فعالة للسيطرة على أعدادها، وتزايد شكاوى
المواطنين من الخوف وعدم الأمان، تطرح الأزمة أسئلة ملحة: كيف يمكن التعامل مع هذه الظاهرة بطرق إنسانية تراعي الرفق بالحيوان وتكون عملية في آن واحد؟ وهل يمكن تحويل الخطر إلى فرصة لحماية الصحة العامة والبيئة في نفس الوقت؟
وللظاهرة زوايا نظر متعددة؛ فهناك من يتعامل معها من منظور إنساني، معتبرا أن هذه الكائنات الضالة في النهاية أرواح ضعيفة تستحق المساعدة والرعاية. ومن منظور ثقافي، ينظر البعض إلى الكلاب كرمز للوفاء والقدرة
على نسج صداقات عميقة مع البشر، وهو ما يجعل التعامل معها يتجاوز مجرد كونها مشكلة. أما من المنظور العملي، فيرى خبراء الصحة والبيئة أن الحل يكمن في وضع خطط علمية واضحة لتعقيم وتطعيم الكلاب للحد من تكاثرها،
بدلًا من اللجوء إلى أساليب تقليدية غير فعالة. بينما يرى البعض أنها تشكل خطراً على الصحة العامة بسبب نقل السعار وأمراض أخرى عن طريق العقر، الذي ينتج عن سلوكها العدواني الناجم عن شعورها بالخوف أو الدفاع عن نفسها.
قلق المواطنين
تتزايد مخاوف الأهالي مع بداية العام الدراسي من احتمالات تعرض الطلاب لحوادث عقر الكلاب الضالة أثناء ذهابهم إلى المدارس أو عودتهم منها، خاصة في المناطق الشعبية
والريفية حيث تنتشر الكلاب بأعداد كبيرة. ويصف بعض أولياء الأمور هذه الرحلات اليومية بأنها “مغامرة محفوفة بالمخاطر”، في ظل ما تسببه الكلاب من مطاردات مفاجئة قد تنتهي
بجروح خطيرة أو الحاجة إلى حقن وقائية مكلفة ومعقدة. هذا القلق المستمر جعل قضية الكلاب الضالة ترتبط بشكل مباشر بالشعور بالأمان، خصوصا لدى الأسر التي تخشى على أبنائها الصغار.
مدى انتشار الكلاب الضالة
أما عن حصر انتشار الظاهرة فلا توجد أرقام رسمية حديثة صادرة عن وزارة الصحة تُفيد بالعدد الدقيق لحالات عقر الكلاب سنويًا، ولكن التقديرات السابقة أشارت إلى أعداد كبيرة تصل إلى مئات الآلاف، فقد أفادت
تقارير في عام 2017 أن حوالي 370 ألف حالة عقر بسبب الكلاب الضالة سنويًا، وفي عام 2019 أشارت تقديرات لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إلى أكثر من 574 ألف حالة عقر في مصر بشكل عام.اذ بلغ إجمالي عدد حالات عض الحيوانات
المبلغ عنها 482040 حالة في عام 2018، مقارنة بـ 431917 حالة في عام 2017 و 355373 حالة في عام 2016. وأكد تقرير الفاو :”يبدو أن هذا الاتجاه المتمثل في زيادة عدد حالات عض الحيوانات المبلغ عنها مستمر حيث تم الإبلاغ عن 574149
حالة في عام 2019 مما يشير إلى زيادة بنسبة 20% عن العام السابق. كما لوحظ أيضًا أن أكثر من 70% من حالات عض الحيوانات كانت من قبل الكلاب الضالة.اي ان متوسط عدد الإصابات يعادل 370 إلى 398 ألف حالة سنويا خلال الفترة من 2014 إلى 2017.
السبب الجوهري للظاهرة
يقول الدكتور محمود حمدي وكيل النقابة العامة للأطباء البيطريين: شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في أعداد الكلاب الضالة فى الشوارع مما أثار قلق المواطنين بسبب الخوف من العقر “العض” وترجع الظاهرة إلى التكاثر غير المنضبط نتيجة عدم التعقيم، وهو العامل الأساسي وراء تفاقم ظاهرة الكلاب الضالة في الشوارع.
****وبحسب الدليل البيطري MSD Veterinary Manua ، تدخل الكلبة (الأنثى) عادة في دورتي ولادة سنويًا، أي مرة كل ستة أشهر تقريبًا، بينما قد تختلف الدورة عند بعض الكلاب الفردية أو حسب السلالة أو البيئة،
وذلك لأن الكلاب من الحيوانات ذات الخصوبة العالية، فالأنثى يمكن أن تلد مرتين في السنة، وكل مرة ما بين 6 إلى 10 جِراء، هذا يعني أن كلبة واحدة غير مُعقمة، قد تُنتج عشرات الكلاب في سنوات
قليلة، ومع غياب خطط التعقيم أو السيطرة، تتحول الأعداد إلى ما يشبه الانفجار السكاني. ومع غياب برامج التعقيم والرجوع (TNR: Trap-Neuter-Return) بشكل منظم، يؤدي إلى زيادة الكلاب الضالة في الشوارع عاما بعد عام.
وبالعودة لحديث دكتور محمود حمدي يشير إلى أسباب أخرى مثل توفر القمامة فى الشوارع التي توفر لها طعاما وفيرا يساهم في بقائها على قيد الحياة وانتشارها ، كما يلجأ بعض أصحاب الحيوانات الاليفه إلى
التخلي عن كلابهم فى الشوارع مما يجعلها عرضة للعيش في الشوارع وتتكاثر وجود تحديات كثيرة تواجه الأطباء البيطريين منها ضعف الإمكانيات وغياب الدعم الكافي، ومقاومة بعض المواطنين لبرامج التعقيم والتطعيم .
التعقيم للحد من التكاثر
ويتابع د. محمود قائلا: الطبيب البيطري هو خط الدفاع الأول لأنه المسؤول عن فحص الكلاب للتأكد من خلوها من الأمراض وتقديم التطعيمات اللازمة ضد السعار وأمراض أخرى يمكن أن تنتقل للإنسان، وايضا عمليات التعقيم للحد من التكاثر
العشوائي ، ودور النقابة هو التعاون مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية لقيادة حملات توسعية للتطعيم والتعقيم بالشراكة مع المحافظات والجمعيات ، وتدريب فرق بيطرية مخصصة للتعامل مع كلاب الشوارع ، مشيرا الى ضرورة التعامل
الصحيح مع الحيوانات الأليفة و الضالة وشرح كيفية التعامل معها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي “السوشيال ميديا” أو الندوات التثقيفية في المدارس، والملصقات التعريفية فى الشوارع لتوضيح كيفية التعامل مع الكلاب الأليفة أو الضالة
خطة للتعامل والمواجهة
يؤكد الدكتور خالد سليم، النقيب العام السابق للأطباء البيطريين، إن اللائحة التنفيذية للقانون رقم 29 لسنة 2023، والقرار الوزاري رقم 1731 لسنة 2025، نظما آلية التعامل مع الكلاب الضالة من خلال لجنة فنية مركزية تضم عدة
وزارات، وتختص بوضع خطة دورية لمجابهة هذه الظاهرة وفق توصيات المنظمة العالمية للصحة الحيوانية. وتشمل الخطة حصر وتقليل أعداد الكلاب داخل المدن، والتعاون مع المجتمع المدني لتطبيق برامج التعقيم أو التخلص الرحيم
من الكلاب الشرسة والعقورة، إلى جانب إنشاء مراكز إيواء مخصصة بكل محافظة. ويشير إلى أن التعامل مع الكلاب الضالة يمثل مسؤولية مشتركة تتطلب تنسيقًا كاملًا بين مختلف الجهات بما يحافظ على الصحة العامة والتوازن البيئي.
قرار جديد
****في 2 سبتمبر الجاري أصدر وزير الزراعة قرارًا بتشكيل لجنة فنية مركزية تضم ممثلين عن عدة وزارات، لوضع وتنفيذ استراتيجية وطنية لمواجهة ظاهرة الحيوانات الضالة والخطرة، خصوصًا الكلاب، وذلك تفعيلا للقانون رقم 29 لسنة 2023. وتختص اللجنة بوضع خطة
وطنية محدثة دوريا وفق توصيات المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، تشمل حصر وتقليل أعداد الكلاب الضالة داخل المدن، والتعاون مع منظمات المجتمع المدني للحد من تكاثرها عبر التعقيم أو التخلص الرحيم من الكلاب الشرسة، مع إنشاء مراكز إيواء بكل محافظة.
****وتستهدف الاستراتيجية القضاء على داء السعار بحلول 2030، والذي يكلف الدولة نحو 1.2 مليار جنيه سنويًا لعلاج حالات العقر. ويأتي ذلك في ظل تحذيرات برلمانية من خطورة تزايد أعداد الكلاب الضالة، وما قد تنقله من أمراض يتجاوز عددها 200 مرض، أبرزها السُعار القاتل.
لكن يظل التساؤل هل يكفي تخصيص استراتيجيات حكومية أم أن الظاهرة أعمق من ذلك؟
محاولات جادة لحل المشكلة
في محاولة جادة للتعامل مع أزمة الكلاب الضالة، استضافت أكاديمية الأميرة فاطمة للتعليم المهني الطبي مؤخرا ورشة عمل بعنوان: “الكلاب الضالة في مصر: تهديد خفي يواجه المجتمع”، بمشاركة الجمعية الطبية البيطرية المصرية، وجمعية الرفق
بالحيوان، ونقابة الأطباء البيطريين. جاءت الورشة في إطار اهتمام الدولة المتزايد بقضايا الرفق بالحيوان، وإيمانها بالدور الحيوي الذي يلعبه الأطباء البيطريون في حماية الحيوانات ورعايتها بما يحافظ على التوازن بين سلامتها وصحة الإنسان.
وشهدت الفعالية حضور نخبة من القيادات البيطرية، وخبراء وأساتذة جامعات، إلى جانب ممثلين عن الجمعيات الأهلية والجهات الحكومية، لمناقشة التحديات الصحية والبيئية والمجتمعية التي تفرضها الظاهرة.
معالجة مشكلة الكلاب
خرجت الورشة بعدد من التوصيات المقترحة لمعالجة مشكلة كلاب الشوارع في مصر من منظور الصحة الواحدة ” شارك في وضع التوصيات كل من “الدكتورة منال زكى استاذ الصحة العامة والرعاية البيطرية طب بيطرى القاهرة، ودكتور مجدى حسن نقيب الأطباء البيطريين المصريين والعرب، واستاذ دكتور حامد الأقنص، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، دكتوركميل متياس، رئيس الجمعية الطبية البيطرية المصرية ” .
***وبحسب تعريف منظمة الصحة العالمية (WHO)، World Health Organizatio، وبحسب ما قامت به اللجنة رفيعة المستوى One Health High-Level Expert Panel (OHHLEP) بوضع التعريف التشغيلي المحدث لمنظور الصحة الواحدة في عام 2021: ويعني منظور الصحة الواحدة انه لابد ان ياتي
كإطار شامل لفهم الأزمة والتعامل معها، إذ يقوم على مبدأ أن صحة الإنسان لا تنفصل عن صحة الحيوان والبيئة. فالأمراض التي تنقلها الحيوانات أو تنتج عن اختلال التوازن البيئي تمثل تهديدا مباشرا للمجتمع، مما يجعل التعاون بين الأطباء
البشريين والبيطريين وخبراء البيئة ضرورة وطنية. وفي حالة الكلاب الضالة، فإن تطبيق هذا المفهوم يعني الجمع بين التعقيم والتطعيم، وتحسين أوضاع النظافة العامة، ونشر ثقافة الرفق بالحيوان، بما يضمن حماية الإنسان والحيوان في آن واحد.
وتضمنت توصيات الورشة: إنشاء لجنة وطنية دائمة للصحة الواحدة تضم ممثلين من الهيئة العامة للخدمات البيطرية، وزارة الصحة والسكان، وزارة التنمية المحلية، وزارة البيئة، الجامعات
المصرية ومؤسسات المجتمع المدني المعتمدة ، وذلك لدراسة مقترح متكامل لمشروع قومى لإدارة ومكافحة الكلاب والقطط الحرة في مصر من خلال: اولاً: الإطار المؤسسى والتشريعي،. تسجيل وإشهار
جمعيات الرفق بالحيوان، واصدار التشريعات اللازمة لتنفيذ بنود المشروع وضمان التنسيق بين الجهات ، تشكيل لجنة برئاسة رئيس مجلس الوزراء تضم الوزراء المعنيين، تشكيل لجان فرعية في كل محافظة
ثانيا: البنية التحتية ومراكز الإيواء وهذا يتطلب، إنشاء مراكز إيواء وتأهيل وعلاج للكلاب والقطط الضالة فى كل محافظة، ملحق بها مستشفى بيطري ،اختيار مواقع المراكز في الظهير الصحراوي للمدن الكبيرة (القاهرة – الجيزة ) كبداية.، ويتم تقسيم أماكن الإيواء واستغلالها لتدريب الأطباء البيطريين وإجراء البحوث العلمية.
أسفرت توصيات الورشة أيضاعن دور القوى البشرية والتدريب من خلال تعيين البيطريين للرقابة على أماكن ايوء الحيوان أو “الشلاتر” وبتكليف من الهيئة العامة للخدمات البيطرية.، تشكيل فرق عمل من
المتطوعين وأعضاء جمعيات الرفق بالحيوان بعد تدريبهم فى كليات ومديريات الطب البيطري، مع حافز مادي لكل كلب يتم جمعه، وايضـا الاستعانة بالشركات الخاصة المتخصصة في جمع الكلاب من الشوارع.،
وتعيين شباب الأطباء البيطريين لسد العجز بالوحدات البيطرية، تكليف طلاب كليات الطب البيطري أثناء سنة التدريب الإلزامي بإجراء عمليات تعقيم ل (20 عملية للطالب). وعلاج الكلاب المريضة داخل مراكز الإيواء.
ترخيص الكلاب الأليفة
أما بالنسبة للبرامج البيطرية والصحية تكون من خلال تطبيق برنامج تطبيق برنامج التعقيم والتطعيم. للكلاب الضالة. والتوسع في تصنيع لقاح السعار الفموي لتحصين الكلاب التي يصعب الإمساك بها، التوسع في ترخيص الكلاب الأليفة وزيادة رسوم الترخيص لتمويل عمليات التعقيم،
***ووفقا لهيئة الخدمات البيطرية فإنه يجري ترخيص الكلاب الأليفة عبر الإدارات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة، حيث يخضع الكلب لفحص طبي شامل، ويتلقى تطعيما إجباريا ضد السعار قبل إصدار الرخصة السنوية، التي يرفق بها لوحة معدنية تحمل رقم الترخيص تُعلق في طوقه. هذا الإجراء البسيط لا يحمي صحة المجتمع فقط، بل يوفّر لصاحب الحيوان غطاء قانونيا ويضمن تتبعه في حال ضياعه أو تسببه في أي حادث.
تحويل الكلاب والقطط لثروة قومية
من زاوية أخرى، يطرح خبراء ومختصون خلال الورشة التي انعقدت في اكاديمة الأميرة فاطمة رؤية مختلفة للتعامل مع الكلاب والقطط الضالة تقوم على تحويلها من عبء إلى مورد اقتصادي. وتشمل
هذه الرؤية تدريب الكلاب القوية وبيعها في مزادات علنية أو توريدها للفنادق والشركات، إلى جانب تصدير السلالات المميزة مثل الكلب الفرعوني، إلى الدول المهتمة بها. كما تتضمن الخطة
إعداد خريطة وراثية للجينوم المصري، وتشجيع المواطنين على تسليم الحيوانات الأليفة غير المرغوب فيها لمراكز الإيواء بدلًا من إطلاقها في الشوارع، فضلًا عن تطوير منظومة جمع
القمامة، وإزالة المقالب العشوائية بانتظام، وتغيير تصميم صناديق القمامة لمنع وصول الكلاب إليها، مع الدعوة إلى تقليل استيراد الكلاب من الخارج وفرض رسوم إضافية على عمليات الاستيراد.
وفيما يخص التمويل، أقترحت التوصيات إنشاء صندوق متخصص تحت مسمى “صندوق الرفق بالحيوان” أو “صندوق كفالة الحيوان”، على أن يعتمد في موارده على المخصصات الحكومية
المباشرة، وزيادة رسوم ترخيص الكلاب الأليفة ورسوم استيراد الحيوانات ومستلزماتها، إلى جانب المساهمات المحلية والدولية والتبرعات من المواطنين والجمعيات، وكذلك الدعم
المقدم من المنظمات الدولية. كما يقترح أن يتم تعزيز موارد الصندوق عبر العائدات الذاتية لمراكز الإيواء، سواء من بيع الكلاب المدربة في المزادات أو من خلال الفعاليات والأنشطة المصاحبة.
ماذا تفعل حينما يهاجمك كلب؟
من جانبه يؤكد دكتوركميل متياس، رئيس الجمعية الطبية البيطرية المصرية على بعض الاحتياطات المهمة التى يجب أن تؤخذ في الاعتبار، وهى : إذا هاجمك كلب، حافظ على هدوئك ولا ترتعب لأن ذلك يزيد من
شراسة الكلب.، ولا تتواصل معه بصريا لأن ده ممكن يعتبره تحدى ،لا تجري امامه لأن ذلك يثير غريزة المطاردة لديه، ولا تدِر ظهرك له، بل اجعل شيئاً ما كحقيبة أو سترة بينكما. إذا هاجمك، دافع عن نفسك
مع حماية وجهك ورقبتك ويديك. بعد انتهاء الهجوم، اغسل الجرح بماء وصابون، ثم زر الطبيب فوراً لتلقي اللقاحات اللازمة وطلب العناية الطبية.، ضرورة الابلاغ عن اى كلاب لها تصرفات غير طبيعية بقدر الإمكان
ويضيف دكتور كميل أن الكلب المصاب بالسعار لا يرى الجسم كاملا لكنه يرى موجات طولية أو عرضية لذلك لن يحدد مكانك الا إذا تحركت ويجب توخى الحذر في ذلك، مشيرا أن الكلاب تستطيع شم رائحة الخوف لدى الإنسان. عندما يشعر الإنسان بالخوف، يفرز جسمه مادة تسمح للكلاب بشمها وإدراك حالة خوف الإنسان.
***وأخيرا ….إن أزمة الكلاب الضالة لم تعد مجرد مشهد عابر في الشوارع، بل قضية متعددة الأبعاد، والرهان الحقيقي اليوم ليس على الحلول السريعة أو المسكنات المؤقتة، بل على بناء رؤية وطنية شاملة تجمع بين صوت العلم الذي يدعو
إلى التعقيم والتطعيم، وصوت الرحمة الذي يذكّرنا بإنسانيتنا في التعامل مع هذه الكائنات، يبقى الأمل في أن تتحول الأزمة إلى فرصة لإرساء توازن جديد يضمن حياة أكثر أمانا للإنسان، وأكثر رحمة للحيوان، وأكثر وعيا للمجتمع.